مهمة نجاح إدارة هذه السلسلة المترابطة تجعل المؤسسات قادرة على التعامل مع المشكلات والعقبات التي تواجهها أثناء العمل، وهذا الأمر يعود إلى نسبة أو درجة الذكاء التي تتحلى بها إدارة سلسلة التوريد، حيث يوجد تأكيد على ان الإدارة الذكية لسلسلة التوريد تُمكّن المؤسسات من التكيف مع تحديات السوق...
تتضمن سلسلة التوريد عددا من الخطوات المتتابعة واحدة بعد أخرى، تبدأ بالخطوة الأهم للعملية الإنتاجية ألا وهي تأمين المواد الأولية للمنتَج، يلي هذه الخطوة، الشروع بعملية الإنتاج، وهي تشكل صُلب العمل الإنتاجي للمنظمة أو المشروع، أما الخطوة الثالثة وهي لا تقل أهمية عن الخطوتين السابقتين فهي تتمثل بالجهود المنتظمة لتوصيل المنتَج النهائي إلى المستهلِكين، وكما نلاحظ هناك ترابط وثيق بين الخطوات الثلاث.
يؤكد الباحثون المعنيون بأن إدارة سلسلة التوريد (Supply Chain Management) تمثل أحد العناصر الحيوية في نجاح المؤسسات الإنتاجية الحديثة، حيث تتكامل الأنشطة من تأمين المواد الخام، مرورًا بعمليات التصنيع، وانتهاءً بتوصيل المنتج النهائي إلى المستهلك. في بيئات الإنتاج الحديثة، التي تتسم بالتغير السريع والتنافس الشديد، حيث أصبح لزامًا على الشركات استخدام تقنيات متقدمة مثل التحول الرقمي، الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء (IoT) لتحسين التنسيق والتخطيط.
هناك أهداف محددة تهتم بها إدارة سلسلة التوريد الحديثة، وهذه الأهداف تكمن أهميتها في كونها تقود العملية الإنتاجية بنجاح، وتنتهي إلى النتائج الربحية التي تم التخطيط لها، لذلك فإن (إدارة سلسلة التوريد الحديثة على الكفاءة، الاستجابة السريعة، وخفض التكاليف، مع الحفاظ على الجودة العالية والالتزام بمواعيد التسليم). وهذا الأمر يتعلق بتنظيم العملية الإنتاجية بدءًا من خطوة تأمين المواد الأولية وانتهاءً بتوصيل المنتَج إلى المحطة النهائية ووضعه بين أيدي المستهلكين.
أما الأسباب التي تدفع بالإدارة لهذه السلسلة لتنظيم الخطوات الإنتاجية الصحيحة ومراقبة الأداء الفعال، فلأنها تهدف إلى تحقيق نوع من الشفافية يضمن بدوره النجاح الأكيد للمشروع الإنتاجي أو المؤسسة الإنتاجية، حيث (تلعب الأنظمة المترابطة دورًا مهمًا في تعزيز الشفافية، وتبادل البيانات بين الموردين والمصنعين والموزعين، مما يسمح باتخاذ قرارات فورية ودقيقة)، من شأنها أن تصب في صالح إدارة سلسلة التوريد الحديثة.
لهذا من الأهمية بمكان أن تأخذ الإدارة ضمان التتابع الإنتاجي مأخذ الجد، وأن تنظم هذه العملية بنجاح تام، من خلال تطبيقها الشديد لضوابط العمل، وإتقانه وعدم التهاون في التركيز على الترابط والتعاون بين الخطوات الإنتاجية لسلسة التوريد التي تم ذكرها، خاصة أن حركة السوق في عصرنا الحديث تتطلب مهارة عالية في الرصد والتعامل وتطوير المهارات والعلاقات، بما يحقق قفزة تسويقية عالية عبر الإدارة السليمة لسلسلة التوريد.
لذلك يجب أن تتوفر لإدارة سلسلة التوريد خبرات متقنة ودقيقة في تنظيم المخزون وإدارته بالشكل الصحيح، واتخاذ الخطوات التي من شأنها تسهيل عملية الخزن والاستلام والتسليم وتلبية الطلبات بالكميات الكبيرة أو المتوسطة، وكل هذه الأمور تدخل في صلب عمل الإدارة، حيث يقول المعنيون في هذا السياق: تعد المرونة في إدارة المخزون، واستخدام نظم تخطيط الموارد ERP، وتحسين العلاقات مع الموردين، من الأسس التي تدعم الأداء التشغيلي.
لهذا فإن مهمة نجاح إدارة هذه السلسلة المترابطة تجعل المؤسسات قادرة على التعامل مع المشكلات والعقبات التي تواجهها أثناء العمل، وهذا الأمر يعود إلى نسبة أو درجة الذكاء التي تتحلى بها إدارة سلسلة التوريد، حيث يوجد تأكيد على (إن الإدارة الذكية لسلسلة التوريد تُمكّن المؤسسات من التكيف مع تحديات السوق، وتلبية احتياجات العملاء بكفاءة وفعالية).
أما بيئات الإنتاج الحديثة فالمقصود بها تلك الظروف العملية التي تمر بها المؤسسات الإنتاجية أثناء خطوات العمل، بدءا من توفير المواد الأولية، مرورا بالتصنيع، وانتهاءً بعملية التسويق المدروس، ويقول الخبراء المختصون إن المقصود بـ بيئات الإنتاج فهي تتعلق بالأنظمة والظروف التي تعمل فيها المؤسسات الإنتاجية في العصر الحالي، والتي تتسم بالتطور التكنولوجي، وسرعة التغير، وزيادة التنافسية في الأسواق.
فكما هو معروف في عالم اليوم السريع المتغير والمتجدد على الدوام، لم تعد بيئات الإنتاج تقليدية قائمة فقط على العمل اليدوي والخطوط الإنتاجية الثابتة، بل أصبحت تعتمد على الأتمتة، التحول الرقمي، الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء (IoT)
في هذه البيئات، تسعى المؤسسات إلى تحقيق مرونة عالية في تلبية احتياجات العملاء، وتخصيص المنتجات حسب الطلب، وتقليل الفاقد والهدر. كما يتم التركيز على تحليل البيانات الفورية لتحسين اتخاذ القرار، ومراقبة جودة الإنتاج، والتنبؤ بالأعطال أو التغيرات في الطلب.
ونلاحظ بحسب المصادر المتوفرة أن بيئات الإنتاج الحديثة تشمل أيضًا مفاهيم مثل:
- الإنتاج الرشيق (Lean Production)
- الإنتاج الذكي (Smart Manufacturing)
- المصانع الرقمية (Digital Factories)
- التصنيع حسب الطلب (Mass Customization)
وأخيرا فإن الغرض العام من إدارة سلسلة التوريد هو تحسين الكفاءة وزيادة هوامش الربح. إن الإدارة الفعالة لسلسلة التوريد من البداية إلى النهاية تمكن الشركات من توصيل المنتجات إلى المستهلك بشكل أسرع دون تكبد تكاليف زائدة. يحقق مديرو سلسلة التوريد ذلك من خلال الحفاظ على السيطرة على الشحنات والمخزون والتصنيع والإنتاج والتوزيع. هذه كلها مرتبطة ولها جميعا عواقب مالية محتملة.
اضف تعليق