تكمن أهمية القيادة والإبداع لدى الطفل في تمكينه من مواجهة تحديات المستقبل، فالقيادة ليست مجرد مهارة إضافية، بل هي ضرورة في عالمٍ أصبح يعتمد بشكل متزايد على التفكير الاستراتيجي والإبداعي. فعندما يتعلَّم الطفل مهارات القيادة، يصبح قادرًا على مواجهة التغيرات بمرونة، واتخاذ قراراته بنفسه، والتأثير في الآخرين بطريقة إيجابية...
جميعنا ربما لاحظ في يوم من الأيام أن مجموعة من الأطفال يلتفون حول أحدهم الذي يُعطيهم التعليمات، فيسمعون منه ولا يُعارضونه، وكأنه وليُّ أمرهم لامتلاكه صفات القائد الحقيقي الذي يحمي جماعته ويعمل من أجلهم بكل الوسائل والإمكانات المتاحة. فمن هو الطفل القائد؟ وكيف نُنمِّي في الطفل روح القيادة؟
يُعرَّف الطفل القائد بأنه الطفل الذي يمتلك سِمات وسلوكيات قيادية، تتضمن الثقة بالنفس، والقدرة على اتخاذ القرارات، والتواصل الجيد، وروح المبادرة، والمسؤولية، وحل المشكلات.
في زمننا الحالي، لم يقتصر مفهوم النجاح على المعدلات الدراسية أو التعليم فقط، بل أصبح مُعتمدًا على مهارات الطفل في اتخاذ القرارات، والتفكير الابتكاري، والتواصل بشكل واثق مع الأفراد الآخرين. وامتلاك الأطفال لهذه الصفات يمنحهم استعدادًا أفضل لمواجهة الصعوبات، ويجعلهم قادرين على الوصول إلى النجاح في مجالات مختلفة من الحياة. فالقيادة في أحد أوجهها هي القدرة على تسيير الحياة بصورة مقبولة خالية من المشكلات أو قليلة المشكلات على أقل تقدير.
وتكمن أهمية القيادة والإبداع لدى الطفل في تمكينه من مواجهة تحديات المستقبل، فالقيادة ليست مجرد مهارة إضافية، بل هي ضرورة في عالمٍ أصبح يعتمد بشكل متزايد على التفكير الاستراتيجي والإبداعي. فعندما يتعلَّم الطفل مهارات القيادة، يصبح قادرًا على مواجهة التغيرات بمرونة، واتخاذ قراراته بنفسه، والتأثير في الآخرين بطريقة إيجابية.
ما هي مصادر القيادة لدى عند الأطفال؟
الطفل القائد هو نتاج أحد العوامل التالية؛ إما أن يكون قائدًا بالفطرة، وهذه القاعدة يعارضها البعض فيقولون إن القادة يُصنعون لا يُولدون. أما المصدر الثاني فهو الاكتساب، لاسيما في مرحلة الطفولة المبكرة التي من خلالها يمكن للأطفال أن يَعُوا أنهم قد يتعلَّمون ويفشلون أو ينجحون، فيتقبلون الفشل ويعتبرونه من طبيعة الحياة وعليهم التعلم منه، فهو خطوة نحو النجاح، كما أن التشجيع والنقد هو الذي يصنع منهم قادة، ثُمَّ تقبُّل النقد وتجاوزه.
والمصدر الثالث لقيادة الأطفال هي عملية الاكتشاف العلمي والمشاركة التي قد تحصل بالصدفة من الأبوين أو من المعلمين الذين يلمسون فيه روح القيادة ويعملون على تنميتها. هذا النمط من الأطفال القادة هم مزيج بين نتاجات البيئة والوراثة. وفي النهاية يمكننا الجزم بحقيقة أن الطفل حتى مع كونه يمتلك صفات قيادية موروثة لا يمكنه الاكتفاء بها دون اللجوء إلى التدريب والإفادة من خبرات السابقين.
كيف نُنمِّي روح القيادة لدى الأطفال؟
يمكن أن نُنمِّي روح القيادة في نفوس الأطفال عبر عدة أمور أهمها: إدخال موضوع القيادة إلى المناهج وفتح الأحاديث حوله، ومحاولة ربط موضوع القيادة بحل المشاكل مع توسيع مفهوم القيادة لديهم. ثُمَّ من الجيد أن يُمنَح الأطفال فُرَصًا في اتخاذ القرار في البيت والمدرسة والشارع وفي أي مكان آخر يمارس الأطفال أنشطتهم فيه ليشعروا بالاحترام، وهو ما يجعلهم يرفعون من قيمتهم الذاتية والشعور بالرضا، وبالتالي يميلون إلى القيادة وخدمة أبناء الجنس البشري.
ومما ينمي روح القيادة لدى الأطفال هو التركيز من قِبَل الأهل على مهارات الاتصال وفن التعامل مع الناس بالطرق السلسة والشرعية، علاوة على إشراكهم في المناسبات الاجتماعية المختلفة وفسح المجال لهم لأخذ زمام المبادرة بتبادل الأحاديث مع الناس والتعاطي معهم من دون تردد.
ومن أجل أن يكون الطفل قائدًا لا بد من تنمية الفضول وحب التعلم لديه. وهذا الأمر رغم كونه إيجابيًا لكن يجب التنبيه إلى عدم التدخل في الخصوصيات والتطفل على ما لدى الآخرين من أسرار لأن ذلك يجعل الطفل مكروهًا لا محبوبًا. وبهذه الأمور البسيطة والتي تتناسب مع عمر الطفل يمكن أن نغرس فيه روح القيادة ونجعل منه قائدًا في مجتمعه.



اضف تعليق