q

كشفت تحليلات مختبرية دقيقة عن انتشار ظاهرة تعاطي المنشطات بين الرياضيين على مستوى عالمي، ولم تنفع الاجراءات التي اتخذتها لجان مكافحة العقاقير النشطة بالحد او القضاء على هذه الظاهرة، فق كشف مصادر مستقلة ذات معلومات مؤكد أن ما يقارب 490 رياضيا، بينهم 13 من حملة الميداليات، تناولوا عقار (ملدونيوم) المتسبب بايقاف نجمة كرة المضرب الروسية ماريا شارابوفا، خلال دورة الالعاب الاوروبية في باكو العام الماضي، بحسب ما ذكرت المجلة البريطانية للطب الرياضي. ووضع ملدونيوم على لائحة المواد الممنوعة من قبل الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات في 1 كانون الثاني/يناير الماضي، وتم تنفيذ البحث نيابة عن اللجان الاولمبية الاوروبية ما ساهم في قرار الوكالة العالمية.

وقد سعت لجان مختصة في مكافحة المنشطات الى اتخاذ اجراءات دقيقة للحد من تعاطي الرياضيين لهذه العقاقير التي تتعارض من الاهداف السامية للرياضة، واستندت نتائج تلك اللجان المختصة الى معلومات تطوع بها رياضيون وفرقهم الطبية، بالاضافة الى اختبارات منشطات خلال دورة الالعاب الاوروبية في حزيران/ يونيو الماضي التي شارك فيها 6 الاف رياضي. وتبين ان 13 من حملة الميداليات قد تناولوا عقار ملدونيوم، وكشف عنه في 15 رياضة ضمن الالعاب من اصل 21.

وقد حاولت اللجنة الاولمبية أن تكون اكثر دقة في اجراءاتها بهذا المجال، فاتخذت الاجراءات الصحيحة وحددت هذه اللجنة بمشاركة وكالة مكافحة المنشطات "الرياضات والدول المستهدفة" بهذه الاختبارات، بحسب ما اوضحت اللجنة الاولمبية في بيان. ورأى بادجت ان "ضبط الرياضيين الغشاشين وحرمانهم من الذهاب الى ريو سيكون افضل وسيلة لحماية الرياضيين النظيفين". وللقيام بذلك، انشأت الاولمبية الدولية "فريق عمل" لمكافحة المنشطات يضم خبراء من الاتحادات الرياضية الدولية، بالتنسيق مع الاختصاصيين في وكالات مكافحة المنشطات في استراليا والدنمارك واليابان وجنوب افريقيا وبريطانيا والولايات المتحدة.

ولم تنحصر قضية مراقبة المنشطات على اللجنة الاولمبية او المنظمات المهتمة بالرياضات المختلفة، انما اثارت ايضا اهتمام عدد من قادة الدول بسبب استفحال هذه الظاهرة وتكرارها مع بداية كل دورة جديدة من المسابقات الرياضية، فقد ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اللوم على المسؤولين عن الرياضة في بلاده بأنهم لم يقدروا خطورة الوضع وانه كان يتعين عليهم انذار الرياضيين بحظر عقار ملدونيوم من قبل الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا). وقال بوتين في اجتماع للحكومة الروسية "من الواضح ان المسؤولين الرياضيين لدينا لم يقدروا جيدا خطورة الوضع".

ويبدو أن بعض كبار الرياضيين متورطون في تعاطي المنشطات، حتى اولئك اللذين حصلوا على ميداليات ونتائج سباقات عالمية مهمة، لجأوا الى تناول العقارات المنشطة من اجل الوصول الى نتائج أفضل، كما نلاحظ ذلك مع الرياضية الشهيرة نجمة كرة المضرب الروسية ماريا شارابوفا التي فجرت قبل ايام مفاجأة سقوطها في اختبار المنشطات خلال بطولة استراليا المفتوحة، حيث عقدت مؤتمرا صحافيا في لوس انجليس كشفت فيه انها تتناول ملدونيوم منذ اعوام وانها لم تكن تعلم انه تم حظره منذ بداية العام الحالي. وقد اجرت المجلة البريطانية للطب الرياضي نيابة عن اللجان الاولمبية الاوروبية بحثا اثبت تناول 490 رياضيا، بينهم 13 من حملة الميداليات، عقار ميلدونيوم في دورة الالعاب الاوروبية الاولى التي اقيمت في باكو الصيف الماضي.

تحليل عينات اولمبياد 2008 و2012 مجددا

في هذا السياق ستخضع عينات مأخوذة من العاب بكين 2008 ولندن 2012 الاولمبية الصيفية لتحليل جديد للتأكد من نظافة جميع الرياضيين في اولمبياد ريو دي جانيرو 2016، بحسب ما اعلنت اللجنة الاولمبية الدولية والوكالة العالمية لمكافحة المنشطات.

وقال ريتشارد بادجت المدير الطبي في اللجنة الاولمبية الدولية بعد ندوة حول هذا الموضوع في لوزان: "غرض هذا البرنامج هو ابعاد الرياضيين الذين غشوا في بكين ولندن غير المضبوطين انذاك لان اساليب تحاليلنا لم تكن متقدمة مثل اليوم". ويجري تحليل مئات العينات راهنا وستعرف النتائج "خلال اسابيع او اشهر قليلة" قبل العاب ريو (5-21 اب/اغسطس) بحسب ما اضاف المسؤول.

وحددت اللجنة الاولمبية ووكالة مكافحة المنشطات "الرياضات والدول المستهدفة" بهذه الاختبارات، بحسب ما اوضحت اللجنة الاولمبية في بيان. ورأى بادجت ان "ضبط الرياضيين الغشاشين وحرمانهم من الذهاب الى ريو سيكون افضل وسيلة لحماية الرياضيين النظيفين". وللقيام بذلك، انشأت الاولمبية الدولية "فريق عمل" لمكافحة المنشطات يضم خبراء من الاتحادات الرياضية الدولية، بالتنسيق مع الاختصاصيين في وكالات مكافحة المنشطات في استراليا والدنمارك واليابان وجنوب افريقيا وبريطانيا والولايات المتحدة.

وتأتي هذه الخطوة في ظل ازمة منشطات كبرى تضرب عددا من الرياضات وخصوصا العاب القوى التي قد تفتقد روسيا في العاب ريو لايقافها بسبب تنشيط حكومي ممنهج. كما تعرضت دول اخرى لانذارات ووضعت من قبل الاتحاد الدولي في "وضع حرج" على غرار المغرب واوكرانيا وبيلاروسيا واثيوبيا وكينيا بحسب فرانس برس.

بوتين يلوم المسؤولين في روسيا

في السياق نفسه ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اللوم على المسؤولين عن الرياضة في بلاده بأنهم لم يقدروا خطورة الوضع وانه كان يتعين عليهم انذار الرياضيين بحظر عقار ملدونيوم من قبل الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا). وقال بوتين في اجتماع للحكومة الروسية "من الواضح ان المسؤولين الرياضيين لدينا لم يقدروا جيدا خطورة الوضع".

واضاف "لم يغيروا لائحتنا" للمواد المحظورة و"لم يبلغوا الرياضيين والمدربين والافراد الاخرين" بقرار وادا. واوضح الرئيس الروسي أيضا في الاجتماع "لو اضيف هذا الدواء الى قائمة وادا، كان سيتم التعامل معه وفقا لذلك"، داعيا الحكومة الى تعزيز مكافحة استخدام المواد المنشطة من الرياضيين الروسي. ووضع ملدونيوم على لائحة المواد الممنوعة من قبل وادا في الاول من كانون الثاني/يناير الماضي.

وقد فجرت نجمة كرة المضرب الروسية ماريا شارابوفا قبل ايام مفاجأة سقوطها في اختبار المنشطات خلال بطولة استراليا المفتوحة، حيث عقدت مؤتمرا صحافيا في لوس انجليس كشفت فيه انها تتناول ملدونيوم منذ اعوام وانها لم تكن تعلم انه تم حظره منذ بداية العام الحالي. وقد اجرت المجلة البريطانية للطب الرياضي نيابة عن اللجان الاولمبية الاوروبية بحثا اثبت تناول 490 رياضيا، بينهم 13 من حملة الميداليات، عقار ميلدونيوم في دورة الالعاب الاوروبية الاولى التي اقيمت في باكو الصيف الماضي.

وكانت وكالة تاس الروسية الرسمية اكدت ان شارابوفا ليست الرياضية الوحيدة التي تناولت هذا العقار، واوضحت ان لاعب منتخب الكرة الطائرة الكسندر ماركين وبطل العالم في التزحلق على الجليد بافل كوليجنيكوف والبطل الاولمبي في التزحلق لمسافات قصيرة سيمين يليستراتوف جاءت نتائجهم ايجابية ايضا. ويهز عقار ميلدونيوم منذ عدة اسابيع سلطات مكافحات المنشطات، فقد تم الكشف عن تعاطي هذه المادة من قبل السويدية ابيبا اريغاوي بطلة العالم 2013 في سباق 1500م في العاب القوى، والروسية ايكاترينيا بوبروفا بطلة التزحلق على الجليد وبطلة البياتلون الاوكرانية اولغا ابراموفا والدراج الروسي كاتوشا ادوارد فورغانوف.

ويستخدم ملدونيوم، المصنع في لاتفيا وغير الموافق عليه في الولايات المتحدة، لعلاج مشكلات عدم انتظام ضربات القلب، نقص المغنيسيوم وحالات مرض السكري الاسري. وتواجه روسيا فضيحة منشطات كبرى في عالم العاب القوى، وهي موقوفة عن المشاركة في مختلف المسابقات الدولية حتى اشعار اخر بحسب فرانس برس.

روسيا وأسئلتها حول منع الملدونيوم

من جهته صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان بلاده "لديها الكثير من الاسئلة" للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات بعد منع الملدونيوم الذي تنشطت به نجمة كرة المضرب الروسية ماريا شارابوفا المصنفة اولى في العالم سابقا وسابعة حاليا. وقال لافروف في مقابلة مع احدى شبكات التلفزيون المحلية "الوضع الحالي مع هذا الكم الكبير من التوقيف والاتهامات ضد افضل رياضيين لدينا، يثير الكثير من الاسئلة". واضاف لافروف الذي نادرا ما يتدخل في الشأن الرياضي، "اعتبر انه ردا على اسئلة مهنية يجب ان تكون هناك اجوبة مهنية" من قبل الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات.

ويستخدم الملدونيوم، المصنع في لاتفيا وغير الموافق عليه في الولايات المتحدة، بكثافة في دول الاتحاد السوفياتي سابقا لعلاج مشكلات عدم انتظام ضربات القلب ونقص المغنيزيوم وحالات مرض السكري الاسري، ووضعته الوكالة العالمية على لائحة المواد الممنوعة في الاول من كانون الثاني/يناير الماضي. واضاف لافروف "قد يكون من سوء حظ الملدونيوم انه انتج في لاتفيا السوفياتية. لو ان هذا الامر حصل بعد ان اصبحت لاتفيا عضوا من +العالم المتحضر+، لربما كان للملدونيوم مصير مختلف".

وقدم وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو دعمه لشارابوفا قائلا "انا اسف لماشا (لقب ماريا شارابوفا). امل برؤيتها تعود الى الملاعب ونحن جاهزون لدعمها". وتواجه الرياضة الروسية، والعاب القوى على وجه التحديد، صعوبات بالغة منذ أشهر بعد صدور تقرير عن لجنة مستقلة شكلتها الوكالة العالمية اكد وجود عمليات تنشط منظم في رياضة ام الالعاب الروسية، ما دفع بالاتحاد الدولي الى ايقاف روسيا وعدد من العدائين وفرض شروط صارمة على طريقة عمل الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات.

ويقوم ممثلون عن الوكالة والاتحاد الدولي لالعاب القوى بزيارات الى روسيا للتأكد من الوعود الروسية على الصعيد الرسمي بمعالجة الخلل، خاصة وانه تم انتخاب اتحاد روسي جديد لالعاب القوى، أملا بتوفير المناخ للحاق العدائين الروس بدورة الالعاب الاولمبية في ريو دي جانيرو (5 الى 21 آب/اغسطس).بحسب فرانس برس.

99 حالة منشطات بعقار الملدونيوم

في حين ذكرت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات ان 99 رياضيا تناولوا عقار ملدونيوم منذ حظره في الاول من كانون الثاني/يناير. وقال المتحدث باسم الوكالة بن نيكولز "نستطيع التأكيد انه منذ الاول من كانون الثاني/يناير حين تم منع استخدام الملدونيوم، بينت فحوص الكشف عن المنشطات ان 99 رياضيا استخدموا هذا العقار".

وكانت نجمة كرة المضرب الروسية ماريا شارابوفا احدى اهم ضحايا الملدونيوم المبتكر في لاتفيا في سبعينيات القرن الماضي قبل تفكك الاتحاد السوفياتي والمستخدم في معالجة بعض المشاكل خصوصا منها الناجمة عن داء السكري. ومن بين الذين طالتهم العقوبات بسبب استخدام الملدونيوم العداءة السويدية ابيبا اريغاوي بطلة العالم 2013 في سباق 1500 م، والروسية ايكاترينا بوبروفا (تزحلق فني) والاوكرانية اولغا ابراموفا (بياتلون) والروسي كاتوشا ادوارد فورغانوف (دراجات) بحسب فرانس برس.

تعاطي عقار ملدونيوم في دورة الالعاب الاوروبية

في السياق نفسه تناول 490 رياضيا، بينهم 13 من حملة الميداليات، عقار ملدونيوم المتسبب بايقاف نجمة كرة المضرب الروسية ماريا شارابوفا، خلال دورة الالعاب الاوروبية في باكو العام الماضي، بحسب ما ذكرت المجلة البريطانية للطب الرياضي. ووضع ملدونيوم على لائحة المواد الممنوعة من قبل الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات في 1 كانون الثاني/يناير الماضي، وتم تنفيذ البحث نيابة عن اللجان الاولمبية الاوروبية ما ساهم في قرار الوكالة العالمية.

واستندت النتائج الى معلومات تطوع بها رياضيون وفرقهم الطبية، بالاضافة الى اختبارات منشطات خلال دورة الالعاب الاوروبية في حزيران/يونيو الماضي التي شارك فيها 6 الاف رياضي. وتبين ان 13 من حملة الميداليات قد تناولوا عقار ملدونيوم، وكشف عنه في 15 رياضة ضمن الالعاب من اصل 21.

وذكرت الصحف الروسية ان شارابوفا ليست الرياضية الروسية الوحيدة التي فشلت في اختبار المنشطات. واشارت وكالة تاس الرسمية ان لاعب منتخب الكرة الطائرة الكسندر ماركين، بطل العالم في التزحلق على الجليد بافل كوليجنيكوف والبطل الاولمبي في التزحلق لمسافات قصيرة سيمين يليستراتوف جاءت نتائجهم ايجابية ايضا. وصدمت النجمة الفاتنة عالم الكرة الصفراء الاثنين باعلان ثبوت تناولها عقار ملدونيوم المحظور خلال بطولة استراليا المفتوحة، لكنها بررت ذلك بالقول "منذ 10 سنوات، اتناول هذا الدواء بناء على وصفة من طبيب العائلة. هذا الدواء لم يكن على لائحة المنتجات الممنوعة للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، لكن القاعدة تغيرت في الاول من كانون الثاني/يناير واصبح الدواء مادة ممنوعة وهو ما لم اكن اعرفه".

واعلن الاتحاد الدولي "ايقافها موقتا اعتبارا من 12 آذار/مارس بانتظار سير هذا الاجراء". ويهز الملدونيوم منذ عدة اسابيع سلطات مكافحات المنشطات، فقد تم الكشف عن تعاطي هذه المادة من قبل السويدية ابيبا اريغاوي بطلة العالم 2013 في سباق 1500م في العاب القوى، والروسية ايكاتيرنيا بوبروفا بطلة التزحلق على الجليد وبطلة البياتلون الاوكرانية اولغا ابراموفا والدراج الروسي كاتوشا ادوارد فورغانوف.

ويستخدم الملدونيوم، المصنع في لاتفيا وغير الموافق عليه في الولايات المتحدة، لعلاج مشكلات عدم انتظام ضربات القلب، نقص المغنيسيوم وحالات مرض السكري الاسري. وتواجه روسيا فضيحة منشطات كبرى في عالم العاب القوى، وهي موقوفة عن المشاركة في مختلف المسابقات الدولية حتى اشعار اخر بحسب فرانس برس.

المنشطات آفة مستفحلة

في حين ان ازمة المنشطات وتبعاتها المستفحلة هذه الايام في عالم العاب القوى، وما اوقعته من عقوبات قضت اخيرا بتوقيف الاتحاد الروسي للعبة دوليا، حتى تسوية اوضاعه "الفنية – القانونية"، وصولا الى امكان تجميد نشاط الاتحاد الدولي للعبة، اعادت تسليط الضوء على "داء مستفحل" في جسم الرياضة العالمية. فالحقيقة ان العاب كثيرة "ملوثة"، لكنها تستمد حمايتها من سلطة المال ومصالح الدول العليا وصون "الصورة الناصعة" والسمعة. والموجة المتصاعدة اخيرا طرحت مجددا الصراع في هذا الاطار، حيث الغاية تبرر الوسيلة مهما كان الثمن، لان الفوز بميدالية قرار استراتيجي احيانا معطوف على الاستثمار ومبالغ الرعاية وسياسة اظهار القوة والكفاءة والنهج السليم، فلا عجب ان تحدثوا عن مختبر روسي "مضاد" لكشف المنشطات يحمي المتنشطين ويقيهم اكتشاف حقيقتهم.

وكانت الوكالة العالمية دانت في تقرير نشرته مطلع تشرين الثاني/نوفمبر نظاما شاملا للمنشطات في روسيا، متهمة رئيس المختبر الروسي غريغوري رودتشنكوف --الذي استقال من منصبه-- بالضلوع في تنشيط الرياضيين، ويتضمن خصوصا اتلاف المختبر نتائج اختبارات ايجابية لمواد منشطة و1417 عينة محفوظة. وطالبت الوكالة في الوقت عينه بايقاف العاب القوى الروسية عن المشاركة في المسابقات كلها. واشار غونتر يونغر مدير المنشطات السابق في الانتربول ان التورط الروسي ثبت في ضوء بحث وتقصٍ ورصد وتحليل وثائق وتسجيلات، الى رسائل "ارشادية" وجهها الطبيب سيرغي برتغالوف الى رياضيين حول سبل التنشط وكيفية تفادي الوقوع في الاختبارات.

غير ان الامر لن يقتصر على لائحة روسية، فدلائل كينية تصب في الاطار عينه، كذلك تركية وصينية وبلغارية، فآثار "المدرسة الشرقية" لم تمح بعد. فمثلا، ظهرت آثار تنشط على 18 عداء كينيا من بين 800 حالة ايجابية لـ5 آلاف عينة اخذت من رياضيين بين العامين 2001 و2012. ويؤكد العداء ويلسون كيبسانغ بطل ماراثوني لندن ونيويورك، ان "المنشطات في كل مكان وليس في كينيا وحدها"، فحصد الجوائز المالية وايقاع الفوز يتطلب ان تتنشط لتبقى في المقدمة. وتتهم العاب القوى الكينية بان 30 الى 40 في المئة من وجوه صفها الاول يتنشطون. وما يثير استغراب بعضهم انه منذ عام 2007 تحطم الرقم العالمي للماراثون مرة كل سنتين تقريبا، علما ان اسلوب التدريب وظروفه في المعسكرات الكينية لم تتبدل منذ عام 1980.

وسيغيب رباعو بلغاريا عن دورة ريو دي جانيرو الاولمبية في الصيف المقبل، بعدما أوقفهم الاتحاد الدولي لرفع الأثقال عقب إكتشاف حالات تنشط عدة في صفوفهم. واتخذ القرار على هامش بطولة العالم للمصارعة التي اجريت في هيوستن الاميركية اخيرا.

ففي آذار (مارس) الماضي، سقط ثمانية رباعين بينهم ثلاثة من أبطال اوروبا وثلاث رباعات في اختبارات للمنشطات (تناولوا مادة ستانوزولول) أثناء معسكر تدريبي استعدادا للبطولة القارية في تبيليسي بجورجيا. كما أوقف ديمير ديميريف، بطل اوروبا السابق وايفان ماركوف بطل العام الماضي، وايفايلو فيليف والرباعة ميلكا مانيفا بسبب اتهامات مماثلة. وكان الاتحاد البلغاري للعبة عانى من مواقف متكررة مماثلة مثيرة للحرج، وجرّد من رخصته موقتا في عام 2009. وغاب الرباعون البلغار عقب الانسحاب من دورة بكين الاولمبية 2008 اثر سقوط 11 منهم في اختبارات المنشطات.

كما سحب الاتحاد الدولي احدى بطاقات رومانيا في الاولمبياد بسبب سقوط عدد من رباعيها في اختبارات المنشطات أثناء التصفيات. وحكمت محكمة التحكيم الرياضي على الاسبانية مرتا دومينغيز، بطلة العالم 2009 في سباق 3 الاف موانع، بالايقاف 3 سنوات بسبب مخالفتها قوانين مكافحة المنشطات وستخسر بالتالي ذهبيتها، علما ان اتحاد بلدها برأها في شباط (فبراير) 2014 خلافا لتوصيات الاتحاد الدولي، الذي طلب ايقافها 4 سنوات. فطلب الاخير والوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تدخل محكمة التحكيم الرياضي للبت في هذه القضية. وهكذا يبدو ان الامر لا يقتصر على "مخالفات" روسية للفوز بميداليات دولية، فبين عامي 1988 و2000 حصد 24 رياضيا اميركيا بينهم الاسطورة كارل لويس ميداليات اولمبية، وسبق ان اكتشف انهم تنشطوا، لكن المصلحة العليا قضت بالتستر والكتمان، الى غض النظر والحماية واتخاذ ترتيبات "مضادة" هندسها الدكتور وايد اكسوم. وبعد اعوام ضج العالم بفضائح مختبر بالكو ومالكه فيكتور كونتي، الذي استعان بخدماته "العداءان الاولمبيان" ماريون جونز وتيم مونتيغومري.

اما بنك العينات الذي طالما فاخر الاتحاد الدولي لالعاب القوى انه يمتلكه بموجب اطلاقه الجواز البيولوجي، فقد تحول من بنك معلومات ثمين الى دراما قد تقضي على كيانه، وبات رئيسه الجديد اللورد سيباستيان كو "تحت المجهر" تُرصد تحركاته والاجراءات التي سيتخذها اتحاده.

في عام 2010، كشف باحثون في مختبر لوزان ان 14 في المئة من 2737 خضعوا لفحوص المنشطات، اظهروا آثارا ايجابية. وفي بلد لم يسموه يتنشط رياضي من اثنين. وبعد خمسة اعوام، اظهرت اختبارات لوزان ان 16 في المئة من اصل 5 آلاف رياضي خضعوا للفحص متنشطين بطريقة او اخرى. اما لائحة الـ150 رياضيا التي اشار اليها تحقيق التلفزيون الالماني اواخر العام المنصرم، والتي حركت المياه الراكدة ووكر الدبابير في عالم العاب القوى، فستحلل عيناتهم الثانية المحفوظة وتعلن نتائجها قبل انقضاء عام 2015.

لقد خطفت العاب القوى الاضواء بآفة المنشطات، غير ان اتحادات اخرى تداري وجهها حماية للسمعة وحفاظا على الهالة والشهرة، فهي اشبه بقصر منيف واجهاته براقة والمياه الآسنة تجري في اروقته. والحالة الراهنة تشبه الطريقة التي اعتمدها الاتحاد الدولي للدراجات في تستره على الاميركي لانس ارمسترونغ، بطل دورة فرنسا 7 مرات (1999 – 2005) بفضل برنامج تنشط ممنهج. فقد غض الاتحاد الدولي الطرف مرات (عن عينات ايجابية لمادة كورتيكوييد)، وفضل ايضا الا يشوه هالة بطولة العالم التي احرز الفرنسي لوران بروشار لقبها (تناول مادة ليدوكايين). والشكوك تطاول كرة المضرب ايضا، فقد افاد بيدرو مونوز رئيس الاتحاد الاسباني السابق (2005-2009) ان هناك حالات كثيرة بين اللاعبين المحترفين مسكوت عنها او اخضعت لغرامات رمزية. وكشف انه تدخل شخصيا لـ"حماية" احد مواطنيه في نهاية عقد التسعينات.

والواضح ان اداريين ومدربين لا يستطيعون الخروج من "منظومة المنشطات" لانها "الاداة الفاعلة في عالم الرياضة". من هنا كان الطرح بتكليف الوكالة العالمية بمفردها بمهام المراقبة والفحص وفرض العقوبات، لكن مثل هذه الخطوة تتطلب موازنة تفوق المليار يورو سنويا، في مقابل 30 مليونا تسير بها اعمالها حاليا. وقد نوقشت الفكرة في اجتماعات المكتب التنفيذي للوكالة الذي عقد يومي 17 و18 تشرين الثاني/نوفمبر في كولورادو سبرينغ بالولايات المتحدة.

وفي حال ارادت اللجنة الاولمبية الدولية والوكالة العالمية اجراء مسح سريع لمعرفة موقف الاتحادات الدولية من هذا التوجه، لاتضح ان هناك ثلاثة اطراف من المعنيين: اتحادات مرحبة لانها تتخلص من عبء اداري وتقني ومالي، واخرى لا تأبه بالموضوع، والاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الذي سأل من سيمول الوكالة العالمية للاضطلاع بمسؤولياتها المقترحة.

لكن تبقى معضلة القاء المسؤولية وآليات التنفيذ، وهل مصدر الفساد والرشى اشخاص ام اساليب وانظمة؟ وكان الفرنسي آرسين فينغر، مدرب آرسنال الانكليزي، دعا الى خضوع اللاعبين لفحوص دم دورية لتحسين اجراءات مكافحة المنشطات، التي يعتبرها "سطحية" (فحوصات البول) في الوقت الحالي، ويجد في القواعد القائمة "ربما غير كافية. ومن غير المعقول غض النظر عن هذه المشكلة في كرة القدم"، مطالبا بالغاء عقود اي لاعب يثبت تنشطه.

واوضح فينغر: "قلبت فضيحة المنشطات الامور في العاب القوى، وهناك مشكلة ايضا في الدراجات، والاعتقاد بان كرة القدم بعيدة من ذلك امر غير صحيح تماما". ولفت الى انه ليس منطقيا ان يكون لديك 740 لاعبا في بطولة مثل كأس العالم، ولا يكون هناك شخص واحد منهم يتعاطى المنشطات.بحسب فرانس برس.

استقالة جماعية لاعضاء الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات

من جهتها استقالت ادارة الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات باكملها بحسب ما اكدت متحدثة باسمها لوكالة فرانس برس اليوم الخميس، وذلك في ظل ايقاف روسيا عن المشاركة في اي نشاط لاتهامها باتباع "تنشيط منظم". وقالت المتحدثة باسم الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات: "استقال جميع الاداريين الاربعة لـ+روسادا+"، في اشارة بشكل خاص الى المدير العام راميل خابرييف والمسؤول الثاني نيكيتا كاماييف، دون ان تعطي المزيد من التفاصيل مكتفية بالقول: "تمت تسمية آنا انتسيليوفيتش المدير العامة بشكل موقت".

ويأتي خبر الاستقالة بعد يومين على وصول الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات الى موسكو وبدء عملها من اجل مساعدة روسيا على اجراء الاصلاحات اللازمة، وفي نفس اليوم الذي طالب فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جميع المسؤولين الروس والمدربين والرياضيين بتحمل مسؤولياتهم في وجه آفة المنشطات.

وقال بوتين: "يجب ان تكون المسؤولية فردية، في حال وجود الاثبات (بالمخالفة)"، مضيفا في مؤتمره الصحافي السنوي في اواخر العام: "ان الاشخاص المذنبون - مدرب، منظم، رياضي - يجب ان يتحملوا المسؤولية (على افعالهم). سأطالب جميع المسؤولين الاداريين من جميع المستويات في كافة الادارات بالعمل العلني مع الهياكل الدولية دون تمويه او اخفاء اي شيء".

وكان وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو اعلن في الاول من كانون الاول/ديسمبر الحالي عن اتفاق بين موسكو والوكالة العالمية لمكافحة المنشطات حول الخطوات التي يجب اعتمادها من اجل تحقيق الاصلاحات في وكالة مكافحة المنشطات المحلية.

واوضح "لقد اتفقنا على خارطة طريق. اصبح واضحا ما يجب علينا القيام به"، دون ان يكشف عن تفاصيل هذا الاتفاق. واتهمت الوكالة الدولية بداية تشرين الثاني/نوفمبر روسيا باتباع "تنشيط منظم" لرياضيها من خلال نظام تورط فيه ايضا مسؤولون في الاتحاد الدولي اتهموا بتغطية بعض حالات المنشطات لقاء حصولهم على المال. وعقد مجلس الاتحاد الدولي اجتماعا طارئا في 13 تشرين الثاني/نوفمبر قرر خلاله ايقاف روسيا موقتا فاتحا الباب امام احتمال غياب الرياضيين الروس عن دورة الالعاب الاولمبية في ريو دي جانيرو من 5 الى 21 آب/اغسطس 2016. لكن روسيا تأمل من خلال جهودها المكثفة برفع هذا الايقاف خلال 3 اشهر لانها، وعلى لسان رئيس البلاد بوتين وكبار المسؤولين الرياضيين والعدائين، ترى بان عقوبة الايقاف الجماعي تخالف حقوق الرياضي النظيف بالمنافسة في المحافل الدولية.

اولئك الذين لا علاقة له على الاطلاق (بالمنشطات) لا يجب ان يتحملوا المسؤولية عن افعال الذين يخرقون القوانين. انه امر غير منطقي بتاتا وغير عادل وخاطىء"، هذا ما قاله بوتين الذي اكد على صعيد شخصي انه يحافظ على لياقته البدنية "دون استخدام اي منشطات على الاطلاق"، وهو الشخص المتحمس للعبة الجودو ويمارس في بعض الاحيان لعبة الهوكي الى جانب مسؤولين حكوميين وبعض النجوم السابقين للدوري الوطني للعبة. وترى الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات ان هناك نظاما شاملا للمنشطات في روسيا، وقد اتهمت رئيس المختبر الروسي غريغوري رودتشنكوف بالضلوع فيه لتنشيط الرياضيين ويتضمن بشكل خاص قيام المختبر بتدمير نتائج اختبارات ايجابية لمواد منشطة.

ويواجه الرئيس السابق للاتحاد الروسي لالعاب القوى وامين الصندوق السابق للاتحاد الدولي للعبة فالنتين بالاخنيتشيف والمدرب السابق اليكيس ميلنيكوف احتمال الايقاف مدى الحياة بسبب تهم وجهت اليهما استنادا الى اعتراف بطلة ماراتون لندن سابقا ليليا شوبوخوفا التي قالت بانها دفعت مبلغ 450 الف يورو الى مسؤوليين في الاتحاد الروسي من اجل التستر على تنشطها. وتم ايقاف شوبوخوفا 38 شهرا ثم قلصت المدة الى سبعة اشهر نتيجة تعاونها مع الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات. وجاءت فضيحة المنشطات والفساد في العاب القوى الروسية في وقت تستعد فيه البلاد لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2018 بعدما استضافت دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي عام 2014 بحسب فرانس برس.

اضف تعليق