q
كثر الحديث خلال أيام خلت عما يسمى ظاهرة الاحتفال بتخريج دفعات جديدة من الجامعات العراقية سيما الاهلية منها، لوحظ ان الحفلات اخذت مسارا وانطباعا عاما جديدا مع انه يتسق مع روح الديمقراطية والقيم الجديدة السائدة في عراقنا المفترض، الا ان الاندفاع الزائد والمتمظهر بصورة تبدو مقصودة...

كثر الحديث خلال أيام خلت عما يسمى ظاهرة الاحتفال بتخريج دفعات جديدة من الجامعات العراقية سيما الاهلية منها، لوحظ ان الحفلات اخذت مسارا وانطباعا عاما جديدا مع انه يتسق مع روح الديمقراطية والقيم الجديدة السائدة في عراقنا المفترض، الا ان الاندفاع الزائد والمتمظهر بصورة تبدو مقصودة للتاثير على حركة المجتمع وسرعة التغيير فيه سيما في ظل الانفتاح الإعلامي وطغيان السوشل ميديا بصورة غطت على سواها من جوانب أخرى بما قد يحرك الاخر .

فبالوقت الذي يشعر الطلاب بفرحة عارمة تتسم بمضامين روح الشباب وما يحدوهم الامل فيها لإعادة رسم مستقبل حياتهم في ظل أوضاع عصيبة مر بها العراق خلال عقود خمسة خلت وما يعنيه التغيير بالنسبة الى جيل اكتوى بنيران الحروب والارهاب والتهجير  والتهميش وقبله ورث مخلفات الحصار والاستبداد وأنواع البطش المككم للافواه .

بين هذا وذاك وما يحدوا الشباب من الانطلاق نحو حياة – وان لم تحدد مخرجاتها بصورة واضحة بعد – جديدة مختلفة كليا عما الفوه وعاشوه في ظل مصادرة الراي والكبت والحرمان والتعطش لافق الحرية بل ممارسة الوعي .

صحيح ان بعض المشاهد والصور المنشورة بقصدية واضحة تثير التساؤلات عن مدى مشروعية تلك المظاهر في ظل اسلمة المجتمع ومحافظته . الا ان العلاجات سوف لن تكون مجدية اذا ما كانت على ذات الوتيرة القمعية .

نحن امام مجتمع يتغير وعادات وقيم تنصهر في بوتقة تعد خليط من الحداثة والاجندات والتطورات والتقنيات التي لا عهد لاسلافنا بها لا من قريب ولا بعيد .. فلا يمكن النظر الى جيل الجامعات والمتخرجين - حاليا منهم - على ذات الطريقة والمنوال الخمسيني والستيني وما بعد بعد ذلك.

العملية برمتها تحتاج الى دراسة الظاهرة بشكل يتسق مع روح العصر ومن قبل جهات متخصصة بمختلف مجالات الحياة  من قبيل (الاجتماع والفلسفة والدين والصحة النفسية والتربية والتعليم والسياحة والرياضة والاعلام والثقافة والامن الاجتماعي .. وغير ذلك الكثير).. للخروج بما يمكن تسميته خارطة حديثة ليس للاحتفال ونقد صوره فحسب بل تتعداها لدراسة أحوال المتخرجين ومستقبلهم وإمكانية احتوائهم وضمهم وتحويلهم الى قيادات مجتمعية شابة قادرة ان تأخذ زمام الأمور نحو صناعة مجتمع جديد شريطة ان تكون ضمن مرحلية خلاقة وبما يضمن ويصون الحرية الفردية وامن المجتمع ورفاهية الناس وإعطاء المشاعر والاحاسيس فسحة من التعبير غير المكبوت كي تكون قادرة على النطق الواعي والحوار مع الذات والموروث للوصول الى مجتمع خلاق لا يمكن تجهيله وقيادته نحو الهواية بسهولة .

...................................................................................................

* الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق