إستعراض تجارب الآخرين ودراستها ومنها بناء الإنسان كنوز جاهزة، لأنها معروفة للجميع، وهنا لنجعل إستراتيجية البناء لما بعد تحرير الموصل وباقي المناطق تكون قضية عراقية بحتة وليست شأن إقليمي ودولي، ولكن هذه الفرضية لا يمكن التسليم بها في البداية لأن الجهات الموكلة لها عمليات البناء هي أكيد الشركات العربية والأجنبية، ولكن كيف يسيطر العراق على هذه العمليات بروح وطنية تمنع الإبتزاز الإقليمي والدولي، وحالات الفساد الإداري والسياسي من إستغلال هذه العمليات لمصالح شخصية، ومشاريع وهمية، وإستغلال للمال العام بدون رقابة ومحاسبة وطنية.

ونطرح أدناه بعض الرؤى والمقترحات التي تصب في عملية بناء المؤسسات وبناء الإنسان:-

أ- بناء المؤسسات:-

أولا:- ضرورة تفعيل دور وجود الدولة بمؤسساتها الدستورية، والوزارات المتخصصة (وجود ممثليات لهذه الوزارات في الموصل) والمؤسسات العسكرية، والأمنية، والإستخبارية، في وضع خطط البناء، والإعمار بشكل مباشر ورئيسي.

ثانيا:- جعل المناقصات، والمساطحات، وتوكيلات البناء تحت مراجعة دقيقة ومحسوبة من قبل لجان متخصصة وفنية، أي أنها تتكون من خبراء ومتخصصين، وليس عناصر محسوبة على جهات حزبية وسياسية، أو عناصر تحوم عليها شبهات فساد سابقة.

ثالثا:- توظيف شركات البناء العراقية ذات السمعة الجيدة، والمشهودة بالكفاءة في عمليات البناء وإعمار الموصل، للإستفادة من الخبرة العراقية في البناء، ولتشغيل أكبر قدر ممكن من الأيدي العاملة العاطلة عن العمل، سواء مهندسين أو عمال كنوع من مقاومة عملية إستغلالهم لصالح الأجندات الإقليمية والدولية، وتجنيدهم لصالح المنظمات الإرهابية مستقبلا.

رابعا:- توفير الحماية الكافية للمشاريع الإعمارية في الموصل من قبل قوى الجيش، والشرطة الاتحادية، والحشد الشعبي، منعا من الإختراقات، والعمليات التي قد تقوم بها المجاميع الإرهابية لإيقاف العمل.

خامسا:- تقسيم عمليات البناء والإعمار في الموصل إلى جهات قطاعية وفق ما يأتي:

1- قطاع التعليم.

2- قطاع الصحة.

3- قطاع البنى التحتية: الكهرباء، الماء والمجاري، والصرف الصحي.

سادسا:- تقدير حاجة الموصل في المستقبل القريب من مشاريع البناء والإعمار، والتي يمكن أن يطلق عليها المشاريع المهمة جدا كالكهرباء، والماء والمجاري، كمرحلة أولى يمكن إنجازها خلال سنة أو سنتين كحد أقصى لتوفير أبسط إحتياجات المواطن.

سابعا:- تشغيل وإستقطاب كل الأيدي العاملة من باقي المحافظات العراقية في هذه المشاريع كنوع من عمليات القضاء على البطالة.

ب- بناء الإنسان:-

أولا:- تشكيل خلايا أزمة تربوية، وإجتماعية، وثقافية، وسياسية، وأمنية، من أبناء محافظة نينوى تعمل هذه الخلايا على وضع خطط مجابهة، وتصحيح ما خلفه تنظيم داعش الإرهابي من دمار نفسي لشخصية الطفل، والمراهق، والبالغ، وكيفية تأهيل هذه الشرائح لإعادة دمجهم في المجتمع.

ثانيا:- تفعيل دور العشائر العربية في عملية بناء الإنسان، من خلال التأكيد على دورها في ترسيخ وتفعيل قيم الشهامة، والتكافل الاجتماعي، والنخوة العربية الأصيلة في مساعدة الفقراء والمعدمين، والأرامل واليتامى.

ثالثا:- تفعيل دور رجال الدين لترسيخ القيم الثابتة للدين الإسلامي الحنيف في السلام والأمن والأمان، وإقتلاع القيم العدوانية، والإرهابية، والتكفيرية التي أراد زرعها تنظيم داعش الإرهابي.

رابعا:- تفعيل دور منظمات المجتمع المدني، والمنظمات الدولية والإقليمية، وخاصة الموجودة في إقليم كُردستان العراق، للعمل في الموصل، وإقامة الدورات التأهيلية للشباب، والأطفال، والنساء، لزرع الأمل، والثقة بالمستقبل وخاصة عند الأيزيديين كنموذج للتأهيل.

خامسا:- الاهتمام بعوائل الشهداء، والجرحى، والمعوقين، والأيتام، وضحايا الإرهاب، وإشراك مؤسسات الدولة كالرعاية الإجتماعية، والعمل والشؤون الإجتماعية في تخصيص رواتب للمعدمين والذين يعيشون تحت خط الفقر، وتفعيل دور مؤسسة الشهداء الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني التي تهتم بهذه الشرائح، لمتابعة عوائل الشهداء وتلبية وحل مشاكلهم.

سادسا:- الإهتمام وإعادة تأهيل دور الإيتام، والعجزة وكبار السن، والأحداث لإستيعاب النزلاء الجدد بعد تحرير الموصل بعد فقدانهم لأبائهم، وإخوانهم، وعوائلهم.

سابعا:- تفعيل عملية البحث العلمي الرصين في الجامعات، ومراكز البحوث لدراسة المشكلات التي خلفها تنظيم داعش الإرهابي، والعمل على وضع الحلول لها بشكل علمي، وأكاديمي.

ثامنا :- تفعيل دور (المرشد التربوي) في المراحل الدراسية كافة من رياض الأطفال إلى الجامعات، وتفعيل دور (الباحث الاجتماعي) في الجامعات، لتشخيص الحالات المعقدة عند الطلبة والطالبات لدراستها، وحلها بالتنسيق مع وزارة التربية، ووزارة التعليم والبحث العلمي.

* مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية/2001–2017Ⓒ
http://mcsr.net

اضف تعليق


التعليقات

حازم حمزة الشحماني المياحي
اتقدم اليكم بخالص الشكر والتقدير والاحترام على هذه المواضيع التي تنشر في موقعكم وبالتأكييد هذا هو روح التعاون الانساني والاخلاقي والمسؤولية الفكرية الداعمة للامن والسلام ، اكرر تقديري لكم جميعا بارك الله فيكم واعزكم الله ورعاكم وسدد خطاكم في خدمة الناس وزرع السلام والامن الوطني ،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم
الشيخ حازم حمزة الشحماني2017-08-14