الأمن القومي العربي منظومة تخادمية مشتركة لا يمكن أن نبعضها لأن الجميع مرتبط بمشتركات كثيرة من دين وثقافة ونسب وجغرافية وغيرها من المشتركات التي تعتبر حافزًا لوحدة الرأي والمصير والهدف رغم ما فيها من المحددات والتفاعلات والعلاقات الداخلية والخارجية والمؤثرات المعقدة لما تمتلكه المنطقة من امتيازات قل نظيرها في مكان آخر...

الأمن القومي العربي منظومة تخادمية مشتركة لا يمكن أن نبعضها لأن الجميع مرتبط بمشتركات كثيرة من دين وثقافة ونسب وجغرافية وغيرها من المشتركات التي تعتبر حافزًا لوحدة الرأي والمصير والهدف رغم ما فيها من المحددات والتفاعلات والعلاقات الداخلية والخارجية والمؤثرات المعقدة لما تمتلكه المنطقة من امتيازات قل نظيرها في مكان آخر، مما يجعلها تمتاز بثقل محوري حتى أصبحت في بعض الأحيان تعيش حالة التهديد الوجودي من قبل الآخرين، مما يحتم على دول المنطقة أن تكون لها رؤية موحدة وتصدر الكفاءات لتحمل مسؤولية النهوض برسم مستقبل أفضل. 

حيث تحول التحديات إلى فرص تقدم وازدهار رغم الاضطرابات والأزمات التي تعيشها الأمة، فالسودان وليبيا ومصر والقرن الأفريقي والعراق وإيران وسوريا ولبنان وغيرها تعيش حالات متفاوتة من الأزمات والانتكاسات، منها السياسي والأمني والاقتصادي، والتي لها تداعيات وانعكاسات على الساحة الإقليمية والدولية، فضلًا عن بروز جماعات متطرفة مع تفشي الفساد والدكتاتوريات والاستقواء السياسي والبطالة والفقر والمرض. 

فضلًا عن كونها مسرحًا لتنافس الدول العظمى، فكلها ملفات تحتاج الكثير من التصدي والمواجهة، نعم لا ننكر أن هناك تقدمًا وتطورًا واضحًا في بعض الدول، لكننا نطمح أن تعيش المنطقة، لما تحمل من إرث ومشتركات، أن تنهض جميعها لتصبح كتلة واحدة يمكنها مواجهة التحديات العالمية.

إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والذي يشكل هاجسًا وقلقًا للمنطقة يفرض علينا تشكيل تحالفات تعمل على تخفيف حدة الصراع مع تأمين المصالح للمنطقة.

إن ملف المياه وتداعياته يشكل ملفًا مهمًا وحساسًا ويعتبر تحديًا كبيرًا لبعض الدول كالعراق ومصر وغيرها ويعتبرا أزمة استراتيجية والذي يتطلب حلولًا جذرية تحفظ التوازنات والحقوق.

أما على المستوى الداخلي، تحتاج دول المنطقة إلى الكثير من القرارات التي تعيد ثقة المواطن بقياداته مع العمل على البناء والتنمية وتفعيل دور القضاء والفصل بين السلطات وتعزيز روح الانتماء للوطن وتفعيل دور الإعلام وإعطاء مساحة للحريات والنهوض بالواقع الصحي والتعليمي والاقتصادي بعيدًا عن عسكرة المجتمع.

تزايد معدلات الفقر والمرض والبطالة والفساد والمحاصصة والإقصاء والملاحقات غير المبررة وتهميش الكفاءات والتمييز حسب الولاء والانتماء، كلها عوامل تقلل فرص النجاح، مما يشكل تهديدًا للأمن القومي العام وإن كان نسبيًا حسب الدول، وإن أي خلل في النظام الاجتماعي بين الحكومات والمواطنين قد يشكل مشكلة كارثية تهدد الاستقرار والسيادة، مما يتحتم على الجميع العمل بروح الفريق الواحد لتجاوز المشاكل.

ولا نغفل التطور التكنولوجي المتسارع ومنها الأمن السيبراني والذي أصبح عاملًا مهمًا وأساسيًا في تغيير الكثير من المعادلات الجديدة، فالهجمات الإلكترونية باتت لاعبًا قادرًا على التدخل في عمليات التخريب والتعطيل لكثير من القطاعات الحيوية، والتي تحتاج إلى تشكيل فريق عمل مشترك يعمل على الحفاظ على الأمن القومي لجميع الدول المشتركة لتعزيز الاستقرار والتنمية وتوسيع مشاركة الجماهير في بناء الدولة على جميع المستويات ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية ليكون مشروعًا إقليميًا متينًا يمكنها من التنافس في المستقبل والعيش بسلام.

اضف تعليق