q
يكفي محمداً فخراً أنّه خلّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريقَ الرُّقي والتقدم، وأنّ شريعةَ محمدٍ، ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة\". \"سوف تسود شريعة القرآن العالم لتوافقها وانسجامها مع العقل والحكمة...

الأفكار البالية والمتمردة حاصرت العقول، وكانت القلوب مجروحة من قسوة المعاملة والحروب المشتعلة بين الأقوام، والعيون كانت تتألم من رؤية المشاهد المفجعة، حيث تحفر المرأة القبر بيدها لتدفن فلذة كبدها غصباً عنها لأنها تجلب العار لها وللعائلة! وكانت المرأة تُتوارَث بعد موت زوجها ومن يرغب إليها من أولاد زوجها يجعل عباءته عليها لتصبح ملكاً له.

كان الشراب الفاخر ماء الوبر، وكان الأقوى هو الأغنى حيث يقتل الجار جاره ليحصل على ممتلكاته، كما تقول سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء سلام الله عليها في خطبتها المشهورة:

وكنتم على شفا حفرة من النار، مِذْقَة الشارب ونهزة الطامع، وقبسة العجلان، وموطئ الأقدام، تشربون الطرق، وتقتاتون القدّ، أذلة خاسئين صاغرين، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم، فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمدٍ (صلى الله عليه وآله).

مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّـهِ وَ رِضْواناً.

ويقول الباري عز وجل: وإِنَّكَ لَعَلى‏ خُلُقٍ عَظِيمٍ.

ولَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ.

ووصفه امير المؤمنين عليه السلام فقال: كان ابيض اللون مشرباً بالحمرة إذا مشى كان ينحدر في صبب كأنما ينقلع من صخر وإذا التفت التفت جميعاً كأن عرقه في وجهه اللؤلؤ ولريح عرقه أطيب من المسك ليس بالعاجز ولا بالئيم أجود الناس كفاً وأجرءهم قلباً وأوسعهم صدراً وأصدقهم لهجة وأوفاهم ذمة وأكرمهم عشيرةً.

ووصفه ابن شهر آشوف في المناقب فقال: كان النبي صلى الله عليه وآله أحكم الناس وأحلمهم وأشجعهم وأعدلهم وأعطفهم وأسخاهم وكان يجلس على الأرض وينام عليها ويخصف النعل ويرقع الثوب ويفتح الباب ويحلب الشاة ولا يأكل الصدقة ولا يثبت بصره في وجه أحد ويغضب لربه و لا يغضب لنفسه يلبس خاتم فضة في خنصره الأيمن ويكره الرديئة ويحب الطيب ويشيع الجنائز ويعود المرضى في أقصى الدنيا ويجالس الفقراء ويواكل المساكين ويكرم اهل الفضل في أخلاقهم ويتألف أهل الشر بالبر لهم يصل أهل رحمه من غير أن يؤثرهم على غيرهم إلا بماأمره الله به ولا يجفو على أحد يقبل معذرة المعتذر إليه لا يأتيه أحد إلا قام معه في حاجته ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يغفر ويصفح يبدأ من لقيه بالسلام والمصافحة يجلس حيث ينتهي به المجلس.

ومما جاء في صفاته أنه كان يسأل عن أصحابه فإن غاب أحدهم افتقده، وإن كان مريضاً عاده، ويدعو أصحابه بأحب أسمائهم ويكنيهم، وكان حسن الإصغاء إلى محدثه بالإستماع إلى من يحدثه بل يلتفت إليه بكل جسمه.

هناك كلمات تنسب لغير المسلمين وتبين قدرة شخصية الرسول العظيم الذي كان متواضعاً إلى أبعد الحدود واستطاع أن يمتلك القلوب بأفعاله حيث يقول تولستوي:

(يكفي محمداً فخراً أنّه خلّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريقَ الرُّقي والتقدم، وأنّ شريعةَ محمدٍ، ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة". "سوف تسود شريعة القرآن العالم لتوافقها وانسجامها مع العقل والحكمة". "لقد فهمت ... لقد أدركت ... ما تحتاج إليه البشرية هو شريعة سماوية تحق الحق، وتزهق الباطل". و"أنا واحد من المبهورين بالنبي محمد الذي اختاره الله الواحد لتكون آخر الرسالات على يديه، وليكون هو أيضا آخر الأنبياء".

في يوم السابع والعشرين من شهر رجب أوحى الله تعالى إليه وأبلغ عبده الصالح محمد صلى الله عليه وآله، عن طريق جبرئيل(ع) بأنّه نبي هذه البشرية وخاتم الأنبياء..

وقال: يا محمد اقرأ، قال: وما أقرأ؟ قال يا محمد " اقرأ باسم ربك الذي خلق* خلق الانسان من علق * اقرء وربك الاكرم * الذي علم بالقلم * علم الانسان ما لم يعلم" ثم أوحى إليه ما أوحى إليه ربه عزوجل ثم صعد إلى العلو.

وبدأت رحلة الإسلام وارتقائه وافتتح النبي بهذه الرسالة عصراً للعلم والنور والمعرفة، يقول توماس كارليل: "إنما محمد شهاب قد أضاء العالم ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء" ولا يخفى على أحد فضيلة هذا النبي العظيم.

إن من يقرأ حياته المباركة يشعر بنبوغ وابداعه ويخضع لتبجيله فهو فوق عظماء التاريخ، فقد حارب الجهل وزرع بينهم المساواة وحب التعلم ومداراة الآخرين و"لقب بالأمين منذ الصغر بإجماع أهل بلده لشرف أخلاقه وحسن سلوكه، ومهما يكن هناك من أمر فإن محمداً صلى الله عليه وآله أسمى من أن ينتهي إليه الواصف، ولا يعرفه من جهله، وخبير به من أمعن النظر في تاريخه المجيد، ذلك التاريخ الذي ترك محمداً في طليعة الرسل ومفكري العالم"

سلام عليه يوم ولد ويوم بعث وأضاء العالم ويوم ينادي بإسم محبيه ليدخلوا إلى الجنة حباً.

اضف تعليق


التعليقات

الكاتب الأديب جمال بركات
أحبائي
الرسول عليه الصلاة والسلام أرسله رب العزة لإنقاذ البشرية
واخراجهم من الظلمات الى النور الساطع بقرآن وآيات رب البرية
من آمن فقد غنم وفاز بالدنيا والآخرة ومن كفر ففي نار جهنم المنتظرة عذاب الأبدية2019-01-02