q
تؤدي ضغوط الحياة التي تدفعنا إلى العمل لفترات أكثر، والنوم لفترات أقل، إلى وباء عالمي له تبعات تبعث على القلق، فكل مرض رئيسي يقتلنا في هذا العالم المتقدم، مثل: الزهايمر، والسرطان، والبدانة، والسكري، والقلق، والاكتئاب، والرغبة في الانتحار، كلها جميعا لها علاقة مباشرة وعلاقة سببية قوية بقلة النوم...

رغم وجود مخاوف من أن التكنولوجيا أصبحت تقتطع جزءا من زمن نومنا، إلا أننا ربما ننام لوقت أطول من السابق، وربما أسأنا فهم الأسباب الحقيقية للنوم، يقال إن الفيل لا ينسى أبدا، كما يقال أحيانا إن إحدى وظائف النوم هي تعزيز الذاكرة. فإن صح هذان الأمران، ربما تتوقع إذا أن الفيلة تنام كثيرا، لكن الحقيقة هي أن الفيلة ذات الأدمغة الكبيرة من بين الثدييات البرية تنام لساعتين فقط كل ليلة.

ورغم أننا ننام كل ليلة تقريبا في حياتنا، فإن هذا الجانب من السلوك البشري هو أحد أكثر الجوانب التي يُساء فهمها عادة، إذ تبين أن الكثير من الأفكار الشائعة حول النوم، كما في المثال السابق، هي ببساطة غير صحيحة.

هل سمعتم، على سبيل المثال، أنه بسبب الإضاءة الكهربائية التي زادت في العصر الحديث، والوهج الخافت لشاشات الهواتف الذكية التي نحدق فيها قبل الذهاب إلى الفراش، نحصل على ساعات نوم أقل من أسلافنا الذين كانوا يعيشون على الصيد؟

تؤدي ضغوط الحياة التي تدفعنا إلى العمل لفترات أكثر، والنوم لفترات أقل، إلى وباء عالمي له تبعات تبعث على القلق، فكل مرض رئيسي يقتلنا في هذا العالم المتقدم، مثل: الزهايمر، والسرطان، والبدانة، والسكري، والقلق، والاكتئاب، والرغبة في الانتحار، كلها جميعا لها علاقة مباشرة وعلاقة سببية قوية بقلة النوم".

على صعيد ذي صلة، وجد باحثون أنه إذا لم يستخدم المصابون بمتلازمة (انقطاع النفس الانسدادي النومي) أجهزة تحافظ على استمرار فتح مسار الهواء أثناء النوم فإن قياسات صحة القلب وسكر الدم تتدهور.

في حين يمكن أن يؤدي الإفراط في النوم أو التقليل منه إلى احتمالات الإصابة بالبدانة، بحسب دراسة علمية، وتوصلت الدارسة إلى أن اضطراب أنماط النوم يزيد من مخاطر التعرض لزيادة الوزن لدى من لديهم استعداد وراثي للإصابة بالبدانة، ورُصد هذا التأثير بصرف النظر عن النظام الغذائي لدى الشخص أو حالته الصحية أو محيطه الاجتماعي والديموغرافي.

في السياق ذاته، أظهرت دراسة حديثة أن أبناء الأسر التي لا تتبع قواعد ونظاما محددا يكونون أكثر عرضة للحرمان من النوم الجيد ليلا بسبب الضوضاء التي يسببها باقي أفراد الأسرة، وأضافت أن فرض قواعد محددة لنوم الأطفال ليس كافيا وحده لحمايتهم من السهر بينما يظل الآخرون يمارسون أنشطة مثل مشاهدة التلفزيون أو استضافة الأصدقاء.

من جهتهم نصح خبراء وعلماء بريطانيون الأشخاص بعدم شرب القهوة بعد وجبة الغداء بالنسبة للبالغين فوق سن الخمسين عاما، سيساعدهم في قضاء نوم مريح ومستقر في الليل، كما أسدوا نصائح لهذه الفئة بشأن كيفية التمتع بنوم هادئ وصحي.

على صعيد اخر، تظهر دراسة حديثة أن نوم النساء الكبيرات في السن جيدا أثناء الليل ربما يجعلهن ينعمن بحياة جنسية أكثر إشباعا، ووجد الباحثون أن النساء بعد سن انقطاع الطمث يشكون من نقص النشاط الجنسي ودرجة الإشباع إذا كن يعانين من اضطرابات في النوم أثناء الليل.

الى ذلك خلصت دراسة علمية حديثة إلى أن النوم لساعات قليلة قد يجعل الشخص أقل جاذبية عند الآخرين، ويقول الباحثون في دراسة نشرت في دورية "الجمعية الملكية المفتوحة للعلوم" البريطانية إن اضطراب النوم لبضع ليالٍ كافٍ لأن يبدو الشخص قبيحا بدرجة كبيرة، وأشار العلماء إلى أن الهالات السوداء حول العين والجفون المنتفخة تعيق تواصلك مع الآخرين.

وطلب الباحثون من بعض الأشخاص إبداء رأيهم في شكل الذين شاركوا في التجارب وظهرت على وجوههم ملامح الإرهاق، وأجاب المراقبون بأن هؤلاء يبدون أقل صحة وأكثر نفورا لدى الآخرين.

بينما كشفت دراسةٌ حديثة أنَّ دماغ الإنسان يبدأ في التآكل ذاتياً إذا لم يحصل على النوم الكافي، ودرس الباحثون فئران مختبرات، ووجدوا أنَّ الخلايا المعنية بتنظيف الدماغ تكون أكثر نشاطاً عندما تُحرَم الفئران من النوم، وذلك وفقاً لما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، وتعمل الخلايا، التي تُعرَف باسم "الخلايا النجمية"، كمكنسة شفط كهربائية صغيرة في الدماغ، تُزيل الخلايا التي تصبح صلاتها بالمخ ضعيفة ومفككة.

أما الذين يصرون على الاستيقاظ لساعات طويلة قد تمتد إلى 24 ساعة متواصلة، فيحذرهم خبراء في مجال الصحة، من أن النوم لمدة 6 ساعات أو أقل يعادل عدم النوم على الإطلاق. ومن ثم، من الضروري للغاية الحصول على قسط كافٍ من النوم، وقد يترتب على النوم أقل من 6 ساعات في بعض الأحيان، عواقب وخيمة، خاصة أن قلة النوم قد تجعل الإنسان أكثر عرضة للموت المبكر، وينطبق الأمر ذاته على النوم ساعات طويلة، أي أكثر من 9 أو 10 ساعات.

"الوباء العالمي" لكثرة ساعات العمل وقلة النوم

يقول مات ووكر، أستاذ الأعصاب وعلم النفس بجامعة كاليفورينا، بيركلي: "في فترة الأربعينيات، كان الناس ينامون في المتوسط ما يزيد قليلا على ثماني ساعات في الليلة. وحاليا في العصر الحديث، أصبح الناس ينامون في المتوسط ما بين ست إلى سبع ساعات، أو بين ست إلى ثماني ساعات تقريبا في الليلة".

ويضيف: "وهذا يمثل خسارة كبيرة لفترة النوم في غضون 70 سنة فقط، ونحن الآن في مرحلة نقتطع فيها نحو 20 في المئة من ذلك المتوسط"، وبالنسبة للكبار، يعج العالم الحديث بالأشياء التي تجعلنا نقلل من وقت النوم. فمادة الكافيين تساهم في ذلك، وهي التي تبقينا مستيقظين لفترة أطول، وهناك أيضا المشروبات الكحولية التي تجعل نومنا متقطعا، وتقمع أحلامنا من خلال حرماننا من النوم العميق.

وبالرغم من أننا حسَّنا من ظروف النوم، وكل الأمور التي من المفترض أن تجعل نومنا أكثر راحة وسهولة، مثل الفُرش الوثيرة، إلى المنازل ذات الهواء النظيف، فإن البيئة التي بتنا نتحكم فيها ربما تكون قد ساهمت في خلق بعض المشاكل لنا، كما يقول ووكر.

ويضيف ووكر: "الشيء الذي قد يجده الناس مدهشا هو أجهزة التدفئة المركزية، وأجهزة التكييف المركزي. فعندما تغرب الشمس، تنخفض درجات الحرارة بشكل كبير، وعندما تشرق مرة أخرى، تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع بشكل ملحوظ. وبالتالي، يمكن لأجسادنا أن تتوقع ذلك الهدوء الجميل في درجات الحرارة أثناء الليل، لكن ما فعلناه نحن هو أننا أخرجنا أنفسنا من ذلك الوضع الطبيعي، الذي كان يخبرنا متي ينبغي علينا أن ننام، بل ويساعدنا أيضا على الاستغراق في النوم".

كما أن هناك أيضا وسائل التكنولوجيا الحديثة، فلم يعد الأمر يقتصر على المصابيح التي توفر لنا الضوء الصناعي، بل ظهرت الآن جميع الأجهزة التي تحمل الشاشات المضيئة التي تعمل بتقنية "إل إي دي" (أو الليد)، والتي تصدر نوعا قويا من الضوء يعرف بالضوء الأزرق.

ويضيف ووكر: "وهذا الضوء الأزرق للأسف هو الذي يمثل المكابح التي توقف إفراز هرمون يعرف باسم الميلاتونين خلال الليل، وهو الهرمون الذي يحدد متي يجب عليك أن تخلد للنوم"، ويتابع: "وتساهم وسائل التكنولوجيا الحديثة أيضا في تأخير النوم. فقد أصبح منتصف الليل هو الوقت الذي نفكر فيه في الرسائل الإلكترونية، ونقول: يجب أن أرسل هذه الرسالة الأخيرة بالبريد الإلكتروني، أو نقول: دعني أتحقق من صفحتي على الفيسبوك مرة أخرى، وهكذا".

أضف إلى ذلك، على حد قول ووكر، الأشخاص الذي يحبون الاستيقاظ مبكرا. فالضغوط الاقتصادية والاجتماعية تدفعنا نحو مزيد من العمل، وقليل من النوم، وتجعلنا نتشبه بكثير من مشاهير القادة في العالم - مثل دونالد ترامب، وباراك أوباما، ومارغريت ثاتشر- الذين يقولون إنهم ينامون خمس ساعات فقط في اليوم، أو أقل من ذلك، لكن هل ينبغي علينا أن نطمح لأن نكون مثل جورج دبليو بوش، الذي قيل إنه كان يذهب إلى النوم في الساعة التاسعة مساء، وينام لنحو تسع ساعات كل ليلة؟.

يقول ووكر: "وفقا لنحو عشرة آلاف دراسة وبحث علمي، فإن عدد الأشخاص الذين يمكنهم أن يعيشوا من خلال النوم لست ساعات فقط أو أقل من ذلك ولا تظهر لديهم أي مضاعفات صحية، يمكن التعبير عنه بنسبة مئوية مقدارها: صفر"، ويضيف ووكر أنه في حالة النوم لفترة أقل من سبع ساعات كل ليلة، فإننا نبدأ في رؤية عواقب صحية لذلك.

القلب وسكر الدم

قال جوناثان جون قائد الفريق البحثي من جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور إن من النقاشات الدائرة منذ وقت طويل ما إذا كان انقطاع النفس الانسدادي النومي يسبب فعليا مشاكل في القلب وسكر الدم أم أنه مصاحب لها فقط.

وشملت الدراسة 31 شخصا، تتراوح درجة إصابتهم بهذه المشكلة بين المتوسطة والحادة، ممن يستخدمون تلك الأجهزة بانتظام أثناء نومهم، ونام المشاركون ليلتين داخل معمل واستخدموا الأجهزة في ليلة واحدة فقط. وحصل الباحثون على عينات دم من المشاركين أثناء نومهم، وقال جون لرويترز هيلث عبر الهاتف "ندرس التغيرات وقت حدوثها فعليا... نحصل على عينة دم كل 20 دقيقة"، ووفقا لما ورد في دورية (ذا جورنال أوف كلينيكال إندوكرينولوجي آند ميتابوليزم) فقد تعرض المرضى في الليلة التي لم يستخدموا فيها الأجهزة إلى انقطاع النفس أثناء النوم وكانت مستويات الأكسجين في دمائهم منخفضة كما عانوا من نوم متقطع وزيادة في معدل ضربات القلب.

وعلاوة على ذلك أظهرت عينات الدم الخاصة بهؤلاء زيادة في الأحماض الدهنية ومستوى السكر في الدم وهرمون الإجهاد المعروف باسم الكورتيزول، كما رصد الباحثون ارتفاعا في ضغط الدم وتصلب الشرايين المرتبط بمخاطر حدوث مشاكل في القلب.

مخاطر البدانة

كما انتهت الدراسة، التي أعدتها جامعة غلاسغو، إلى أنه ليس هناك علاقة واضحة بين مدة النوم ووزن الجسم عند من لا يعانون مخاطر وراثية للإصابة بالبدانة، وبحث العلماء آثار التقليل من النوم لأقل من سبع ساعات في الليلة الواحدة، والإفراط فيه بما يزيد عن تسع ساعات إلى جانب أخذ قسط من النوم أثناء النهار، والعمل بنظام النوبات، وخلص الباحثون إلى أن من يعانون مخاطر وراثية عالية للإصابة بالبدانة، سواء الذين يفرطون في النوم أو يقللون منه، يزيد لديهم خطر زيادة الوزن، مقارنة بالذين ينامون فترات طبيعية تترواح من سبع إلى تسع ساعات في الليلة.

وأشارت النتائج إلى أن الذين ينامون لساعات طويلة ممن يعانون خطر الإصابة بالبدانة كانت أوزانهم أثقل بنحو أربعة كيلوغرامات، في حين كانت أوزان الذين ينامون لساعات قليلة أثقل بنحو كيلوغرامين من أولئك الذي يعانون مخاطر وراثية عالية للإصابة بالبدانة وينامون لفترات طبيعية، وقال الفريق البحثي إن الآثار السلبية ظهرت دون وجود أي علاقة بنوعية الطعام الذي تناولوه، أو مخاوفهم الصحية، أو العوامل الاجتماعية والديموغرافية.

وأظهرت النتائج، التي استندت إلى دراسة شملت 120 ألف مشارك من البنك البيولوجي البريطاني، أنه ليس هناك علاقة واضحة بين فترات النوم وزيادة الوزن لدى من لا يعانون مخاطر وراثية للإصابة بالبدانة.

وقال جيسون جيل، من معهد أمراض القلب والأوعية الدموية والعلوم الطبية: "تلك البيانات تظهر أن من يعانون مخاطر عالية للإصابة بالبدانة، ممن ينامون لفترات طويلة أو قليلة أو ينامون القيلولة أثناء النهار، أو يعملون بنظام النوبات، يبدو أنهم يعانون من آثار عكسية كبيرة إلى حد ما على وزن الجسم"، وأضاف: "مع ذلك، فإن التأثير العكسي لفترات النوم على زون الجسم أقل بكثير لدى أولئك الذين يعانون مخاطر وراثية قليلة للإصابة بالبدانة".

وقال كارلوس سيليس، المشارك في الدراسة: "يبدو أن الذين يعانون مخاطر عالية للإصابة بالبدانة في حاجة إلى أن يكونوا أكثر حرصا إزاء العوامل المرتبطة بنمط الحياة للحفاظ على وزن صحي للجسم"، وتابع أن "البيانات تشير إلى أن النوم من العوامل الأخرى التي نحتاج إلى العناية بها، إلى جانب النظام الغذائي والنشاط البدني"، ونُشرت الدارسة، التي قيل إنها أول دراسة تبحث العلاقة بين عادات النوم وجينات الإصابة بالبدانة، في "المجلة الأمريكية للتغذية السريرية".

غياب النظام عن المنزل

قال جيمس سبيلزبري كبير باحثي الدراسة وهو من مركز التجارب السريرية في جامعة كيس ويسترن في كليفلاند بولاية أوهايو الأمريكية "الأبحاث تشير إلى أن البيئة المنزلية مهمة في التأثير على نوم الشخص"، وأضاف لرويترز هيلث عبر البريد الإلكتروني أن جهود تحسين نوم الأطفال قبل سن المراهقة ستؤتي ثمارها بصورة أفضل إذا ما شارك كل أفراد الأسرة فيها، ولمعرفة الأنشطة التي قد تجعل الأطفال يسهرون ليلا قام فريق الدراسة بمتابعة 26 طفلا قبل سن المراهقة وأولياء أمورهم في كليفلاند.

وعلى مدى أسبوعين كتب الأطفال البالغون من العمر 11 أو 12 عاما ملاحظات كل ليلة عما إذا كان أفراد أسرهم قد فعلوا أي شيء يمنعهم من الخلود للنوم أو يجعل نومهم أصعب، وملأ الآباء والأمهات استمارات استقصاء لتقييم مستوى الترتيب والنظام في منازلهم بما يشمل متابعتهم للأنشطة اليومية لأطفالهم ولأصدقائهم وإذا ما كان أطفالهم يلتزمون بالقواعد المحددة في المنزل، ووفقا للدراسة التي نشرت في دورية (سليب هيلث) فقد كان أبناء الأسر غير الملتزمة بنظام أكثر عرضة للقول إن أفراد أسرهم يجعلون خلودهم للنوم مهمة صعبة.

ومقارنة بالأطفال المقيمين في منازل أكثر نظاما فإن أبناء الأسر غير الملتزمة بنظام كانوا أكثر عرضة للانزعاج بمشاهدة أفراد الأسرة للتلفزيون أو استماعهم للموسيقى بنسبة 80 بالمئة وأكثر عرضة للسهر بسبب وجود أقارب يكتبون رسائل نصية أو يتحدثون في الهاتف ليلا بنسبة 70 بالمئة، لكن سبيلزبري نبه إلى أن الدراسة صغيرة وطبقت على أسر من أصل أفريقي أو ذات أعراق مختلطة فمن الصعب الجزم بأنها ستنطبق على مجموعات أخرى.

نصيحة لمن تخطى الخمسين

ذكر تقرير بريطاني أنه "كلما تقدمنا في السن، كلما انخفضت قدرة الإنسان على النوم الهادئ والصحي، وأن الراحة الكافية خلال الليل تتيح للإنسان التمتع بصحة عقلية جيدة"، وينصح التقرير الطبي البالغين بالنوم لفترة تتراوح بين سبع إلى ثماني ساعات يوميا، كما يعطي بعض الإرشادات حول كيفية تحقيق ذلك.

من بين تلك الإرشادات:

تجنب القهوة والشاي

الالتزام بالنوم في القيلولة لمدة قصيرة فقط لا تتعدى نصف ساعة يوميا

الاستيقاظ في وقت محدد يوميا، التعرض اليومي لأشعة الشمس الطبيعية

تناول العشاء قبل ثلاث ساعات تقريبا قبل وقت النوم

عدم النظر إلى شاشات أي من الأجهزة اللوحية الإلكترونية مثل الهاتف المحمول، والكمبيوتر اللوحي.

عدم الذهاب الى النوم رفقة الحيوانات الأليفة مثل الكلاب أو القطط.

تجنب الجدل أو الخصومات مع الشريك قبل الذهاب إلى النوم.

وكتب التقرير خبراء من الجمعية البريطانية للصحة الدماغية، ويؤكد هؤلاء أنه كلما تقدم الإنسان في السن، يتغير أسلوب نومه شيئا فشيئا، ويصبح أكثر قابلية للاستيقاظ.

ويرى الخبراء أن الاضطراب في النوم، أو النوم لفترات قصيرة للبالغين، يمكن أن يزيد من مخاطر الاصابة بالأمراض القلبية، والسكري، والسمنة.

وينصح العلماء البالغين ممن يعانون من صعوبات في النوم بطريقة صحية وممتعة بما يلي:

أثناء الشعور بالتعب وعدم القدرة على النوم، ينصح بتغيير المكان أو المشي قليلا ثم الاسترخاء في مكان هادئ، كي تشعر بالنعاس.

إذا كنت تشعر بالقلق على بعض الأشياء بشكل يومي أثناء النوم، فعليك أن تخصص 15 دقيقة على الأقل يوميا لتلك الأمور التي تقلقك، عوضا عن التفكير فيها بشكل يومي مما يسبب لك الأرق، بحسب التقرير.

النوم الجيد يزيد النشاط

قالت الطبيبة جوليانا كلينج التي قادت الدراسة والتي تعمل في مستشفى مايو كلينك في سكوتسديل بولاية أريزونا إنه استنادا إلى نتائج الدراسة فإن الأطباء قد يرغبون في النظر إلى الصحة العامة للمرأة الكبيرة في السن إذا ما تحدثت عن أمور مثل الإشباع الجنسي، وأضافت لرويترز هيلث "عندما تسألني مريضة عن أمر يتعلق بالصحة الجنسية يكون من المهم بالنسبة لي النظر إلى مسائل صحية أخرى والسؤال عن النوم".

ومن أجل إعداد الدراسة قامت كلينج وزملاؤها بتحليل بيانات جمعت من نحو 94 ألف امرأة تتراوح أعمارهن بين 50 و79 عاما. وأجابت النساء على أسئلة عن الأداء الجنسي في العام السابق وعن النوم في الشهر السابق.

وبشكل عام قالت 56 بالمئة من النساء إنهن راضيات نوعا ما عن نشاطهن الجنسي الراهن، وكان نحو ثلث النساء تعانين من الأرق واتضح ذلك من أداة تأخذ في الاعتبار القدرة على النوم وعدد مرات الاستيقاظ خلال الليل وجودة النوم بشكل عام، ووجد الباحثون بعد استبعاد العناصر التي قد تؤثر على النتيجة أن النساء اللاتي تعانين من الأرق كن الأقل ميلا بنسبة ثمانية في المئة للقول إنهن راضيات عن حياتهن الجنسية.

وقال الباحثون كذلك في دورية (مينوبوز) إن النشاط الجنسي والإشباع يقلان كلما قل عدد ساعات النوم، فالنساء اللائي كن ينمن ست ساعات في الليلة تقل احتمالات نشاطهن وإشباعهن الجنسي بنسبة ستة بالمئة بالمقارنة مع من ينمن ما بين سبع وثماني ساعات كل ليلة، أما النساء اللاتي ينمن نحو خمس ساعات فقط في الليلة فإن احتمالات نشاطهن وإشباعهن الجنسي تقل بنسبة 12 بالمئة عمن ينمن ما بين سبع وثماني ساعات كل ليلة.

وقالت كلينج "الدراسة تشير إلى أهمية النوم الجيد والكافي بالنسبة للأداء الجنسي"، ولا تثبت الدراسة أن قلة النوم تسبب قلة النشاط والإشباع الجنسي ولا تؤكد كذلك ما إذا كانت زيادة عدد ساعات النوم تحسن من النشاط الجنسي للنساء.

لكن كلينج تقول إن الدراسة "تشير بالتأكيد إلى أهمية ذلك غير أنها دراسة مبنية على الملاحظة"، وقالت جو آن بينكرتون المدير التنفيذي لجمعية (نورث أمريكان مينوبوز سوسايتي) "الاهتمام بالنوم سبع ساعات في الليلة من أهم الأشياء التي يمكنك القيام بها من أجل أسرتك وعلاقتك وعملك وصحتك".

حقائق مذهلة حول النوم وعدد ساعاته المثلى

يقول جيري سيغل، مدير مركز أبحاث النوم في جامعة كاليفورنيا لوس أنغليس: "الكثير من الناس سمع ذلك الخبر مرات عديدة من خلال وسائل الإعلام إلى درجة تصديقه"، ويقر سيغل أن ذلك الخبر الشائع مثير للدهشة حقا، رغم أنه قد يكون خاطئا تماما.

ويقول: "المشكلة هي أنه ليس لدينا أية بيانات عن هذا الأمر. والأجهزة التي نستخدمها لقياس النوم لم تُخترع إلا بعد اختراع الضوء الكهربائي بوقت طويل"، وبما أنه من المستحيل معرفة كم من الوقت كان أسلافنا يقضون في النوم، قرر سيغل القيام بأفضل شيء في وسعه. وقد سافر إلى تنزانيا، وناميبيا في أفريقيا، وبوليفيا في أمريكا الجنوبية، وأمضى في هذه البلاد وقتا مع جماعات بدائية معاصرة.

وقد وُلد هؤلاء الناس في بيئة أقرب ما تكون في يومنا هذا إلى البيئة التي عاش فيها أسلافنا.

وتعيش هذه المجتمعات البدائية طيلة حياتها وتنام دون استخدام أي من الأجهزة الحديثة التي نظن أنها تقلق راحتنا، وتفصل عدة آلاف من الأميال بين المجموعتين البدائيتين في أفريقيا، كما تنحدر المجموعة الثالثة من قبائل هاجرت من أفريقيا وسافرت عبر آسيا، وعبرت جسر ألاسكا البري قبل أن تنتقل إلى أميركا الشمالية، ومنها إلى أميركا الجنوبية.

ورغم هذا الاختلاف الملحوظ، فإن المجموعات الثلاثة تحصل على قدرٍ متساوٍ تقريبا من النوم كل ليلة، وهو بمعدل ست ساعات ونصف الساعة. وحسب قول سيغل، لا يوجد سبب للاعتقاد بأن أسلافنا كانوا ينامون أكثر من ذلك.

وبالنسبة لمعظم البشر- الذين يعيشون في المجتمعات الحديثة مع كل مظاهر التكنولوجيا والكهرباء - فإن مقدار الوقت الذي يقضونه في النوم يتراوح ما بين ست ساعات، وثماني ساعات، لذا، فأسلافنا لم يكونوا يقضون وقتا أقصر في النوم فحسب، بل ربما كانوا يحصلون على قدر من النوم أقل قليلا منا نحن.

وبشكل عام، فإننا أيضا ننام في بيوت تتوفر فيها وسائل الراحة التي تتناسب مع درجة المناخ، وعلى فراش مريح، ووسائد رقيقة، ويكون أكبر مصدر للقلق لدينا هو من سيأخذ النصيب الأكبر من الأغطية في فصل الشتاء.

وفي المقابل، كان أسلافنا من البشر ينامون على الصخور، أو ربما على أغصان الأشجار دون وسائل الراحة المعتادة، كالأغطية، والوسائد المصنوعة من الريش، أو التدفئة المركزية، ولم يتمكنوا أيضا من استخدام ستائر التعتيم للسماح لهم بالبقاء في الفراش لمدة طويلة بعد شروق الشمس، كما أنهم لم يأملوا حتى في تجنب أحوال الطقس القاسية، أو الحشرات، وكانوا أيضا يعيشون حالة من القلق بشأن التعرض لهجوم الحيوانات المفترسة، أو المجموعات البدائية المنافسة أثناء نومهم. فلا عجب إذا أنهم كانوا يحصلون على ما يزيد قليلا عن ست ساعات من النوم على الأرجح.

ومع ذلك، فإن هناك أسطورة أخرى حول كيفية نوم أسلافنا، وهي أنهم كانوا يأخذون قسطا من النوم لمدد قصيرة خلال الليل، بدلا من السبات لوقت طويل ومتواصل، وبهذا، نكون مخطئين في تصورنا عن أسلافنا، حسب قول سيغل. وهذا الافتراض الخاطئ قد يعود سببه إلى حيواناتنا الأليفة.

ويضيف سيغل: "أعتقد أن أصل تلك الفكرة هي أن الناس لديهم قطط وكلاب، وما تفعله القطط والكلاب هو النوم المتقطع بتلك الطريقة. لكن القردة الشبيهة بالإنسان لا تفعل ذلك"، ونحن من أحدث سلسلة طويلة من أنواع المخلوقات التي تميل إلى النوم لفترة طويلة دون انقطاع كل ليلة. وهذا لا يعني أن الأنواع المختلفة من القردة لا تأخذ أحيانا قيلولة في منتصف النهار، أو أنها لا تستيقظ في منتصف الليل من وقت لآخر. لكن كما هو الوضع لدينا، ليست هذه هي القاعدة، وفي الحقيقة، توصلت دراسة سيغل لتلك الثقافات المختلفة إلى أن الجماعات البدائية الحديثة لا تأخذ قيلولة أثناء فصل الشتاء نهائيا تقريبا، لكنها تأخذ قيلولة أكثر قليلا أثناء فصل الصيف، وربما كانت وسيلة للهروب من ارتفاع درجات الحرارة بشدة في النهار.

ويقول سيغل إنه حتى لو فعلت ذلك، فالشخص العادي من هذه الجماعات يأخذ قيلولة خلال النهار كل خمسة أيام أو نحو ذلك، لكن هناك نقطة أخرى بسيطة تؤيد أسطورة النوم، فالناس الذين شملتهم دراسة سيغل يعيشون قريبا من خط الاستواء إلى حد ما.

وكلما انتقلت إلى خطوط عرض أعلى، يمكن لليل في فصل الشتاء أن يصل إلى 16 ساعة. لذا، فالعيش في مثل هذه البيئات يُمكن أن يكون قد حدا بأسلافنا في شمال أوروبا إلى تقسيم فترات نومهم المسائي خلال تلك الفترة من العام.

لكن لأننا قسمنا أنماط نومنا بناء على الدورات الطبيعية لفصول السنة، فإنه حتى الناس في العصر الحديث في شمال أوروبا ينامون طيلة ساعات الليل، وربما يستيقظون فقط لدخول دورة المياه، بعدما أسقط سيغل اثنتين من الأساطير الأكثر انتشارا حول النوم، نقل اهتمامه لمسائل أخرى أكثر أهمية حول طبيعة النوم، مثل: لماذا ننام؟

إذا كان النوم له دور في تعزيز الذاكرة أو أية وظيفة أخرى في الدماغ، فإنك لن تتوقع أن يضرب الخفاش البني الكبير بجناحيه مدة 20 ساعة في اليوم في الطيران، وينام أربع ساعات فقط، بينما الفيل الأفريقي الأكبر حجما بكثير، وذو الوظائف الذهنية المعقدة، ينام ساعتين فقط ويشعر بالراحة، ويتساءل سيغل عما إذا كان النوم لا يمثل حاجة بيولوجية في حد ذاته، وإنما يمثل تطورا بشريا لتحقيق أقصى قدر من الإنتاجية.

وكما كتب في دورية تُعنى بعلم الأعصاب في عام 2009، ربما يوفر النوم طريقة "لزيادة كفاءة السلوك (البشري) من خلال تنظيم توقيت ذلك السلوك، والحد من بذل الطاقة عندما لا يكون ذلك مفيدا".

إنها خدعة شائعة في كل من المملكتين الحيوانية والنباتية. فبعض الأشجار تسقط أوراقها في الخريف وتتوقف عن التمثيل الضوئي، وهو الأمر الذي يمكن اعتباره نوعا من السبات النباتي.

وتدخل الدببة في حالة سبات في الشتاء، ويهدف ذلك - جزئيا- إلى تفادي استهلاك الطاقة في البحث عن الطعام أو الصيد دون جدوى في وقت لا يوجد فيه الكثير من الطعام.

وهناك ثدييات أخرى، مثل "آكل النمل الشوكي"، تدخل في حالة خمول، وتتباطأ عملية الأيض لديها لدرجة أنها بالكاد قد تهمس إذا احتاجت إلى مساعدة في المواقف الصعبة.

ربما كان النوم ببساطة هو النسخة البشرية من هذا النوع من "الخمول من أجل التكيف"، والذي يسمح لنا بأن نكون منتجين خلال ساعات النهار، وأن نتجنب بذل الجهد أثناء الليل، لكن بشكل يسمح لنا بالاستيقاظ بسهولة عند الضرورة. أو بعبارة أخرى، ربما يكون النوم كسلا انتقائيا.

اضف تعليق