القمم العربية اصبحت تسير وفق ما تريده الولايات المتحدة وحليفتها الاكبر اسرائيل، حيث ركز المجتمعون على اهم قضية تؤرق الادارة الامريكية، الا وهي الملف الايراني وتداعياته في المنقطة برمتها، الى جانب قضية التطبيع مع اسرائيل وكذلك ما تسمى بــ(صفقة القرن)، التي تسعى الى تطبيقها بعض دول الخليج العربي...

اعتادت الجماهير العربية على سماع البيانات بعد انعقاد اي قمة منذ عقود، فلم تخرج تلك الاجتماعات من حيز الخطابات الشكلية البعيدة كل البعد عن التطبيق الفعلي.

القمم العربية اصبحت تسير وفق ما تريده الولايات المتحدة وحليفتها الاكبر اسرائيل، حيث ركز المجتمعون على اهم قضية تؤرق الادارة الامريكية، الا وهي الملف الايراني وتداعياته في المنقطة برمتها، الى جانب قضية التطبيع مع اسرائيل وكذلك ما تسمى بــ(صفقة القرن)، التي تسعى الى تطبيقها بعض دول الخليج العربي، ووفق هذا اصبحت القمم لا تقدم اي خدمة للبيت الخليجي او العربي بصورة عامة.

مسؤولون قطريون اعربوا عن املهم في أن تحقق القمم الثلاث في السعودية نقلة نوعية في العلاقات وحل الخلافات لمواجهة التحديات الكبيرة أمام الدول العربية، لكنها انصدمت بخيبة امل بعد التأكد من ان المخرجات لم تتجاوز بيانا إنشائيا ودعائيا.

الموقف القطري يأتي بالتزامن مع تصاعد التوتر بين إيران ودول المنطقة، تغذيه هجمات الحوثيين في العمق السعودي، وعمليات وصفت بالتخريبية قبالة المياه الاقليمية الاماراتية وسط تلميح الى دور إيران في جميع ما يحدث.

السعودية ترى الفرصة مواتية لضم الشقيقة قطر للصف العربي لاسيما في ظل الضعف التركي وكذلك الضغوطات التي تتعرض لها ايران، فضلا عن تحطيم مراكز قوة الاخوان المسلمين في العديد من الدول العربية والاسلامية، وهذا ما تعده نجاحا ملموسا ونتيجة كبيرة من اجتماع القمم.

النجاحات التي ينظر اليها على انها تحققت عقب انعقاد القمم العربية او الخليجية هي انشاء درع الجزيرة الذي ساهم بقتل وتجويع وتشريد الآلاف من ابناء العروبة في اليمن، ومنع حدوث انقلابات في الاقطار العربية، والتصدي الى التدخل الايراني في الشؤون الداخلية لبعض دول المنطقة.

توجد سيناريوهات قادرة على ان تعيد للمنطقة هيبتها ومكانتها المعهودة التي تصدعت بالخلافات والشقاقات بين بعض الانظمة الحاكمة، فلا يمكن لاي قمة ان تكون ناجحة مالم يتم فتح قنوات للتواصل والحوار بين الجهات المتخاصمة من اجل الخروج برؤية موحدة حيال الملفات المتعلقة.

ولكي نضمن نجاح تلك القمم لابد من ان يكون هناك حضور لجميع الاقطار العربية المنضوية تحت مجلس التعاون الخليجي وكذلك بالنسبة للدول الاسلامية، اما انقعاد القمم على هذه الشكالة فليس من المفاجئ ان تبوء بالفشل الذريع ولا تحقق اي هدف يصبوا اليه المجتمع العربي.

لم تساهم تلك المؤتمرات في تنمية الجانب الاقتصادي المتراجع لبعض الدول العربية ولم تضع الحلول المثلى للقضاء على ازمة البطالة، ولم تحافظ على امن المنطقة، حيث نلاحظ وجود قصف للمدنين في اليمن أليس الاحرى بالمجتمعين ان يوقفوا هذه الاعتداءت قبل الاجتماع؟

التشتت في السياسية العربية وعملية الاقصاء لبعض الاطراف كلها عوامل مؤيدة للآراء التي تقر بعدم نجاح القمم العربية، لاسيما وان السعودية تحاول من هذه القمم لحشد البلدان العربية ضد ايران وتقويض دورها.

السعودية تقول ان قطر باتت عنصرا غير مؤثر في الاجتماعات العربية و لا يجد لها اي حيز في القرارات، بل اصبح لها وزن على الساحة الارهابية وتتخذ دور الجاسوس لايران وغيرها من الانظمة التي تحاول العبث بأمن وسلامة المنطقة.

ارسال رئيس الوزراء لترأس الوفد القطري يعطي مؤشرا ايجابيا حول تغير الموقف، في حين ارسلت ممثلها في الجامعة العربية للمشاركة في مؤتمر القمة العربية في الظهران، وكذلك مؤتمر القمة الخليجية في الرياض التي عقدتا في السابق.

ان الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة والتصعيد في المواقف يوميا يتطلبان الحكمة والتعامل بمسؤولية، وهو ما تمخض عن مشاركة دولة قطر في قمم مكة، حيث ثمثل تلك المشاركة الاحساس بالمسؤولية تعد واجبا قوميا وانسانيا لتحقيق الامن الجماعي والمصلحة العليا لشعوب المنطقة ولعقلنة الخطاب القائم بين الجميع.

في اطلاع سريع لبعض وسائل الاعلام نجد الكثير من التحليلات تذهب الى ان مشاركة قطر في القمم العربية هو مؤشر واضح على انفراج الازمة الخليجية، بينما الواقع مغاير تماما كون موقف الدول المحاصرة لقطر لم يشهد تغير معين، وهذا ما يعزز وجهة النظر القائلة ان المشاركة لن تزيح الخلافات التي مضى على اندلاعها ما يقرب من العامين.

الجميع يعرف ان الملف الاساسي لقمم مكة هو مواجهة طهران وتشكيل جبهة عربية واسلامية موحدة، فهل تعني مشاركة قطر لاسيما وانها تعلم بالاجندة العامة، هنالك تراجع بالموقف القطري ازاء الجمهورية الاسلامية وقبولها بأن تكون رقما يضاف الى قائمة الدول المعادية لايران؟.

من الواضح للعيان قمتي مكة تجاهلتا القضايا المهمة في المنطقة، كقضية فلسطين والحرب في ليبيا واليمن، خيبة امل تتراكم في النفوس العربية، ولم تلوح في الافق اي بوادر ايجابية حول الملفات الساخنة في الشرق الاوسط الذي ابتلي بحروب متعاقبة.

...............................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق