الأبحاث والاكتشافات المهمة التي تخص عالم الفضاء الذي يحوي الكثير من المعلومات والحقائق المدهشة والاسرار الغريبة, لاتزال مستمرة ومتواصلة حيث يقوم علماء الفلك والفيزياء من خلال دراساتهم وتحليلاتهم العلمية بإضافة معلومات وبيانات واستكشافات علمية جديدة هذا بالإضافة الى المشاريع والتجارب المستقبلية، التي قد تغير اراء ونظريات سابقة وتساعد في التغلب على العديد من المشكلات والاخطار التي تهدد كوكب الارض، فعلماء الفلك وكما تنقل بعض المصادر تمكنوا حتى اليوم من اسرار وعجائب مهمة، خصوصا وانهم توصلوا الى اكتشاف ما يزيد على 1700 كوكب خارج المجموعة الشمسية, وجدوا ان بعض هذه الكواكب من الممكن ان تكون أكثر صلاحية للحياة من غيرها. وبحسب التقديرات الفلكية ايضا فقد لاحظ علماء الفلك في دراستهم لمجرة درب التبانة أن ما يقارب الثلاث نجوم تولد سنوياً في المجرة, وبعض المجرات الاخرى قد تنتج نجوماً بوتيرة أسرع أو ابطأ.. واذا افترضنا أن المعدل العام لجميع المجرات الاخرى هو انتاج نجم واحد في السنة , وبما انه يوجد ما يقارب ال 100 مليار مجرة في الكون, فسنحصل على التقدير أن الكون ينتج ما يقارب 100 مليار نجم جديد في السنة!. واذا قسمنا هذا التقدير على عدد الايام في السنة فسنحصل على التقدير ان الكون ينتجم ما يقارب ال 275 مليون نجم يومياً!.

صور مثيرة

وفي هذا الشأن فقد أوضحت نتائج بحث ان المجس الفضائي (فيلة) لم يكن أمامه متسع من الوقت لانجاز مهامه بعد ان هبط بصعوبة على سطح مذنب إلا ان المعلومات التي جمعها جعلت العلماء يعيدون التفكير في نظرتهم لهذه المذنبات. ويشارك المجس الفضائي (فيلة) المسبار (رشيد) في مهمة مضى عليها نحو عشر سنوات لاستكشاف المذنب 67 بى/تشوريموف-جيراسيمينكو فيما يعمل المسبار (رشيد) -وهو المركبة الفضائية الأم في هذه المهمة- كمحطة تقوية للاتصالات.

وهبط المجس (فيلة) -وهو معمل فضائي يعادل في حجمه البراد على سطح المذنب- فى 12 نوفمبر تشرين الثاني الماضى متوجا أول انجاز تاريخي من نوعه.وكان المجس (فيلة) -في أول محاولة للهبوط على مذنب بسرعة 135 كيلومترا في الساعة- وقد قام بمناورة مبدئية لثبيت نفسه على جسم المذنب لكنه عجز عن ذلك بعد ان ارتطم بالمذنب عدة مرات.

ثم حاد المجس عن الموقع المحدد لهبوطه على سطح المذنب واتخذ موقعا ظليلا خلف صخرة ما يحول دون ان يعيد شحن ألواحه الشمسية أو ان يجري سلسلة من التجارب تستمر 57 ساعة. وقال ستيفن أولماك مدير مشروع المجس (فيلة) في المركز الألماني للفضاء في رسالة بالبريد الالكتروني إن المحاولات التي بذلها المجس حتى الآن للتواصل لاسلكيا مع المسبار (رشيد) قد باءت بالفشل.

وقال "في الوقت الحالي يستكشف المسبار (رشيد) النصف الجنوبي من المذنب ما يحد من فرص اتصاله بالمجس (فيلة) وربما تحسنت فرص الاتصال في وقت لاحق". ويعتقد ان المذنبات ليست سوى متبقيات تخلفت عن الوحدات البنائية الأساسية التي نشأت عنها المجموعة الشمسية قبل 4.6 مليار سنة وربما تحمل في طياتها قرائن تهدي العلماء الى كيفية وصول الماء والمواد الكيميائية التي تكونت منها الحياة الى كوكب الارض.

