لا تخلو صالة جلوس في بيت أو مكتب عمل، من لوحة على الجدار مرفوعة أو مجسمة على الطاولة موضوعة، تشير الى ما يعتمل في صدر رب الدار، إما وصلا بصاحب اللوحة أو رغبة بزيارة صاحب المجسّمة، فبعض تحلو له المعالم الدينية وآخر المعالم الأثرية وثالث النتاجات الفنية، ورابع الشخصيات الإجتماعية، وخامس الشخصيات السياسية، وسادس جغرافية المدينة، فمنهم من يصبح ويمسي على مشهد للكعبة المشرفة، أو بيت المقدس، أو نهر مدينته، أو الصليب، أو حائط المبكى، أو تمثال بوذا، أو السيدة العذراء، أو المرقد العلوي، أو المرقد الحسيني، أو مدن روما وباريس وطهران وبيروت ونيويورك وسدني أو نيودلهي وغيرها، فما من إنسان على وجه البسيطة إلا ويرغب في أن يمتع ناظره بلوحة أو مجسمة، ولهذا تنشط شركات السياحة في انتاج لوحات او مجسمات أو هدايا يقتنيها السائح والزائر عند عودته الى داره يضعها أمام ناظريه يستذكر أيام رحلته، وهي في الوقت نفسه دعوة له لتجديد الزيارة، كما يتفنن أصحاب الديانات في تسويق رجالاتها ومعالمها وبخاصة لدى الديانات العابرة للقارات.

فاللوحات بأنواعها الورقية والجلدية والمنسوجة، والمجسمات بأنواعها الزجاجية والفلزية والخشبية، هي ماركة وعلامة لرافعها وواضعها، وبعض يحملها كقلادة أو حمالة مفاتيح، وبعض يتخذها تميمة، وبعض يضعها في سيارته تبركا لجلب الإحساس بالطمأنينة، وبعض يتخذ من طين مدينة مقدسة أو عود شجرها مسبحة، وبشكل عام، ما من زاوية من زوايا حياة المرء بغض النظر عن دينه ومعتقده ومذهبة وجنسه ولغته إلا وفيها حضور لمعلم أو علم يستذكره بين الحين والآخر، إما تعبّدا أو تحببا أو رغبة في التماثل والتشاكل.

ويزداد العشق عند المحبين والرغبة في التواصل مع المحب، بالتناوب على زيارته حيّا كان أو ميتا، أو برفع صورته أو مجسمة له أو لمرقده أو مقامه للتواصل النفسي والروحي معه، وهذا مما لمسته عند زيارتنا لدولة الباكستان في الفترة (12- 22 حزيران 2013م) لحضور مؤتمر دائرة المعارف الحسينية في مدينة لاهور في اليومين (15 و16 حزيران 2016م)، إذ بلغ الحب بلغ بالمسلمين مبلغا أن صنعوا مجسمات كبيرة يستذكرون رجالها، منها مجسمة كبيرة لمرقد الإمام الحسين (ع) وآخر لأخيه العباس (ع) وثالثة لاختهما زينب الكبري (ع)، يتعاهدون المراقد الشكلية بالزيارة والوفادة، ولما كانت المسافات بعيدة بين الهند الكبرى وكربلاء المقدسة، وفارق العملة لا يساعد على يسر، فإنهم استحدثوا هذه المجسمات استحضارًا لأصحابها في وجدانهم وشعورهم.

والجزء الثاني من كتاب (الحسين في سطور) للمحقق الفقيه آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي، الصادر حديثا (2016م) عن المركز الحسيني للدراسات بلندن في 438 صفحة من القطع الوزيري، يقودنا في جانب كبير منه الى العلاقة المتينة بين المحبوب والمحب، بين الإمام الحسين (ع) والمحبين الذين يتوزعون في مشارق الأرض ومغاربها، ممن يحمله جيبه الى الهبوط في كربلاء قاطعا المسافات الطويلة، وممن يعتلي سطح منزله على البعد وبوصلته نحو كربلاء يلقي السلام على ثاويها، فالثاني محروم مع رغبة شديدة لشد الرجال الى المحبوب، ولكن أشد منه حرمانا من قدر على زيارة المحبوب وتقاعس، والأشد منهما حرمانا من جاور المحبوب ولم يطرق بابه وحط عند عتبته أذياله، وكما روى الإمام محمد بن علي الباقر (ع): (إنّك – من لا يزور الحسين- لمحروم من الخير).

ألق الزيارة

"الحسين في سطور" واحد من الأبواب الستين من دائرة المعارف الحسينية، انتهج فيه المؤلف أسلوب البيان السريع في عرض المعلومة ضمن حزمة متشاكلة ومتآلفة، ترك تفاصيلها وشروحاتها في مطاوي أبوابها المتفرقة ومظانّها، وفي الجزء الثاني تحرى فيه المؤلف أقوال المعصومين الأربعة عشر من أئمة أهل البيت في سيد الشهداء، وهم (ع) النبي الأكرم محمد (ص) وكريمته السيدة فاطمة الزهراء (ع) ووصيه الإمام علي (ع) وسبطاه الحسين والحسين (ع) والأئمة التسعة من ذرية الحسين (ع) أولهم علي بن الحسين السجاد (ع) وآخرهم محمد بن الحسن المهدي المنتظر (عج)، وهذا يعني أن الكتاب شمل أقوال الحسين (ع) أيضا في نهضته ومآل استشهاده.

وحتى يسهل الأمر على القارئ فإن الأحاديث والروايات تم تنظيمها وفق الحروف الهجائية، توزعت على أغراض كثيرة، ولعلّ أهم ما يثير الإنتباه في حزمة الأحاديث العلاقة المتبادلة بين الإمام الحسين (ع) وزائري مرقده الشريف، وماللزائر من مكانة سامية في الدارين ومن مقام عند الله ومن فضل وكرامة.

ومن تلك الأحاديث ما ورد عن الإمام علي بن الحسين السجاد (ع) عن جبرائيل (ع): (وتحفّه –الحسين- ملائكة من كل سماء مئة ألف ملك في كل يوم وليلة، ويصلّون عليه، ويسبّحون الله عنده، ويستغفرون الله لزوّاره، ويكتبون أسماء من يأتيه زائراً من أُمتك متقرباً إلى الله تعالى وإليك بذلك، وأسماء آبائهم وعشائرهم وبلدانهم، ويوسمون في وجوههم بميسم نور عرش الله: هذا زائر قبر خير الشهداء وابن خير الأنبياء. فإذا كان يوم القيامة سطع في وجوههم من أثر ذلك الميسم نور تغشى منه الأبصار، يدل عليهم ويُعرفون به. وكأني بك يا محمد بيني وبين ميكائيل وعلي أمامنا، ومعنا من ملائكة الله ما لا يحصى عدده، ونحن نلتقط من ذلك الميسم في وجهه من بين الخلائق، حتى ينجيهم الله من هول ذلك اليوم وشدائده؛ وذلك حكم الله وعطاؤه لمن زار قبرك يا محمد، أو قبر أخيك، أو قبر سبطيك لا يريد به غير الله جل وعز)، بل ومن يزر الحسين (ع) عارفا بحقه كان ممن يدخل في دعوات النبي (ص) وأهل بيته (ع) فقد جاء عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) وهو يحدث أحد صحابته: (أما تحب –بزيارة الحسين- أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله(ص) وعلي وفاطمة والأئمة)، أو ممن يصافحه الرسول (ص)، فعن الإمام الصادق(ع) لأحد صحابته: (أما تحب – بزيارة الحسين- أن تكون غدًا ممن يصافحه رسول الله)، ذلك كما يقول الإمام الصادق (ع): (إن زائر الحسين بن علي زائر الرسول)، وهناك في ذاك اليوم المرعب كما يضيف (ع): (ينادي منادٍ: أين زوار قبر الحسين؟ فيقوم أناس كثير فيقال لهم: خذوا بيد مَن أحببتم، انطلقوا به الى الجنة فيأخذ الرجل مَن أحب، حتى إنّ الرجل من الناس يقول لرجل: يا فلان أما تعرفني أنا الذي قمت لك يوم كذا وكذا، فيدخله الجنة لا يُدفع ولا يُمنع)، وهذا مشروط بالإتباع، كما يؤكد (ع): (الجنة –للزائر الحسيني- إن كان يأتمّ به)، وبتعبير المحقق الكرباسي وهو يعلق على هذا الحديث: (إلتفاتة لطيفة بأن الجنة لمن اتبع الحسين وليس لمن زاره ولم يتبعه)، مضيفا: (أن يكون الزائر عارفا بحق الإمام، وأن يتبع أوامره ويسلك مسلكه، وإلا فإنَّ مجرد الزيارة لا تصل إلى هذه الدرجة إذا لم تكن بهذا المستوى من المعرفة واتّباع الحق في الأوامر والنواهي)، ولهذا كما يؤكد الإمام الصادق (ع): (من أتاه –الحسين- ببصيرة ورغبة فيه كان له حجة مبرورة وعمرة متقبّلة وكان له من الفضل هكذا وهكذا)، وبتعبير الكرباسي: (البصيرة: هي الوعي الكامل، وإدراك الأسباب والمسببات)، ويقسم الإمام الصادق (ع): (والله مَن زاره عارفا بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر).

مآلات الإنفاق

بعد انتهاء زيارة النصف من شعبان عام 2010م استوقفتني وأنا في طريقي باتجاه وسط مدينة كربلاء المقدسة، أسرة صغيرة من شاب وأمه وأخته تهم مع جموع كبيرة الخروج من محافظة كربلاء المقدسة وطلبت مالا بقدر ما يعينها على الوصول الى مسكنها في إحدى مدن الجنوب العراقي، ودون أن أسألها بادر الشباب الى بيان علة الطلب والخجل غطى محياه، بأنهم: جاؤوا الى كربلاء لزيارة مرقد الإمام الحسين (ع) دون أن يحملوا معهم مالا كافيا لأن السيارات تنقل الزائرين بالمجان فضلا عن السير مشيا على الأقدام وهو لا يكلف شيئا وأن الطعام مقدور عليه في الطريق وفي المدينة فهو وفير دون ثمن، كما أن السكن بين الحرمين أو في البيوتات المفتوحة للزائرين أو في الأزقة أمر ميسّر، وكنا نظن أن العودة مقدور عليها، ولكن فوجئنا بقلة السيارات الناقلة بالمجان بين المحافظات، والعودة تتطلب أجورًا أكثر مما هي عليه في الأيام العادية.

هذه الحادثة ليست طارئة وإنما هي ظاهرة في كل زيارة مليونية الى كربلاء المقدسة بخاصة في النصف من شعبان والعشرين من صفر، وكثير من الزائرين يشجعهم كرم الناس على المجيء دون مال، ولكن الكثير منهم يقع في مخمصة العودة.

وربما لهذا السبب أو لغيره تطالب الحكومة المحلية من الحكومة المركزية المزيد من المخصصات المالية لمواكبة الزيادة الكبيرة في أعداد الزائرين، وربما لهذا السبب عجزت الحكومة المحلية عن توفير مستحقات عمال البلدية وتركت الزبالة تتراكم في الشوارع والأزقة وبخاصة نهاية العام 2015م وبداية العام 2016م، ثم يأتي من يتحدث عن السياحة الدينية، مع أن الذي يجري يمكن وصفه بالاستباحة لا السياحة، لأن من آثار الثانية توفير الأموال اللازمة للحكومة المحلية للقيام بواجب الضيافة وزيادة ودعم الميزانية المركزية، وعكس ذلك فهو الاستباحة بعينها، وإلا كيف يمكن الحديث عن سياحة والحكومة المحلية عاجزة عن توفير مستحقات عمال النظافة!

وفي كل مرة تتهم الحكومة المحلية المركز بالتقصير في توفير مستلزمات الزيارة، ومن المفارقات في هذا المضمار، أن الحكومة المركزية قبل سقوط نظام صدام حسين عام 2003م كانت تعول كثيرا على الزيارات المليونية في توفير فائض مالي للميزانية القومية، وبعد عام 2003م أصبحت الحكومة المحلية عالة على المركز، لا أملك جوابا لهذه المعادلة المغلوطة في عالم السياحة، ولكن من الثابت أن مدنًا مقدسة وسياحية تستقبل الملايين ولا أرى مَن ينام في الشارع كما في كربلاء خلافا لكرامة الزائر، أو يستقل وسائل النقل مجانا كما هو في العراق ثم تعجز عن ارجاعه الى مسكنه عند انتهاء الزيارة، أو يأتي وجيبه خال من المال للإنفاق الشخصي أو لشراء هدايا لأسرته.

مع كل هذا أدرك شيئًا واحدا، أن إنفاق زائر الإمام الحسين (ع) أو أي مرقد من المراقد المقدسة يكسب الزائر المنفق أجرًا عظيما في الدارين ويساهم في إنعاش إقتصاد المدينة المقدسة بما يساعد الحكومة المحلية على تقديم خدمات أفضل فيما إذا أحسنت التدبير هي أو إدارة العتبات المقدسة، فعن الإمام الصادق (ع): (بكل درهم أنفقه –الزائر للحسين- عشرة آلاف درهم وذخر ذلك له فإذا حشر قيل لك بكل درهم عشرة آلاف درهم وان الله نظر لك وذخرها لك عنده)، ويقسم الصادق (ع) أنه: (حقٌّ على الله أن يعطي –زائر الحسين- ما بذل)، وبتعبيره (ع): (من أتى قبر أبي عبد الله – الحسين- فقد وصل رسول الله (ص) ووصلنا وحرمت غيبته، وحرم لحمه على النار، وأعطاه الله بكل درهم أنفقه عشرة ألف مدينة له في كتاب محفوظ، وكان الله له من وراء حوائجه، وحفظ في كل ما خلّف، ولم يسأل الله شيئًا إلا أعطاه وأجابه فيه، إما أن يعجله، وإما أن يؤخر له)، ويضيف عليه السلام: (إن سلّم –زائر الحسين- فُتح له الباب الذي ينزل منه الرزق، ويجعل له بكل درهم أنفقه عشرة آلاف درهم، وذُخر ذلك له). فكما ينفق الحاج والمعتمر بسخاء، فما ضرّ الزائر للاماكن المقدسة أن ينفق بسخاء إن أسعفه العطاء.

عبارات ناطقة

من العلامات المميزة في كتابات المحقق الكرباسي، هو الخروج عن الرتابة التي قد يصطبغ بها كتاب ما، إن كان في إطار تأليفات دائرة المعارف الحسينية أو المؤلفات الأخرى في الأدب والفقه والتفسير والجغرافية والتاريخ وغيرها، وفي هذا الجزء من (الحسين في سطور)، صدّر لكل حرف تبدأ معه سلسلة الأحاديث والمرويات، بعبارة من سنخية الحرف تقدم للقارئ معان كبيرة وكلها مستوحاة من وجدانيات النهضة الحسينية، بعضها تفسر نفسها بنفسها وبعضها بحاجة الى بيان مغزاها.

* الألف: ألّف الحسينُ بين قلوب أبناء القوميات في نهضته المباركة.

* الباء: باءَ عدوُّ الحسين بالخيبة إلى قومه وسلطانه.

* التاء: تاءُ تضحية الحسين دكّت عروش الطغاة.

* الثاء: ثاءُ الثأر للحسين على يد حفيده سينشر العدل والقسط.

* الجيم: جيمُ جهاد الحسين أرست قواعد المقاومة ضد حكام الجور.

* الحاء: حاءُ الحسين حُبّه الذي يُعدّ من حبّ الله ورسوله.

* الخاء: خاءُ خدمة الحسين ضمادٌ لداء الخيبة، وخير سبيل للخير.

* الدال: دالَت دولة الجاهلية بنهضة الحُسين.

* الذال: ذالَ قتلُ البريء بقتل الحسين ومَن معه.

وذالَ بالفتح أي هان وسهل وابتذل، فمع قتل سيد الشهداء (ع)، هان عند الناس القتل والذبح والإعتداء على الحرمات.

* الراء: راءُ البحر زائل، كما قاتلُ الحسين زائل من التاريخ.

وراء البحر هو زبده، وكما قال تعالى في محكمة قرآنه: (أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ) سورة الرعد: 17.

* الزاي: زايُ زَين السماوات والأرض (الحسين) شرفٌ لمن نصر الحسين.

* السين: سينُ الحسين يسعد به من اتّبعهُ بإحسان.

* الشين: شَينٌ على المرء أن لا يكون مع الحسين في الدنيا والآخرة.

* الصاد: صادَ الحسين أنصاره صيدًا بعدما اصطفاهم ربُّ العلى.

* الضاد: ضادُ ضريح الحسين يدخل البهجة في قلوب زائريه.

* الطاء: طاءَ الحق بيزيد وبالحسين فذهب بالأول ورجع بالثاني.

وطاءَ بمعنى ذهب وجاء، فذهب بيزيد وجاء بالحسين (ع).

* الظاء: ظاءُ ظمأ الحسين وأهل بيته وأنصاره أشعل قلوب الظلمة.

* العين: عينُ الحسين لا تنضب ونبعه جار الى الأبد.

* الغين: غينُ الحسين وأطفاله وعياله وأنصاره أدمى العيون.

* الفاء: فاءَ أولو الألباب بمقتل سبط الرسول من سباتهم.

* القاف: قافَ أصحاب القافية لنور الحسين وأنصاره.

وقاف أي تتبع الأثر، وأصحاب القافية الذين ينظمون في الإمام الحسين (ع)، إنما لنوره يتبعون وفي أبياتهم تظهر إشعاعات الحسين (ع) وأصحابه.

* الكاف: كافٍ حُبُّ الحسين وجدّه وأبيه وأمّه وأخيه والأئمة من وُلده في الشفاعة يوم القيامة.

* اللام: لامَ اللائمُ حُبّي للحسين فكان لومُه حسنةً لي.

* الميم: مُيِّمَ ظالمُ الحسين وعياله وأنصاره مومًا في جسمه.

أي أصاب الظالم المرض الجلدي.

* النون: نونُ بني أمية لم تتمكن من القضاء على أهداف الحسين.

والنون هنا اشارة الى القلم والمحبرة، من قوله تعالى: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) سورة القلم: 1، فقد عجزت كل وسائل الإعلام الأموية وحتى يومنا هذا في إخفاء حقيقة النهضة الحسينية الإصلاحية من أجل الإنسان والبشرية جمعاء.

* الهاء: هاءَ أنصارُ الحسين إلى المعالي بالذَّبِّ عنه.

وهاء أي استعد واشتاق وتهيأ، ومنه الرفعة والمكانة، وضرب أصحاب الإمام الحسين (ع) مثلا عاليا في الإتباع والنصرة والذب عن الحرمات، وكما قال سيد الشهداء (ع): (أمّا بعد: فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت خيراً من أهل بيتي ، فجزاكم الله جميعاً عنّي خيراً).

* الواو: واوُ الوَيل أولُ ما يذوقونه قتلة الحسين.

* الياء: ياءُ الإستغاثة بالحسين ترفع الدرجات.

وهذه حقيقة ثابتة يدركها كل من عقد حبله بعصمة الحسين (ع) أو جده وأبيه وأمه وأخيه والتسعة من بنيه. فمن ينصر الحسين (ع) وأهدافه ينصره الله ويستجيب له ويرفع درجاته في الدارين، ومن ينتصر للمعسكر المناوئ ينتصر لكل ما هو معادٍ للإنسانية وتلك خسارة الدارين، وبتعبير البروفيسور غوران الكسندر نيكولوفسكي الذي وضع مقدمة باللغة الصربية عن الجزء الثاني من (الحسين في سطور): (إن الإمام الحسين وخصمه يزيد يقفان على طرفي نقيض، ولاشك أن المدرسة الإسلامية مع الطهارة والقداسة التي يمثلها الحسين، الحفيد العزيز للنبي محمد وسيد شباب أهل الجنة. والجرائم التي ارتكبها يزيد خلال سنوات حكمه تجعل المسلمين على المحك في مناصرة الحق ومؤازرته ومواجهة الباطل ومقاطعته).

وأضاف أستاذ علم الطب: (إن الحسين يمثل ذلك الجزء من وصية نبي الإسلام الى المسلمين عندما وقف في غدير خم عائدا من حجة الوداع داعيا المسلمين الى التمسك بهما: القرآن وأهل بيته عترته، وقد فضل الموت على مبايعة يزيد وبذلك أعطى رسالة للمسلمين بالتضحية والفداء ورفض الظلم).

وعبّر البروفيسور نيكولوفسكي عضو الحزب الليبرالي في مدينة نوفي پازار عن كبير تقديره لمؤلف الموسوعة الحسينية واصفا إياه بالمعجزة: (لقد كان لي شرف كتابة مقدمة عن الجزء الثاني من كتاب الحسين في سطور، وهو جزء من تسعمائة جزء تمثل معجزة في عالم الموسوعات المعرفية وتكشف عن ملكة قوية وإعجازية لدى مؤلفها الشيخ محمد صادق الكرباسي).

وهي شهادة أثبتها قبل الكثيرون، ويشهد بها من اطلع على جانب من دائرة المعارف الحسينية، فهي فريدة الموسوعات خار عندها منتهى سعي المؤسسات وقصوى جهد الحكومات.

* الرأي الآخر للدراسات- لندن

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق