تعني الارادة قدرتك على تنفيذ قرار حكيم لصالحك يتعارض مع رغباتك.. مثال ذلك انك تحب (البقلاوة) جدا ولكنك تمتنع عن تناول اكثر من قطعة حتى لو كنت في حفلة عرس، اما العادة فهي ذلك الشيء الذي تفعله كثيرا حتى يصبح امرا\" سهلا، او هي سلوك تداوم على تكراره...

تعني الارادة قدرتك على تنفيذ قرار حكيم لصالحك يتعارض مع رغباتك.. مثال ذلك انك تحب (البقلاوة) جدا ولكنك تمتنع عن تناول اكثر من قطعة حتى لو كنت في حفلة عرس، اما العادة فهي ذلك الشيء الذي تفعله كثيرا حتى يصبح امرا" سهلا، او هي سلوك تداوم على تكراره، حتى يصبح اتيانه امرا لا اراديا.

فأذا كنت مدخنا، فأنك تضع علبة السجائر بمكان ثابت (الجيب الايمن مثلا) والقداحة بمكان ثابت.. وتعتاد يدك ان تمتد لعلبة السجائر كل نصف ساعة.. تسحب السجارة بحركة آليه.. وتشعلها وتدخنها بطريقة ثابته.. وقل الشيء نفسه اذا كنت معتادا على اكل (التمن) في الغداء.. فأنت تضع الكمية نفسها.. في الماعون نفسه.. وتتناوله بالطريقة ذاتها.

او الافراط بمشاهدة التلفزيون، وكيف تستلقي على الاريكه ثلاث ساعات كل ليلة، وكيف تقلّب القنوات بجهاز التحكم (الريمونت كونترول)..وصولا الى ما فعله الفيسبوك بنا الذي اعتدنا على ان نقضي معه ساعات يوميا.

ولقد وجدت لدينا، نحن العراقيين، عادات سلبية تؤثر في نوعية الحياة التي نعيشها، ففي المجال الصحي، اعتدنا على الأكل الدسم واللحوم والتمن.. وما زلنا نقبل بشهية على أكل (المفطّح) في الولائم.. بوضع (ليّة) الخروف نتوج بها صحن التمن (ابو عراوي) ونشكل حوله حلقة دائرية.. وحين ننسفه نأخذ التحية لمن أكل اكثر.

ومن عاداتنا السلوكية السيئة، الثرثرة الزائدة عن الحد اثناء المحادثات الهاتفية.. التي تبدأ بــ:(اشلونك؟..بعد اشلونك؟..اشلونك بعد..).وعدم انجاز الامور في الوعد المحدد، والمماطلة، وعدم اخذ وقت كاف مع اطفالنا، وعدم ممارسة الرياضة..اما ان نقبّل الزوجة حين نغادر في الصباح.. فتلك ليست في قاموس عاداتنا!.

الثابت علميا.. ان من يمتلك الارادة الايجابية يتمتع بالصحة النفسية والقدرة على التعامل مع ضغوط الحياة والتغلب عليها، فيما العادات السيئة تؤثر في حياتنا دون ان ندركها، فهي تقصّر العمر، وتقلل من نوعية الاصدقاء، وتجعل الحياة متعبة صحيا، نقضيها بمراجعة اطباء القلب والسكّر والقرحة والكلى، ونفسيا: نعيش حياة العزلة والاكتئاب واقامة المآتم في القلوب.. نبكي ونلطم داخليا على فرص ضاعت او ماض نستحضر منه الفواجع وكأننا صرنا في حالة توحّد مع الأحزان لدرجة اننا صرنا نتباهى بها مع ان الأسوياء يتباهون بما حققوه من انجازات.

ان الحل بسيط في ان تعيش حياة ممتعة صحيا ونفسيا واجتماعيا، يبدأ بأن تتفحص نفسك وتحدد عاداتك السيئه، واستعن بأشخاص يعرفونك، وتكنّ لهم الاحترام والاعجاب، واسألهم عما يلاحظونه بخصوص عاداتك السيئة. واعلم ان الاشخاص الناجحين ما كانوا ليحققوا ذلك لولا انهم امتلكوا ارادة اكسبتهم عادات جديدة وناجحة، وفهما جديدا للحياة بأنها تجربة طويلة من المعرفة والتعلم والقدرة على التغيير.. فبها تكون الحياة ممتعه.

ولتحقيق ذلك..سجّل عاداتك السيئة وابدأ بتغيير اسوأها..وان احتجت لمساعدتنا تجدنا عند الطلب.

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق