q
ان ترامب سيقود العالم نحو المجهول، لأن أمريكا لا تقاد برجل واحد، إنما هناك دولة أنشئت منذ نحو 300 سنة ولها سياسة خارجية واضحة، وفي حال خالف الرئيس الجديد سياسة أمريكا منذ ذلك الحين لحد الآن، فلن يستمر في الحكم، وإذا خالف توجهات الدولة العميقة والنخبة الأمريكية ففي هذه الحالة ربما يُقال أو يُغتال أو يُقتل.

البيروقراطية مفهوم يستخدم في علم الاجتماع والعلوم السياسية يشير إلى تطبيق القوانين بالقوة في المجتمعات المنظمة وتعتمد هذه الأنظمة على الإجراءات الموحدة وتوزيع المسؤوليات بطريقة هرمية والعلاقات الشخصية وهنالك العديد من الأمثلة على البيروقراطية المستخدمة يومياً الحكومات، القوات المسلحة، الشركات، المستشفيات، المحاكم، والمدارس.

يعود أصل كلمة البيروقراطية إلى بيرو (büro)، وهي كلمه المانيه ومعناها مكتب، المستخدمة في بداية القرن الثامن عشر ليس للتعبير عن كلمة مكتب للكتابة فقط بل للتعبير عن الشركة، وأماكن العمل وكلمة قراطية وهي كلمة مشتقه من الأصل الإغريقي كراتُس (κράτος) ومعناها السلطة والكلمة في مجموعها تعني قوة المكتب أو سلطة المكتب.

البيروقراطية اس الفساد الإداري

في ظل غياب النظم المحاسبية للمسئولين والعاملين داخل المؤسسات على مر السنوات‏، تفشت ظواهر الفساد الإداري، والمالي بأساليبه المختلفة باحترافية مطلقة مما أسفر عن مصطلح عرف لدينا بالبيروقراطية الذي يعبر عن اختلاط البيروقراطية بالفساد الإداري واتسمت المؤسسات الحكومية بالبطء الشديد في اتخاذ القرار وتعطيل لمصالح المواطنين من قبل مقدمي الخدمة بها بل التفنن أحيانا في اختلاق العراقيل في أثناء إنهاء مصالح المواطنين من أجل الحصول علي الرشوة نظرا لضعف الأجور والمحاباة في التعيينات والترقيات وغيرها من السلبيات المعروفة لدينا فكانت هذه البيروقراطية المصرية المقرونة بالفساد الإداري سببا في تأخر التعليم والبحث العلمي والصحة والاقتصاد والصناعة والتجارة والسياحة وسببا أيضا في إهدار أموال الدولة نتيجة المشروعات القومية النافقة.

هل هناك دولة عميقة في أمريكا؟

ويقول الكاتب شادي حميد "لا يكاد يمر يوم دون أن يرثى فيه لحال الديمقراطية في الولايات المتحدة، وأحيانا يكون للكلام معنى، حيث تحدث مؤشر ولأول مرة عن (الديمقراطية الأمريكية القاصرة)، فالكثير مما كتب مبرر، وليس من منظور الليبراليين أو الديمقراطيين فقط، بل وحتى المؤيدين لترامب، الذين يجبرون على الاعتراف بأن الاستقطاب الأيديولوجي العميق يسيطر على البلد، ورغم أن هذا يساعد حملة رايتهم، إلا أنه ليس صحيا بالتأكيد".

ويضيف حميد في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، أنه "مع الخوف على الديمقراطية الأمريكية، أو القلق على الليبرالية الأمريكية، فإن هناك طريقة للتعامل معها، وتحتاج إلى قدر من العطف، وهي كلمة مختلف عليها، مع المنتصرين في الانتخابات لا الخاسرين؛ لأن فوز دونالد ترامب هو دليل على أن الديمقراطية الأمريكية أكثر حياة مما قدر الكثيرون، وتم تناسي هذا كله بسهولة؛ لأنهم لم يشعروا كم كانوا محظوظين، ولأن اليساريين والليبراليين سيشتكون من محدودية الديمقراطية الأمريكية التي لا تسمح إلا بمرشحين اثنين يتوافق عليهما أعضاء النخبة في كل حزب، وبهذه الطريقة حرموا الأمريكيين من الخيارات الحقيقية، فهل الديمقراطية دون اختيار، هي ديمقراطية؟".

ويجد الكاتب أنه "من الناحية النظرية، يجب أن تحصل الأحزاب الراديكالية على فرصة للفوز في حالة قدرتها على جذب دعم شعبي كاف، وفي حال عدم حصول الأحزاب الراديكالية أو المعادية للمؤسسة على الفرصة الحقيقية للفوز بسبب النظام السياسي الذي صمم لحرمانهم، فإن الديمقراطية تكون قاصرة، ومن الناحية النظرية، وفي ظل نظام ديمقراطي، فإنه لو تم انتخاب الراديكاليين في عملية انتخابية حرة فإنه يجب السماح لهم بتطبيق أجندتهم داخل إطار القانون والدستور".

ويشير حميد إلى أن "إدارة ترامب اكتشفت أنها حتى لو ناقشت الأمور التي قالت خلال الحملة الانتخابية إنها ستقوم بتنفيذها، فإنها أدت إلى معارضة كبيرة تشمل بيروقراطية الدولة" ويقول الكاتب: "عندما كان احتمال فوز ترامب في مرحلته التجريبية، كتبت هنا في (ذا أتلانتك) حول الدولة العميقة في أمريكا، التي ستعمل من الداخل ضد الرئيس ترامب المفترض".

وجاء في كلام الكاتب في ذلك الحين: "من الممكن، مع ذلك، تخيل رئيس متهور يقوم بتنشيط مؤسسات الدولة لتعمل ضده أو ضدها، بطريقة تجعل فكرة الدولة العميقة الأمريكية ذات معنى أو مهمة ويمكن للشخص التخيل بسهولة أن يعمل عمال الخدمة المدنية من يسار الوسط أو يمين الوسط ضد الرئيس من الداخل للتخفيف من فاعلية الرئيس، بل من صلاحيته".

ويعلق حميد قائلا إنه شعر بالتمزق الداخلي عندما كتب هذه الكلمات مثلما هو اليوم، خاصة أن ما كتبه لم يعد نقاشا أكاديميا، ويقول: "يصبح الأمر فيه تحد عندما تتصادم معتقداتك بالخيارات السياسية المفضلة: فأنا أعتقد أن الدولة العميقة تعارض الشعب، وأعتقد أنها خطيرة، وهي في الوقت ذاته ليست ديمقراطية، ومع ظهور الديمقراطية الليبرالية في مختلف أنحاء العالم الغربي، فهي تطرح أسئلة دون أجوبة من مثل، ما هو المدى الذي يمكن فيه لرئيس منتخب ديمقراطيا وشرعيا متابعة مواقف لاليبرالية، خاصة عندما يتعلق الأمر بقضايا ليست واضحة تماما؟".

ويرى الكاتب أن "(الدولة العميقة) في أمريكا ليست بالطبع مثل الدولة العميقة في تركيا ومصر، التي تتميز بمجموعات ظل مستقلة وشبكات دائمة لحماية النفس، خاصة في مؤسسة الجيش وأجهزة الأمن، فالدولة العميقة في مصر، التي قوضت وأطاحت لاحقا بالرئيس المنتخب ديمقراطيا من الإخوان المسلمين عام 2013، كانت وبعمق غير ديمقراطية، فيما تتميز المؤسسات الأمريكية بالديمقراطية، وتدار من خلال النظم القائمة منذ وقت طويل، وهذا فرق رئيسي يبدو أن المنظر الأيديولوجي الرئيسي لترامب ستيفن بانون غير قادر على الاعتراف به".

ويستدرك حميد بأنه "مع ذلك، فإن مفهوم الدولة العميقة يظل مفيدا للكيفية التي يواجه فيها قادة غير منتخبين، ولا يخضعون للمحاسبة ومؤسسات، القادة المنتخبين ديمقراطيا، خاصة عندما يتم التعامل مع هؤلاء -الديمقراطيين-على أنهم تهديد على الدولة، كما لاحظ المنظر السياسي فهيم حسين، الذي قال: (تكمن في كل ديمقراطية بيروقراطية دائمة، لديها القدرة على تخريب المؤسسة المنتخبة لكونها دائمة وتملك الخبرة)".

تطويق ترامب

سقطت الـ "نحن" أمام الـ "هم" في أجواء مشحونة بالتحريض والانتقام والتوعد والإقصاء انحسرت التقاليد الأميركية التي احترمت الرئاسة عبر الامتناع عن انتقاد الرئيس حين يكون خارج البلاد، تأكيداً للوحدة، فانصبّ الإعلام والاستخبارات ليهشّما دونالد ترامب بكل وسيلة متاحة.

