q

لم تغب الأموال يوما عن عالم الرياضة، أكان في كرة القدم أو السلة أو غيرها. الا ان العام المنصرم شهد طفرة في العقود والانتقالات فاقت كل التوقعات، ومهدت لنسق متصاعد يتوقع ان يستمر في السنوات المقبلة، على رغم الأوضاع الاقتصادية العالمية.

انتقال لاعب كرة القدم البرازيلي نيمار مقابل 222 مليون يورو... لاعبو كرة سلة في الولايات المتحدة يتقاضون نحو 40 مليون دولار سنويا... في العام الماضي، باتت المبالغ القياسية لغة مشتركة في الرياضة.

لماذا تنفق أندية كرة القدم مئات الملايين لشراء اللاعبين؟، الجواب لان سطوة المال وكثرة العقود والاستثمارات حوّلت كرة القدم إلى سوق تجاري للأغنياء، فقد أصبح المال هو عصب الساحرة المستديرة، بعد أن كان محركها الرئيسي هو عشق الجماهير وشغب اللاعبين، ففي تسعينيات القرن الماضي بدأت تتشكل ملامح رأسمالية كرة القدم، وبعد أن كنا نشاهد الكثير من الأندية تنافس على الألقاب، وتقاتل على جميع الجبهات في مختلف الدول، أصبحت الألقاب محصورة بعدد محدود من الأندية الغنية، إلا من بعض الاستثناءات القليلة، والقليلة جدا.

يمكننا القول بأن "المال الرياضي" ان صح التعبير بات جزء لا يتجزأ من اللعبة الاكثر شعبية في العالم، وبات الهدف الاساسي للاندية والرياضيين في كافة ارجاء المعمورة، بل انه بات الوسيلة الاكثر ربحاً لوكلاء اللاعبين والسماسرة الذين بلغت عمولاتهم الملايين في العديد من الصفقات، وهذا من شأنه ان يفسر الرغبة الكبيرة للعديد من اللاعبين بالانتقال من انديتهم الى اندية قد تكون أضعف واقل شهرة في سبيل تحقيق رغباته المالية.

حيث نشاهده في السنوات الاخيرة من ارتفاع "مبالغ فيه" لأسعار اللاعبين والصفقات الفلكية التي يتم عقدها هنا وهناك ما هو الا تأكيد لما نرمي اليه في ظل دخول المال بقوة في عالم كرة القدم، حتى باتت اللعبة الاكثر امتاعاً ومتابعة في كافة ارجاء المعمورة تسير في طريق مجهول لا ندري الى اين يمكن ان يصل بعد عدة سنوات.

رؤوس الأموال التي بدأت في السنوات الاخيرة غزو ملاعب كرة القدم الاوروبية تحديداً ساهمت الى حد كبير في توجيه الدفة وتغيير المفاهيم، هذه الاموال التي وجد اصحابها بأن كرة القدم هي الوسيلة الاكثر سهولة في سبيل الشهرة وتلبية حاجاتهم بأن يكونوا ضمن الصف الأول في عالم كرة القدم فبتنا نشاهد رؤوس الأموال الخليجية والشرق اسيوية والامريكية تتواجد بكثافة في الملاعب الانجليزية والاسبانية والايطالية وحتى الفرنسية، وقد تكون الاندية الألمانية هي الاقل تأثراً بهذه الظاهرة نظراً لاعتمادها المباشر والوثيق على رؤوس أموال ألمانية وشركاتها العملاقة.

لم يتوقف الامر عند هذا الحد، بل شهدنا في الآونة الاخيرة دخول السوق الاكبر عالمياً في عالم كرة القدم، ولكن بطريقة قد تكون مختلفة بعض الشيء، فدخلت الصين هذا العالم برغبة كبيرة في تطوير اللعبة وتنميتها من خلال استقطاب نجوم اللعبة وكبار مدربي العالم الى الدوري الصيني. هذا بالتأكيد ساهم بشكل اضافي في تضخيم اسعار اللاعبين بشكل كبير، بل ان العديد من الاندية الصينية باتت تواجه كبار الاندية الاوروبية وتنجح في عقد صفقات للاعبين كبار بمبالغ ورواتب خيالية!.

بالعودة الى الصفقة الأكبر حصلت في آب/أغسطس، مع اتمام انتقال نيمار من برشلونة الاسباني الى باريس سان جرمان الفرنسي، لقاء مبلغ أشبه بالخيال جعل منه أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم، بقيمة مضاعفة تقريبا للمبلغ الذي أنفقه مانشستر يونايتد الانكليزي في صيف العام 2016، لضم الفرنسي بول بوغبا من يوفنتوس الايطالي.

فلم يخف النادي الفرنسي المملوك من هيئة قطر للاستثمارات الرياضية، رغبته بضم المهاجم البرازيلي، واستعداده لدفع قيمة البند الجزائي في عقده مع برشلونة (222 مليون يورو). ولم يخف النادي أيضا سعادته بهذا الاستحواذ التاريخي، اذ اعتبر رئيسه القطري ناصر الخليفي ان ضم نيمار سيساعد "في تحقيق أكبر أحلامنا".

لمفاجأة الوحيدة لم تكن فقط في استعداد النادي لدفع هذا المبلغ، بل أيضا "تكريم" نيمار براتب سنوي يقدر بنحو 30 مليون يورو، ولم يتوقف سان جرمان عند هذا الحد. بعد أسابيع فقط، ضم كيليان مبابي، النجم الصاعد لموناكو بطل موسم 2016-2017 في الدوري المحلي، في صفقة قدرت بنحو 180 مليون يورو.

ففي أقل من شهر، أبرم سان جرمان أكبر صفقتين في تاريخ كرة القدم، ما لقي انتقادات واسعة من الأندية المنافسة، وأثار حفيظة الاتحاد الأوروبي للعبة الذي فتح تحقيقا في شأن مخالفات محتملة للنادي الباريسي لقواعد اللعب المالي النظيف، الهادف أساسا للحد من شهية الأندية على الانفاق المفرط والتقليل قدر الامكان من خسائرها المالية.

وبحسب التقديرات الصحافية، على سان جرمان حاليا توفير إيرادات إضافية تبلغ 75 مليون يورو، أكان من بيع التذاكر أو حقوق النقل التلفزيوني أو التسويق، سعيا لتغطية العجز المالي المتوقع في ميزانيته وتفادي عقوبات أوروبية في الموسم المقبل، قد تصل الى حد منعه من المشاركة في البطولات القارية، ولاسيما منها دوري أبطال أوروبا التي يعد إحراز لقبها للمرة الأولى، أبرز أهداف النادي.

على صعيد ذي صلة، أمام التضخم غير المسبوق في صفقات انتقال اللاعبين، تطرح هيئات مثل الاتحاد الاوروبي لكرة القدم وخبراء اقتصاديين إجراءات تنظيمية للحفاظ على "توازن تنافسي" بين الأندية، مثل وضع "سقف" للأجور أو "ضرائب" على الفرق التي تفرط في الانفاق.

السبب؟ "التأثير المضاعف" للانتقالات الخيالية لبعض النجوم، كالبرازيلي نيمار الذي أصبح في صيف 2017 الأغلى تاريخيا، بانتقاله من برشلونة الاسباني الى باريس سان جرمان الفرنسي مقابل 222 مليون يورو، علما ان أكثر من 80 بالمئة من الانتقالات تتم دون بدل مالي (انتقالات حرة).

ما هي التدابير التي يمكن تطبيقها لتنظيم السوق التي لا تتوقف عن التضخم، بتأثير من المستثمرين الأجانب الاقوياء، مثل مانشستر سيتي (المملوك من الشيخ الاماراتي منصور بن زايد آل نهيان) الانكليزي أو باريس سان جرمان (المملوك من هيئة قطر للاستثمارات الرياضية)، الذين لا يبخلون بتوفير الموارد في سوق الانتقالات؟

في حين قد تكون الرواتب التي يتقاضاها البرتغالي كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي وغيرهما من كبار لاعبي كرة القدم في العالم خيالية، لكن الاموال الناجمة عن عقود الاحذية تضاهيها ضخامة.

بينما، أنفقت أندية الدوري الانكليزي الممتاز لكرة القدم مبلغا قياسيا قدره 430 مليون جنيه استرليني (490 مليون يورو) في فترة الانتقالات الشتوية (شهر كانون الثاني/يناير)، بحسب دراسة، وأظهرت دراسة لشركة "ديلويت" للتدقيق المالي ان انفاق الاندية خلال هذه الفترة تضاعف مقارنة بالرقم القياسي السابق (256 مليون يورو)، وان حجم الانفاق في اليوم الأخير (31 كانون الثاني/يناير) بلغ 150 مليون جنيه (172 مليون يورو)، على العكس من ذلك، كان انفاق الاندية الايطالية في دوري الدرجة الاولى، الادنى لها في خمس سنوات خلال سوق الانتقالات الشتوية التي اقفلت حتى انها قدرت باقل عشر مرات من نظيرتها الانكليزية.

ودليل ذلك، تصدر نادي مانشستر سيتي الإنجليزي قائمة أقوى الأندية العالمية من الناحية المالية، وفقا لتصنيف جديد، وقالت مؤسسة "سوكريكس"، التي أعدت التصنيف، إن مانشستر سيتي لديه أكبر إمكانيات للنمو الاقتصادي، وعليه تعد الرياضة احد اسباب رقي المجتمعات وهي نشاط لا ينفصل عن النشاطات الاخرى التي ترقى بالمجتمع الى مصاف الامم المتقدمة، فيما يلي ابرز واحدث الاخبار والتقارير رصدتها شبكة النبأ المعلوماتية حول الاحداث الرياضية ومشاهيرها.

تضخم سوق الانتقالات

فقد كشف تقرير للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ان الأندية أنفقت 6,37 مليارات دولار (5,1 مليارات يورو) في سوق الانتقالات عام 2017، أي أكثر بـ32,7 % مما أنفقته في العام 16، صدر تقرير الفيفا عشية إقفال باب الانتقالات الشتوية (كانون الثاني/يناير 2018)، وهو لا يأخذ في الاعتبار هذه الفترة التي شهدت صفقات ضخمة: انتقال البرازيلي فيليبي كوتينيو من ليفربول الانكليزي الى برشلونة (صفقة قد تصل قيمتها الى 160 مليون يورو)، الهولندي فيرجيل فان دايك الى ليفربول من ساوثمبتون (84 مليون يورو، أغلى مدافع في التاريخ)...

مع هذه الصفقات، تبدو سنة 2018 متجهة الى تحطيم الرقم القياسي. بحسب فرانس برس.

رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم السلوفيني ألكسندر تشيفيرين اقترح في كانون الثاني/يناير الماضي اعتماد "ضريبة رفاهية" للحفاظ على التوازن بين الاندية، مقرا في تصريحات للصحافة السويسرية بأنه لم تكن للهيئة القارية "استراتيجية ملموسة" في هذا المجال في الماضي، مبدأ هذه الضريبة هو انه اذا "أنفق النادي اكثر مما يملك، يدفع ضريبة على الفارق. هذه ليست ضريبة للحكومة، بل للاتحاد الاوروبي. يجب ان نقرر ايضا كيف نعيد توزيع هذه الضريبة"، أما الغاية، فهي - بحسب المسؤول الأوروبي - الحفاظ على "التوازن التنافسي بين الأندية"، وهو التحدي الأكثر أهمية لكرة القدم الحديثة.

وبحسب الخبير الاقتصادي أرنو شيرون، فإن هذا المسار يبدو وكأنه اعتراف بعدم قوة قواعد اللعب المالي النظيف، والتي وضعتها الهيئة الأوروبية عام 2011 لتنظيف حسابات الأندية، ويوضح شيرون لوكالة فرانس برس انه "من الناحية المالية بالمعنى الدقيق للكلمة، تطورت الأمور إلى حد كبير في الاتجاه الصحيح. في المقابل، هذا لم يمنع تركيز المواهب - الذي لا يزال يمثل المشكلة الأساسية - في بعض الأندية التي تنجح في الامتثال لقواعد اللعبة في مجال الشؤون المالية"، وذلك بفضل تدفق حقوق النقل التلفزيوني على الخصوص.

في دراسة نشرت في منتصف كانون الثاني/يناير، اقترح شيرون وفريق من الباحثين وضع سقف لكل من الراتب والتعويض خلال عملية التعاقد مع لاعب، وذلك بهدف أساسي هو خفض القيمة المالية للصفقات، ويرى شيرون ان وضع "سقف للراتب" وحده، كما هو الحال في دوري كرة السلة الاميركي للمحترفين، "سيكون غير فعال نسبيا" بسبب الفوارق بين سوق العمل، ويمكن حتى ان يؤدي الى آثار سلبية. وبحسب توقعات معدي الدراسة، اعتماد إجراء كهذا قد يؤدي الى عكس ما هو مأمول منه: التوفير في الأجور من قبل ناد مشتر، سيعوَض بزيادة في قيمة التعويض.

ويقر الباحث بأن هذا الاجراء "صارم جدا". فهل يمكن تطبيقه؟ فعلى سبيل المثال، وفي حالة انتقال نيمار، دفع النادي الباريسي نحو 80 مليون يورو سنويا (عقده مع سان جرمان يمتد خمسة أعوام)، وهذا مبلغ أعلى بكثير من سقف الـ 12 مليونا الذي يشير اليه شيرون، ويقر الباحث بضحكة، بأن اقتراح "السقف" بهذا المبلغ هو "فظ قليلا، ولكن يبدو لنا أن هذه هي الطريقة القويمة جدا لمحاولة لتنظيم سوق انتقالات النجوم وضمان أن تكون الاندية المتوسطة قادرة على الاستفادة من خدمات بعض المواهب، وبذلك، إعادة التوازن في البطولات الوطنية".

إنفاق قياسي لأندية الدوري الانكليزي

أنفقت أندية الدوري الانكليزي الممتاز لكرة القدم مبلغا قياسيا قدره 430 مليون جنيه استرليني (490 مليون يورو) في فترة الانتقالات الشتوية (شهر كانون الثاني/يناير)، بحسب دراسة، وأظهرت دراسة لشركة "ديلويت" للتدقيق المالي ان انفاق الاندية خلال هذه الفترة تضاعف مقارنة بالرقم القياسي السابق (256 مليون يورو)، وان حجم الانفاق في اليوم الأخير (31 كانون الثاني/يناير) بلغ 150 مليون جنيه (172 مليون يورو).

وقدرت "ديلويت" حجم إنفاق أندية الدوري الانكليزي الممتاز هذا الموسم بـ 1,9 مليار جنيه (2,17 ملياري يورو)، مقارنة مع الرقم القياسي الذي سجلته في الموسم الماضي، والبالغ 1,4 مليار جنيه.

وبينما كانت أندية القسم الادنى من الترتيب تستحوذ عادة على الجزء الأكبر من الصفقات في فترة الانتقالات الشتوية لتفادي الهبوط، كان الوضع مغايرا هذه المرة مع سيطرة "الستة الكبار" (مانشستر سيتي ويونايتد وأرسنال وتشلسي وتوتنهام وليفربول) على أبرز التعاقدات، وأشار دان جونز، أحد معدي الدراسة، الى ان هذه الأندية "خالفت استراتيجيتها الاستثمارية التقليدية خلال فترة الصيف في محاولة لتحقيق أفضلية على منافسيها في منتصف الموسم"، ومحاولة إنهائه في أحد المراكز الأربعة الأولى المؤهلة الى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

وأضحت الدراسة انه على الرغم من المبالغ الكبيرة التي أنفقت، الا انها تبقى متناسبة مع عائدات الأندية في الدوري الممتاز، وتابع جونز "إنفاق اندية الدوري الممتاز يبقى في نطاق امكاناتها من العائدات التي حققتها. فالانفاق الصافي المقدر لموسم 2017-2018، والذي ارتفع الى 755 مليون جنيه، لا يمثل سوى 17 بالمئة من العائدات المتوقعة، وهو ما يتوافق مع المعدل في آخر 15 عاما"، ومن أبرز الصفقات التي أبرمتها الأندية خلال فترة الانتقالات الشتوية، انضمام المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك الى ليفربول قادما من ساوثمبتون مقابل 84 مليون يورو (رقم قياسي لمدافع، علما ان الصفقة أعلن عنها رسميا قبل أيام من فتح باب الانتقالات الشتوية)، ومانشستر سيتي الذي ضم المدافع الفرنسي ايمريك لابورت من اتلتيك بلباو الاسباني مقابل 57 مليون جنيه، وأرسنال مع الغابوني بيار ايميريك اوباميانغ من بوروسيا دورتموند الالماني في صفقة قدرت قيمتها بـ 56 مليون جنيه.

انفاق الاندية الايطالية الادنى في سوق الانتقالات

كان انفاق الاندية الايطالية في دوري الدرجة الاولى، الادنى لها في خمس سنوات خلال سوق الانتقالات الشتوية التي اقفلت حتى انها قدرت باقل عشر مرات من نظيرتها الانكليزية.

وانفقت الاندية الانكليزية الممتازة 430 مليون جنيه استرليني (حوالي 492 مليون يورو) اي اقل بقليل من ضعف الرقم القياسي السابق (225 مليون جنيه) بحسب ما اعلنت شركة ديلويت، أما الاندية فانفقت حوالي 50 مليون يورو، أي أقل مما انفقته اندية الدرجة الاولى في إنكلترا، لكن اندية المقدمة في ايطاليا وتحديدا يوفنتوس بطل الموسم الماضي وروما (كلاهما لا يزال ينافس في دوري ابطال اوروبا)، بالاضافة انترميلان، لاتسيو، ميلان ونابولي، قررت عدم التعاقد مع اسماء كبيرة في منتصف الموسم.

وتعاقد انترميلان مع ليساندرو لوبيز من بنفيكا ومع رافينيا من برشلونة، في حين حصل روما على خدمات المدافع جوناثان سيلفا بالاعارة من سبورتينغ، في المقابل، ابرمت الاندية الايطالية صفقتين كبيرتين من الناحية المادية بتخلي جنوى عن مهاجمه الصاعد بييترو بيليغري (16 عاما) الى موناكو مقابل 25 مليون يورو، في حين تخلى روما عن مدافعه ايمرسون بالمييري لصالح تشلسي مقابل 29 مليون يورو. بحسب فرانس برس.

وقال المدير الرياضي في نادي روما الاسباني مونشي "قمنا ببيع ما نحتاج اليه. فتخلينا عن ايمرسون الذي خاض مباراة واحدة الى تشلسي وهذا يؤكد النوعية الموجودة في الفريق، وكان ساسوولو اكثر الاندية انفاقا بمبلغ زهيد هو 8 ملايين يورو، حيث تعاقد مع 11 لاعبا يليها فيورنتينا وكالياري ثم بيسكارا وبريشيا من الدرجة الثانية، وجاء الدوري الاسباني في المرتبة الثانية في اوروبا من حيث الانفاق وراء انكلترا بمبلغ 271 مليون يورو، بينها صفقة انتقال البرازيلي فيليبي كوتينيو من ليفربول الى برشلونة مقابل 160 مليون يورو.

الأموال تُغرٍق الرياضة

لم تقتصر الصفقات الكبيرة في 2017 على نيمار ومبابي، اذ تشير الأرقام الى انه ومن أصل أغلى عشر صفقات في تاريخ كرة القدم، أبرمت أربع صفقات خلال 2017، ويعود السبب الرئيسي لهذه الطفرة المالية في كرة القدم الأوروبية، الى الزيادات الكبيرة في عائدات حقوق البث التلفزيوني بشكل خاص، ولم تسلم كرة السلة الأميركية من هذه "الموجة" أيضا، فعلى رغم ان رابطة دوري المحترفين تسعى الى وضع ضوابط لانفاق الأندية من خلال تحديد سقف للرواتب على سبيل المثال، الا ان العائدات التلفزيونية تفتح شهية الأندية (واللاعبين)ن وبموجب اتفاق جديد دخل حيز التنفيذ الموسم الماضي، باتت شبكتا "تورنر" و"اي اس بي أن" تدفعان 2,6 ملياري دولار كل موسم لقاء بث المباريات، أي بزيادة 280 بالمئة عن الاتفاق السابقن لم يكن ثمة مهرب من انعكاس هذا التزايد في العائدات على الرياضة. في الدوري الانكليزي الممتاز لكرة القدم، سجل الانفاق على التعاقدات خلال فترة الانتقالات الصيفية هذا العام رقما قياسيا يقدر بنحو 1,5 مليار يورو. في الولايات المتحدة، سيتقاضى ستيفن كوري 200 مليون دولار خلال خمسة أعوام مع غولدن ستايت ووريرز، وراسل وستبروك 205 ملايين للفترة نفسها مع أوكلاهوما سيتي ثاندر.

في تصريحات سابقة لوكالة فرانس برس، رأى الباحث في المركز الدولي للدراسات الرياضية لويك رافنيل ان "سوق (الانتقالات) لم تصبح مجنونة، لكنها واعدة بشكل كبير"، وأضاف "هذا قطاع يشهد نموا دائما، والمستثمرون يشعرون انهم قادرون على تحقيق الأرباح فيه"، متابعا "لا أرى ان ثمة أسباب قد تدفع الى توقف نموه. هذه رياضة (كرة القدم) في ختام مسار تعولمها الشامل، وتثير الاهتمام حاليا في آسيا وحتى في أميركا الشمالية".

وفي دليل على البحث المستمر عن إيرادات إضافية، قامت رابطة الدوري الاسباني لكرة القدم (ليغا) هذه السنة بخطوة غير مسبوقة، اذ أقيم "كلاسيكو" الدوري بين برشلونة وريال مدريد في وقت مبكر نسبيا (ظهرا بالتوقيت المحلي)، وذلك بهدف إتاحة الفرصة للعدد الأكبر من عشاق اللعبة في قارة آسيا بمتابعة المباراة مباشرة على الهواء، ما قد يؤدي لزيادة عدد المشجعين والعائدات الاعلانية.

الحذاء الرياضي يتحول الى منجم ذهب في قدم النجوم الكبار

في تموز/يوليو 2017، تسبب الوجه الجديد في كرة القدم الفرنسية كيليان مبابي الذي تلهث خلفه الأندية الأوروبية الكبرى، بضجة من خلال الاعلان في حسابه على تويتر بأنه على وشك الكشف عن خبر هام جدا، وبدأ الجميع يتحدث عن أن الأمر يتعلق بانتقاله الى ريال مدريد الإسباني أو باريس سان جرمان.

لكن ما أعلنه المهاجم البالغ 19 عاما هو أن في صدد تمديد العقد الذي وقعه مع شركة المستلزمات الرياضية الاميركية "نايكي" منذ أن كان في الثالثة عشرة من عمره، وبعدها بأسابيع معدودة، انتقل مبابي على سبيل الاعارة من موناكو الى باريس سان جرمان الذي ترعاه "نايكي" ايضا، مع خيار التوقيع نهائيا مع نادي العاصمة مقابل 180 مليون يورو.

انها ليست مسألة تتعلق وحسب بربط شريط الحذاء المصمم خصيصا لهذا اللاعب أو ذاك، أو تقاضي أموال طائلة من عقد الرعاية دون أي مجهود، بل أن اللاعبين يصبحون سفراء للعلامة التجارية ولديهم التزامات صارمة على صعيد العلاقات العامة.

ويتحدث فرانك هوكميلر، المتخصص بحقوق الصورة، عن هذه المسألة قائلا "الوضع ليس مشابها لتوليك وظيفة معينة وأن تكون موظفا لدى صاحب العمل. مع صفقة الرعاية هناك التزامات معينة. إذا وقعت صفقة مع اديداس، نايكي أو بوما، فهذا يعني أنهم اشتروا حقوق صورتك"، وواصل "كل ذلك يتصاحب مع حجم معين من متطلبات العلاقات العامة وإدارة الشبكة الاجتماعية".

اللعب المالي النظيف

أفاد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) ان مسؤولين منه استمعوا الى مسؤولين في نادي باريس سان جرمان الفرنسي، في إطار التحقيق الذي فتحته الهيئة الكروية بشأن مخالفة النادي قواعد اللعب المالي النظيف.

وأفادت مصادر في الاتحاد ان اللقاء كان "اجتماعا روتينيا" في مقر الاتحاد بمدينة نيون السويسرية، وجمع مسؤولين في النادي الباريسي المملوك من هيئة قطر للاستثمارات الرياضية، وهيئة الرقابة المالية على الأندية التابعة للاتحاد القاري، وذلك "في إطار التحقيق المفتوح منذ مطلع أيلول/سبتمبر".

وحضر عن النادي مديره العام المنتدب كلود بلان، وأمينه العام فيكتوريانو ميليرو، والمدير العام المساعد فيليب بواندريو والمدير المالي بونوا مولر، وفتح الاتحاد مطلع أيلول/سبتمبر تحقيقا بشأن مخالفة النادي قواعد اللعب المالي النظيف في أعقاب نشاطه في فترة الانتقالات الصيفية، لاسيما ضم البرازيلي نيمار من برشلونة الاسباني في أغلى صفقة كرة قدم في التاريخ (222 مليون يورو)، وضم لاعب موناكو كيليان مبابي في صفقة يقدر بأن قيمتها ستصل الى 180 مليون يورو، وأشار الويفا حينها الى ان غرفة التحقيق التابعة لهيئة الرقابة المالية "ستجتمع دوريا لتقيم بعناية كل الوثائق المرتبطة بهذه القضية".

وأقر الاتحاد قواعد اللعب المالي النظيف للمرة الأولى عام 2010 بقرار من رئيسة انذاك الفرنسي ميشال بلاتيني، في محاولة لمواجهة الديون المتزايدة لأندية كرة القدم الأوروبية. وبين العامين 2013 و2015، كان يتوجب على الأندية ان تحقق خسائر لا تتجاوز 45 مليون يورو. وانخفض هذا المبلغ الى 30 مليونا في الأعوام الثلاثة اللاحقة، أي حتى 2018، ويشدد الاتحاد على ان قواعد اللعب المالي النظيف تهدف الى "تحسين الوضع المالي العام لأندية كرة القدم الأوروبية".

تناقض مالي في رياضة الجامعات الاميركية

سلطت فضيحة الفساد التي اندلعت في كرة السلة الضوء على الممارسات المظلمة في العالم المرموق لرياضة الجامعات الاميركية، في تناقض مستمر بين نظام الهواة للاعبين ومليارات الدولارات التي تغذيه.

بالنسبة للكثير من شخصيات "رياضة الجامعات" ذات الشعبية الهائلة، فان قضية الرشوة التي ادت حتى الان الى اعتقال عشرة اشخاص، بين وكلاء ومدربين، ليست سوى غيض من فيض، يقول مايكل بيزلي جناح نادي نيويورك نيكس في دوري كرة السلة للمحترفين والذي مر في جامعة ولاية كانساس "أنتم متأخرون"، في رد على سؤال حول حجم هذه الظاهرة، يضيف كاين كولتر لاعب كرة القدم الاميركية السابق على مستوى رفيع في الجماعات "أعرف شخصيا من عرض عليهم فوائد مختلفة وأموال لاقناعهم بالذهاب الى الجامعة"، موضحا انه لم يختبر هذا الامر شخصيا.

وأظهر التحقيق الذي كشف عنه الثلاثاء دفع مبالغ تصل الى 150 الف دولار اميركي للاعبي المدارس الثانوية وعائلاتهم، في حيلة أقامها وكلاء، مسؤول كبير في شركة التجهيزات العملاقة أديداس ومدربون، يؤكد دايفيد ريدباث الاستاذ في جامعة أوهايو والاختصاصي في الموضوع "هذه مشكلة منهجية في الرياضة الجامعية منذ سنوات عديدة".

علامة تجارية عالمية!

وتأتي هذه الخطوات ضمن سلسلة من النشاطات التسويقية لنادي باريس سان جر مان، ارتبطت بشكل أو بآخر بعالم الترفيه والثقافة والفنون وغيرها. ويقول مدير التسويق وتطوير العلامة التجارية في سان جرمان فابيان أليغر "الفكرة هي أن نغطي كامل الحقول التي تثير اهتمام كل الناس، أملا في أن يساهم ذلك باستقطاب أكبر لشريحة العائلات، التي لا تعرف باريس سان جرمان، إلا أنها قد تصبح لاحقا من مشجعي النادي".

ويضيف أليغر "عندما نريد أن نصبح علامة تجارية عالمية، علينا أن نوسع نطاقنا والقيام بكل الأمور التي لا يقوم بها الآخرون(...) الذين لا يتمتعون بفرصة أن تكون باريس علامتهم التجارية، أو برج إيفل في شعارهم"، في إشارة الى شعار النادي.

يرى بيار-هنري لودنر، أحد مؤسسي "تيم برايك" التي تنظم "إنسايد بي إس جي "بالتعاون مع النادي، أن مسؤولي الأخير "يريدون إظهار أن سان جرمان ليس ناديا رياضيا فقط .هو أيضا مجال ترفيه".

إلا أن هذا الاندفاع للنادي في مجال الترفيه، قد يدفع مشجعيه، لا سيما المتعصبين منهم "التراس" إلى الحذر وحتى توجيه الانتقادات، لا سيما وأنهم غالبا ما يكونون راغبين في الحفاظ على التقاليد المتجذرة لأندية كرة القدم الكبرى.

ويقول فرانك بونس، مدير "المرصد الدولي لإدارة الرياضة" التابع لجامعة لافال الكندية والمعني بدراسة شؤون التسويق والإعلان في المجال الرياضي، إنه "لتحقيق هذا (عدم إثارة امتعاض المشجعين الحاليين)، على النادي ألا يتحول إلى الترفيه بشكل كامل. هذا توازن يصعب كثيرا تحقيقه".

إلا أن النادي الباريسي الذي تعود ملكيته منذ 2011 إلى هيئة قطر للاستثمارات الرياضية، يبدو مصمما على خوض غمار هذه التجربة، لا سيما وأن عائداتها المالية تبدو مغرية وتستحق المجازفة، وأنفق النادي هذا الصيف مبلغا قياسيا هو 222 مليون يورو لضم نيمار من برشلونة الإسباني، في صفقة تبعها بعد أسابيع انضمام الفرنسي كيليان مبابي من موناكو لقاء مبلغ قدر بنحو 180 مليونا.

مانشستر سيتي "الأقوى ماليا في العالم"

تصدر نادي مانشستر سيتي الإنجليزي قائمة أقوى الأندية العالمية من الناحية المالية، وفقا لتصنيف جديد، وقالت مؤسسة "سوكريكس"، التي أعدت التصنيف، إن مانشستر سيتي لديه أكبر إمكانيات للنمو الاقتصادي.

وسيطرت الأندية الإنجليزية على المراكز العشرة الأولى في التصنيف، حيث حل أرسنال ثانيا، وتوتنهام هوتسبر خامسا، ومانشستر يونايتد سابعا، في حين جاء تشيلسي في المركز التاسع، واعتمد هذا التصنيف على خمسة عوامل، من بينها الاستثمار المحتمل من قبل مالك النادي، ويمتلك نادي مانشستر سيتي الملياردير الإماراتي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، الذي يستثمر بقوة في الفريق منذ الاستحواذ على النادي قبل نحو 10 أعوام.

وأنفق مانشستر سيتي 215 مليون جنيه استرليني على انتقالات اللاعبين في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، وهو أكبر مبلغ ينفقه أي ناد إنجليزي في أي فترة انتقالات عبر التاريخ.

واعتمد التصنيف الذي أجرته مؤسسة "سوكريكس" أيضا على القيمة المالية للاعبي النادي، والأصول الثابتة مثل ملاعب المباريات وملاعب التدريب، وأرصدة الأندية في المصارف، فضلا عن صافي الدين.

وتفسر هذه العوامل السبب الذي جعل أرسنال يأتي في مرتبة متقدمة على باريس سان جيرمان الفرنسي، الذي دفع 222 مليون جنيه استرليني للتعاقد مع اللاعب البرازيلي نيمار من برشلونة الإسباني الصيف الماضي.

وقالت سوكريكس إن "نظام العمل السليم" لنادي أرسنال جعله يأتي في مرتبة متقدمة على باريس سان جيرمان، رغم قلة إنفاق أرسنال للأموال في سوق الانتقالات، وقالت الدراسة إن هذا يعني أن أرسنال لديه القدرة على "الإنفاق بقوة" لو غير استراتيجيته.

المراكز العشر الأولى في القائمة:

1: مانشستر سيتي

2: أرسنال

3: باريس سان جيرمان

4: غوانغزو إيفرغراند

5: توتنهام هوتسبر

6: ريال مدريد

7: مانشستر يونايتد

8: يوفنتوس

9: تشيلسي

10: بايرن ميونخ

اضف تعليق