q
مع دخول عام 2019، ستعمل المؤسسات على نشر المزيد من التقنيات التي تقدّم معلومات تنبؤية للبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات. وفي الوقت الحالي، يتبنى معظم مدراء تكنولوجيا المعلومات نهجاً يقوم على الاستجابة إلى الأعطال غير المتوقعة بعد وقوعها عند التعامل مع الحالات المتعلقة بالأعطال الناتجة عن...
بقلم جوني كرم

ستواصل سوق التكنولوجيا في عام 2019 مسيرة التحول والتكيف مع المتطلبات الجديدة للعملاء. وبشكلٍ خاص، ستقوم شركات تكنولوجيا المعلومات والبيانات بجمع وتحليل وعرض الأفكار والمعلومات المتعمّقة حول كميات هائلة من البيانات أكثر من أي وقت مضى. وستحتاج الشركات إلى التفكير بكيفية تأدية هذه المهام في المستقبل، وسبل الاستفادة من الحلول الجديدة التي تسهّل تأدية هذه المهام بالنسبة للموظفين المسؤولين عنها. كما يمكن للحلول الجديدة أن تضمن مزيداً من الأمان والموثوقية، ما يتيح تأسيس علاقاتٍ أفضل مع العملاء.

وفي هذا السياق، سيميل موظفو البيانات وتكنولوجيا المعلومات إلى دمج تقنية ’بلوك تشين‘ (blockchain) ضمن سير العمل، وذلك من أجل تعزيز حماية وأمن البيانات. ومع سير العمل بشكلٍ متناسقٍ، فإن استخدام التقنيات التي تدعم تقديم المعلومات التنبؤية سيمنح موظفي تكنولوجيا المعلومات الأدوات اللازمة لمعرفة كيفية أو التوقيت المناسب لتحديث التقنيات لضمان عدم حدوث أي انقطاعات في العمل.

تقدّم تقنية "بلوك تشين" (blockchain) فوائد لا مثيل لها على مستوى بروتوكولات الأمن لدى المؤسسات. ويمكن أن يمتد هذا التأثير الإيجابي إلى مجالات أخرى، خصوصاً وأن هذه التقنية ستغدو أكثر انتشاراً وأهمية خلال عام 2019. كما أنه سيتم استبدال حلول النسخ الاحتياطي التقليدية بالحلول فائقة التقارب (hyper-converged)، حيث سيجمع هذا التقارب بين مفاهيم الامتثال والحماية والأمن، مع استمرار مواجهة المؤسسات للمخاطر، واغتنامها للفرص المرتبطة بالبيانات التي يمكنها الوصول إليها. وخلال العام المقبل، ستستطيع المؤسسات، التي يمكنها الاستفادة بفعالية من تقنية "بلوك تشين" (blockchain)، تحقيق مكاسب أكبر بالتوازي مع استمرار تقارب وتركّز التقنيات.

وسيسهم ذلك في جعل تقنية "بلوك تشين" (blockchain) أكثر ملاءمةً لسوق النسخ الاحتياطي واستعادة البيانات، وذلك لأن تأثيرها سيشمل جميع البيانات المُخزّنة في أي مكان. وسيكون هناك حاجة ماسة للاستفادة من البيانات طالما أنها موجودة، ولكن الجهة التي تملك إمكانية الوصول إلى تلك البيانات ستكون المتحكم الحقيقي والأقوى بإمكانات تقنية "بلوك تشين" (blockchain). ومع تطلّعنا إلى عام 2019، يتوجب علينا أخذ ثلاث مجموعات أساسية بالحسبان وهي: المستخدمين، والمؤسسات، والأطراف الخارجية. وسيحتاج الموظفون إلى إمكانية حذف البيانات والوصول إليها متى أرادوا؛ وسيتوجب على المؤسسات الاستفادة من المعلومات المعمقة الواردة من البيانات بهدف استكشاف فرصٍ جديدة؛ علماً أنه يتوجب على الطرفين الاهتمام بأي تهديدات مُحدقة من أطراف ثالثة.

ويمكن لتقنية "بلوك تشين" (blockchain) أن توفر حلاً يوفر كل المتطلبات السابق ذكرها، ولكن قبل اعتماد هذه التقنية على نطاقٍ واسع، يجب تحقيق التوافق بشأن جملةٍ من العوامل مثل الموظفين والجوانب القانونية والأعمال والثقافة، وما إلى ذلك. وسنشهد، خلال عام 2019، قيام المزيد من المبتكرين بتجريب حالات استخدام تقنية "بلوك تشين" (blockchain)، والتي ستبرز العديد من الفوائد الإيجابية لهذه التقنية، وخصوصاً على صعيد حماية البيانات.

مع دخول عام 2019، ستعمل المؤسسات على نشر المزيد من التقنيات التي تقدّم معلومات تنبؤية للبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات. وفي الوقت الحالي، يتبنى معظم مدراء تكنولوجيا المعلومات نهجاً يقوم على الاستجابة إلى الأعطال غير المتوقعة بعد وقوعها عند التعامل مع الحالات المتعلقة بالأعطال الناتجة عن البرمجيات أو الأجهزة أو المكونات، أو أي مشكلات ضخمة في مراكز البيانات. ولاشك أن دمج التقنيات التنبؤية سيضمن مراقبةً استباقية لحالات التعطّل والتوقف، ما يتيح لمدراء تكنولوجيا المعلومات اتخاذ إجراءات وقائية قبل حدوث أي خلل. كما أن توافر المزيد من التوجيه والإرشاد سيفضي إلى تقليل الأعطال وتقليل فترات التوقف عن العمل في العمليات.

ويتزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في تعزيز القدرات التنبؤية، حيث أنها ستؤدي دوراً محورياً بحماية البيانات في عام 2019 وخلال المرحلة المستقبلية. وينبغي على حلول حماية البيانات أن تتكيف بالتوازي مع استمرار الشركات بتبني بيئات أكثر تعقيداً لتكنولوجيا المعلومات، مثل البنى التحتية فائقة التقارب وغيرها من سبل العمل الحديثة. ويمكن للتقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي التعلّم بشكلٍ مستمر من النظم، أثناء عمليات التغير والتكيّف التي تمر بها بيئات تكنولوجيا المعلومات الديناميكية هذه.

وستكون حلول حماية البيانات المستفيد الأكبر من المعلومات التنبؤية التي تقدمها تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك عبر تقليل المخاطر المُحدقة بالبيانات في حالات انقطاع الطاقة. ومع تطبيق مزيدٍ من اللوائح والقوانين، مثل "اللائحة العامة لحماية البيانات" (GDPR) في الاتحاد الأوروبي، والتي تضمن حماية البيانات للمستخدمين على حساب الأعمال، فإن حماية البيانات أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى. كما أن الاستراتيجيات الاستباقية لتجنب التداعيات المرتبطة بحالات التعطّل ستؤدي دوراً حاسماً في الشركات خلال عام 2019، وخاصة الشركات التي تحتاج لتوفير دعمٍ للبيانات على مدار الساعة.

* جوني كرم نائب الرئيس الإقليمي للأسواق الناشئة لدى فيريتاس
https://www.forbesmiddleeast.com

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق