في هذا الحوار، نحاور الكاتبة حول دوافعها لطرق هذا الموضوع الإشكالي، ومنهجها في التعامل مع النصوص المقدسة، وموقع هذا العمل في خضم المواجهة الثقافية مع السردية الصهيونية المهيمنة. كيف تقرأ التناقضات في الروايات التوراتية؟ وهل يمكن للخطاب العربي أن يستعيد موقعه في معركة الرواية التاريخية؟...

في عالم يضجُّ بالصراعات على الذاكرة والهوية، يصبح التاريخ أكثر من مجرد سرد للماضي؛ بل أداة تُوظف لصناعة الحاضر وتشكيل المستقبل. من هذا المنطلق، اختارت الكاتبة والباحثة نبراس فارس أحمد الحمداني أن تخوض غمار واحد من أكثر الموضوعات حساسية وتعقيدًا: قضية هيكل سليمان. كتابها "هيكل سليمان بين الحقيقة والخرافة" لا يكتفي بمساءلة الروايات الدينية التوراتية، بل يُقاربها بمنهج علمي نقدي يسعى إلى كشف أبعادها السياسية والاستعمارية، خاصة في سياق الصراع الدائر حول القدس.

في هذا الحوار، نحاور الكاتبة حول دوافعها لطرق هذا الموضوع الإشكالي، ومنهجها في التعامل مع النصوص المقدسة، وموقع هذا العمل في خضم المواجهة الثقافية مع السردية الصهيونية المهيمنة. كيف تقرأ التناقضات في الروايات التوراتية؟ وهل يمكن للخطاب العربي أن يستعيد موقعه في معركة الرواية التاريخية؟ أسئلة نطرحها في ضوء مشروع بحثي يتجاوز التأريخ إلى التنوير.

ما الذي دفعكِ إلى تناول موضوع هيكل سليمان تحديدًا؟ وهل كانت هناك لحظة فارقة ألهمتكِ للبحث في هذه القضية الحساسة؟

تناولي لموضوع هيكل سليمان جاء نتيجة تلاقي عدة دوافع، أبرزها:

أولًا: كونه موضوعًا بالغ الحساسية سياسيًا ودينيًا، ويتقاطع مع قضايا الهوية، التاريخ، والصراع على الأرض، خصوصًا في القدس. هذا التداخل جعلني أشعر أن هناك حاجة ملحة لفهم الجذور الحقيقية للروايات المتضاربة.

ثانيًا: لحظة الإلهام الفارقة جاءت عندما كنت أتابع نقاشًا حادًا في أحد البرامج الوثائقية عن الحفريات تحت المسجد الأقصى. رأيت كم التوتر، وكم التوظيف السياسي والديني للتاريخ، فشعرت بواجب البحث بعيدًا عن الانحياز، والاقتراب من الحقيقة التاريخية قدر الإمكان.

هذا الموضوع لا يمس الماضي فقط، بل يؤثر بشكل مباشر على الحاضر والمستقبل، ولهذا كان من الضروري تناوله بدقة ووعي.

 كيف ترين أهمية تفكيك الروايات الدينية اليهودية حول الهيكل في ظل الصراع السياسي والديني حول القدس اليوم؟

تفكيك الروايات الدينية اليهودية حول "الهيكل" يحمل أهمية كبيرة في سياق الصراع السياسي والديني حول القدس، ويمكن النظر إلى هذه الأهمية من عدة زوايا:

تفكيك الأسطورة من أجل كشف الأجندة السياسية: كثير من الروايات الدينية حول "الهيكل" تُستخدم اليوم كغطاء ديني لدعم مشاريع استيطانية أو تهويدية في القدس، خصوصاً في محيط المسجد الأقصى. تفكيك هذه الروايات يساهم في فضح الطابع السياسي والاستعماري الذي يُغلّف بخطاب ديني.

تحصين الوعي العربي والإسلامي: الرواية اليهودية بشأن "الهيكل" تُقدَّم في الإعلام العالمي وكأنها حقيقة تاريخية غير قابلة للنقاش. تفكيكها علمياً وتاريخياً يُسهم في مواجهة التزييف، ويحافظ على الرواية الإسلامية والعربية للقدس كمدينة ذات طابع حضاري وتاريخي متنوع، وليست حكراً على سردية واحدة.

تحدي الشرعنة الدينية لاحتلال القدس: كثير من السياسات الإسرائيلية في القدس، كالحفريات تحت المسجد الأقصى ومحاولات فرض السيادة، تستند إلى مزاعم دينية بشأن الهيكل. نقد هذه المزاعم يُضعف من مشروع شرعنة الاحتلال تحت غطاء ديني.

البُعد الأكاديمي والدبلوماسي: في المحافل الدولية، يُمكن أن يساعد تفكيك هذه الروايات في دعم المطالب الفلسطينية، بتقديم أدلة تاريخية وأركيولوجية تنفي وجود ما يُسمى "الهيكل الثاني" في موقع المسجد الأقصى، أو تُظهر الطابع الأسطوري للروايات التوراتية.

نزع القداسة عن مشروع عنصري: الرواية التوراتية تُستخدم أحياناً لتبرير الإقصاء والتمييز ضد غير اليهود في القدس. كشف جذورها الأسطورية ونقدها يُساهم في بناء سردية إنسانية شاملة للمدينة.

 إلى أي مدى تسعى الكاتبة في هذا الكتاب إلى تقديم طرح أكاديمي محايد، مقابل تفنيد مقصود للمرويات اليهودية؟

يتطلب قراءة تحليلية دقيقة لمحتوى الكتاب وسياقه. وفي الإجابة عنه يمكن القول:

تميل الكاتبة إلى المزج بين الطرح الأكاديمي والتحليل النقدي، لكن بميول واضحة نحو تفنيد المرويات اليهودية. فهي غالبًا ما توظف الأدوات الأكاديمية من تحليل مصادر، مقارنة روايات، وتتبع تاريخي، لكنها لا تقف عند الحياد التام، بل تتجه أحيانًا إلى كشف التناقضات والتوظيف الأيديولوجي في المرويات اليهودية، خاصة فيما يتعلق بالسرديات التوراتية والسياسية.

بالتالي، الطرح ليس أكاديميًا محايدًا تمامًا، بل هو نقدي موجَّه، يسعى إلى إعادة قراءة النصوص والمصادر اليهودية من منظور تفكيكي يُبرز التحيّزات، وهذا ما يجعل الطرح أقرب إلى الموقف الأيديولوجي المستنير بالمنهج العلمي، دون أن يُلزم نفسه بجمود الحياد الأكاديمي الصرف.

ما المنهج الذي اتبعتهِ في التحقق من الروايات التوراتية حول هيكل سليمان؟ وهل استعنتِ بمصادر يهودية أو دراسات أثرية حديثة؟

لقد اتبعتُ منهجًا نقديًا تاريخيًا مقارنًا في التحقق من الروايات التوراتية حول هيكل سليمان. اعتمدتُ على تحليل النصوص التوراتية ضمن سياقاتها التاريخية والأدبية، مع مقارنة تلك الروايات بمصادر تاريخية موازية، مثل النقوش الأشورية والبابلية، إضافة إلى ما توفر من الأدلة الأثرية (أو غيابها) في الحفريات التي جرت في القدس ومحيطها.

نعم، استعنتُ بعدد من المصادر اليهودية، خصوصًا النصوص التلمودية والميدراشية، إضافة إلى دراسات أثرية حديثة كتبها باحثون غربيون وإسرائيليون على حد سواء، بهدف الوقوف على مدى مصداقية الرواية التوراتية، وتحديد ما إذا كانت تنتمي إلى التاريخ أم إلى الأسطورة المؤسسة.

وقد خلصتُ إلى أن رواية الهيكل في صيغتها التوراتية محمّلة بأبعاد دينية وسياسية، وغالبًا ما يُعاد توظيفها في الخطاب الصهيوني المعاصر، في ظل غياب دليل أثري قاطع على وجود هيكل سليمان في الموقع المزعوم.

هل وجدتِ تناقضات داخلية في النصوص التوراتية نفسها بشأن بناء الهيكل ومكانه؟

نعم، توجد بعض التناقضات أو التباينات داخل النصوص التوراتية حول بناء الهيكل ومكانه، ويُشير كثير من الباحثين إلى هذه التباينات باعتبارها دليلاً على تطور الرواية الدينية بمرور الزمن. إليك أبرز الأمثلة:

1. مكان الهيكل

سفر التكوين 22:2 يشير إلى جبل المريا كمكان قدم فيه إبراهيم ابنه قرباناً، ويُعتقد لاحقاً أن هذا هو نفس المكان الذي بُني فيه الهيكل (أورشليم).

سفر التثنية يصرّ على وجود "مكان واحد" يختاره الرب ليُقيم اسمه فيه، دون أن يحدده بالاسم:

«بل في المكان الذي يختاره الرب إلهكم ليحل اسمه فيه» (تثنية 12:5).

هذه الصيغة الغامضة تُفهم على أنها محاولة لتوحيد العبادة في موقع واحد، لكنها لا تحدد أورشليم صراحة.

2. الزمن الذي بُني فيه الهيكل

سفر صموئيل الثاني (الإصحاح 7) يذكر أن داود أراد بناء الهيكل، لكن الله رفض ذلك وأخبره أن ابنه سيبنيه.

 

 إلى أي مدى يمكن أن نعدّ الروايات التلمودية عاملًا في تضخيم رمزية الهيكل؟ وهل اعتمدتِ على نصوص من التلمود في التحليل؟

نعم، يمكن عدّ الروايات التلمودية عاملًا مهمًا في تضخيم رمزية الهيكل، خاصة في ما يتعلق بترسيخ قدسيته وربطه بالهوية الدينية والقومية لليهود. فقد شكّل التلمود، بنصوصه الغنية بالأحكام والقصص الرمزية، مرجعًا محوريًا في بناء التصورات العقائدية والتاريخية حول الهيكل، سواء في بعده الديني أو في توظيفه السياسي لاحقًا.

وقد تم في البحث الاعتماد على عدد من النصوص التلمودية التي أبرزت كيف تحوّل الهيكل إلى رمز يتجاوز الإطار المكاني، ليُصبح محورًا للانتظار المسياني والعودة المرتقبة، مما أسهم في تكريس مكانته المركزية في المخيال الديني اليهودي. وشملت هذه النصوص روايات عن خراب الهيكل، والوصايا المرتبطة بإعادة بنائه، وأقوال الحاخامات التي تبالغ في وصف قدسيته.

يزعم اليهود أن الأرض بدأت من "الصخرة المشرفة". كيف تعاملتِ مع هذا الزعم من منظور ديني وتاريخي؟

لزعم اليهودي بأن الأرض بدأت من "الصخرة المشرفة" في القدس – المعروفة في الإسلام بـ"صخرة المعراج" – هو ادعاء يتطلب النظر إليه من منظورين: ديني وتاريخي.

أولاً: من المنظور الديني الإسلامي:

في الإسلام، الصخرة المشرفة لها مكانة عظيمة، إذ يعتقد المسلمون أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم عرج منها إلى السماء ليلة الإسراء والمعراج. ولكن الإسلام لا يربط بداية الخلق بهذه الصخرة، بل يرى أن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام، كما ورد في القرآن الكريم، دون تحديد مكان مادي على الأرض بدأ منه الخلق.

وبالتالي، لا يوجد في العقيدة الإسلامية ما يؤيد الزعم بأن "الصخرة المشرفة" هي مركز بدء الخلق، وهذا يُضعف هذا الادعاء من وجهة النظر الإسلامية.

ثانياً: من المنظور التاريخي:

الزعم اليهودي بأن الصخرة هي "مركز العالم" أو أنها موضع بداية الخلق يُستند فيه إلى روايات تلمودية قديمة، وهي ليست بالضرورة حقائق تاريخية، بل معتقدات دينية داخلية في التراث اليهودي. هذه المزاعم بدأت بالظهور بشكل أوضح في العصور المتأخرة، وخاصة مع ارتباط الهيكل المزعوم بالمكان.

لكن من الناحية الأثرية والتاريخية، لا توجد أدلة قاطعة تثبت أن الصخرة المشرفة كانت بداية خلق الأرض، وهذا يجعل الادعاء أقرب إلى الرمز الديني منه إلى الحقيقة التاريخية.

تعاملتُ مع هذا الزعم على أنه جزء من المعتقدات الدينية الخاصة باليهود، لا يلزِم الآخرين، ولا تدعمه لا الأدلة الدينية الإسلامية ولا الحقائق التاريخية الموثقة. وفي الإسلام، تبقى الصخرة المشرفة موضعًا مقدسًا بسبب معجزة المعراج، لا بسبب بداية الخلق.

كيف تناولتِ فكرة أن إسحاق – وليس إسماعيل – هو الذبيح؟ وما أثر هذا الاعتقاد في تعزيز شرعية الهيكل لديهم؟

تناولي الفكرة بأن إسحاق هو الذبيح – خلافًا للرواية الإسلامية التي تعتبر إسماعيل – من خلال التأكيد في النصوص التوراتية على أن الله أمر إبراهيم أن يُقدّم ابنه الوحيد من سارة، إسحاق، قربانًا. هذا الاعتقاد يشكّل حجر أساس في الرؤية اليهودية والمسيحية للقصة، وهو يُستخدم لترسيخ صلة إسحاق المباشرة بأرض الميعاد، خاصة جبل الموريا، الذي يُعتقد أنه موقع الهيكل في القدس.

أما أثر هذا الاعتقاد في تعزيز شرعية الهيكل لديهم، فيكمن في:

الربط بين الذبيحة والمكان المقدس: يُعتقد أن الموضع الذي كاد يُذبح فيه إسحاق هو نفس الموقع الذي بُني عليه الهيكل لاحقًا، ما يُضفي عليه قدسية خاصة.

الشرعية الدينية والسياسية: نسب الذبيح إلى إسحاق – الجد المباشر لبني إسرائيل – يدعم أحقية بني إسرائيل التاريخية والدينية في الأرض وفي الهيكل.

رمزية الفداء والتكليف: ذبيحة إسحاق تُقدَّم كرمز لطاعة إبراهيم.

في ضوء ما توصلتِ إليه، كيف ترين أثر هذه الروايات التوراتية في تبرير الممارسات الإسرائيلية في القدس اليوم؟

في ضوء ما توصلتُ إليه، يبدو أن الروايات التوراتية تُستخدم كأداة قوية في تبرير الممارسات الإسرائيلية في القدس، إذ تُوظف هذه الروايات لتأكيد "الحق التاريخي والديني" لليهود في المدينة، خاصة فيما يتعلق بالهيكل والمواقع الدينية. وهذا التوظيف يمنح الشرعية لسياسات تهويد القدس وتغيير طابعها الديمغرافي والثقافي، كما يُستخدم لتبرير الاستيطان والاعتداءات على الأماكن الإسلامية والمسيحية، مما يُسهم في تصعيد النزاع وتعميق الفجوة بين الشعوب.

 هل يمكن أن يشكل هذا الكتاب مساهمة في الخطاب العربي الرافض لأساطير الهيكل؟ وكيف تأملين أن يستقبله القارئ العربي؟

بالطبع، يمكن لهذا الكتاب أن يشكل مساهمة فاعلة في الخطاب العربي الرافض لأساطير الهيكل، خاصة إذا اعتمد على تفكيك الروايات الصهيونية ومساءلتها من منظور علمي وتاريخي موثّق. من خلال تقديم سردية بديلة تستند إلى حقائق أثرية ومعطيات تاريخية موضوعية، فإنه يعزز من الحضور العربي في معركة السرديات، ويفضح التوظيف السياسي للدين والأسطورة في تهويد المكان وسلب الذاكرة.

أما عن استقبال القارئ العربي، فالأمل أن يجد فيه أداة معرفية تعزز وعيه النقدي، وتحرره من بعض الروايات المفروضة أو المتداولة دون تمحيص. نأمل أن يستقبله القارئ بوصفه إضافة نوعية تساهم في بناء خطاب ثقافي مقاوم، يعيد للهوية العربية حضورها في المشهد الحضاري والروحي للقدس.

برأيك، كيف يمكن للمؤرخ أو الكاتب العربي أن يواجه الهيمنة السردية الصهيونية على التاريخ المقدسي؟

لمواجهة الهيمنة السردية الصهيونية على التاريخ المقدسي، يمكن للمؤرخ أو الكاتب العربي أن يتبنى عدة استراتيجيات متكاملة، منها:

الاستناد إلى المصادر التاريخية الأصيلة: بالاعتماد على الوثائق العثمانية، والسجلات الإسلامية والمسيحية، والروايات الشفوية الفلسطينية، يمكن تفنيد المزاعم الصهيونية وتقديم رواية دقيقة وموثقة عن القدس.

تفكيك الرواية الصهيونية: عبر التحليل النقدي للخطاب الصهيوني وكشف التناقضات التاريخية والمنهجية فيه، يمكن تقويض الأسس التي تقوم عليها تلك الرواية.

تبني السردية الفلسطينية: من خلال إبراز الرواية الفلسطينية باعتبارها رواية أصيلة وعميقة الجذور، تعكس تاريخ الإنسان المقدسي وعلاقته العضوية بالمدينة.

الكتابة بلغة عالمية: عبر إنتاج الأعمال البحثية والإعلامية باللغات الأجنبية، خصوصاً الإنجليزية، يمكن مخاطبة الرأي العام الغربي الذي يتأثر غالبًا بالرواية الصهيونية.

توظيف الأدب والفن: استخدام الرواية، الشعر، السينما، والمسرح لنقل معاناة الفلسطينيين في القدس وتاريخهم العريق، بما يلامس الوجدان ويؤثر في الرأي العام.

العمل الأكاديمي الجماعي: دعم المبادرات البحثية والمؤسسات التي تعنى بالتاريخ المقدسي، وتشجيع التعاون بين الباحثين العرب والعالميين لخلق جبهة معرفية مضادة.

التوثيق الرقمي والتقني: استخدام التكنولوجيا لتوثيق الروايات، وتصميم منصات رقمية وأرشيفات مفتوحة تعيد تشكيل الوعي العالمي تجاه القدس.

بهذه الأدوات، يمكن للمؤرخ أو الكاتب العربي أن يعيد التوازن إلى السرد التاريخي، ويمنح القدس صوتها الحقيقي في مواجهة التزوير والاستلاب.

بين سطور هذا الحوار، لم تكن الكاتبة نبراس فارس أحمد الحمداني بصدد تفنيد رواية دينية فحسب، بل كانت تمارس فعلًا معرفيًا مقاومًا، يعيد مساءلة التاريخ المُؤدلج، ويضع أساطير الهيكل تحت مجهر العقل النقدي. لقد أضاء كتابها "هيكل سليمان بين الحقيقة والخرافة" زوايا معتمة في الوعي العربي، وساهم في تفكيك البنية السردية التي طالما استُخدمت لتبرير تهويد المكان وطمس الهوية.

وفي زمن تشتد فيه الحرب على الذاكرة، يصبح هذا النوع من الكتابة ضرورة لا ترفًا؛ لأنه يعيد للتاريخ صوته الأصلي، ويمنح القدس بعضًا من حقيقتها المسلوبة. وختامًا، يبقى الرهان على القارئ العربي أن يتسلّح بالمعرفة، لا بالعاطفة فقط، في معركة السرديات التي لا تقل خطورة عن المعارك على الأرض.


اضف تعليق