q
سوريا تستيقظ على مطر من الصواريخ الامريكية الفرنسية ولا تحرك روسي الى الان... ترى هل سيجدون اسلحة الدمار الشامل كما وجدوها في العراق؟ ام هي بوادر لبداية حرب عالمية ثالثة؟ أم مجرد ابتزاز سياسية لفرض الواقعية السياسية وتغيير التوازنات في الشرق الأوسط؟، تبقى الإجابة على هذه التساؤلات مفتوحة مرهونة بالمتغيرات السياسية خلال الأيام القادمة؟

سوريا تستيقظ على مطر من الصواريخ الامريكية الفرنسية ولا تحرك روسي الى الان...ترى هل سيجدون اسلحة الدمار الشامل كما وجدوها في العراق؟ ام هي بوادر لبداية حرب عالمية ثالثة؟ أم مجرد ابتزاز سياسية لفرض الواقعية السياسية وتغيير التوازنات في الشرق الأوسط، تبقى الإجابة على هذه التساؤلات مفتوحة مرهونة بالمتغيرات السياسية خلال الأيام القادمة؟...

كذبة الاسلحة المحظورة

ادارة بوش في حربها على العراق قدمت مجموعة من التبريرات لإقناع الرأي العام الأمريكي والعالمي بشرعية الحرب، غير المتكافئة والمحسومة النتيجة انذاك ابرز المبررات التي قدمها بوش رفض صدام حسين قرار الأمم المتحدة المتعلقة بالسماح للجان التفتيش عن الأسلحة الكيماوية في العراق.

حدد الادارة الامريكية موعداً نهائياً لبدأ العمليات العسكرية، بينما كانت فرق التفتيش لاتزال في العراق وحسب التقارير الامريكية فان استمرار حكومة صدام حسين بتصنيع وامتلاك "أسلحة دمار شامل" وعدم تعاونها في الاستجابة لقرارات للأمم المتحدة، بشأن إعطاء بيانات كاملة عن ترسانتها من "أسلحة الدمار الشامل".

بالاضافة الى العلاقات التي ادعت امريكا انها قائمة بين حزب البعث و تنظيم القاعدة ومنظمات "إرهابية"، أخرى تشكل خطراً على أمن واستقرار المنطقة الا ان عدم وجود مشتركات فكرية وعقائدية تجمع تنظيم القاعدة بنظام الحكم العراقي العلماني ادى الى اضمحلال هذا الخيار، فشلت الادعاءات الامريكية حول اسلحة العراق المحظورة اذ فشلت فرق التفتيش حتى اليوم في اثبات امتلاك العراق لتلك الاسلحة، وهو ما اثبته تقارير اللجان وحتى قبل ان تقع الحرب صرح كبير مفتشي الأسلحة في العراق هانز بليكس، أن فريقه لم يعثر على أسلحة نووية وكيمياوية وبايلوجية ولكنه عثر على صواريخ تفوق مداها عن المدى المقرر في قرار الأمم المتحدة، (150 كم) المرقم 687 في عام 1991.

وكان العراق يطلق على هذه الصواريخ اسم صواريخ الصمود، وقد سمح صدام حسين بتدميره من قبل فريق هانز بليكس محاولة منه لتهدئة الاوضاع الا ان الحرب كانت لابد منها

للحرب اسباب اخرى

بعد احتلال امريكا للعراق ارسل الرئيس الأمريكي فريق تفتيش برئاسة ديفد كي الذي كتب تقريراً في 3 أكتوبر2003 جاء فيه أنه " لم يتم العثور لحد الآن على أي أثر لأسلحة دمار شامل عراقية" وأضاف ديفد كي في استجواب له امام مجلس الشيوخ الأمريكي أن " بتصوري نحن جعلنا الوضع في العراق أخطر مما كان عليه قبل الحرب وفي يونيو 2004 انتقد الرئيس السابق للولايات المتحدة

الرئيس بوش "أنه كان من الأفضل التريُّث في بدء الحملة العسكرية لحين إكمال فريق هانز بليكس لمهامه في العراق "ممايثبت عدم كفاية الادلة لاحتلال بغداد الا ان جورج بوش قال في 2 أغسطس 2004 "حتى لو كنت أعرف قبل الحرب ما أعرفه الآن من عدم وجود أسلحة محظورة في العراق فإني كنت سأقوم بدخول العراق"، وفي 12 يناير 2005 تم حل فرقة التفتيش التي تشكلت من قبل جورج و. بوش بعد فشلهم في العثور على أسلحة محظورة مما يثبت عدم شرعية الحرب وعدم اثبات التبريرات بالادلة والتقارير.

في سوريا ...هل ستعاد تجربة الحرب على العراق؟

يبدو ان الطائرات التابعة لبشار الاسد التي تدعي امريكا انها ضربت دوما بالاسلحة الكيماوية قد وجهت ضرباتها الى مجلس الامن، جلسة نارية بالتهديدات والتصريحات روسيا تهاجم ألحلفاء: يسعون لمواجهتنا فى سوريا و باريس تهدد بضرب أهداف سوريا والجعفري: يتهم هايلى بانها لا تحترم مجلس الامن. التدخل الاسرائيلي مستمر في الشأن السوري اذا زعمت الصهيونية ان دمشق مازالت تمتلك أسلحة كيميائية. وراح ترامب يهدد بامكانية اتخاذ قرار بشأن سوريا، الا ان روسيا حذرت من "تداعيات خطرة" إذا تعرضت سوريا لضربة عسكرية. مبينة ان الامر يهدد دول غربية فى طليعتها الولايات المتحدة.

فيما دعى السفير الروسى فى الأمم المتحدة فاسيلى نيبينزيا خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولى حول سوريا الغربيين الى التخلى عن خطاب الحرب، مؤكدا انه "لم يقع هجوم كيميائي" فى دوما السبت و"ما من أدلة" على حصول مثل هكذا هجوم.وأضاف أن "استخدام القوة العسكرية بذريعة كاذبة ضد سوريا، حيث تم نشر قوات روسية بناء على طلب الحكومة الشرعية لدولة، يمكن أن يؤدى إلى تداعيات خطرة".مشددآ على ان الخبراء الروس الموجودين على الأرض، فى سوريا لم يجدوا اى دليل على استخدام السارين او غاز الكلور، مؤكدا ان موسكو ودمشق تطالبان منظمة حظر الاسلحة الكيميائية بارسال محققين الى دوما وبأنهما جاهزتان لتسهيل مهمة هؤلاء المحققين.

واتهم نيبنزيا الدول الغربية بمواصلة "سياسة المواجهة" واستخدام "التشهير والإهانات والخطاب المتشدد، والابتزاز والعقوبات والتهديدات باستخدام القوة".وجاء تصريح السفير الروسى بعد إعلان ترامب أنه اتخاذ قراراً بشأن عمل عسكرى فى سوريا ، وذلك فى إطار رد واشنطن على "الهجوم البشع على الأبرياء السوريين بأسلحة كيميائية محظورة".

ما الذي يخبئه ترامب في جعبته العسكرية؟

ترامب في تغريدة على تويتر قال: "روسيا تتعهد بإسقاط أي وجميع الصواريخ التي تُطلق على سوريا. استعدي يا روسيا، لأنها ستأتي وستكون جميلة وجديدة و"ذكية"!. لا ينبغي أن تكونوا شركاء لحيوان قتل شعبه بالغاز ويستمتع بذلك!".

وقال في تغريدة أخرى إن العلاقات الأمريكية الروسية "أسوأ من أي وقت مضى، بما في ذلك فترة الحرب البادرة". ودعا إلى وقف سباق التسلح.

وزارة الدفاع الأمريكية امتنعت عن التعليق على تغريدات ترامب حول العملية العسكرية ضد سوريا،وحملت بريطانيا الحكومة السورية مسؤولية "الهجوم الكيميائي" على مدينة دوما، وقالت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، إن كل المؤشرات تدل على أن السلطات السورية تتحمل مسؤولية الهجوم الكيميائي، وإن هذا الاعتداء الصادم لن يمر بدون رد.

من جانبه السفير الفرنسي في الامم المتحدة فرنسوا ديلاتر، وجه اصابع الاتهام الى كل من روسيا وايران لضلوعمها في الدعم العسكري للنظام في سوريا قائلا :"ما من طائرة سورية تقلع من دون أن يتم إبلاغ الحليف الروسي"، مشددا على أن الهجوم على دوما وقع إما بموافقة ضمنية أو صريحة من روسيا أو رغما عنها وعن وجودها العسكرى".

وتعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، ان هناك"ردّا قويا مشتركا" على الهجوم الكيميائي المفترض الذى أسفر عن مقتل العشرات فى مدينة دوما، بحسب البيت الأبيض.

مجلس الامن والوحش من سينتصر؟

باريس هدّدت مرارًا بضرب أهداف عسكرية سورية في حال ثبُت استخدام أسلحة كيميائية في ضرب المدنيين، المندوبة الأمريكية الدائمة في الأمم المتحدة نيكى هايلى خلال جلسة طارئة لمجلس الامن الدولب حول سوريا ان الوقت حان لأن "تتحقق العدالة" في سوريا بعد الهجوم الكيميائي المفترض على مدينة دوما الخاضعة لسيطرة المعارضة في غوطة دمشق.

وقالت هايلى "لقد بلغنا نقطة يجب أن يرى العالم فيها أن العدالة تحققت.. من فعل ذلك؟ الوحش قادر على فعل ذلك"، مضيفة أن "الولايات المتحدة مصممة على رؤية هذا الوحش الذى أطلق قنابل كيميائية على الشعب السوري يحاسب على أفعاله" فيما أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن تهديد نيكى هيلى المندوبة الأمريكية لسوريا فى مجلس الأمن يعنى أنها لا تقيم وزنا لهذا المجلس وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

هل ستخفق امريكا وحلفاؤها في هذا الامتحان؟

الجعفري قال "ما اعلن على قناة روسيا اليوم هو اختبار لمصداقية الولايات المتحدة بالسماح عن كشف نتائج التحقيق بمزاعم أسلحة الدمار الشامل في العراق".

مضيفآ " أن الكذب الذى تمتهنه بعض الدول دائمة العضوية في هذا المجلس أصبح بمثابة أحد أسلحة الدمار الشامل، فبالكذب أشعلت هذه الدول الحرب في شبه الجزيرة الكورية،

وبالكذب غزت فيتنام، وبالكذب اجتاحت جرينادا وبالكذب دمرت يوغوسلافيا، وبالكذب احتلت العراق، وبالكذب دمرت ليبيا، وبالكذب صنعت في مخابرها تنظيمات إرهابية تكفيرية كالقاعدة وطالبان وداعش وجبهة النصرة وجيش الإسلام، وبالكذب تحاول ذات الدول النيل من سوريا وتهيئة الأجواء اليوم للعدوان عليها".

وتابع " فى كل فصل مسرحى حول الاستخدام المزعوم للمواد الكيميائية نلاحظ أن هذه المواد لا تصيب المسلحين مطلقا بل تستهدف الأطفال والنساء وأنها لا تحتاج إلا إلى غسيل بالماء أمام عدسات الكاميرات، ولا يحتاج المسعفون فيها إلى ارتداء أقنعة واقية، وإن دعوة بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة لعقد هذه الجلسة تأتى في إطار دعم الإرهابيين ولكنهم تأخروا.

من اين انطلاقة الصواريخ نحو سوريا؟

تتوزع130من القواعد العسكرية للولايات المتحدة (بحرية وجوية ومشاة) في كافة أنحاء العالم، اكثرها ٩للشرق الأوسط ، ومن أهم قواعدها تلك التي تنتشر في بلدان الخليج، فبعد انتقال مركز "قيادة القوات الجوية الإقليمية" من السعودية إلى قطر واقتصار الوجود الأميركي في السعودية على الرمزي، باتت أكبر قوة ضاربة للولايات المتحدة في الخليج تتمركز في قطر، حيث توجد هناك واحدة من أكبر القواعد العسكرية الأميركية، وهي قاعدة "العُديد" الجوية أو مطار "أبو نخلة"، حيث يتمركز هناك حوالي 12 ألف جندي أميركي، وتضم القاعدة أيضاً، المركز المشترك للعمليات الجوية والفضائية، والجناح 379 للبعثات الجوية، بالإضافة إلى قاعدة "العديد" يوجد هناك قاعدة "السيلية"، التي تعتبر أكبر مخزن لتخزين الأسلحة والمعدات الأمريكية في العالم.

وفي الكويت يتمركز أفراد تابعون للفرقة الثالثة مشاة في "معسكر الدوحة" وعدد كبير من الجنود التابعين لسلاح الجو الأميركي، ويحتوي المعسكر الذي يعد قاعدة جوية، على أكثر من 80 مقاتلة ومروحيات هجومية ودبابات متطورة وعربات مدربة. وغير "معسكر الدوحة" فإن الوجود الأميركي في الكويت يتوزع أيضاً في "قاعدة السالم الجوية" و "معسكر عريفجان" و "معسكر فرجينيا" للتدريب.

أما في الإمارات، فتوجد "قاعدة الظفرة الجوية" جنوب إمارة أبو ظبي، التي كانت تقتصر مهامها على تزويد المقاتلات بالوقود، اما مع بداية الحرب على تنظيم داعش فقد اكتسبت القاعدة أهمية بالغة، حيث تضم اليوم حولي 4000 جندي أميركي.

وفي البحرين توجد واحدة من أكبر القواعد الأميركية البحرية خارج حدود الولايات المتحدة، المتمثلة في القيادة المركزية للقوات البحرية والأسطول الأميركية الخامس، حيث يضم الأسطول قرابة 4500 جندي، بالإضافة لحاملة طائرات مع حوالي 70 مقاتلة.

أما العراق، فتعتبر صاحبة الوجود الأكبر للأمريكان في الشرق الأوسط من حيث عدد القواعد، وذلك بعد غزو العراق، وتتخذ القوات الأميركية بكافة تشكيلاتها 80 قاعدة منتشرة في البلد المجاور لسوريا.

إلى جانب ذلك، توجد في الأردن قاعدتان جويتان (وادي المربع، الرويش)، كذلك في جيبوتي (قاعدة ليمونيه) الضخمة، بالإضافة لشبه قواعد في سلطنة عمان ومصر.

لكن الأهم، السفن الحربية وحاملات الطائرات والمدمرات الأميركية المتمركزة في شرق المتوسط، وتحديداً في قبرص (ميناء لارنكا)، واليونان (قاعدة سودا – بي) الجوية البحرية، "، وتتبع القوة البحرية والجوية الأميركية شرق المتوسط إلى الأسطول البحري السادس للولايات المتحدة، الذي يتخذ من نابولي الإيطالية مقر قيادة له. ويتوقع أن تتخذ الولايات المتحدة من قواعدها ومدمراتها شرق المتوسط منطلقاً أساسياً للهجوم على النظام خلال أي ضربة محتملة.

بالإضافة إلى كل ذلك تنتشر القواعد الأميركية بشكل كبير شرق سوريا، بما فيها قاعدة جوية بنتها الولايات المتحدة منتصف عام 2015، في مطار الرميلان شمال الحسكة على الحدود مع العراق، وتنتشر أيضاً معسكرات: (المبروكة غرب القامشلي، و (خراب العشق) غرب مدينة عين عيسى بريف الرقة، بالإضافة لقاعدة (عين عيسى) التي تعتبر من أكبر القواعد الأميركية في سوريا.

كيف سيتأثر العراق؟

الحكومة العراقية نأت بنفسها عن التدخل بالشأن الروسي منذ بداية الازمة، وبعد الانتصار الكبير الذي تحقق على تنظيم داعش الارهابي تحاول حكومة العبادي اثبات انها قادرة على ادارة الازمات والدولة بقوة وحزم.

وبعد ان اجتاحت عبارة محاربة الفساد الاوساط المجتمعية والمدنية والحكومية تسعى الجهات المسؤولة الى تنفيذها على ارض الواقع

وربما سيزداد الامر صعوبة اذا فقدت بغداد دعم الولايات المتحدة، اذا ما عارضت الاولى الحرب على سوريا ووقفت الى جانب بشار الاسد، وستخصر مساندة ايران اذا ما وافقت على الحرب.

وعلى مايبدو ان بغداد في وضع لا تحسد، عليه ما بين الاصرار على الحفاظ على الانجازات الامنية، وما بين اثبات نزاهة الانتخابات التي تنطلق في 12مايو من العام الجاري، بالاضافة الى الضغط الشعبي بسبب سوء الخدمات وانتشار الفساد في مفاصل الدولة.

يسعى رئيس الوزراء الى عزل الملفات عن بعضها، اذ أعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية، سعد الحديثي، الخميس، موقف العراق من ضربة أمريكية محتملة ضد نظام الأسد في سوريا، مشيراً إلى أنها ليست طرفاً في هذه الأزمة.

وقال في بيان: إن "العراق ليس طرفاً في الصراع الدائر بسوريا، وسياستنا في علاقاتنا الخارجية قائمة على عدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول".

وتابع الحديثي: إن "التدخّلات الخارجية في سوريا أسهمت إلى حدٍّ كبير في تفاقم الأوضاع هناك"، وأضاف أن تركيز بلاده منصبّ بشكل أساسي على "القضاء على البيئة المساعدة لبقاء تنظيم "داعش" الإرهابي في الأراضي السورية القريبة من الحدود.

وأكّد الحديثي على "ضرورة إيجاد حل سياسي للصراع وتحقيق الاستقرار في المنطقة"، مبتعدآ بموقفه الرسمي هذا عن الاتهامات التي توجه الى بعض الجهات داخل العراق التي تدعم النظام السوري.

اضف تعليق