ويحتفظ المذنب المكون من جليد وصخور بجزيئات عضوية قديمة تمثل كبسولة الزمن. وأوضحت سبعة أبحاث وردت في دورية (ساينس) كيفية استغلال المجس (فيلة) للوقت المخصص له لأداء مهامه. وقالت احدى هذه الدراسات إن المجس (فيلة) أرسل اشارات لاسلكية من خلال رأس المذنب الشبيه بشكل البطة والتقطها المسبار (رشيد) على الجانب الآخر كشفت عن اسرار مثيرة للمكونات الداخلية للمذنب.

وقال بحث آخر إن الصور التي التقطها المجس (فيلة) خلال اقترابه من المذنب أوضحت ان له تكوينا غير متصل وصخورا تعكس الضوء بدرجة عالية وان عوامل النحت والتعرية لعبت دورا في تشكيل مظهر المذنب. وفيما عجز (فيلة) عن انتزاع عينات من سطح المذنب لتحليلها أثار اقترابه موجة من الأتربة التي استقرت في نهاية المطاف على أجهزة لرصد المركبات العضوية فيما قال العلماء إنهم رصدوا 16 نوعا من المواد العضوية منها أربعة لم يكن معروفا من قبل انها ضمن مكونات المذنبات.

وأوضحت معلومات (فيلة) اكتشافات مذهلة عن تنوع سطح المذنب ويبدو ان الموقع المخصص لهبوط المجس مغطى بطبقة سمكها 25 سنتيمترا من المواد ذات الحبيبات مع وجود طبقة أكثر صلابة في الاسفل. واشارت نتائج الابحاث وتحليل الصور الى ان المذنب مغطى بطبقة خشنة من المادة والصخور والزلط -يصل قطر بعضها الى خمسة أمتار- وليس مترسبات من الأتربة كما انه اكثر صلابة مما كان يعتقد من قبل.

ويرى العلماء ان سطح المذنب تكون جزئيا من نوع من وابل البرد الذي يحدث عندما تدفع الانبعاثات الغازية من المذنب جزيئات خشنة. وتحت طبقة من الاتربة على سطح المذنب سمكها بضعة سنتيمترات وجدت كميات من الجليد العتيق الشبيه بذلك الموجود على الارض والذي يتبخر ثم يتجمد ثانية. وفيما كان المذنب يدنو من الشمس خرج المجس (فيلة) من حالة الكمون ما أنعش الآمال بالحصول على مزيد من المعلومات من على سطح المذنب بالاستعانة بمعدات الحفر والقياس الخاصة بالمجس. بحسب رويترز.

ويقترب المذنب من أقرب نقطة من مداره حول الشمس فى 13 أغسطس ما يثير أتربة قد تجعل المسبار (رشيد) يعجز عن الاستعانة بالمعدات الخاصة بتوجيهه.ويأمل العلماء بأن تساعد العينات التى سيجمعها المجس (فيلة) من المذب البالغ طوله خمسة كيلومترات وعرضه ثلاثة كيلومترات فى الإفصاح عن تفاصيل كيفية نشوء الكواكب وربما الحياة نفسها. وسفينة الفضاء الاوروبية روزيتا هى الاسم الغربى تيمنا بمدينة رشيد بدلتا نهر النيل بمصر التى عثر فيها على حجر رشيد الذى فك ألغاز اللغة الهيروغليفية. وفيلة اسم جزيرة بنهر النيل قرب مدينة اسوان بصعيد مصر حيث وجدت مسلة مصرية قديمة ساعدت ايضا على فك شفرة اللغة الهيروغليفية. ويدور المذنب 67 بي/تشوريموف-جيراسيمينكو حول الشمس في مدار اهليلجي يمر بين مداري كوكبي الارض والمريخ ويمتد حتى يمر بمدار كوكب المشترى.

بشرة رواد الفضاء

من جانب اخر لا يزال أمام مهمة فضائية طال انتظارها إلى الكوكب الأحمر المريخ بضع سنوات فيما تعتزم إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) ارسال أول رحلة مأهولة للكوكب في ثلاثينات القرن الحالي .. لكن رواد الفضاء سيقطعون أكثر من 55 مليون كيلومتر خلال نصف عام على الأقل في رحلة الذهاب ناهيك عن رحلة العودة.. ومن بين الصعوبات والمخاوف العديدة التي يتعين تذليلها صحة رواد الفضاء خلال هذه الفترة الطويلة في الفضاء. ويستعين العلماء في ألمانيا بتقنيات متطورة في التصوير في محاولة لفهم ظاهرة غامضة .. لماذا تصبح بشرة رواد الفضاء أقل سمكا اثناء وجودهم في الفضاء؟.

وتحت اشراف كارستن كونيتش من قسم الفوتونات الحيوية وتكنولوجيا الليزر بجامعة سارلاند استعان الباحثون بالتصوير بالأشعة المقطعية الفائقة الوضوح لفحص خلايا الجلد لدى عدد من رواد الفضاء قبل الرحلة الفضائية وبعدها. ويقول مبتكرو هذه التقنية الخاصة بالليزر إن الاشعة فائقة الوضوح أقوى آلاف المرات من الأجهزة التي تستخدم الموجات فوق الصوتية ولا يضاهيها أي منتج آخر. ويقول كونيتش إنها يمكن ان تحدث ثورة في مجال التشخيص بالمستشفيات.

وقال "نستخدم نبضات ليزر الفمتو ثانية. ونحن نفحص الجلد ونحصل على اشارات من البشرة -لاسيما الوميض- علاوة على اشارة أخرى تسمى الجيل الثاني المتناغم. لذا فانه من خلال هاتين الاشارتين يمكننا تركيب صور لنحصل على صورة دقيقة للبشرة ذات درجة وضوح فائقة. "ويمثل هذا الوضوح عاملا أفضل من الموجات فوق الصوتية بآلاف المرات لذا فانك تحصل على معلومات دون أخذ عينات من البشرة وعادة ما تقوم بتجزئة هذه الصور ثم اضافة صبغة لها ليقوم اخصائي في مجال الأمراض بفحص هذه المقاطع. "عندئذ يمكنك ان تحصل على المعلومات خلال ثوان دونما جهد وبهذه الدرجة الرائعة من الوضوح". وأضاف ان هذه التطبيقات تتضمن فحص الأنسجة الحية للتشخيص المبكر للاورام وتحديد آثار تقدم البشرة في السن.

وطلب كونيتش -وهو ايضا رئيس مجلس ادارة شركة ينلاب الالمانية التي لها منشآت في ينا وساربروكن- من وكالة الفضاء الاوروبية الاستعانة بتقنية ليزر الفمتو ثانية في مشروع تقول الوكالة إنه يهدف الى "فهم آلية تقدم البشرة في السن التي تكون بطيئة على كوكب الارض لذا فانه يصبح من المستحيل تقريبا دراستها بكفاءة لكن هذه العملية تصبح متسارعة بدرجة أكبر في ظروف انعدام الوزن".

وأضاف كونيتش "جاءت ناسا ووكالة الفضاء الاوروبية الينا وسألتا هل من الممكن فحص بشرة رواد الفضاء؟ ولاننا نريد ان نعرف مدى استمرار حدوث عملية تقدم في السن أو ماهي التغيرات التي تطرأ على رواد الفضاء وهم يعملون طيلة ستة أشهر في الفضاء ولان الكثيرين من رواد الفضاء يشتكون من مشاكل في البشرة". وحتى الآن فحص كونيتش وفريقه البحثي ثلاثة من رواد الفضاء قبل رحلة الى الفضاء وبعدها وهم الايطالي لوكا بارميتانو والايطالية سامانتا كريستوفيريتي والألماني الكسندر جيرست.

وقال كونيتش "حصلنا حتى الآن على نتائج مثيرة من رواد الفضاء الثلاثة. يبدو ان هناك كما من انتاج مادة الكولاجين الذي يتكون فجأة ويعني هذا ان هناك نوعا من الآثار المضادة للتقدم في السن لاسيما في الطبقة السفلية من البشرة. ووجدنا ان الطبقة الخارجية للخلايا الحية من البشرة تنكمش لذا فان البشرة تصبح أقل سمكا". وأضاف "ليس لدينا أي تفسير نهائي بعد". بحسب رويترز.

وتعتزم ناسا النهوض بامكاناتها لارسال رواد فضاء الى كويكب في عشرينات القرن الحالي على متن المركبة الفضائية أوريون ما يتيح لهم اختبار أنظمة وقدرات جديدة تتجاوز المدارات المنخفضة حول الارض. وقال كونيتش "لاحظنا انكماش البشرة بنسبة 20 في المئة وليس لدينا أي تفسير حتى الآن لكن ذلك حدث خلال ستة أشهر والمشكلة هي انك لو سافرت الى المريخ فان الأمر يحتاج الى عامين او اثنين ولا نعرف بعد على سبيل اليقين ما اذا كان انكماش الجلد أكثر وأكثر أمر طيب".

كائنات ذكية

في السياق ذاته اطلق عالم الفيزياء الفلكية البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ برنامجا طموحا للبحث في اعماق الفضاء عن امكانية وجود كائنات حية ذكية. واطلق على هذا البرنامج اسم "بريكثرو ليسن"، وهو يمتد على عشر سنوات يتمويل من عالم الفيزياء والمتمول الروسي يوري ميلنر، وميزانيته 100 مليون دولار. وقال هوكينغ اثناء اعلان اطلاق برنامجه في لندن "في كون لا متناه، لا بد من ان تكون هناك حياة في مكان ما منه، وربما حياة ذكية". واضاف "لقد آن الاوان لبدء البحث عن جواب عن هذا السؤال، علينا ان نعرف".

وسيستخدم البرنامج في ابحاثه التلسكوبات الاقوى في العالم لمحاولة رصد اي نشاط ذكي في الكون، مثل ذبذبات لاسلكية او اشعة لايزر. وبحسب الخبراء، سيشمل نطاق البحث مناطق اكبر بعشر مرات من تلك التي شملتها الابحاث السابقة. وبرغم الطاقات المسخرة لهذا المشروع، يبقى البحث عن اثار حياة ذكية في الكون تحديا كبيرا، بحسب استاذ الفيزياء البريطاني مارتن ريس احد المشرفين على البرنامج. بحسب فرانس برس.

وينفذ هذا البرنامج بالتعاون مع مشروع "بريكثرو ميسج" الذي يرمي الى بث رسائل ذكية الى الفضاء تخبر عن وجود حضارة على كوكب الارض. الا ان مشروع هوكينغ لا يتضمن بث مثل هذه الرسائل، وهو امر يثير خلافا بين العلماء. وعلق هوكينغ على هذا التوجه السائد بين بعض العلماء "في حال التقطت حضارة رسائلنا، فقد تكون اكثر تقدما منا بمليارات السنوات". وسبق ان حذر هوكينغ من بث رسائل الى الفضاء قد تلتطقها حضارات متقدمة، متخوفا من لقاء اي حضارتين مختلفين في القوة ودرجة التقدم، مذكرا بالاثار الكارثية على حضارات اميركا الجنوبية بعدما غزتها الحضارة الاوروبية.

وجاءت أموال ميلنر التي خصصها لتمويل المشروع من استثمارات ذكية في مشروعات حديثة منها فيسبوك. والدافع وراء سعى ميلنر في هذا المجال هو اعتقاده بأن حضارات أخرى قد تعلم البشر كيفية التعامل مع تحديات منها تخصيص الموارد الطبيعية. وقال ميلنر "لو اننا بمفردنا فعلينا ان نفخر بذلك. الرسالة هي انه لا يوجد عالم مواز للكون".

وقال علماء إن المشروع تتضاءل الى جانبه أي برامج أخرى في مجال البحث عن مخلوقات ذكية خارج كوكب الارض وقال دان ويرثايمر أحد مستشاري مشروع ميلنر وهو أيضا عالم الفيزياء الفلكية المشرف على موقع الكتروني مرتبط بجامعة كاليفورنيا في بيركلي إن العالم ينفق أقل من مليوني دولار سنويا في هذا الصدد. وقال العلماء إنه نظرا للتطور التكنولوجي فان المبلغ الذي خصصه ميلنر سيساعد في قطع شوط طويل أبعد مما حدث في مطلع تسعينات القرن الماضي وهي أحدث فترة يتوافر فيها للبرنامج تمويل كبير.

وسيساعد المبلغ العلماء في رصد عدة مليارات من الترددات اللاسلكية بدلا من عدة ملايين فضلا عن كشف مساحات لرصد الفضاء تزيد عشر مرات عما كان عليه الحال في تسعينات القرن الماضي. لكن أي اشارات قد يلتقطها العلماء ربما تكون قد انطلقت منذ سنوات وربما منذ قرون أو آلاف السنين من قبل لان الاشارة اللاسلكية الواحدة تستغرق أربع سنوات بين الارض وأقرب النجوم للمجموعة الشمسية. وفي خلال عشر سنوات وبمبلغ مئة مليون دولار يمكن للعلماء المشاركين في برنامج ميلنر ان يرصدوا اشارات لاسلكية في مجرة درب التبانة الى جانب أقرب 100 مجرة لها.

ومن بين الصعوبات التي تواجه المشروع حجز مدد زمنية على التلسكوبات اللاسلكية فيما يعتزم ميلنر حجز شهرين كل عام في كل من مواقع الرصد اللاسلكية في العالم وهي مزية فريدة للعلماء الذين عادة ما يحجزون يومين فقط في العام على هذه التلسكوبات. بذلك ينضم ميلنر الى كثيرين من المستثمرين ممن يهتمون بمجال الفضاء منهم ايلون ماسك مؤسس شركة سبيس إكسبلوريشن تكنولوجيز (سبيس إكس) الذي قال إنه يود استعمار المريخ يوما ما.

قلق وتحقيق

من جانب اخر قال 14 من أعضاء الكونجرس الأمريكي للقوات الجوية وإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) إنهم يشعرون "بقلق بالغ" بشأن قيام شركة سبيس إكسبلوريشن تكنولوجيز (سبيس إكس) بالتحقيق في حادث انفجار الصاروخ فالكون 9 في 28 يونيو حزيران الماضي. ويقود هؤلاء البرلمانيين النائبان الجمهوريان مايك كوفمان من كولورادو وراندي فوربز من فرجينيا فيما أجرى البرلمانيون تحقيقا مع القوات الجوية وناسا بشأن أثر الانفجار على مستقبل المهام الفضائية المقبلة لهاتين الجهتين الحكوميتين.

وأثار الحادث اسئلة بشأن اعتماد الحكومة المتزايد على جهات تجارية خاصة في مهام وتعاقدات اطلاق المركبات الفضائية والاشراف على التحقيقات الخاصة بالحوادث ومدى انضباط هذه التحقيقات على غرار ما يجريه الجيش الأمريكي. ودمر الانفجار شحنة إمداد فيما كانت المركبة في طريقها إلى محطة الفضاء الدولية في ثالث محاولة فاشلة من نوعها خلال خلال ثمانية أشهر. ووقع الانفجار بعد دقيقتين ونصف دقيقة من اطلاق الصاروخ فالكون 9 من محطة القوات الجوية في كيب كنافيرال الواقعة إلى الجنوب من مركز كنيدي للفضاء التابع لناسا.

وتعتزم (سبيس اكس) احالة نتائج التحقيق الى الادارة الاتحادية للملاحة الجوية -التي تشرف على اطلاق الرحلات التجارية الامريكية- والى ناسا وبعض العملاء. وفي مذكرة تساءل البرلمانيون عن أسباب قرار الحكومة السماح لشركة (سبيس اكس) يالتحقيق في الحادث. وكتب البرلمانيون يقولون في رسالة موجهة الى ديبورا جيمس وزيرة سلاح الجو الامريكي وتشارلز بولدن مدير ناسا "لدينا تحفظات خطيرة على هذا الاسلوب ونشعر بقلق بالغ بشان ما اذا كان التحقيق والاجراءات الهندسية المتبعة تكفي للحيلولة دون تكرار مثل حوادث الاطلاق تلك مستقبلا".

وطلبوا من المسؤولين ايضاح الاشتراطات والمراجعات التي يجب ان تفي بها (سبيس اكس) من اجل اعادة محاولة اطلاق الصاروخ فالكون 9 مع توضيح جميع الأدوار ومجالات الاشراف في هذه العملية. وصرح ايلون ماسك مؤسس (سبيس اكس) بان عطلا طرأ على دعامة معدنية بالمركبة الفضائية غير المأهولة ربما يكون السبب وراء انفجار الصاروخ الذي دمر أجهزة الدفع بعد دقائق من انطلاقه من فلوريدا. بحسب رويترز.

وأضاف إن دعامة ضغط تالفة تتحكم في عبوة من غاز الهليوم بالصاروخ فالكون 9 والتي تستخدم في الضغط على خزان للاكسجين السائل في المرحلة العليا للصاروخ هي السبب المرجح للحادث. وكان إطلاق الصاروخ البالغ ارتفاعه 63 مترا قد سبقته 18 عملية إطلاق ناجحة للصاروخ فالكون 9 منذ استخدامه لأول مرة في 2010. ويشمل ذلك ست رحلات شحن سابقة لحساب ناسا بموجب تعاقد يشمل 15 رحلة بقيمة تزيد على ملياري دولار. ويمثل الانفجار انتكاسة لشركة (سبيس إكس) التي كانت قريبة من المنافسة وللمرة الأولى مع شركة يونايتد لونش ألايانس وهي شركة تملكها كل من مجموعتي لوكهيد مارتن وبوينج وهي المورد الوحيد لعمليات إطلاق الأقمار العسكرية وأقمار التجسس.

اضف تعليق