تُعد الإصابة بالضغط والسكري من أكبر عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، لكن دراسة نشرتها دورية نيورولوجي ذكرت أن معدلات الخطورة التي يمثلها ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري كعوامل مسببة للسكتة الدماغية قد تقل مع التقدم في العمر مقارنةً بعوامل الخطر الأخرى...
بقلم: دينا درويش
تُعد الإصابة بالضغط والسكري من أكبر عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، لكن دراسة نشرتها دورية "نيورولوجي" (Neurology) ذكرت أن معدلات الخطورة التي يمثلها ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري كعوامل مسببة للسكتة الدماغية قد تقل مع التقدم في العمر مقارنةً بعوامل الخطر الأخرى.
يوضح جورج هوارد -الأستاذ المتميز في علم الإحصاء الحيوي بجامعة ألاباما في برمنجهام، والباحث الرئيسي في الدراسة- أن "فهم عوامل الخطر لتطور السكتة الدماغية هو خطوة أساسية في تحديد الأشخاص الأكثر تعرضًا للإصابة بالمرض واستهداف التدخلات للحد من المخاطر لدى هؤلاء الأفراد".
يقول "هوارد" في تصريحات لـ"للعلم": معظم الدراسات المعنية بعوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أُجريت على الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و70 عامًا، ومع زيادة عمر السكان، يحدث مزيد من السكتات الدماغية لدى كبار السن الذين تزيد أعمارهم على 75 عامًا، ولا يُعرف سوى القليل نسبيًّا عن عوامل الخطر لدى هؤلاء الأشخاص الأكبر سنًّا، ما يستوجب معرفة الأشخاص الأكثر تعرضًا للخطر في هذه المجموعة، وتحديد عوامل الخطر التي يجب أن نركز عليها لتقليل المخاطر المتوقعة.
يضيف "هوارد": تُظهر النتائج التي توصلنا إليها أن ارتباط ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري بمخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية قد يكون أقل في الأعمار الأكبر.
أخضع فريق البحث للدراسة 28235 شخصًا لم تحدث لهم إصابة قَط بسكتة دماغية، ومثَّل ذوو البشرة السوداء 41% من إجمالي العينة مقابل 59% من البيض، وجرت متابعة المشاركين لمدة 11 عامًا في المتوسط.
في بداية الدراسة، أجرى الباحثون مقابلات مع المشاركين الذين خضعوا لفحوص من أجل تقييم عوامل الخطر، مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، والتدخين، والرجفان الأذيني، وأمراض القلب وتضخم البطين الأيسر، وتم تقسيم المشاركين إلى ثلاث فئات عمرية، إذ ضمت المجموعة الأصغر سنًّا مشاركين تتراوح أعمارهم بين 45 و69 عامًا، والمجموعة المتوسطة أشخاصًا في أواخر الستينيات إلى السبعينيات من العمر، وأما المجموعة الأكبر سنًّا فقد شملت الأشخاص الذين يبلغون من العمر 74 عامًا أو أكبر.
وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري في الفئة العمرية الأصغر كانوا أكثر تعرضًا للإصابة بسكتة دماغية بمقدار الضعف مقارنةً بالأشخاص من العمر نفسه الذين لا يعانون من مرض السكري، وأن تلك المعدلات قد تنخفض لتبلغ 30% مع التقدم في العمر بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري المعرضين للإصابة بسكتة دماغية مقارنةً بالأشخاص في العمر نفسه الذين لا يعانون من مرض السكري.
كما وجد الباحثون أن معدلات خطر الإصابة بسكتة دماغية ترتفع لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم في الفئة العمرية الأصغر بنسبة 80٪ مقارنةً بالأشخاص في العمر نفسه الذين لا يعانون من ارتفاع ضغط الدم، بينما انخفض هذا الخطر إلى 50٪ بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم في كبار السن مقارنةً بأشخاص في العمر نفسه لا يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
يقول "هوارد": نؤكد أن نتائجنا لا تشير إلى أن علاج ارتفاع ضغط الدم والسكري يصبح غير مهم لدى كبار السن؛ لأن مثل هذه العلاجات مهمة جدًّا لصحة الشخص، ولكن قد يكون من الحكمة أيضًا أن يركز الأطباء على إدارة عوامل الخطر الأخرى، مثل الرجفان الأذيني والتدخين وتضخم البطين الأيسر مع تقدم العمر، إضافةً إلى عوامل الخطر النفسي والاجتماعي، مثل التمييز والتوتر والاكتئاب.
وعن إمكانية تطبيق نتائج البحث في مجتمعات أخرى، يقول "هوارد": يجب توخي الحذر دائمًا فيما يتعلق بتعميم النتائج؛ فقد شملت عينة الدراسة أفرادًا من السود والبيض في الولايات المتحدة، ولم تشمل الإثنيات الأخرى (من أصل إسباني، وآسيوي، وما إلى ذلك) أو أشخاصًا من دول أخرى، وتعميم النتائج يستوجب إجراء مزيد من الدراسات على مجموعات ومجتمعات أخرى.
اضف تعليق