اسم الكتاب: الامام الصادق ع مناهجه ومعالم تراثه

المؤلف: اية الله السيد محمد رضا الشيرازي

عدد الصفحات: 119 من القطع الكبيرة

الناشر: هيئة ابي الفضل العباس ع الثقافية

عرض: مروة خالد

هو الفقيه المقدس: اية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي (اعلى الله درجاته) ولد في كربلاء المقدسة سنة 1379 هجرية، وهو النجل الأكبر للمرجع الديني الكبير، الامام الراحل، آية الله العظمى، السيد محمد الحسيني الشيرازي (اعلى الله درجاته).

نشأ وترعرع بجوار الإمام الحسين (ع)، فتعلم منه درس الولاء والتضحية والفداء في سبيل الله (تعالى)، بدأ دراسته الأولية في مدرسة حفاظ القرآن الكريم، ثم التحق بالحوزة العلمية في كربلاء المقدسة، حيث درس مقدمات العلوم الدينية لدى اساتذتها الكبار، وهاجر بصحبة والده الى الكويت، وذلك بعد الضغوط الكبيرة التي لاقتها اسرة الإمام الشيرازي من قبل الطغاة البعثيين في العراق، ثم هاجر الى قم المقدسة.

كان رحمه الله من اساطين الأساتذة في حوزة قم المقدسة، حيث بدأ بتدريس المقدمات والسطوح العالية ومنذ عام 1408 هجرية بدأ بتدريس بحث خارج الفقه والإصول على فضلاء الحوزة، وكان مستمرا في تدريسه وعطائه العلمي حتى وافته المنيه، كان رحمه الله قمة في الاخلاق والتواضع والبسمة على وجهه وحزنه في قلبه كما ورد في صفات المؤمنين.

تربى في مدرسته العلمية عدد كبير من التلامذة الفضلاء، وهم اليوم من المدرسين الكبار في الحوزات العلمية في مختلف ارجاء العالم، وبعضهم قد نال درجة الاجتهاد. ترك سماحته محاضرات علمية واخلاقية وعقائدية عديدة تبث عبر عدد من القنوات الفضائية الدينية، كان لها الأثر الكبير في تحقيق الإستقرار والإصلاح والتسامح في كثير من الأسر والمجتمعات، وكان لها الدور المهم في تثقيف الامة.

ترك رحمه الله كتبا علمية قيمة نال عنها عدة اجازات في الاجتهاد، ومن بين مؤلفاته كتاب (الامام الصادق منهاجه ومعالم تراثه)، فقد ذكر في هذا الكتاب الإمام الصادق (ع) وحاجتنا الى معرفة مكانته الحقيقية، مبينا مكانة الإمام والموقع الذي تبوأه ضمن، اربع دوائر:

الدائرة الأولى موقع الإمام الصادق (ع) في الدائرة المذهبية

الدائرة الثانية موقع الإمام الصادق (ع) في الدائرة الإسلامية

الدائرة الثالثة موقع الإمام الصادق (ع) في الدائرة الإنسانية

الدائرة الرابعة موقع الإمام الصادق (ع) في الدائرة الكونية

شارحا ذلك بالتفصيل، وفي الكتاب نفسه يبحث مبحثان:

الاول وقفات سريعة: تناول فيها السيرة الذاتية للإمام الصادق (ع) مولده، وحكام عصره استغلاله انتقال الحكم من بني امية الى بني العباس، وانشغالهم بتأسيس دولتهم وكيف ان الامام استغل ذلك في نشر علوم اهل البيت.

وناقش ابتلاء الامام "بحكومات شمولية مزدوجة" وبين سماحته انه كان بلاء للأمة بأسرها ان يحاصر الامام ويراقب ويوضع تحت اعين السلاطين الجائرين كي لا ينشر علومه ويكمل رسالة ابائه واجداده رسالة السماء، ولكن مع كل ذلك الحصار والرقابة والقتل، والحرق لأغلب روايات اهل البيت الا انه وصل إلينا من الإمام الصادق (ع) ما ملأ المغارب والمشارق وما ملأ الخافقين، على الرغم من الضغوط السياسية الغاشمة التي مارسها الأمويون والعباسيون والتي ارادة ان تحول بين علوم ال محمد وبين الوصول للمسلمين فخابت مساعيهم.

ذكر الشيخ المفيد في كتاب الارشاد (نقل الناس عن الامام الصادق (ع) ما سارت به الركبان وانتشر ذكره في البلدان ولم ينقل عن احد من اهل بيته العلماء ما نقل عنه) وقد بين سماحته مفصلا كيف ان الامام استغل فترة انتقال الحكم من بني امية الى بني العباس، وكيف ان الامام استطاع خلال هذه الفترة المحدودة، نشر علومه في مشارق الارض ومغاربها حيث كانت الفرصة السانحة للإمام الصادق (ع) ليبدأ انطلاقة علمية كبيرة في اواخر حكم بني امية، وبداية دولة بني العباس، حينما خف الضغط السياسي بعض الشيء، مما اتاح لطلبة العلم ورواد المعرفة ان يتقاطروا على مجلسه لينهلوا من العلم من نبعه الصافي ومعينه الثر.

وكانت مجالس الإمام مدرسة شاملة لعلوم القرآن، والفقه، والعقائد، والاصول، والفلسفة، بل وحتى الكيمياء والطب وعلم الحساب وعلم الفلك وغيرها من العلوم، وتمكنت الأمة من الإستفادة النسبية من علوم الإمام الصادق (ع)، فقد انشأ الامام جامعة اسلامية كبرى تتلمذ فيها على يديه من الرجال عشرين الفا، وكان الثقاة من بينهم اربعة الاف.

المبحث الثاني: يبحث في كيفية التعريف بالإمام مبينا سماحته الطريقة الاولى، تعريف الامام عن طريق النص المأثور، من خلال حديث الرسول محمد عن تعريف الائمة (الائمة بعدي اثنا عشر) وكيف ان هذا الحديث لا ينطبق على احد سوى ائمة اهل البيت (ع) بداية من الإمام علي(ع)، ومرورا بالإمام الصادق (ع)، ونهاية بالإمام الحجة (عجل الله له الفرج).

الطريقة الثانية

تعريف الإمام عن طريق الامامة الفقهية، وقد بين ذلك مفصلا ان أبناء العامة من المسلمين ينقسمون الى اربعة مذاهب، وهي الحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية وكل هذه المذاهب تعد فرعا والمنبع الاصلي لهم هو الامام الصادق (ع)، فما عند المسلمين ومذاهبهم الاربعة من الامر الصحيح فهو من الامام الصادق (ع) فأبو حنيفة النعمان بن ثابت، كان تلميذا عند الامام الصادق(ع) وكان يقول (لولا السنتان لهلك النعمان).

واما مالك إمام المالكية فكان تلميذ ابو حنيفة والشافعي تلميذ مالك. واحمد بن حنبل تلميذ الشافعي. وهذا احد ادلة إمامة الإمام الصادق (ع)، وبين سماحته كيفية تعريف الامام الصادق (ع) بالأمامة الفقهية بطريقة مقارنة، بين فقه الامام وفقه المذاهب الاربعة، موضحا ذلك بأمثلة يطرحها في نفس الكتاب.

الطريقة الثالثة: تعريف الإمام الصادق (ع) عن طريق الامامة العلمية، من خلال نشر العلوم التي اشار اليها الإمام قبل اكثر من الف عام، وعلماء الغرب اصبحوا يعترفون بها اكثر من غيرهم، حيث يذكر السيد في هذا الكتاب ان علماء غربيين يحملون شهادات عالية قد عقدوا مؤتمرا في عام 1968 ضم 21 عالما من اساتذة الجامعات الكبرى في الغرب وكان هدف المؤتمر البحث حول حياة الإمام الصادق(ع).

وقد نشروا كتابا في عام 1970 تحت عنوان (الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب) باللغة الفرنسية، وقد ترجم الى العربية، ويضيف السيد ان بمطالعة هذا الكتاب يمكن ملاحظة الإمامة والريادة والتفرد العلمي للإمام، حيث يقف علماء الغرب الواحد والعشرون مذهولين امام عظمة الامام الصادق(ع) في البعد العلمي.

ومن النماذج لذلك، مسألة العناصر البسيطة وكيف ان علماء الغرب كانوا يعتقدون بها وبعد دراسة نظرية الامام الصادق(ع)، اعترفوا بأن الهواء مركب كما قال قبل اكثر من الف عام وليس عنصرا بسيطا، ونظريته حول اشعة النجوم، ونظريته عن امكانية انتقال الامراض بالضوء، ونظرية باهرة تتعلق بحركة الاجسام من حولنا حتى الجمادات، ونظرية ارضاع الوليد من الجانب الايسر، واكتشاف الاوكسجين. وقد شرح سماحته هذه النماذج مفصلا وغيرها، في البعد العلمي للأمام الصادق (ع).

الطريقة الرابعة:

التعريف بالإمام الصادق (ع) عن طريق الامامة الفكرية، وبين حلول الامام لمسألة السكن والزواج والفقر والبطالة التي لو عمل بها لكانت دستورا للكرة الارضية.

الطريقة الخامسة: التعريف بالامام عن طريق الإمامة الأخلاقية، وكيف ان الإمام جسد بشكل كامل القيم والاخلاقية، وكان مثلا للعدل والمساواة والشفقة والرحمة وحقوق الانسان، وقد ذكر السيد (رحمه الله) شواهد وأدلة على الإمامة الأخلاقية وكيفية التعريف بها.

الطريقة السادسة:

تعريف الإمام جعفر الصادق (ع) عن طريق الريادة والفرادة في منهج الحياة، موضحا كيف ان الإمام وضع الحلول لجميع المشاكل التي تواجه البشرية في هذه الحياة، وقد بين في هذا الكتاب تراث الإمام وابعاده الثلاثة وهي:

اولا: البعد الفقهي

ثانيا: البعد العلمي

ثالثا: البعد المعرفي

وغيرها من المواضيع التي تخص منهاج الإمام الصادق (ع) وتراثه العلمي، ومسؤولية تعريف الإمام الصادق(ع) الى العالم، فما احرى بالمسلمين اليوم ان يتعلموا من هذه المدرسة العلمية، انفتاح الافق ورحابة الصدر ونبذ التعصب، وحل مشاكل الدنيا والاخرة ،والبعد عن الهوى، وتحكيم العقل ...من المشهد الدموي السائد هذه الايام.

وان يعرفوا الامام جعفر بن محمد الصادق (ع) الى العالم فهو لا يختص بفئة دون اخرى ولا بأمة دون اخرى وانما للبشرية جمعاء. ومن هنا ندعوا جميع العلماء كلا حسب اختصاصه ان يعرفوا ويقدموا الإمام الصادق (ع) الى العالم، فعلماء الدين عليهم مسؤولية تعريف الإمام فقهيا ومن خلال دليل الحديث المأثور عن النبي (ص)، وعلماء الطب ان يعرفوا الإمام من خلال نشر ودراسة نظرياته الطبية، وعلى علماء الكيمياء تعريف ونشر نظريات الامام في علم الكيمياء، وعلى علماء الفلك تعريف نظريات الإمام في علم الفلك، وجميع العلماء كلا حسب اختصاصه ان يعرفوا الإمام فهم امام مسؤولية عظيمة.

وهناك مسؤولية على المسلمين من ابناء العامة خاصة ان يتعرفوا على الإمام الصادق (ع)، من خلال مقارنه يقومون بها بين فقه الإمام الصادق (ع)، وفقه مؤسسي مذاهبهم وتحقيقهم في قضية دراسة ابو حنيفة عند الإمام جعفر الصادق(ع)، وحديث ابو حنيفة الذي في كتبهم يعد دليلا على امامة الإمام الصادق (ع)، وعلى الأتباع والموالين ان يكونوا شيعة للإمام الصادق (ع)، وان يدعون العالم للإسلام والتشيع باسم مشيد المذهب الإمام جعفر بن محمد (ع).

اضف تعليق


التعليقات

صادق عبدالحسين علي
العراق
السلام عليكم وفقكم الله حبذا لو يحمل او تحمل الكتب لاهل البيت او كل الكتب بي دي اف وخصوصا الامام الصادق2018-03-05