q
دافع قطب العقارات السابق الذي يتقدم حاليًا بفارق كبير عن المتنافسين الآخرين لكسب ترشيح الحزب الجمهوري، باستمرار عن نفسه من تهمة الاختلاس ويعتبر أنه ضحية اضطهاد سياسي، وقال أنا بريء ولم أرتكب أي خطأ، مدينا تدخلا انتخابيا على أعلى مستوى. ورص البرلمانيون الجمهوريون على الفور الصفوف حوله...

أعلن الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب أن القضاء الفدرالي وجه إليه لائحة اتهام على خلفية تعامله مع وثائق من أرشيف البيت الأبيض، في سابقة بالنسبة إلى رئيس أميركي سابق، قائلا إنه استُدعي إلى محكمة في ميامي.

وأكد ترامب أنه "بريء"، معتبرا أنه ضحية مؤامرة دبرها خصومه الديموقراطيون لعرقلة وصوله إلى البيت الأبيض الذي يأمل بالعودة إليه في 2024.

وتنتاب الليبراليين مشاعر تسلية ورعب في آن معًا، وأصبحوا منقسمين بين مؤيدين لترامب على اعتبار أنه الأوفر حظًا في الانتخابات العامة، ومعارضين له يفضلون رؤية أي شخص آخر يستلم البيت الأبيض حتى لو عنى ذلك خسارة مرشّحي صفوفهم.

ومن غير المرجح أن تبدأ المحاكمة قبل أشهر وليس هناك ما يمنع ترامب من ولاية ثانية في البيت الأبيض أثناء مواجهته التهم.

تعزيز فرص ترامب بالفوز

مع إعلان ثلاثة جمهوريين هذا الأسبوع ترشحهم للانتخابات الرئاسية الأميركية، يبدو السباق الى اقتراع العام 2024 شبيها لسباق 2016 الانتخابي الحافل بالمرشحين والذي عاد بالنفع على دونالد ترامب.

هذه المرة، الملياردير البالغ من العمر 76 عامًا هو المرشح الجمهوري الأوفر حظًا، لكن المنطق يبقى نفسه: كلّما كبر عدد المرشحين كلّما زاد احتمال تشتت الأصوات المناهضة لنجم تلفزيون الواقع السابق وهو ما يصب بالتالي في مصلحته.

وقال أعضاء في الحزب الجمهوري وخبراء استراتيجيون إن العدد المتزايد من المرشحين يمكن أن يمهد الطريق لفوز ترامب إذ قد يؤدي ذلك إلى تفتت الأصوات بين المرشحين المناهضين لترامب مما يسمح للرئيس السابق بنيل الترشيح كما سبق وفعل ذلك في ظروف مماثلة عام 2016.

ومن المتوقع أن يعلن حاكم ولاية نيو جيرسي كريس كريستي الذي هزمه ترامب في العام 2016، ترشحه لرئاسة البيت الأبيض، قبل يوم من إعلان ترشح نائب الرئيس السابق مايك بنس وحاكم ولاية نورث داكوتا دوغ بورغوم.

يشكّل كريستي، الذي سيعلن ترشحه في ولاية نيو هامشير، تحديًا جديدًا لترامب بصفته المنافس الوحيد المستعد حتى الآن لتوجيه ضربات مدمرة إلى ترامب خلال الترويج لبرنامجه الانتخابي.

وبدأ كريستي البالغ من العمر 60 عامًا بالفعل في انتقاد صديقه السابق، فقال الشهر الماضي إن ترامب "خائف" من مناقشة خصومه الجادّين.

وقال ترامب إنه قد يفوت واحدة من المناظرتين الأوليين على الأقلّ، معربًا عن إحجامه عن مشاركة الأضواء مع المنافسين ذوي الشعبية الأقلّ أهمية.

وقال كريستي لمقدم البرامج الإذاعية هيو هيويت "إذا كان (ترامب) فعلًا يهتم بالبلد - ولدي تساؤلات عميقة حول ذلك - فسيشارك (في المناظرات) ولا يجب أن يكون خائفًا".

في انتخابات العام 2016، حلّ كريستي سادسًا في نيو هامشير وأيّد ترامب في نهاية المطاف، وعمل كمستشار رئيسي له قبل أن يخوض الرجلان خلافًا علنيًا كبيرًا.

تغطية هائلة من الإعلام التقليدي

مذاك، هاجم كريستي الملياردير الجمهوري في جميع أنواع القضايا، وسلّط الضوء على تزايد التحقيقات الجنائية التي تستهدف ترامب وواجه اتهاماته بشأن تزوير نتائج انتخابات العام 2020 ووصفه بأنه "دمية بوتين" بسبب موقفه الانعزالي حول الغزو الروسي لأوكراني.

من جهته، كشف ترامب أنه يستمتع بالفوضى التي يحدثها اكتظاظ الساحة بالمرشحين، حين استقبل منافسه الجدي الأول وهي الحاكمة السابقة لولاية ساوث كارولاينا نيكي هالي إلى السباق الانتخابي في شباط/فبراير، قائلًا لشبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأميركية "كلّما ازداد عددنا كلّما ازداد المرح".

لكن الرئيس السابق لقسم تحليل نتائج الانتخابات الأميركية لدى شبكة "فوكس نيوز" جون إيليس قال لوكالة فرانس برس إن ترشّح كريستي قد يضعّف موقف ترامب.

وأضاف إيليس "ستحصل حملة كريستي على تغطية هائلة من الإعلام التقليدي لأنه سيهاجم ترامب بلا كلل، ما قد يساعده في الحصول على عدد جيد من الأصوات في نيو هامشير".

وتابع "أعطت التغطية الإعلامية الإيجابية دفعًا لحملة جون ماكين الانتخابية في نيو هامشير في العام 2000. كريستي يراهن على الأمر ذاته. بعض النظر عن ذلك، لا يساعد أبدًا أن يكون للمرشح الأوفر حظًا شخص يرجمه كل يوم".

بحلول الأربعاء، سيكون هناك عشرة مرشحين رئيسيين في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري وأربعة مرشحين آخرين أيضًا، لكن ترامب متقدم بأكثر من 30 نقطة على أقرب منافسيه أي حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس.

اعلان مايك بنس ترشحه للانتخابات سيعّقد بالتزامن مع إعلان ترشح كريستي، السباق الانتخابي بشكل أقل بالنسبة لترامب مقارنة مع ديسانتيس الذي يسعى لكسب الناخبين في الولايات التي تنتخب أولًا في البلد، أي أيوا ونيو هامشير، حيث يسعى للبقاء قادرًا على المنافسة.

تقوضت جهود ديسانتيس للتركيز على "الجذب" بدل "الهجوم" بسبب موجة غضب وجهها إلى مراسل في بلدة لاكونيا في نيو هامشير.

يراهن حاكم فلوريدا المحافظ المتشدد على خروج ترامب من السباق الانتخابي بسبب تزايد التهديدات القانونية التي يواجهها، وفق نظرية "الرجل الصامد الأخير".

تقوم الاستراتيجية بشكل أساسي، وفق النظرية، على إبقاء أنصار ترامب راضين عن ديسانتيس من خلال تجنّبه الصراعات وتموضعه بأحسن طريقة ممكنة لاجتذابهم إلى صفه عندما يُضطر ترامب إلى الانسحاب بسبب الملاحقات القضائية.

لكن ديسانتيس البالغ من العمر 44 عامًا قد بدأ أيضًا في توجيه انتقادات صريحة لمنافسه، مشككًا في التزام ترامب بالمحافظة وفي فعاليته في البيت الأبيض وفي احتمالات فوزه على الرئيس الحالي جو بايدن.

تنتاب الليبراليين مشاعر تسلية ورعب في آن معًا، وأصبحوا منقسمين بين مؤيدين لترامب على اعتبار أنه الأوفر حظًا في الانتخابات العامة، ومعارضين له يفضلون رؤية أي شخص آخر يستلم البيت الأبيض حتى لو عنى ذلك خسارة مرشّحي صفوفهم.

وقالت الخبيرة في استراتيجية الانتخابات الديموقراطية أماني ويلز-اونيوها لوكالة فرانس برس "يمكن للمعارضين في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين بذل قصارى جهدهم، لكن إذا لم تنجح اتهامات بالاغتصاب وُجّهت (إلى ترامب) والهجوم (على مبنى الكابيتول) في تقليص قاعدته، لن ينجح هؤلاء المرشحون في فعل ذلك".

بنس يتحدى رئيسه السابق

أعلن نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس أنه سينافس الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي سبق وعمل تحت إمرته بإخلاص، على نيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة المقررة في عام 2024، وانتقد دور الرئيس السابق في الهجوم على مبنى الكونجرس عام 2021.

وفي خطاب ألقاه في ولاية أيوا، حيث من المقرر أن ينطلق السباق للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، وجه بنس أشد انتقادات حتى الآن لدور ترامب في أحداث الشغب التي وقعت في السادس من يناير كانون الثاني 2021 عندما سعى ترامب لتغيير نتيجة انتخابات 2020 التي خسر فيها أمام الرئيس جو بايدن المنتمي للحزب الديمقراطي.

وقال بنس "أعتقد أن أي شخص يضع نفسه فوق الدستور ينبغي ألا يكون رئيسا للولايات المتحدة، وأي شخص يطلب من آخرين أن يكونوا فوق الدستور يجب ألا يكون أبدا رئيسا للولايات المتحدة مرة أخرى".

وانضم بنس إلى عدد من أعضاء الحزب الجمهوري الذين أعلنوا سعيهم للمنافسة على نيل ترشيح الحزب لخوض السباق الانتخابي. وأعلن حاكم ولاية نيوجيرزي السابق كريس كريستي خوضه المنافسة بينما أعلن حاكم ولاية نورث داكوتا دوج بورجوم خوض السباق يوم الأربعاء، مما رفع عدد المرشحين إلى رقم في خانة العشرات.

ومن النادر جدا أن يخوض نائب رئيس سابق الانتخابات ضد رئيس خدم في عهده ولم يحدث ذلك سوى مرات قليلة جدا في تاريخ الولايات المتحدة. ووفقا لاستطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس، يتخلف بنس عن ترامب بعدد 44 نقطة ولم تتجاوز نسبة التأييد له حتى الآن خمسة بالمئة.

ساعد بنس دونالد ترامب في جذب اليمين الديني من خلال كونه نائبه في الحملة الانتخابية الرئاسية عام 2016.

بعد سنوات من الولاء الثابت، غيّر موقفه بعد الهجوم على مبنى الكابيتول الذي هز الديموقراطية الأميركية في السادس من كانون الثاني/يناير 2021.

يومها ترأس بنس بصفته نائبا للرئيس، جلسة الكونغرس التي كان على النواب المصادقة خلالها على فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية لعام 2020. ورغم أن دوره كان بروتوكوليا بحت، طلب منه دونالد ترامب أن يرفض المصادقة على انتخاب بايدن.

رفض حاكم ولاية إنديانا السابق هذا الطلب، وعاداه أنصار ترامب لهذا السبب. عند اقتحام مبنى الكابيتول دعا البعض "لشنق" مايك بنس الذي اضطر للاختباء على عجل.

ومذاك اعتبر أن تصريحات الرئيس "لم تكن مسؤولة" و"عرضت حياته للخطر".

وتقوض القطيعة بين الرجلين فرص مايك بنس الذي لا يزال العديد من الناشطين الموالين لدونالد ترامب يعتبرونه "خائنا". وحصل بنس على 3,8% من نوايا التصويت بعيدا عن الرئيس السابق (53,2%) وفقا لمتوسط استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجراها موقع "ريل كلير بوليتيكس".

