ينبغي المثابرة والسعي الحثيث والجد والاجتهاد للوصول إلى تحقيق الغايات الكبرى وعلينا طلب العلم ومناصرة ومؤازرة العلماء الذين يقفون بالخطوط الأولى للمعركة والمدافعون عن حريم البلد قد نجد هناك اخطاء ومطبات وتخبطات من البعض، لكن لا يعني اننا نتخلى عن اهدافنا وواجباتنا في تهيئة مقومات الدولة العادلة...

 نعيش اليوم مرحلة متقدمة من المواجهة والتحديات على مستوى الفكر والنظريات بل على مستوى الدين والإعلام والثقافة والاقتصاد والتعليم والصحة والامن والاستقرار والقانون والاخلاق فالحرب مستعرة والجبهة كبيرة وطويلة والكل يقدم كل ما يملك من اجل تحقيق النصر فنجد الاعداء يتربصون بنا مستغلين كل ما يملكون من وسائل متطورة في ارساء افكارهم وتحقيق اهدافهم، فمثلا وسائل الاقناع والتدجين من خلال الاعلام اصبحت متطورة وواسعة وتنتشر في بقاع المعمورة ودخلت في كل مكان ومجال حتى بات الانسان لا يجد صعوبة في الوصول إلى المعلومات ومتابعة الاحداث من خلال مواقع التواصل الاجتماعي اما تقنية الاعلام وتطور وسائله فحدث بلا حرج.

حيث اليوم بإمكان الاعلام وما يملك من التقنيات الحديثة ان يبدل الحقائق ويغير المفاهيم ويزيف ويبدل ويصور منطقة امنة مستقرة إلى مدينة قتل ونهب وعدم استقرار والعكس كذلك بل ويتمكن من تجييش الجيوش واقناع الجماهير بما يريد انه الاعلام وهكذا باقي الابعاد والاتجاهات.

المهم ليس المتابعة أو المشاهدة بقدر ما يملك الانسان من البصيرة الكافية التي تحميه من السقوط في مهاوي الاعلام المنحرف، واليوم بصعوبة بمكان فصل وفرز الحقائق عن غيرها لتداخل المفاهيم وتشابكها والتباسها وتشابهها على الكثير مما يجعلنا في مفترق الطرق التي تحتم علينا تفعيل دور العقل والتاني والتحقق والتتبع قبل اتخاذ أي موقف فكثير من المواقف كانت ضحية الاعلام والعقل الجمعي فكانت النتائج المأساوية والتي دفع الكثير ثمنها لقرارات اتخذها لم تكن تصدر لولا الانجرار خلف العواطف والاعلام والذي تمكن من فرض ارادته بما يريد الفاعل الاخر وان كانت خلاف قناعات البعض.

علينا التفكير خارج الصندوق وان نفعل ادواتنا وامكاناتنا وابراز الحقائق والعمل بشفافية فالكثير يريد ان يبعدنا عن واجباتنا وعن ممارسة دورنا في استخلاف الارض بما يحقق الاستخلاف المنبثق من قيم السماء وتطبيق شرع الله تعالى وتحقيق المكتسبات وتطوير المنجزات وتمكين الانسان الصالح من ريادة العالم وبناء مستقبل واعد بعيدا عن الشعارات والهتافات والتدخلات والتبعية الخارجية والتوافه وان نسعى لبناء دولة آمنة مستقرة تنعم بما منحها الله من خيرات بلا اجحاف أو ظلم بمشاركة جميع ابناءنا .

إن ديننا سياسة وسياستنا ديننا، فرسول الله (صلى الله عليه واله) حكم من المسجد وبنى دولة واسس نظام سياسي واجتماعي يحمل بين طياته جميع قوانين الحق والعدالة، اننا نحتاج إلى العلم والعلماء و إلى رفع مستوى الوعي وتفعيل دور التعليم والتربية والاخلاق والاستفادة من تجارب الماضي وتحديات المستقبل.

 كثيرة الاصوات النشاز التي تنادي بالتخلي عن العمل السياسي والانشغال بترويض النفس والعبادة- انها كلمة حق يراد بها باطل - لامانع من العبادة والقيادة فالقائد العابد خير من العابد الجاهل وخير من غيره المتمرد المنحرف ما احوجنا اليوم إلى قيادة صالحة عالمة مؤمنة تعمل بما يرضي الله تعالى وتفعل دور العدالة والحق. 

لماذا الاخر يريد ان يجعل لنفسه قيمة ومكانه ويسمح لنفسه القيادة ويحرمها على الآخرين انها الحقارة والدونية اليس نحن أبناء الوطن الاصلاء ولسنا لصقاء. 

ينبغي المثابرة والسعي الحثيث والجد والاجتهاد للوصول إلى تحقيق الغايات الكبرى وعلينا طلب العلم ومناصرة ومؤازرة العلماء الذين يقفون بالخطوط الأولى للمعركة والمدافعون عن حريم البلد قد نجد هناك اخطاء ومطبات وتخبطات من البعض، لكن لا يعني اننا نتخلى عن اهدافنا وواجباتنا في تهيئة مقومات الدولة العادلة والتي قدم من اجلها الكثير من التضحيات وسالت الدماء الزكية في ركابها، لا يحق لنا التخلي عن استحقاقاتنا.

اضف تعليق