ضاعت بوصلة السياسات الخارجية في متاهات الاستنطاق والتحقيقات والتسريبات عن علاقات مشبوهة، افتراضاً، بين دونالد ترامب ورجاله في البيت الأبيض وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين ورجاله في الكرملين والهدف هو إثبات تورط ترامب ورجاله في صفقات مزعومة مع بوتين ورجاله أثناء الانتخابات الرئاسية، شملت التدخل الروسي فيها لمصلحة ترامب، واخترقت الأمن القومي عبر الرئاسة.

لو تم إثبات هذه الاتهامات، لسقطت رئاسة دونالد ترامب، إما عبر إجراءات العزل أو عبر فرض الاستقالة إنما من الآن إلى حين إجراء التحقيقات الحكومية، فيما التحقيقات الإعلامية تتعاظم بما يعمِّق الانقسامات الأميركية، ليس السؤال إذا كان ترامب سينجح في البقاء في السلطة، وإنما هو هل سيكون قادراً على الحكم في ظل عزم إعلامي واستخباري على شلِّه وإنهاكه؟ ثم ماذا ستكون عليه علاقات الولايات المتحدة مع روسيا وأوروبا والشرق الأوسط، إذا نجحت جهود ما يسمى "الدولة العميقة" الاستخبارات وأخواتها في تطويق ترامب؟ أما الدول الصديقة وغير الصديقة، فإنها بدورها تتأرجح على مصير التحقيقات الرسمية وعلى عنجهية الرئاسة والإعلام والاستخبارات في معاركها المصيرية فما هي تداعيات هذه الحالة الاستثنائية وسط الكراهية والانقسامات الأميركية؟

لن تنهار الولايات المتحدة مهما تمنى لها الأعداء ذلك، ولن تتفكك مهما حملت رئاسة ترامب معها شبح التفكيك فترامب لن يكون يلتسين أميركا، كما تمنى بعض الروس الذين أقبلوا على دعمه بكل حماس وعلناً، آملين بالانتقام من رئاسة بوريس يلتسين للاتحاد السوفياتي وتفكيكه إياه التركيبة الأميركية لن تتيح فرصة تفكيك الولايات المتحدة أو انهيارها مهما أصابها من وهن وشلل فإذا صدق ما يقال إن روسيا تدخلت في الانتخابات الأميركية لضمان مصالحها عبر فوز ترامب، فما حدث منذ الانتخابات يثبت اهتزاز أسس تلك الفكرة الركيكة، لأن أميركا ليست ديكتاتورية ولأن المحاسبة مبدأ أقره الدستور لضمان الديموقراطية.

ولذلك، فما حدث في التجربة الأميركية يثبت سوء تقدير أولئك الذين افترضوا قدرات خارقة ونتائج صائبة للتدخل في الانتخابات الديموقرطية، وهم الآن يواجهون ردود فعل عكسية لما تمنوه واستثمروا فيه فالعلاقات الأميركية الروسية ستبقى، في أفضل الحالات، رهن الغيمة التي لن تزول عاجلاً، وستبقى معلّقة على أوتار التحقيقات الأسوأ أن ذلك الاستثمار مزعوماً كان أو واقعاً أدى إلى رسم صورة روسيا في ذهن الأكثرية الأميركية بأسوأ حالاتها وزرع الشكوك بروسيا والعداء لها في أذهان كثير من الأميركيين.

ما يشغل بال كثير من الأميركيين هو انعكاس المأزق الداخلي على المظهر الخارجي، بما يؤدي إلى انحسار العظمة الأميركية بصفتها أهم دولة في العالم، وإلى زوال نفوذها الدولي هذا الجزء من الرأي العام يحتج على تصرف الأجهزة الاستخبارية والإعلامية على رغم عدم دعمه دونالد ترامب مرشحاً للرئاسة هذا البعض يصر على أولوية أميركا بدلاً من الغوص في الانقسامات السياسية، وهو يلوم الأطراف الثلاثة الرئاسة والاستخبارات والإعلام ويعتقد أن الكونغرس ذا الأغلبية الجمهورية لن يسمح بالوصول إلى محطة عزل الرئيس.

إنه جزء مهم من القاعدة الشعبية الأميركية وهو يريد كف الجميع عن الإفراط والمغالاة والعنجهية معظم الإعلام الأميركي أخرج نفسه من أصول المهنة وقرر الالتحاق بالسياسة، فلم يعد يتظاهر بأنه موضوعي، بل بات يتنافس في معسكرين، أحدهما في ولاء مع ترامب والآخر ضده تحت أي ظرف صحيح أن ترامب ارتكب خطأً نحو الإعلام في استراتيجية نرجسية قائمة على الفوقية والإقصاء، بل إنه استدعى الإعلام إلى العداء إنما هذا لا ينفي مسؤولية ممارسة المهنة وفق أصولها، بدلاً من التدهور إلى شن الحملات.

كل مهني في عالم الإعلام له أو لها حق المساءلة وإضرام النار تحت أقدام مَن هو في السلطة كي لا يسترخي بلا محاسبة واستحقاق إنما هذه الامتيازات لا تعطي أي مهني حق الانحراف عن أصول المهنة مهما كانت المبررات لهذه الأسباب، توجد نقمة خفية ضد الإعلام الأميركي وعزمه على التحريض، مع أن هذا الجزء المهم من الرأي العام يصر على المساءلة والمحاسبة إنه يخشى عواقب الإفراط، ولذلك بدأ يشعر بالاستياء من حال الإعلام في أميركا، وكذلك من حال الاستخبارات، لأنه يخشى على الولايات المتحدة ومكانتها العالمية، فأجهزة الاستخبارات متهمة بتسريبات يعتبرها البعض على حساب الأمن القومي الأميركي ويريد إيقافها.

تدمير مصداقية إدارة الرئيس

تطرق المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، إلى مصطلح الدولة العميقة، وأشار إلى وجود موظفين في الحكومة الفيدرالية يعملون لصالح أجندة الرئيس السابق باراك أوباما، لكنه في الوقت ذاته نفى أن تكون وكالة الاستخبارات المركزية "CIA" تعمل على اقتلاع ما يسمى "الدولة العميقة".

وبعد سؤال أحد الصحفيين حول ما إذا كان البيت الأبيض يعتقد أن هناك شيئا مثل "الدولة العميقة" التي تعمل بنشاط لإضعاف الرئيس ترامب، قال سبايسر: "أعتقد أنه بلا شك عندما يكون حزب واحد في السلطة لمدة 8 سنوات، يظل أشخاص منه في الحكومة، ويواصلون تبني أجندة الإدارة السابقة".

وأضاف، بحسب ما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية: "أعتقد أن انتشار أشخاص داخل الحكومة، خلال 8 سنوات من حكم الإدارة السابقة، ليس مفاجأة، ربما أصبحوا مقتنعين بتلك الأجندة، ويريدون مواصلة تنفيذها أعتقد أن هذا يجب ألّا يكون مفاجأة لأي أحد".

وعند سؤاله عما إذا كان لدى مدير وكالة الاستخبارات المركزية أو الاستخبارات الوطنية أي تفويض رئاسي للبحث عن هؤلاء الأشخاص وفصلهم وتطهير الحكومة منهم، أجاب سبايسر بأن هذا ليس جزءا من أي تفويض للاستخبارات المركزية في ظل أي ظروف، ولذلك؛ فالإجابة هي لا.

ولكن بالنسبة للبعض، فإن "الدولة العميقة" لها معنى أكثر خبثا من مجرد بيروقراطيين حكوميين وأشخاص معينين من قبل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما ما زالوا يعملون في واشنطن وقال توماس ماسي، عضو مجلس النواب الجمهوري عن ولاية كنتاكي، في تصريحات لـ CNN ، الشهر الماضي، إنه لا يتفق "مع الكثير من الأشخاص في واشنطن وبعض أنصار الرئيس دونالد ترامب، الذين يقولون إن ذلك محاولة من إدارة أوباما لإضعاف إدارة ترامب وأضاف: "أنا أشعر بالقلق من أنه شيء أكبر من ذلك بكثير أخشى أن يكون محاولة من هؤلاء الذين يريدون مواجهة مع روسيا أو دول أخرى، لدفع الرئيس ترامب في هذا الاتجاه، لذلك لا أعتقد أنها مجرد مواجهة بين ترامب وأوباما، واشتهر مصطلح "الدولة العميقة" في تركيا فبحسب الشبكة، فهذا المصطلح هو تعبير يستخدمه الكثير من الأتراك للإشارة إلى الشبكات الإجرامية المزعومة داخل قوات الأمن والبيروقراطية الحكومية.

كما تم استخدام تعبير الدولة العميقة للمرة الأولى في صحيفة نيويورك تايمز عام 1997 في مقال عن تركيا، وأوضح المقال أن الدولة العميقة تعبير يُطلق على مجموعة من القوى الغامضة التي يبدو أنها تعمل بعيدا عن يد القانون، ومنذ ذلك الحين، جرى استخدام تعبير "الدولة العميقة" لوصف أعضاء جماعات نافذين، لكنهم غير منتخبين يعملون في الحكومة أو الجيش في دول مثل مصر وروسيا، والآن بشكل متزايد في بعض الدوائر في الولايات المتحدة الأمريكية.

بدوره، اعتبر روبرت باير، المحلل الأمني والعنصر السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، أن الترويج لمواجهة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لما يسمى "الدولة العميقة" هي نظرية مؤامرة من مجموعة اليمين البديل (Alt Right).

وقال باير: "لقد تعاملت مع الدول العميقة في الشرق الأوسط، حيث يوجد جنرالات وضباط مخابرات يمثلون الدولة العميقة ولكن ليس لدينا دولة عميقة في الولايات المتحدة وأضاف: لدينا مسربون من الجمهوريين والديمقراطيين، لكنهم ليسوا منظمين، ولم ينظم أي أحد ذلك وختم بقوله: بالتأكيد، الرئيس السابق باراك أوباما لا يفعل ذلك، وهذا مجرد تشتيت آخر، وتابع: "أعتقد أن النزول في حفرة نظرية المؤامرة لن يجعلنا نصل إلى أي مكان، وسوف يؤدي فقط إلى تدمير مصداقية إدارة الرئيس ترامب، ونحتاج إلى مراقبة رشيدة على ذلك".

هل سينقلب السحر على الساحر؟

بعد أدائه اليمين الدستورية رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، يواجه دونالد ترامب سلسلة من التحديات الداخلية والخارجية، وسط ترقب دولي حذر من ملامح سياسته "الحمائية" اقتصادياً و"العدوانية" سياسياً و"المتطرفة" مجتمعياً، مع تنامي المظاهرات الداخلية التي تطالب بعزله وتشكك في نتائج الانتخابات.

ومع أن العديد من المحللين والكُتاب ذهبوا إلى أن ترامب سيقود العالم نحو المجهول، يرى عبد الستار أن "أمريكا لا تقاد برجل واحد، إنما هناك دولة أنشئت منذ نحو 300 سنة ولها سياسة خارجية واضحة، وفي حال خالف الرئيس الجديد سياسة أمريكا منذ ذلك الحين لحد الآن، فلن يستمر في الحكم، وإذا خالف توجهات الدولة العميقة والنخبة الأمريكية ففي هذه الحالة ربما يُقال أو يُغتال أو يُقتل".

وحول تركيز ترامب في خطاباته على إعادة النظر في التحالفات الاستراتيجية، منها اعتباره الناتو والاتحاد الأوروبي "عربة قديمة" و"بالية"، يعتبر المحلل السياسي حلف شمال الأطلسي "أفضل نموذج أمريكي مع الاتحاد الأوروبي بعد غياب السوفييت، حيث تصدرت أمريكا بموجبه لقيادة العالم، لذلك فإن تصريحات ترامب لا تتفق مع سياسة الولايات المتحدة، التي يحكمها النظام وليس الرئيس أو الحزب".

ومع وضوح سياسة ترامب "الهجومية" تجاه الكثير من القضايا الحساسة بالنسبة لسياسة واشنطن الخارجية، استبعد عبد الستار أن يدفع ترامب أمريكا نحو الانعزال أو التدهور "لأن النظام لا يسمح بنشر الفوضى داخل المجتمع أو التأثير على مكانتها وسياستها الخارجية، وإذا خالف الرئيس الجديد المبادئ التي قامت عليها أمريكا فسيكون خارج التغطية".

مركز النبأ الوثائقي يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتية
للاشتراك والاتصال [email protected]
او عبر صفحتنا في الفيسبوك (مركز النبأ لوثائقي)

..................................
المصادر
- اورينت
-الخليج اونلاين
-21 عربي
- الاهرام
- ويكيبيديا الموسوعة الحرة
- بوابتي

اضف تعليق