q
ثقافة وإعلام - صحافة

القضاء على قناة beIN SPORTS القطريّة

هل ينجح المخطّط السعوديّ-المصريّ-الإماراتيّ؟

جورج ميخائيل

 

على الرغم من قرار قناة الجزيرة القطريّة في 31 كانون الأوّل/ديسمبر 2013 تحويل اسم قناة الجزيرة الرياضيّة إلى قناة beIN SPORTS لكي تنفصل القناة عن الاتّجاهات السياسيّة لقناة الجزيرة الإخباريّة، لم تخرج تلك القناة الرياضيّة من المعركة بين مصر والإمارات العربيّة المتّحدة والسعوديّة والبحرين من ناحية، وقطر من ناحية أخرى، بعد قرار هذه الدول مقاطعة قطر في 5 حزيران/يونيو 2017، حيث قرّرت وزارة الثقافة والإعلام السعوديّة، حجب الموقع الإلكترونيّ الخاصّ بشبكة قنوات beIN SPORTS القطريّة في 12 حزيران/يونيو 2017. وفي البحرين، أمرت وزارة شؤون الإعلام البحرينيّة في 13 حزيران/يونيو 2017 بوقف استيراد أجهزة استقبال قنوات beIN SPORTS، ووقف بيع اشتراكاتها وتجديدها.

وأعلن عدد من العاملين والمحلّلين ونجوم كرة القدم العربيّة عن اعتذارهم لقناة beIN SPORTS من الظهور على شاشتها، ومن أبرز هؤلاء النجوم المعلّق السعوديّ فهد العتيبي والمعلّق الإماراتيّ علي سعيد الكعبي ونجم الكرة المصريّة السابق أحمد حسام "ميدو".

وذكرت صحيفة صدى الرياضيّة السعوديّة في تقرير صحافيّ لها أنّ جميع المعلّقين والمحلّلين الرياضيّين السعوديّين العاملين في قناة beIN SPORTS ألغوا عقودهم معها.

وأعلن الاتّحاد المصريّ لكرة القدم في بيان رسميّ في 6 حزيران/يونيو، مقاطعته شبكة قنوات beIN SPORTS القطريّة، وعدم التعامل معها. وقرّر نادي الزمالك المصريّ في 5 حزيران/يونيو 2017 منع القناة من الدخول إلى النادي لتغطية أيّ حدث أو مؤتمر خاصّ بالزمالك.

وأعلنت قنوات دبي الرياضيّة في 15 حزيران/يونيو 2017 عن ترحيبها بطاقم التحليل الإماراتيّ القادم من قنوات beIN SPORTS للعمل بقناة دبي الرياضية بعد استقالتهم من قناة بي ان سبورت. ولم يتوقّف الأمر عند الاستقالات والمقاطعة لقناة beIN SPORTS، بل امتدّ الأمر إلى رفض عدد من لاعبي كرة القدم المنتمين إلى الدول التي قاطعت قطر إجراء لقاءات مع تلك القناة، حيث رفض مدرّب المنتخب الإماراتيّ الأرجنتينيّ باوزا في 12 حزيران/يونيو 2017 الإجابة عن أسئلة مراسل قناة beIN SPORTS القطريّة في مؤتمر صحافيّ له قبل مباراة منتخبي تايلاند والإمارات العربيّة المتّحدة. وأزاح حارس مرمى المنتخب المصريّ عصام الحضري الميكروفون الخاصّ بقنوات beIN SPORTS في 12 حزيران/يونيو 2017 في المؤتمر الصحافيّ لمباراة مصر وتونس.

وكانت رابطة النقّاد الرياضيّين المصريّة والتي تضمّ الصحافيّين الرياضيّين كافّة طالبت في 6 حزيران/يونيو 2017 أعضاءها بعدم التعامل نهائيّاً مع أيّ قنوات رياضيّة تنتمي إلى النظام القطريّ، سواء بالظهور على شاشتها، أو إقامة مداخلات، أو التسجيل مع قنواتها، في أيّ وقت وأيّ مكان.

لم تتوقّف المعركة ضدّ قناة beIN SPORTS على المقاطعة فقط بل امتدّت إلى البحث عن بديل فضائيّ لها، حيث كشفت صحيفة الشرق الأوسط في 12 حزيران/يونيو 2017، في تقرير صحافيّ لها عن تكتّل عربيّ يعمل على إيقاف احتكار قناة beIN SPORTS القطريّة، وعن أنّ هناك جهات صاحبة قرار تعمل حاليّاً على إبطال الاحتكار الحاليّ الذي تقوم به قناة beIN SPORTS لدورات كرويّة عالميّة وعربيّة، وعن أنّ هذا التكتّل الجديد ستكون ركيزته إماراتيّة-مصريّة وباشتراك سعوديّ.

وصرّح مدير قنوات دبي الرياضيّة راشد الأميري إلى صحيفة الشرق الأوسط في 12 حزيران/يونيو 2017 بأنّه "لا مفرّ من تشكيل التكتّل العربيّ للتصدّي للاحتكار الذى تمارسه شبكة القنوات القطريّة في 21 دولة عربيّة، كما حان الوقت لتدخّل صنّاع القرار في الدول العربيّة الكبرى لإتاحة الفرصة أمام المشاهدين العرب للمشاهدة المجّانيّة أو على الأقلّ بأسعار رمزيّة كما يحدث في أوروبّا، وبأنّه من حقّ الدول العربيّة الـ21 التحرّك قانونيّاً في المحاكم للبحث عن حقوق مشاهديها، مثلما فعلت الدول الأوروبّيّة، وتمكّنت من الحصول على هذا الحقّ لمواطنيها من خلال محكمة العدل الأوروبّيّة".

في عام 2012 قامت الدول الأوروبية بالضغط لوضع بند يتيح لكل دولة أوروبية بث المباريات التى ترى أنها ذات أهمية قومية على قنوات مفتوحة، وبضغط إنجلترا وبلجيكا تحديداً وضعت لائحة تنص على بث جميع مباريات كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية على قناة واحدة مفتوحة على الأقل.

وذكرت صحيفة عكاظ السعوديّة في 14 حزيران/يونيو 2017 عن وجود نيّة لإنشاء اتّحاد فضائيّ يتمثّل في قنوات رياضيّة على أعلى طراز، وذلك لتغطية كبرى البطولات الآسيويّة والأوروبّيّة والعالميّة، من خلال التعاقد مع القنوات العالميّة الناقلة للبطولات المذكورة.

يرى الإعلاميّ والمحلّل الرياضيّ حسن المستكاوي في تصريحات خاصّة لــ"المونتيور" أنّ "التكتّل الفضائيّ الذي تسعى الإمارات العربيّة المتّحدة والسعوديّة ومصر إلى تكوينه ضدّ قناة beIN SPORTS تأخّر كثيراً، فالواقع يؤكّد أنّ قناة beIN SPORTS احتكرت البطولات كافّة، ممّا أضرّ بالمشاهد العربيّ، ومواجهة ذلك الاحتكار لن تكون بتلك السهولة، فهناك عقود احتكاريّة وقّعتها القناة، فكان ينبغي على تلك الدول تأسيس هذا التحالف الفضائيّ الرياضيّ، من دون ربط ذلك الهدف بالسياسة، فلم تتّجه هذه الدول لمواجهة احتكار قناة beIN SPORTS القطريّة إلّا بعد قرار مقاطعتها قطر".

ويكمل المستكاوي أنّ "مواقف بعض لاعبي الكرة المصريّة بمقاطعة قناة beIN SPORTS لن يؤثّر في شكل كبير عليها، لأنّ القناة تحتكر بطولات كرويّة هامّة وكثيرة، لكن سيؤثّر على أدائها الإعلاميّ لتقديم الانفراد الكرويّ"، مطالباً التكتّل الفضائيّ الرياضيّ المرتقب بعدم احتكار بطولات كرة القدم، حرصاً على حقّ المشاهد العربيّ.

واتّخذت السعوديّة خطوات عمليّة لمنافسة قناة beIN SPORTS القطريّة، حيث قال رئيس مجلس إدارة المدينة الإعلاميّة السعوديّة مفلح الهفتاء في بيان له في 18 حزيران/يونيو 2017 أنّه "سيتمّ إطلاق قناة جديدة باسم pbs sports، ستكون أكبر شبكة قنوات سعوديّة عربيّة رياضيّة وأضخمها، وسيتمّ إطلاقها في البداية كمنصّة ترويجيّة لشبكة قنوات سعوديّة عربيّة رياضيّة، ومع بداية الموسم الجديد ستكون هناك 5 قنوات ترتفع تدريجيّاً لتصبح 11 قناة، وأنّ القناة التي سيتمّ إطلاقها قريباً ستكون مجّانيّة قدر المستطاع إذا سمحت القوانين الدوليّة، مؤكّداً أنّ القناة لن تكون مشفّرة".

لا تنفصل السياسة عن الرياضة كثيراً، فلكلّ أزمة سياسيّة تأثيرها الرياضيّ، ويبدو أنّ أزمة مقاطعة السعوديّة ومصر والإمارات العربيّة المتّحدة والبحرين لقطر امتدّت إلى الرياضة وتبلورت في معركة حصار رياضيّ لقناة beIN SPORTS القطريّة.

http://www.al-monitor.com/

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق