عبارة عندي البديل الأصلي هي أكثر العبارات الي يتوقع المريض او الشخص الذاهب الى الصيدلية سماعها، فكثيرا ما تبحث عن نوعية علاج من منشأ معين، وتفاجئ بالردود التي تجعلك تستسلم للأمر الواقع وتقبل بالبديل الذي فُرض عليك دون إعطاءك خيار آخر...
تنويه ... المقال لا يشمل الجميع.
عبارة عندي البديل الأصلي هي أكثر العبارات الي يتوقع المريض او الشخص الذاهب الى الصيدلية سماعها، فكثيرا ما تبحث عن نوعية علاج من منشأ معين، وتفاجئ بالردود التي تجعلك تستسلم للأمر الواقع وتقبل بالبديل الذي فُرض عليك دون إعطاءك خيار آخر.
الجدية التي يتكلم بها صاحب الصيدلية تجعلك تشكك بنية الطبيب، ويتبادر الى ذهنك كم هائل من الأسئلة من قبيل، إذا كان العلاج قديم لماذا صرفه لي الطبيب، وإذا كان ليس الأفضل، فلماذا استهان بصحتي، وإذا كان غيره انفع فلماذا فاته ان يكتبه لي لأتماثل للشفاء بأقرب وقت؟
كل هذه الأسئلة يطرحها الفرد على نفسه وهو في طريق العودة الى المنزل، ولا يعلم أيهما اصح الطبيب المعالج الذي صرف الوصفة الأولى، ام الصيدلاني الذي نهاه عنها وفرض عليه البديل (الأصلي)، وهو لا يزال يستفهم لماذا يتم التعامل مع المرضى بهذه الصورة؟
تصرفات أصحاب الصيدليات تأتي بسبب ان اغلب الناس لا يعرفون الا الشيء البسيط من المعلومات الصحية، ويتعاملون مع كلام المختصين على انه مقدس ولا يحيدون عنه قيد شعرة، وبهذه الحالة يحصل خلط في الآراء والمعلومات، لا سيما وانه يقدس كلام الطبيب أيضا بأضعاف مضاعفة، وفي ذلك يجد الفرد نفسه داخل دوامة لا يعرف كيف يخرج منها.
وفي مثل هذه الحالة ولتخفيف الضغط عن المريض واسرته، كان أحرى بالطبيب ان ينبه المراجعين بوجود العديد من الادوية المتشابهة في الركيب والنتيجة مع العلاج المصروف، ولا ضير في تناول البديل بعد التأكد من عدم وجود المكتوب في المرة الأولى.
هذا التصرف يعطي المريض نوع من الاطمئنان النفسي وعدم القلق من كلام الصيدلاني، وربما كلام الأخير فيه الصواب، في الوقت الذي يحتاج فيه المريض لسماع الأشياء الإيجابية إذا كان ممن يعاني من مرض عضال، اذ تسهم الكلمة الطيبة في تهدئته وربما تُعجّل من الاستجابة للعلاج، او على الأقل منع الحالة من التفاقم.
كل صيدلية تعتقد ان العلاج المستورد لها او للمذاخر التي تتعامل معها هو الأفضل في الساحة، ولا يوجد أفضل منه، وربما تشيع دعايات عن الأصناف الأخرى، بانها مضروبة وغير خاضعة لمراقبة وزارة الصحة، او تم جلبها عن طريق غير قانونية، كالتهريب مثلا.
وما يزيد الشكوك لدى الافراد هو اختلاف الأسعار من صيدلية أخرى، بحجة ان الرخيص مقلد وليس الأصلي، وان الجهة المستوردة له غير موثوق بها، ومن هذه الكلام الكثير، الذي يجعلك تشكك حتى في الجهات الموثوق بها والمعتاد على التعامل معها.
يوجه بعض الأشخاص بالتهم الى الطبيب الذي اجبر المريض على شراء هذا النوع من العلاج، ومن صيدلية محددة، بانه يتقاضى نسبة من الصيدلية، او لديه اتفاق مسبق كأن يكون بدفع إيجار العيادة او تأثيثها، مقابل التأكيد على صرف الادوية الموجودة في صيدلية المجمع الطبي، ولا يقبل بالشراء من غيرها.
يؤكد هذا الرأي كتابة الوصفة بشفرات معينة لا يمكن فك رموزها سوى صاحب الصيدلية القريبة، وحدثت مثل هذه الحالات الكثير، وكأن الطرفان متفقين على الخصم (المواطن) المسكين الذي يبحث عن العلاج المفيد ولا يشعر الا وهو فريسة الجشع وعدم احترام الإنسانية.
وما يثير الاستغراب هو الاستهانة بحياة المرضى، ولا يوجد وازع أخلاقي او ديني يمنع صاحب الصيدلية من التلاعب بمقدرات الافراد الصحية، عبر حثهم على شراء العلاج بأي طريقة كانت، دون الاخذ بعين الاعتبار الآثار السلبية الناجمة عن ذلك والتي ربما تؤدي الى تفاقم الحالة وتدهورها بدلا من علاجها.
اضف تعليق