الأطفال يفشون بعض أسرار منازلهم دون إدراك للعواقب التي تنتج من سلوكياتهم وليس لأي قصد آخر، فينقلون تفاصيل حساسة تتعلق بالأمور المالية أو العلاقات بين الأبوين إلى معلميهم أو أصدقائهم أو حتى الأقارب. هذا التصرف قد يضع الوالدين في مواقف محرجة، ويدفعهم أحيانًا إلى توبيخ الأطفال أو معاقبتهم بشكل انفعالي...
عفوية الأطفال في التعامل مع جزئيات الحياة البسيطة تسبب الكثير من المشكلات لذويهم ولا سيما آبائهم، فهم يتحدثون من دون وعي بخطورة أو حرج ما يتحدثون به، مما يجعل الأبوين في حيرة من أمرهما سيما إذا كان الطفل عنيدًا ويرفض الامتناع عن هذه السلوكية. ولأجل أن لا تتزعزع الثقة بين الابن وأبويه يجب أن تكون العلاجات علمية ومدروسة بعيدًا عن التطرف في العلاج، فما هي أهم الخطوات التي يمكن أن تحد من هذا الأمر؟
الأطفال يفشون بعض أسرار منازلهم دون إدراك للعواقب التي تنتج من سلوكياتهم وليس لأي قصد آخر، فينقلون تفاصيل حساسة تتعلق بالأمور المالية أو العلاقات بين الأبوين إلى معلميهم أو أصدقائهم أو حتى الأقارب. هذا التصرف قد يضع الوالدين في مواقف محرجة، ويدفعهم أحيانًا إلى توبيخ الأطفال أو معاقبتهم بشكل انفعالي في محاولة منهم لإيقاف هذه السلوكية لكن العلاج بهذه الطريقة غير مُجدٍ مما يتطلب علاجات أكثر فاعلية وبجهد ووقت أقل.
من الواقع:
يحكي لي صديق أن ابنه الذي لا يزال في سن الرابعة أنه أخبر صديقه (صديق والده) عن نية والده في السفر إلى مكان ما وهو نفس المكان الذي قد عرض عليه صديقه السفر إليه معًا وهو ما جعل الوالد في موقف لا يُحسد عليه فقد تعرض إلى العتب من صديقه المقرب مما جعل علاقتهما تمر بنوع من الفتور النسبي، وهذا مثال واقعي على تسريب الأطفال لأسرار المنزل.
لماذا يفشي الأطفال أسرار المنزل؟
لعدة أسباب محتملة يُسرّب الأطفال أسرار ذويهم ولا يحتفظون بها، ومن هذه الأسباب هي:
البراءة وضعف التمييز لدى الأطفال يفقدهم القدرة على التمييز بين ما يمكن مشاركته وما يجب الاحتفاظ به، وبالتالي يتحدث بما لا يجب أن يتحدث به ويحدث نتيجة لذلك الجهل بمآلات هذا السلوك.
والسبب الثاني المحتمل لتسريب الأطفال لأسرار منازلهم هو عملية تقليد الكبار، إذ يقلد الطفل آباءهم الذين يتحدثون عن حياتهم أمام الآخرين، فيعتقد أن تبادل الأسرار نوع من التواصل الاجتماعي وليس فيه مشكلة، لكن الحقيقة أن الأمر بالنسبة للأطفال يفسد الكثير من الود ويتسبب في الكثير من الإحراجات وهذا ما يجهله الأطفال أيضًا.
والسبب الثالث المحتمل هو رغبة الأطفال في لفت انتباه من حولهم، فالطفل يسعى لجذب اهتمام المحيطين به من خلال مشاركة معلومات مثيرة، أملًا في نيل التعاطف والاهتمام وهذا الأمر يحصل في حال كون الأبناء مُهملين عاطفيًا من آبائهم.
كيف أُعلّم طفلي حفظ أسرار المنزل؟
للابتعاد عما يتسبب بتسريب أسرار وأخبار المنزل الخاصة على الوالدين أن يُعلّما أطفالهما أهمية الحفاظ على خصوصيات المنزل وتبيان خطورة تسريب الأسرار بلغة بسيطة يفهمها الطفل، ويتم ذلك بصورة متكررة وبذا يضع الوالدان حدودًا وقواعد بما هو مناسب للكلام وما هو غير مناسب فيترك الطفل هذه السلوكية ويحافظ على أسرار أهله عن معرفة وقناعة.
وعليهما أيضًا أن يبحثا عن أسباب إفشاء الأسرار من قبل أطفالهم، فإذا كانوا يفعلون ذلك للحصول على الثناء والانتباه هنا يجب إعطائهم المزيد من الثناء والتقدير لذاته ولما يقومون به. وإذا كان من باب التقليد على الوالدين الالتزام بعدم إفشاء أسرار الغير أمامهم، لأنهم قد يقومون بذلك من باب التقليد.
وأخيرًا إعطاء فرصة للطفل من قبل والديه ليتحدث بما يفكر به والابتعاد عن قمع أفكاره لأن ذلك القمع يجعله يبحث عن فرص للتحدث للآخرين وهو لا يعرف ما يجب وما لا يجب، وبهذه السلوكيات المستخدمة مع الطفل يمتنع عن إفشاء أو تسريب أسرار عائلته.
اضف تعليق