الخروج من التخلف الحضاري هو مشروع أمة، لا مهمة حاكم فرد ولا فئة واحدة. فـ الدولة تضع السياسات، والجامعة تنتج المعرفة، والمجتمع المدني يراقب ويشارك، والأسرة تربي، والفرد ينهض بنفسه، إنه تقسيم عمل حضاري متكامل، إذا التزم به الجميع، أمكن للأمة أن تنتقل من التخلف إلى النهوض الحضاري...
التخلف الحضاري نتاج اختلال عناصر المركّب الحضاري: الإنسان، الأرض، الوقت، العلم، العمل، وما يحيط بها من منظومة القيم. وللخروج من هذا التخلف، لا بد من مشروع جماعي ينهض به المجتمع بأسره، بحيث يضطلع كل فاعل اجتماعي بدوره، في نوع من تقسيم العمل الحضاري الذي يتوزع بين الدولة، النخب، المجتمع المدني، الأسرة، والفرد.
أولاً: الإنسان
• دور الدولة: وضع سياسات تعليمية وتربوية تؤهل الإنسان الواعي المسؤول.
• دور الأسرة: غرس قيم المواطنة والمساواة في الأبناء.
• دور المجتمع المدني: تنمية ثقافة المشاركة والمسؤولية.
• دور الفرد: تطوير الذات بالعلم والعمل والمبادرة.
ثانياً: الأرض
• دور الدولة: إدارة الموارد الطبيعية بعدالة وكفاءة، ومنع نهب الثروات.
• دور القطاع الخاص: الاستثمار المنتج المسؤول.
• دور المجتمع: حماية البيئة وعدم الإسراف في استهلاك الموارد.
• دور الفرد: احترام المكان العام، والمحافظة على نظافة البيئة.
ثالثاً: الوقت
• دور الدولة: التخطيط بعيد المدى (خمسية، عشرينية) لتحقيق التنمية.
• دور المؤسسات: إدارة الوقت بفعالية وزيادة الإنتاجية.
• دور المجتمع: نشر ثقافة احترام المواعيد والانضباط.
• دور الفرد: تحويل وقته إلى قيمة مضافة بالعمل والتعلم المستمر.
رابعاً: العلم
• دور الدولة: تمويل البحث العلمي وتطوير التعليم.
• دور الجامعة: إنتاج المعرفة وربطها بحاجات المجتمع.
• دور النخب والمثقفين: نشر الفكر النقدي ومقاومة الجمود والخرافة.
• دور الإعلام: تبسيط المعرفة وربطها بالواقع اليومي للناس.
• دور الفرد: طلب العلم باستمرار وتطبيقه في حياته وعمله.
خامساً: العمل
• دور الدولة: توفير فرص العمل وضمان عدالة الأجور.
• دور القطاع الخاص: الاستثمار المنتج وتبني ثقافة الجودة.
• دور النقابات: الدفاع عن حقوق العمال وتشجيع التدريب.
• دور الفرد: إتقان عمله والابتعاد عن الاتكالية والاعتماد على غيره.
منظومة القيم الحافة بالمركّب الحضاري
كل ما سبق يحتاج إلى إطار قيمي ضابط: الحرية، العدل، المساواة، المسؤولية، الإتقان، التضامن. هذه القيم تمنع الانحراف وتوجه عناصر المركّب نحو البناء لا الهدم.
خاتمة
الخروج من التخلف الحضاري هو مشروع أمة، لا مهمة حاكم فرد ولا فئة واحدة. فـ الدولة تضع السياسات، والجامعة تنتج المعرفة، والمجتمع المدني يراقب ويشارك، والأسرة تربي، والفرد ينهض بنفسه.
إنه تقسيم عمل حضاري متكامل، إذا التزم به الجميع، أمكن للأمة أن تنتقل من التخلف إلى النهوض الحضاري.
اضف تعليق