كما يتقدم عليه حاكم فلوريدا رون ديسانتيس (22,4%) الذي يراهن أيضا على خطاب محافظ للغاية ولكن بنبرة أكثر هجومية، وكذلك السفيرة السابقة في الأمم المتحدة نيكي هايلي (4,4%).

لكنه يحضر لترشحه منذ أشهر. بعد إصدار كتاب بعنوان "ليكن الله في عوني" تنقل بنس في البلاد وكثف خطاباته في الولايات التي يمكن أن تحدث فرقا في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.

مايك بنس يطلق حملته

كما أطلق مايك بنس حملته للانتخابات الرئاسية الأميركية على أمل كسب ترشيح الحزب الجمهوري الذي بات عليه، برأيه، الاختيار بين دونالد ترامب "المتهور" والدستور، معتبرا أن محاولة الرئيس السابق إلغاء الانتخابات الأخيرة يجب أن تمنعه من العودة إلى البيت الأبيض.

ونائب الرئيس السابق كان مدافعا شرسا عن سياسات ترامب في البيت الأبيض. وهو متدين جدا وعمل في الماضي مقدما لبرنامج حواري إذاعي وكان حاكما لولاية إنديانا.

وأكد بنس أنه فخور في الوقوف مع الرئيس السابق المرشح "كل يوم" خلال إدارته من 2017 إلى 2021. لكنه وضع خطا فاصلا عندما حرض ترامب حشدا على اقتحام مبنى الكونغرس (الكابيتول) في السادس من كانون الثاني/يناير 2021. وكان بنس داخل المبنى ويشرف على المصادقة على فوز جو بايدن في الانتخابات.

وقال بنس لمؤيديه في أنكيني في ولاية آيوا "كما قلت مرات عدة، في ذلك اليوم المصيري كانت كلمات الرئيس ترامب متهورة وعرضت للخطر عائلتي والجميع في الكابيتول".

وأضاف أن "الشعب الأميركي يستحق أن يعرف أنه في ذلك اليوم، طلب الرئيس ترامب أيضًا أن أختار بينه وبين الدستور، والآن سيواجه الناخبون الخيار نفسه"، مؤكدا "اخترت الدستور وسأفعل ذلك دائمًا".

بنى بنس سمعته كنائب رئيس مخلص ووقف بجانب ترامب خلال فضيحة استمرت أربع سنوات في البيت الأبيض، وجلب اليمين الديني إلى الساحة.

لكن رفض المسيحي الإنجيلي تلبية طلب ترامب استخدام دوره كرئيس لمجلس الشيوخ لتخريب انتخابات 2020 جعله منبوذًا من القاعدة المتشددة لترامب، وأثار غضب الرئيس الشعبوي نفسه.

واضطر بنس للهرب حفاظًا على حياته عندما اقتحمت مجموعة من الغوغاء بتوجيه من ترامب، في طريقها إلى الكابيتول، الحواجز ودعت إلى إعدام نائب الرئيس.

ويشير إعلان ترشحه إلى صعوبة الطريق الذي سيتبعه في الحملة الانتخابية بينما يحاول النأي بنفسه عن الفوضى التي سادت سنوات ترامب ويستفيد من المكاسب التي يعتقد أن البلاد حققتها.

وهاجم بنس ترامب لتراجعه عن سياسات محافظة مثل القيود الصارمة على الإجهاض والمسؤولية المالية، واتهمه بالحنث "من اليوم الأول"، بوعده بالحكم "بلباقة وأخلاق".

وردا على سؤال عن معلومات نشرتها وسائل الإعلام تفيد بأن محامي ترامب أُبلِغوا بأن موكلهم هدف لتحقيق في الاستهتار بوثائق سرية بعد مغادرته البيت الأبيض، قال بنس أمام جمهور في قاعة بلدية "لا أحد فوق القانون".

وأضاف "آمل بأن تكون هناك طريقة للمضي قدما بدون الخطوة الخطيرة والجذرية والمثيرة للانقسام المتمثلة في اتهام رئيس سابق للولايات المتحدة".

وما زال ترامب الشخصية الجمهورية المهيمنة في جزء كبير من البلاد.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ترامب هو المرشح الأوفر حظًا ويتقدم على ديسانتيس الذي يأتي في المرتبة الثانية بفارق يزيد على ثلاثين نقطة.

ولم يحقق أي من المرشحين الآخرين - بمن فيهم بنس - نسبة تأييد من رقمين.

وزار ديسانتيس جنوب ولاية أريزونا الأربعاء حيث روّج لموقفه المتشدد بشأن الهجرة ودافع عن قرار ولايته إرسال عشرات من المهاجرين الفنزويليين إلى كاليفورنيا في رحلات طيران مستأجرة من تكساس في الأيام الأخيرة.

واتهم حاكم ولاية كاليفورنيا الديموقراطي غافين نيوسوم، ديسانتيس بالخطف ووصفه بأنه "رجل صغير مثير للشفقة" في إطار هذه العملية الممولة من دافعي الضرائب بعدما ذكر مسؤولون أن المهاجرين تم تضليلهم للصعود إلى الطائرات بوعود كاذبة بوظائف.

ورد ديسانتيس بانتقاد المدن والولايات التي تشكل "ملاذات آمنة" مثل كاليفورنيا ودعا إلى "إغلاق" الحدود، وذلك في مناقشة في سييرا فيستا مع مسؤولين من فلوريدا وأريزونا وتكساس.

وقال ديسانتيس إن "هذه هي السياسات التي (راهنوا) عليها"، منتقدًا نهج كاليفورنيا الأكثر تساهلا في السيطرة على الهجرة.

وتساءل "ماذا بعد ذلك؟ عندما يتوجب عليهم التعامل مع بعض نتائج ذلك يصبحون فجأة منزعجين جدًا".

ترامب متهم بتعريض الولايات المتحدة للخطر

عرّض الرئيس الأميركي الجمهوري السابق دونالد ترامب الولايات المتحدة للخطر باحتفاظه بوثائق سرية بما فيها أسرار عسكرية ونووية بعد مغادرته البيت الأبيض، كما كشفت لائحة اتهام تاريخية نشرت الجمعة.

وقال المدعي الخاص المكلف التحقيق جاك سميث عند إعلانه لائحة الاتهام في خطاب تلفزيوني مقتضب، إن "القوانين في الولايات المتحدة تنطبق على الجميع".

وأضاف أن القوانين التي "تحمي المعلومات المتعلقة بالدفاع الوطني ضرورية (...) وانتهاكها يعرض بلادنا للخطر"، مطالبا بـ"محاكمة سريعة" للملياردير الجمهوري.

وكان ترامب أعلن أن القضاء الفدرالي وجه إليه لائحة اتهام على خلفية تعامله مع وثائق من أرشيف البيت الأبيض، في سابقة بالنسبة إلى رئيس أميركي سابق، قائلا إنه استُدعي إلى محكمة في ميامي.

وأكد ترامب أنه "بريء"، معتبرا أنه ضحية مؤامرة دبرها خصومه الديموقراطيون لعرقلة وصوله إلى البيت الأبيض الذي يأمل بالعودة إليه في 2024.

ويفترض أن يمثل ترامب أمام المحكمة في ميامي عند الساعة 15,00 (19,00 ت غ) الثلاثاء في الجلسة الأولى في القضية.

وذكرت وسائل إعلام أميركية أنه عهد بالقضية مبدئيا إلى آيلين كانون (42 عامًا) وهي قاضية عينها ترامب وأصدرت أحكامًا لصالحه خلال مراجعة المحكمة للوثائق التي صودرت عند مداهمة منزل الرئيس السابق في مارالاغو في آب/أغسطس 2022.

ومن غير المرجح أن تبدأ المحاكمة قبل أشهر وليس هناك ما يمنع ترامب من ولاية ثانية في البيت الأبيض أثناء مواجهته التهم.

وتتضمن لائحة الاتهام التي نشرت الجمعة 37 تهمة بينها "الاحتفاظ غير القانوني بمعلومات تتعلق بالأمن القومي" و"عرقلة عمل القضاء" وتقديم "شهادة زور".

وعلق ترامب على شبكته "تروث سوشال" "هذه لم تعد أميركا!"، مؤكدا أنه "لم يكن لديه يوما أي شيء يخفيه".

وراء المرحاض

في الولايات المتحدة، يلزم قانون الرؤساء بإرسال جميع الرسائل الإلكترونية والورقية ووثائق العمل الأخرى إلى الأرشيف الوطني. ويحظر قانون آخر يتعلق بالتجسس الاحتفاظ بأسرار الدولة في أماكن غير مصرح بها وغيراي آمنة.

عندما غادر البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير 2021 للاستقرار في مقر إقامته الفخم في مارالاغو، أخذ ترامب معه صناديق كاملة من الملفات السرية.

وفقا للائحة الاتهام، ظلت تلك الصناديق مكدسة في إحدى قاعات الحفلات قبل أن تُنقل إلى "غرفة تخزين" يمكن الوصول إليها من حوض السباحة. وهناك شوهدت وثائق تحمل عبارة "سري للغاية" على الأرض.

وتضم لائحة الاتهام صورة تُظهر أكواما من الصناديق وراء مرحاض داخل حمام كبير.

في كانون الثاني/يناير 2022 وبعد طلبات متكررة، وافق ترامب على إعادة 15 صندوقا تحوي أكثر من مئتي مستند سري. وأكد محاموه في رسالة بعد ذلك عدم وجود أي وثيقة أخرى.

لكن بعد فحص الوثائق، رأت الشرطة الفدرالية أنه لم يعد كل شيء وأنه ما زال يحتفظ بعدد كبير من الأوراق في ناديه في بالم بيتش.

ودهم عناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) في الثاني من آب/أغسطس المنزل وصادروا حوالى ثلاثين صندوقا آخر تحوي 11 ألف وثيقة، بعضها حساس جدا بشأن إيران أو الصين.

وبحسب لائحة الاتهام، تضمنت الوثائق التي أخذها ترامب "معلومات تتعلق بالقدرات الدفاعية للولايات المتحدة ولدول أجنبية، وبالبرامج النووية الأميركية". كما تتعلق تلك المعلومات بـ"نقاط ضعف محتملة للولايات المتحدة وحلفائها في حال تعرضها لهجوم عسكري" وكذلك "خطط رد محتمل على هجوم أجنبي".

ووُجّهت ستّ اتّهامات إلى مساعد سابق لترامب هو والت ناوتا المتهم خصوصا بنقل صناديق كرتون بطلب من الرئيس السابق، لإخفاء الوثائق.

ورأى محاموه أنها عملية إعلامية وانتقدوا بشدة مكتب التحقيقات الفدرالي لنشره صورة تظهر وثائق مصادرة مختومة بكلمات "سري للغاية"، مبعثرة.

وكتب ترامب على شبكته الخاصة للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال" أن "إدارة (الرئيس جو) بايدن الفاسدة ابلغت محاميي بأنني متهم رسميا، على الأرجح في قضية الصناديق الوهمية"، في إشارة إلى صناديق الوثائق التي نقلها إلى منزله عندما غادر واشنطن.

وكان ترامب اتهم رسميا في آذار/مارس بعدد من عمليات الاحتيال المحاسبية من قبل قاضي ولاية نيويورك، في قضية دفعه قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2016، أموالا لإسكات ممثلة أفلام إباحية تقول إنها كانت عشيقته.

