التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة وإيران، والذي ازداد بعد تولي الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب الذي سعى ومن خلال تصريحاته المتكررة، الى تهديد ايران وفرض حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية عليها بعد إجرائها تجربة لصاروخ باليستي، قالت إنه دفاعي، هذه القضية ما تزال محط اهتمام واسع خصوصا وان ايران التي تعد احدى اهم والقوى دول المنطقة، قد اكدت انها لن تتنازل لامريكا كما انها مستعدة ايضا لاي مواجهة. وهو ما اثار مخاوف وقلق بعض الدول والحكومات التي تخشى من حدوث كارثة عسكرية جديدة في المنطقة قد تؤثر سلبا على الامن والاستقرار العالمي.
وقد حذرت صحف أميركية وكما نقلت بعض المصادر، إزاء التوتر الذي يزداد حدة بين الولايات المتحدة وإيران في أعقاب إجراء طهران تجارب على إطلاق صواريخ بالستية وتحذير إدارة الرئيس الأميركي ترمب لها بشكل رسمي إذا كررت هذه الاستفزازات، وتساءل بعضها عما إذا كان ترمب يتجه إلى إشعال الحرب مع إيران. فقد أشارت مجلة فورين بوليسي إلى التحذير الذي وجهه مستشار الرئيس ترمب للأمن القومي مايكل فلين في وقت سابق إلى طهران منتقدا إجراءها تجربة إطلاق صاروخ بالستي.
من جانبه قال وردا على تهديدات ترامب قال قائد في الحرس الثوري الإيراني إن الولايات المتحدة يجب أن تتوقع "صفعة قوية على الوجه" إذا ما هونت من شأن القدرات الدفاعية الإيرانية وذلك مع انتهاء مناورات حربية للجمهورية الإسلامية. وتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ توليه السلطة الشهر الماضي بتشديد موقفه إزاء إيران ووجه تحذيرا لها بعد أن أجرت تجربة إطلاق صاروخ باليستي يوم 29 يناير كانون الثاني من أنها تلعب بالنار وأن جميع الخيارات الأمريكية مطروحة.
ونقل الموقع الإلكتروني للحرس الثوري (سباه نيوز) عن الجنرال محمد باكبور قائد القوات البرية للحرس الثوري قوله "يجب ألا يخطئ العدو في تقديراته فهو سيتلقى صفعة قوية على الوجه إذا ما ارتكب هذا الخطأ." واستكمل الحرس الثوري في وقت سابق تدريبات بالصواريخ والمدفعية والدبابات وطائرات الهليكوبتر بعد أسابيع من توجيه ترامب تحذيرا رسميا لإيران بسبب إطلاق الصاروخ.
ونقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء عن باكبور قوله "الرسالة (التي توجهها) هذه التدريبات ... للعالم المتغطرس هي ألا يرتكب أي حماقة." وأضاف "يمكن للجميع الآن رؤية القوة التي نملكها على الأرض." وقال الحرس الثوري إنه اختبر إطلاق "صواريخ متقدمة" واستخدم طائرات بدون طيار في التدريبات التي استمرت ثلاثة أيام وأجريت في وسط وشرق إيران. وفي ظل تصاعد التوترات مع إسرائيل كذلك قال محلل عسكري لوكالة تسنيم إن جماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران يمكنها إطلاق صواريخ فاتح 110 إيرانية الصنع في مهاجمة المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونة من داخل لبنان.
وقال السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله إن جماعته التي لعبت دورا رئيسيا في إنهاء احتلال إسرائيل لجنوب لبنان يمكنها قصف مفاعل ديمونة. وقال المحلل العسكري حسين داليريان في تعليق نقلته وكالة تسنيم "بما أن جماعة حزب الله اللبنانية من المالكين الرئيسيين لصواريخ فاتح 110 فإن هذا الصاروخ يمثل واحدا من عدة بدائل لاستهداف منشآت ديمونة." وتقول إيران إن برنامجها الصاروخي دفاعي ولا صلة له بالاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى العالمية. وخلال حملة الانتخابات الأمريكية وصف ترامب الاتفاق بأنه "أسوأ اتفاق تم التفاوض بشأنه على الإطلاق" وأبلغ الناخبين بأنه إما سيمزقه أو سيسعى لاتفاق أفضل.
