10 ديسمبر هو ذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وهو مناسبة للتأكيد على أهمية احترام حقوق الإنسان، وأن يعمل الجميع لتكريس ثقافة احترام حقوق الإنسان، والدفاع عن كل من تنتهك حقوقه، والوقوف ضد كل من يعتدي عليها، وتمر هذه المناسبة هذا العام وواقع حقوق الإنسان في بلداننا في أسوأ حالتها، في ظل صمت الشعوب عما يحدث من اعتقالات تعسفية لسجناء الرأي والإصلاح وصدور أحكام قاسية جدا وصلت إلى حد المؤبد والإعدام!.

ما أسباب تفاقم حالات الإنتهاكات للأعراض والحقوق والإعتقالات التعسفية والتعذيب للمواطنين بما يخالف القوانين الإلهية والوضعية ومنها القوانين الدولية، ولماذا الصمت الشعبي والدولي اتجاهها، وإلى مدى ستكون آثارها سلبية وتداعياتها وخيمة؟.

شعوب الخليج شعب واحد والعوائل متداخلة فيما بينها، بل قبل عقود من الزمن قبل تأسيس الدويلات الحديثة، قد كانت المنطقة على ساحل الخليج تحت سيادة واحدة، وكانت الشعوب الخليجية تتصف بالطيبة والكرم والتسامح وحب السلام، والبعد عن العنف والتدخل في شؤون الآخرين.

نريد التأكيد على تأييدنا لبناء دولة القانون والمؤسسات- المنبثق من دستور يمثل الشعب في كل دولة -، وأحترام القانون وحقوق الإنسان من قبل الجميع، ورفض الظلم والفساد واستغلال السلطة، ورفض دولة القبيلة والمزاجية، ورفض الإعتداء على حقوق الإنسان، والعنف من أي جهة كانت.

طالما شعوب دول الخليج تفاخرت وتغنت بترديد (بلادنا واحد - خليجنا واحد) كتعبير عن الوحدة وعشقها لها، ولكن الظاهر انها وحدة للأنظمة وإتفاق فيما بينها لتحقيق مصالحها ليستمر حكمها، رغم فشلها لغاية الآن من تحقيق طموح وتطلعات شعوبها.

وطالما تفاخرت أنظمة وشعوب الخليج باحترام العادات والتقاليد في المنطقة، والاهتمام بالأسرة والمرأة والدفاع عن العفة والشرف، لدرجة أن بعض الخليجين يجدون في ذكر اسم المرأة، وبالخصوص الأم أو الزوجة أو البنت أمرا معيبا واعتداءا على الشرف.

ورغم ان شعوب المنطقة مظلومة ومهمشة ومحرومة من حقوقها، سيما حق المشاركة في إتخاذ القرار أو تقرير المصير، - واذا طالب مواطن بحقوقه المسلوبة يتم اعتقاله وتعذيبه وتخوينه وسحب جنسيته، ويجلب أشخاص أجانب ويمنحون الجنسية ويتم توظيفهم في الجهات الأمنية للتنكيل بالمواطنين الأصليين - ولكن للاسف فقد أصبح بعض الخليجين شركاء في الظلم والفساد؛ عبر سكوتهم وصمتهم عما يقع من سلب للحقوق واعتقالات تعسفية، وإعتداءات وإنتهاكات للشعب، إذ إن الإعتداءات التي تقع على البعض، ظلما وعدوانا، هي إعتداء على كل الشعب الخليجي، من باب ان الخليجيين شعب واحد ومصيره واحد، كما يحدث حاليا من انتهاك للأعراض في البحرين عبر اختطاف عدد من النساء واعتقالهن، والتنكيل بهن وتعذيبهن، وسجنهن مع أطفالهن على أيدي القوات الأمنية، وذلك بسبب التعبير عن الرأي ورفض الظلم، بالإضافة إلى الإعتقالات التعسفية وسلب الحقوق في أغلب دول الخليج، مثل منع نصف الشعب السعودي المرأة من نيل حقوقها، والقبض على كل امرأة تقود السيارة ومن المؤسف أن يتم اعتقال المرأة بسبب ذلك الحق المسلوب، ومنع المرأة من السفر كما حدث مؤخرا للناشطة الحقوقية سمر بدوي زوجة المعتقل الناشط الحقوقي المعروف المحامي وليد بالخير، ووصل الأمر إلى سجن بنات للأسرة الحاكمة بسبب رفضهن للظلم ومطالبتهن بالإصلاح، بالإضافة إلى وجود عدد من النساء - والعوائل - يعشن حالة صعبة بسبب انتهاك حقوقهن، وسلب الحقوق والإعتقالات التعسفية للاباء أو الأزواج أو الأبناء أو المعيل لهن.

صمت الأكثرية من الشعب حول الإنتهاكات على الحقوق والأعراض، والإعتقالات التعسفية للالاف من المواطنين، وانتشار الفقر والفساد.. - رغم الطفرة الاقتصادية - في هذا الفترة الزمنية التي تشهد ثورة تقنية في عالم الاتصال والتواصل والتعبير عن الرأي بسهولة جدا، وحراكا شعبيا للمطالبة بالحقوق والمشاركة في الحكم لتشييد دولة القانون والمؤسسات، علامة مخيفة حول المستقبل المظلم الذي ينتظر شعوب المنطقة، حيث يدل على إن الشعوب يعيشون في سجن كبير في ظل أجواء من الرعب والخوف بسبب تعامل الأجهزة البوليسية القمعية. وفي ظل صمت العالم الذي يدعي الحرية ودعم الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية وتقرير المصير للشعوب في المنطقة، ويتعامل بطريقة لا أرى لا اسمع لا أتكلم حول كافة الانتهاكات والتجاوزات من قبل الأنظمة الحاكمة في المنطقة نتيجة ما يحصل عليه العالم الغربي من الأنظمة من تنازلات لخدمة مصالحه ودعم سياسته، كالحصول على عروض مثل قواعد عسكرية كما حدث لبريطانيا التي حصلت على قاعدة عسكرية في البحرين!.

الحرية للمعتقلين الأبرياء والمظلومين؛ والشعب المتماسك المحب لوطنه والحريص على مصلحة وطنه وكافة المواطنين، هو من يرفض الظلم ومنها انتهاك حقوق الإنسان، ويدافع عن المعتقلين في كل مكان وزمان، ويوم 10 ديسمبر فرصة لتأكيد التضامن مع المعتقلين والمطالبة بالافراج عنهم في زمن الشعوب تلتزم الصمت عن انتهاك حقوقها.

"صمت الشعوب عن الظلم والفساد والانحراف، يجعل الطغاة يستمرون في طغيانهم وظلمهم".

..........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق