بينما يصارع العالم جاهداً لمعرفة تفاصيل عن فيروس كورونا المستجد، تظهر مفاجآت أخرى لم تكن أبداً بالحسبان، فبعد أيام من إعلان الصين ظهور نوع جديد من إنفلونزا الخنازير قد ينذر بجائحة أخرى، عاد اسم مرض كان قد نسي منذ العصور الوسطى إلى الواجهة مجدداً...

بينما يصارع العالم جاهداً لمعرفة تفاصيل عن فيروس كورونا المستجد، تظهر مفاجآت أخرى لم تكن أبداً بالحسبان، فبعد أيام من إعلان الصين ظهور نوع جديد من إنفلونزا الخنازير قد ينذر بجائحة أخرى، عاد اسم مرض كان قد نسي منذ العصور الوسطى إلى الواجهة مجدداً، فيروس كورونا المستجد الحلقة الأخيرة في سلسلة من الأوبئة التي ضربت العالم ورغم أنه قتل في فترة وجيزة أكثر من 10 ألاف شخص وأصاب قرابة 250 ألفا، إلا أن ذلك لا يعد شيئا بالتأكيد بالمقارنة مع ما فعله الطاعون في مختلف العصور، فعلى مر التاريخ، كان الطاعون أخطر الأوبئة في تاريخ البشرية. أهلكت هذه الجائحة دول العالم وقتلت الملايين من البشر، والطاعون مرضٌ معدٍ قاتل تسببه بكتيريا حيوانية المنشأ تدعى اليرسنية الطاعونية، والتي تنتشر عادة من البراغيث إلى الثدييات الصغيرة مثل الفئران والسناجب والأرانب.

يُنقل الطاعون بين الحيوانات وإلى الإنسان عن طريق لدغة البراغيث المصابة بعدوى المرض، أو إذا أكل الشخص لحم هذه الحيوانات أو كان على اتصال مباشر مع حيوان أو شخص مصاب، بحسب منظمة الصحة العالمية، وهناك ثلاثة أنواع مختلفة من الطاعون، إذ يسبب الطاعون الدبلي تضخم الغدد الليمفاوية، في حين يسبب طاعون إنتان تلوث الدوم، أما الطاعون الرئوي فيصيب الرئتين.

قدوم طاعون أسود

أطلقت السلطات الصينية في منطقة أينر منغوليا تحذيرا، بعد يوم واحد من إبلاغ مستشفى عن حالة يشتبه بإصابتها بالطاعون، ذلك المرض الذي يعد أكثر جائحة قاتلة في تاريخ البشرية، وتسببه بكتيريا تسمى "يرسينيا بستيس"، كما أصدرت اللجنة الصحية لمدينة بيان نور الصينية، إنذارا من المستوى الثالث، وهو ثاني أدنى مستوى في نظام من أربعة مستويات، ويحظر التنبيه صيد وأكل الحيوانات التي يمكن أن تنقل الطاعون، كما يطلب من الناس الإبلاغ عن أي حالات يشتبه أنها طاعون أو حمى بدون أسباب واضحة، مع الإبلاغ عن أي سنجاب مريض أو ميت، إذ إنه معروف بأنه ناقل للمرض.

والطاعون أو "الموت الأسود"، كان ثاني أكبر كارثة تؤثر على أوروبا خلال أواخر العصور الوسطى بعد المجاعة الكبرى، ويقدر أنه قتل ملايين البشر تقدر نسبتهم مابين 30% إلى 60% من الأوربيين في ذاك الوقت.

"الطاعون الأسود" مرض قديم جداً كان أودى بحياة الملايين من البشر في آسيا وإفريقيا وأوروبا، وسمي بـ"الموت الأسود" بسبب بقع من الدم تصبح سوداء كانت تظهر تحت جلد المصاب، وتنتقل عدوى المرض إلى الإنسان عن طريق البراغيث، كما يمكن أن يصاب به الحيوان أيضاً، يشار إلى أن تحذير السلطات الصينية أتى بعد أسبوع من اكتشاف سلالة جديدة من إنفلونزا الخنازير في البلاد، وسط احتمال تحولها هي الأخرى إلى جائحة عالمية جديدة.

من هم الأكثر عرضة للإصابة بالطاعون الجديد؟

تعد فرص الإصابة بالطاعون قليلة، إلا في حالة زيارة أو العيش في مكان ينتشر فيه المرض، وذلك من خلال:

- لمس الحيوانات الحية أو الميتة المصابة بالعدوى، مثل الفئران والأرانب والسنجاب وغيرها.

-مخالطة الحيوانات سواء خلال العمل أو الصيد أو غيرها.

- مخالطة الأشخاص المصابين بالطاعون.

ما الذي ينبغي على فعله إذا شككت اني مصاب؟

في حال الإصابة المفاجئة بأعراض الحمى والرعشة وآلام العقد اللمفاوية والتهاباتها، أو ضيق النفس المصحوب بالسعال أو البلغم الملوث بالدم، ينبغي للمسافرين الاتصال بالخدمات الطبية على الفور التماساً لتقييم الحالة، وينبغي على المسافرين الذين غادروا مناطق متضررة بالطاعون إبلاغ العامل الصحي المتابع لهم بسابقة سفرهم إلى مناطق متضررة بالطاعون، وينبغي على الناس تجنب تعاطي الأدوية من تلقاء أنفسهم، بما في ذلك استخدام المضادات الحيوية، ما لم يتم تشخيص حالتهم من قبل أحد العاملين الصحيين، ويجرى العاملون الصحيون التقييم استناداً إلى الأعراض، ويستند تأكيد الإصابة على الفحص المختبري لعينة من الدم، أو البلغم (سائل مبصوق من داخل الرئتين)، أو قيح مأخوذ من دبل.

هل من علاج فعال؟

يمكن علاج الطاعون بالمضادات الحيوية، ويشيع التعافي إذا ما بدأ العلاج مبكراً وفي المناطق التي تندلع فيها فاشية الطاعون، ينبغي أن يتوجه الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض إلى مركز صحي لتقييم الحالة والعلاج، ويجب عزل المرضى المصابين بالطاعون الرئوي وعلاجهم على يد طاقم طبي مدرب يرتدي معدات الحماية الشخصية، وأنه فى الأول من يوليو ، ذكرت وكالة أنباء شينخوا الحكومية، أنه تم تأكيد حالتين يشتبه فى إصابتهما بالطاعون الدبلى فى مقاطعة خوفد فى غرب منغوليا الداخلية من خلال نتائج الاختبارات المعملية، حيث تم نقلهما للعاج في إحدى المستشفيات، وأوضحت أن المصابين تناولا لحما لحيوان من الفصيلة السنجابية، محذرة الناس من تناول ذلك النوع من اللحوم، فيما عزلت السلطات الصحية 146 شخصا كانوا على اتصال بالمصابين، وتوفي زوجان في منطقة منغوليا، العام الماضي، بعد تناول لحم "مرموط"، بينما تأتي الأنباء عن ظهور حالات إصابة بالطاعون الدبلي وسط تحذيرات عليمة من جائحة أخرى يسببها فيروس انفلونزا الخنازير الجديد "جي 4" في الصين، ولم تكد الصين تنتهي من الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" إلا وضربت موجة ثانية عدد من المناطق على رأسها العاصمة بكين.

الصين تعلن مستوى الخطر الثالث

ذكرت السلطات الطبية في مدينة بيان نور بمنغوليا أنه تم رصد مريض أصيب بالعدوى بعد تواجده في بؤرة تفش محتملة للمرض، مشيرة إلى أن المريض يخضع الآن للعلاج والعزل وتم تقييم حالته على أنها مستقرة، وفقا لصحيفة "الغارديان" البريطانية، وأوضحت الصحيفة البريطانية أنه تم نقل رجل مشتبه بإصابته بالطاعون الدبلي إلى المستشفى، وبعد ذلك تم الإعلان عن المستوى الثالث من التحذير الوبائي في هوشون، وهي وحدة إدارية إقليمية في منغوليا الداخلية في أوراد-تشونغكي في مدينة بيان نور، ووفقا للسلطات الصينية، هناك خطر من انتشار المرض بين سكان المدينة، وأعطيت توصيات بعدم اصطياد وتناول الحيوانات البرية.

........................................................................................................................
المصادر
- سكاي نيوز عربية
- العربية
- أرفع صوتك
- الشروق
- بلدنا اليوم
- الكونسلتو
- Euronews

اضف تعليق