صرامة كبيرة
وفي هذا الشأن فقد تعهدت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإبداء "صرامة كبيرة" بشأن القيود المفروضة على أنشطة إيران النووية بموجب اتفاق مع القوى العالمية لكنها لم تعط مؤشرا يذكر على ما قد يعنيه ذلك بالنسبة للاتفاق. ويفرض الاتفاق الذي أبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية الست قيودا على برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية الدولية على الجمهورية الإسلامية.
ووصف ترامب الصفقة بأنها "أسوأ اتفاق تم التفاوض عليه". وتجري إدارته الآن مراجعة له قد تستغرق أشهرا لكنها لم تذكر تفاصيل كثيرة بشأن موقفها من قضايا محددة. كما لم تعط إدارة ترامب إشارات تذكر إلى أي تغير محتمل في السياسة في بيان للاجتماع ربع السنوي لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وجاء في البيان الموجه للمجلس المؤلف من 35 دولة "ستتعامل الولايات المتحدة مع الأسئلة المتعلقة بتفسير الاتفاق النووي وتطبيقه وتنفيذه بصرامة كبيرة فعلا." لكن البيان الأمريكي وهو الأول للمجلس منذ تولى ترامب منصبه في يناير كانون الثاني كرر اللهجة التي استخدمتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما والتي اعتبرت الاتفاق انجازا يضاف إلى ميراث أوباما.
وقال البيان في صياغة مطابقة للبيان الذي أرسل لاجتماع المجلس السابق في نوفمبر تشرين الثاني "على إيران أن تفي بشكل صارم وكامل بكل التزاماتها والتدابير التقنية خلال مدتها." ونشرت الوكالة الدولية التي تراقب القيود المفروضة على أنشطة إيران النووية بموجب الاتفاق تقريرا ربع سنوي الشهر الماضي قالت فيه إن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب تراجع إلى النصف بعد أن اقترب من الحد الأقصى المسموح به في الاتفاق. بحسب رويترز.
وكان التقرير هو الأول الذي يحدد الكمية التي تملكها إيران من اليورانيوم المخصب وذلك بفضل سلسلة من الاتفاقات بين طهران والقوى الكبرى تحدد أنواع اليورانيوم التي يمكن اعتبار أنها غير قابلة للاستخلاص وبالتالي تستبعد من مخزونها لليورانيوم منخفض التخصيب. وانتقدت بعض القوى الكبرى تقارير سابقة لعدم كونها مفصلة بما يكفي بشأن بنود مثل حجم مخزون اليورانيوم المخصب ودعا البيان الأمريكي لأن تكون التقارير التي تصدر في المستقبل مفصلة مثل التقرير الأخير. وقال البيان "نرحب بضم أي مستوى إضافي من التفاصيل ونتوقع أن يستمر ذلك في المستقبل."
صاروخ ايراني
الى جانب ذلك اعلن مسؤول عسكري ايراني كبير ان الحرس الثوري اجرى تجربة "ناجحة" على اطلاق صاروخ في بحر عمان، مؤكدا ان الصاروخ اصاب هدفه الذي كان في عرض البحر على بعد 250 كلم. وقال العميد أمير عالي حاجي زادة، قائد القوة الجوفضائية لحرس الثورة الإسلامية، بحسب ما نقلت عنه وكالة تسنيم للانباء "لقد اختبرنا هذا الاسبوع الصاروخ هرمز-2. لقد تمكن الصاروخ من تدمير هدف بحري على بعد 250 كلم".
واوضحت الوكالة ان هرمز-2 هو "صاروخ بالستي بحري قادر على اصابة الأهداف المتحركة على سطح البحر، ويتمتع بدقة عالية، ويبلغ مداه قرابة 300 كلم". وتأتي هذه التجربة الصاروخية في غمرة التوتر بين الجمهورية الاسلامية والادارة الاميركية الجديدة. واتهم مسؤول كبير في بحرية الحرس الثوري الولايات المتحدة بالسعي الى اثارة "توترات" في الخليج بعد حوادث وقعت في وقت سابق.
وقال مهدي هاشمي ان "سفينة تابعة للبحرية الاميركية كانت تعبر مضيق هرمز غيرت مسارها الدولي لتقترب الى مسافة 550 مترا عن سفن حراس الثورة في موقف غير مهني". واضاف ان "تحركات الايام الاخيرة التي قامت بها الولايات المتحدة وبريطانيا تدل على ان لديهما اهداف سيئة وغير شرعية واستفزازية"، مؤكدا انهما "ليس فقط لا تريدان الاستقرار والامن في الخليج الفارسي ومضيق هرمز، بل تسعيان ايضا الى اثارة توترات وازمة".
واتى تصريح المسؤول الايراني غداة انتقاد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) السلوك "غير المهني" للبحرية الإيرانية عقب حادثتين منفصلتين في مضيق هرمز. وأفاد البنتاغون أن فرقاطة ايرانية اقتربت نحو 150 مترا من سفينة المراقبة الأميركية "يو اس ان اس انفينسبل" وطاقمها من المدنيين. وفي حادثة مشابهة، اقتربت مجموعة من الزوارق الهجومية من السفينة نفسها حتى باتت على بعد 350 مترا عنها.
وفي تعليقه على الحادثتين، أوضح المتحدث باسم البنتاغون الكابتن جيف ديفيس أنه "تم تقييم (ما حصل) على أنه مزيج من السلوك غير الآمن وغير المهني" مضيفا أن السفينة الأميركية اضطرت لتغيير مسارها لتجنب وقوع اصطدام. وأفاد ديفيس بأن ما حصل "مثير للقلق لأنه كان من الممكن أن يؤدي إلى خطوة غير محسوبة أو استفزاز غير مقصود لا نرغب به،" مشيرا إلى تحسن في نشاطات ايران في المضيق. بحسب فرانس برس.
وكان البنتاغون عبر في السابق عن قلقه من سلسلة من الحوادث في المياه قبالة سواحل الجمهورية الاسلامية وحيث يجري الحرس الثوري الايراني مرارا مناورات خطرة في محيط السفن الأميركية مما اضطر الولايات المتحدة في بعض الأحيان لاطلاق طلقات تحذيرية. وسفينة "يو اس ان اس انفينسبل" مزودة بمعدات رادار بامكانها تتبع مسارات الصواريخ البالستية.
الحرس الثوري
في السياق ذاته قال مسؤولون مطلعون إن اقتراحا تدرسه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية بات في طي النسيان بفعل تحذيرات مسؤولين في الجيش والمخابرات من أن الخطوة قد تأتي بنتائج عكسية. وقال أحد المسؤولين الذي طلب عدم نشر اسمه "إذا فعلت ذلك فلا سبيل آخر للتصعيد وستضيع أي إمكانية للتحدث مع الإيرانيين عن أي شيء."
وقالت مصادر أمريكية وأوروبية إن قوة الدفع وراء أمر رئاسي محتمل تباطأت وسط جدل داخلي اشتمل على مخاوف من أن ذلك قد يقوض الحرب على تنظيم داعش ويثير معارضة حلفاء رئيسيين وينسف أي آفاق دبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران ويعقد تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني. ويأتي الاقتراح في إطار جهد أوسع للوفاء بتعهد ترامب اتخاذ موقف أكثر صرامة من إيران. ومن شأن الاقتراح في حال تنفيذه أن يتخذ خطوة لم يسبق لها مثيل بوضع الحرس الثوري الإيراني بأكمله على قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية".
ومن شأن ذلك أن يذهب أبعد من العقوبات المفروضة بالفعل على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الثوري الذي يسيطر على جزء كبير من الاقتصاد الإيراني ويتمتع بنفوذ سياسي كبير. وجرى العمل على الاقتراح لأسابيع وكان من المتوقع أن يصدر هذا الشهر. لكن المصادر التي طلبت عدم نشر أسمائها قالت إن الفكرة ظلت محل نظر ولم يتضح متى سيتم الإعلان أو حتى إذا كان سيتم.
ولم يرد البيت الأبيض على الفور على طلب للتعقيب. وتنفي إيران أي تورط في الإرهاب على الرغم من أن وزارة الخارجية الأمريكية تدرجها مع سوريا والسودان على قائمتها للدول الراعية للإرهاب. وزادت تعقيد اتخاذ قرار في هذا الشأن استقالة مستشار ترامب للأمن القومي مايكل فلين في 13 فبراير شباط بعدما كشفت تقارير أنه ناقش العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا مع السفير الروسي قبل أن يتولى منصبه. وكان فلين أحد الذين يعملون على صياغة استراتيجية لمواجهة إيران في البيت الأبيض.
وحتى قبل استقالة فلين أثار مسؤولون من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ووكالات المخابرات الأمريكية والأجنبية اعتراضات على إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية. وستكون مثل هذه الخطوة هي المرة الأولى التي يستخدم فيها قانون المنظمات الإرهابية الأجنبية لعام 1996 -الذي طبق على جماعات متشددة مثل تنظيمي القاعدة وداعش ضد مؤسسة بأكملها في حكومة أجنبية وهو ما قد يجعلها تخضع لمجموعة واسعة من العقوبات الأمريكية.
وقال مسؤولون عسكريون وآخرون طلبوا عدم نشر أسمائهم إن ذلك سيعقد على الأرجح قتال الولايات المتحدة لتنظيم داعش في العراق وسوريا. وهناك جماعات شيعية مدعومة من إيران وتتلقى المشورة من مقاتلي الحرس الثوري الإيراني. وقال أحد المسؤولين إن ذلك قد يشجع القوات المدعومة من إيران في العراق وسوريا على تقليص العمل ضد داعش وربما القيام برعاية أعمال ضد القوات المدعومة من الولايات المتحدة أو القوات الأمريكية نفسها في العراق. ويخضع الحرس الثوري الإيراني لإشراف الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.
وقال المسؤولون إن إدراج القوة العسكرية الأكثر نفوذا في إيران على قائمة المنظمات الإرهابية قد يعزز أيضا تأجيج صراعات بالوكالة في مناطق أخرى تقول الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة إن إيران تغذيها مثل الصراع في اليمن. وتنفي إيران تلك المزاعم. وقال أحد المسؤولين "قد تأتي الخطوة بنتائج عكسية" في السياسة الداخلية الإيرانية. وأضاف "الإيرانيون مصدر رئيسي للمشكلات... لكن مثل هذه التحركات ستساعد المتشددين فحسب" في إيران وتقوض القادة الأكثر اعتدالا مثل الرئيس الإيراني حسن روحاني.
علاوة على ذلك قال مسؤول آخر إن إضافة الحرس الثوري الإيراني لقائمة المنظمات الإرهابية سيؤدي إلى خلاف مع حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين الذين يحاولون منذ إبرام الاتفاق النووي في 2015 إعادة بناء علاقاتهم التجارية مع إيران الأمر الذي يعني في كثير من الأحيان التواصل مع الحرس الثوري الإيراني والشركات التي يسيطر عليها. وفي الوقت الراهن قال المسؤولون إن مناقشة إدراج الحرس الثوري على قائمة المنظمات الإرهابية لا تزال مطروحة لكن آجلا فيما يبدو. وقال مصدر أمني أوروبي طلب عدم نشر اسمه إن نظراءه الأمريكيين أبلغوه بأن الأمر مؤجل. بحسب رويترز.
ومن شأن عدم إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية أن يؤدي إلى خيبة أمل الباحثين عن رد قوي على تجربة إطلاق إيران لصاروخ باليستي في الآونة الأخيرة. وكان الإجراء قد لقي بعض التأييد لدى المشرعين الأمريكيين. وحذرت الإدارة الأمريكية الجديدة طهران وفرضت سلسلة من العقوبات الجديدة على أشخاص وشركات إيرانية وقال البيت الأبيض إن هذه خطوة أولية.
اضف تعليق