منطقة الخليج وليس فقط المملكة فوق فوهة بركان، بعد إتخاذ سلطة الرياض القرار الخطير الخاطئ الذي لا يغتفر حسب عواصم كثيرة ومنها قريبة من الرياض هو تنفيذ الإعدامات الغريبة باسم محاكم قضائية تفتقد للنزاهة والشفافية ونظام لا يحترم حقوق الإنسان والتعبير عن الرأي والتعددية، لعدد من المتهمين ومنهم من ليس له علاقة بالعنف والإرهاب حسب التهم الموجهة ضدهم حسب بيان وزارة الداخلية، وانما تم الزج بهم كمحاولة لتشويه السمعة وتزييف الحقائق، مثل الرمز الديني الشهيد الشيخ نمر النمر، حيث إن تهمته الحقيقية التعبير عن الرأي وإنتقاد العائلة الحاكمة بسقف عالي جدا، ومطالبته بالعدالة والحرية والحوار ورفض العنف والاعتقالات التعسفية واستخدام السلاح والقتل.

إعدام عالم الدين البارز الشهيد الشيخ النمر بالسيف وفصل رأسه عن جسده، بطريقة بشعة يتفنن فيها داعش، كانت كفيلة لإشعال ردة فعل قوية لما يمثله الشهيد السعيد الشيخ النمر من رمزية ومكانة داخل المملكة وخارجها، وفي ظل ما تشهده المنطقة من توترات وتفجيرات وقتل على الهوية الطائفية وإنتشار للفكر التكفيري.

تنفيذ حكم الإعدام ضد الشهيد الشيخ النمر شكل صدمة عظيمة للجميع، وبالخصوص للشخصيات الدولية ومنها الدينية وزعماء دول قد طالبت الرياض بعدم اللجوء لإعدام الشيخ النمر لما له من تداعيات خطيرة لا تحمد، والأفضل إصدار عفو عام أو إستبدال الحكم بالسجن أو تأخير تنفيذ الإعدام كمبادرة لتهدئة التوترات وإطفاء الحروب التي في المنطقة التي ليست بحاجة للمزيد من النيران.

ردة الفعل لإعدام شهيد الكلمة الشيخ النمر من قبل مؤيديه والرافضين لحكم الإعدام بحقه متوقعة وربما المتوقع أكثر من ذلك، ولكن الرياض الذي ارتكبت الخطأ الفادح والجريمة الكبرى بإعدام شخصية دينية مرموقة بسبب التعبير عن الرأي والانتقاد للعائلة الحاكمة، لا تتحمل وجود من يقول لا لا، أو يرفض أحكامها وقراراتها وينتقدها ويحتج على قتل رمز عالمي للمطالبة بالحقوق والعدالة والحرية والحوار ورفض الظلم، وشخصية دينية عالمية تحمل مرتبة اية الله هو الشيخ النمر، وبدل ما تعمل الرياض على إمتصاص الغضب وردة الفعل للمحتجين المصدومين، والتصرف بهدوء بعد إرتكاب الحماقة والتهور بإعدام الشيخ النمر، قد تعاملت بغرور وغطرسة واعتبرت من يحتج فهو يحتج على شرع الله، وانها سترد بقوة على كل من يحتج ويعترض وستنفذ فيه الحكم الشرعي إشارة لحكم الإعدام، مما سبب تحدي أكبر وقام بعض المحتجين داخل المملكة وخارجها باحتجاجات واسعة، وقام بعض الشباب في ايران بالهجوم على السفارة السعودية، فوجدت الرياض في ذلك فرصة لتغيير بوصلة العالم المتجهة نحو إعدام الشيخ النمر وردود الفعل وتحميل الرياض المسؤولية، إلى قضية الإعتداء على السفارة وقطع العلاقة مع إيران، واللعب على الوتر الطائفي الشيعي السني والصفوي والمجوسي، والوتر القومي العربي والفارسي، واشعال حرب جديدة أكبر عبر دخول عدد من الدول معها. انها لعبة.. للتهرب من مسؤولية الدماء.

المواطنون المخلصون في المملكة يشعرون بالقلق الشديد على وطنهم ومستقبلهم نتيجة تفاقم التوترات في الوطن والمنطقة واستمرار الحرب العبثية في اليمن، وتفاقم الاحتقان والغضب الشعبي بسبب صدور القرارات البعيدة عن الحكمة والرشد مثل قرار الميزانية المديونة، وتحميل العجز التي تعاني منه للشعب عبر فرض ضرائب ورفع أسعار الخدمات الأساسية، وازداد التور والاحتقان بإقدام السلطة على إعدام الشهيد الشيخ نمر النمر، غي المتوقع لأنه بمثابة لعب بالنار وإنتحار، وكانوا يأملون أن تتعامل السلطة بعقلانية وحكمة دون طيش ومراهقة وإنتقام، فالبلاد بحاجة إلى حلول حقيقية وطنية بمشاركة المواطنين المهمشين لغاية اليوم لمواجهة التحديات ورفض اي تصعيد من اي جهة كانت، والعمل على تحقيق الإصلاح والسلام وهذا من مسؤولية كافة المجتمع، فالمخاطر تهدد الجميع.

الجميع -زعماء الدول وشعوب المنطقة- بحاجة للمزيد من الحكمة في التعامل مع الظروف والتحديات المحيطة بالمنطقة، وكذلك على مستوى داخل المملكة من قبل المواطنين من جهة ومن قبل السلطة إذ انها هي الجهة المسؤولة عن التصعيد الخطير الذي وصل له الوضع الداخلي المتوتر والمحتقن القابل للانفجار في اي لحظة والوضع الخارجي عبر تنفيذ الإعدام ضد الشهيد الشيخ نمر النمر وبعض الشباب بسب المطالبة بالإصلاح السياسي، بالإضافة إلى انها هي المسؤولة عن إدارة البلاد وعن وجود الازمات مثل الإقتصادية وتفاقم الفقر، والمسؤولة كذلك عن المشاكل وبقاء الملفات دون حل، ومنها ملف العوامية والمعتقلين في جميع المدن. الدماء تجر الدماء.. المستقبل مظلم في ظل سياسة متهورة تهدد الوطن والمنطقة.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق