ما يجب على الشباب هو أن يبذلوا كل الجهود التي ترتقي بهم وبمجتمعاتهم، وهذا هو الطبيعي المرتجى منهم، لكن الكثير من الشباب ولعوامل عديدة يتهربون من تحمل مسؤولياتهم وبكل صنوفها، وبالتالي يترتب على ذلك الكثير من الآثار السلبية للمجتمع وللفرد نفسه، فما هي أبرز الدوافع لعدم تحمل المسؤولية؟ وكيف يجب أن يعالج الأمر؟...

ما يجب على الشباب هو أن يبذلوا كل الجهود التي ترتقي بهم وبمجتمعاتهم، وهذا هو الطبيعي المرتجى منهم، لكن الكثير من الشباب ولعوامل عديدة يتهربون من تحمل مسؤولياتهم وبكل صنوفها، وبالتالي يترتب على ذلك الكثير من الآثار السلبية للمجتمع وللفرد نفسه، فما هي أبرز الدوافع لعدم تحمل المسؤولية؟ وكيف يجب أن يعالج الأمر؟

يمكن تعريف عدم تحمل المسؤولية عند الشباب على أنها: "نمط سلوكي يتميز بعدم الاعتراف بالتزامات الفرد تجاه الآخرين أو المجتمع، وقد يصل إلى التنصل من مسؤولياته تجاه نفسه من عدم تحمل العواقب المترتبة على أفعاله، فضلاً عن أفعال من يرعاهم من الأبناء والأهل".

تواجه مجتمعاتنا اليوم صعوبة كبيرة تتمثل في عدم استعداد الشباب لتحمل المسؤوليات، حيث يفضلون الابتعاد عن المهام الصعبة والبحث عن حلول سريعة وسهلة، وما يغيب عن أفكارهم هو ضرورة أن يتحملوا المسؤوليات التي تنتظرهم في المجتمع.

هذا الوضع قد يؤدي إلى خطر أن يفتقر المجتمع في المستقبل إلى قادة مؤهلين قادرين على تحمل المسؤولية ودفع الحياة نحو النجاح والازدهار، كما يغيب دور الشباب وتدفن طاقتهم العلمية والعملية التي بنوها بجهد وعناء، لتبقى هذه الخبرات حبيسة الصدور والعقول ولم تقدم لميادين العمل، فتبقى تلك الميادين فقيرة وذات طبيعة متأخرة في العمل.

مثال واقعي:

في أي مكان نمارس فيه مهامنا كموظفين نجد صنفاً من الزملاء العاملين معنا يتجنبون التصدي لأية مسؤولية وإن كانوا متمكنين منها، ويفضلون البقاء في منطقة الراحة بعيداً عن الأضواء التي يعتقدون أنها لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تجلب لهم سوى التعب غير المقدر في الكثير من الأحيان من المسؤولين الأعلى أو ممن هم في سدة الإدارة.

ما يترتب على عزوف الكثير من الشباب عن التصدي رغم إمكاناتهم وخبراتهم العالية هو تصدي الوصوليين والأقل خبرة الذين يعملون لصالح أنفسهم ولا يخدمون الوظائف ولا الناس، وهذا يعني خلو أماكن المسؤولية من الأكفاء الذين يعول عليهم للنهوض من الواقع البائس للكثير من الوظائف والمهن.

وقد يعاني الكثيرون من هذا النمط السلوكي السيئ ويعاني غيره بسببه، ويمكن أن يكون لهذا التصرف تأثير سلبي على حياتهم الشخصية والاجتماعية، ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل في العلاقات الشخصية والعملية والمجتمعية، وتراكم الديون والمشاكل المالية، ولا يخفى ما لهذا من قطع للأرحام وكسر للعلاقات الاجتماعية والأسرية التي تفكك المجتمع إلى حد يصعب معه الرجوع إلى الأصل.

ما هي أسباب التهرب من المسؤولية لدى الشباب؟

لعدة أسباب متوقعة لا يفضل الكثير من الشباب تحمل المسؤوليات، من أهم هذه الأسباب هي:

1. أول الأسباب التي تدعو الكثير من الشباب إلى عدم قبول المسؤولية سيما في الوظائف هو عدم مكافأة الجهود التي تقدم بالنسبة لمن يتحمل المسؤولية، والاتجاه صوب العقاب عند الإخفاق، وبالتالي يفضلون عدم الانخراط في المسؤوليات طلباً للراحة.

2. السبب الثاني الداعي إلى عدم التزام المسؤولية هو النظرة السلبية لبعضهم تجاه أهمية المسؤولية في حياتهم، سيما مع فشل الكثير من المسؤولين في القيام بواجباتهم وسخط الناس عليهم، ومن هذه النقطة تحديداً يفضلون الابتعاد عن المسؤولية.

3. والسبب الثالث هو عدم استشعار الشباب لمسؤولياتهم تجاه مجتمعهم، وبالتالي يبقون في الهوامش ولا يفضلون تصدر صفحات الإنجاز والمسؤولية كما لدى الكثير من الشباب المعاصر.

ما يجب:

ما يجب أن يعيه الشباب الجيدون ضرورة التصدي للمسؤوليات؛ لأن تنحيهم يعني أن السيئين هم من يمسكون زمام الأمور، وبالتالي يعبثون بالمواقع والمسؤوليات التي يكونون فيها وحينها يساء استخدام الموقع والسلطة.

كما يجب أن يتصدى الشباب إلى المسؤولية كجزء من الواجب ولا ينتظرون تقييماً أو مكافأة، فحتى لو لم يحصلوا على التقييم الجيد والشكر فإنهم يجب أن يعملوا من أجل أنفسهم ومجتمعهم الذي يريد حقه منهم.

كما على الشباب أن لا يسحبوا فشل البعض عليهم، فليس ضرورياً أن نعمم الفشل، وما يجب هو التوكل على الله وإخلاص النية في العمل لئلا تذهب قوانا الجسمانية والنفسية هدراً، وهذا هو المراد.

اضف تعليق