ودافع قطب العقارات السابق الذي يتقدم حاليًا بفارق كبير عن المتنافسين الآخرين لكسب ترشيح الحزب الجمهوري، باستمرار عن نفسه من تهمة الاختلاس ويعتبر أنه ضحية "اضطهاد سياسي".

وقال في تسجيل فيديو نشر على تويتر "أنا بريء ولم أرتكب أي خطأ"، مدينا "تدخلا انتخابيا على أعلى مستوى".

إيلون ماسك

رص البرلمانيون الجمهوريون على الفور الصفوف حوله.

وقال رئيس مجلس النواب كيفن ماكارثي "أقف مثل كل الأمريكيين الذين يؤمنون بسيادة القانون، مع الرئيس ترامب". بينما رأى جيم جوردان رئيس اللجنة القضائية في المجلس أنه "يوم حزين لأميركا".

ومن دون أن يكون حاسما في موقفه، قال الملياردير إيلون ماسك الذي يتمتع بحضور متزايد على الساحة السياسية، إنه "يبدو أن هناك اهتمامًا بمقاضاة ترامب أكثر من السياسيين الآخرين".

أما الديموقراطيون فقد رحبوا بالنبأ وحذروا من خطاب دونالد ترامب. وقال النائب آدم شيف إن ترامب "سيحاول استخدام هذا الاتهام أداة لتحقيق مكاسب سياسية لأن الفوز بالرئاسة قد يكون طريقته الوحيدة لتجنب عقوبة السجن".

وفي الولايات المتحدة، لا يمنع توجيه الاتهام رسميا إلى أي شخص وحتى صدور حكم عليه لارتكابه جنحة أو جريمة، أن يترشح أو يُنتخب أو يشغل منصبا رسميا.

انتكاسات

ولإسكات الاتهامات بالتآمر كلف وزير العدل ميريك غارلاند المدعي الخاص جاك سميث الإشراف على هذا التحقيق وتحقيق آخر في دور دونالد ترامب في هجوم الكابيتول.

ويحقق مدع خاص آخر في وثائق سرية أخرى عثر عليها في وقت سابق من هذا العام في مكتب سابق ومنزل الرئيس الديموقراطي جو بايدن.

والعثور على هذه الوثائق المربكة وأخرى لدى نائب الرئيس السابق مايك بنس، سمح لدونالد ترامب بالتقليل من أهمية القضية رغم أن بايدن تعاون دائمًا مع القضاء وأعاد الوثائق طوعا وبأعداد أقل بكثير.

لكن هذا الملف أخطر في مضمونه من القضية الجارية في نيويورك. وربما لن تتوقف انتكاسات دونالد ترامب عند هذا الحد.

ويفترض أن تعلن المدعية العامة في ولاية جورجيا التي تحقق في ضغوط الجمهوريين منذ أشهر لمحاولة تغيير الانتخابات الرئاسية في 2020، نتائج تحقيقاتها بحلول أيلول/سبتمبر.

ويحقق مدع خاص آخر في وثائق سرية أخرى عثر عليها في وقت سابق من هذا العام في مكتب سابق ومنزل الرئيس الديموقراطي جو بايدن.

والعثور على هذه الوثائق المربكة وأخرى لدى نائب الرئيس السابق مايك بنس، سمح لدونالد ترامب بالتقليل من أهمية القضية رغم أن بايدن تعاون دائمًا مع القضاء وأعاد الوثائق طوعا وبأعداد أقل بكثير.

كما استخدم الخطيب الجمهوري العثور على وثائق لدى منافسه لحشد مؤيديه الذين يرصون صفوفهم في كل مرة يضربه القضاء.

وكانت هذه الحال بشكل خاص في نيسان/أبريل عندما اتهمه قاض في ولاية نيويورك بتزوير مستندات محاسبية تتعلق بدفع 130 ألف دولار لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز في قبل انتخابات 2016 مقابل صمتها في علاقة مفترضة بينهما.

* المصدر: وكالات+رويترز+فرانس برس

اضف تعليق