مع الأسف الكثير من المرشحين في الدعايات الانتخابية لا يدركون مهماتهم الحقيقية، وهذا الأمر أثار التباسا لدى الناخب، فتكون الوعود متخطية دور السلطة التنفيذية أو القضائية، مما يخلق هوة بين الناخب والمرشح بعد الانتخابات. لذا نراهن على وعي المواطن في اختيار المرشح من غير المجرب في الدورات السابقة...
لا نختلف مع أحد حينما نقول إن الديمقراطية صيغة من صيغ الحكم، وتصنع قراراتها داخل مؤسسة تحفظ حصة الفرد في السلطة، وجاءت من خلال سعي الإنسان لتطوير وسائل الحكم، لأجل إقامة العدالة واحترام تطلعات الفرد في التعبير الحر عن الحياة. وهذا الأمر لا يتحقق مالم نفتح نافذة الحوار بين أي مجموعة تعيش سوية وعلى ارض محددة، والديمقراطية تحقق هذا المطلب،
وتقبل السماح بمشاركة المواطن في اتخاذ القرار وتقاسم السلطة بين الدولة والشعب وفق قانون عادل يقره الجميع.
ومن ميزة الديمقراطية، لا بد من إجراء انتخابات حرة نزيهة، للتخلص من الرأي الواحد والحاكم الدكتاتوري، وهنا يبرز دور المرشح في رسم معالم مساحته في استمالة الناخب، وإقناعه للحصول على صوته، فالدورات الانتخابية التي مرت على العراق بعد التغيير في 2003 أعطتْ شبه قناعة لدى الناخب العراقي، بأن العملية الانتخابية تدور بين الأحزاب الحاكمة، وبالنتيجة هي نفسها من تفوز.
فأكثر وعود المرشح كانت حبرا على ورق، وكرر ترشيح نفسه في الدورات الانتخابية اللاحقة، وكان حليفه النجاح، ومن هنا عليه أن يكون واقعيا في حملته الانتخابية، قادرا على استخدام التقنيات، كي يصل إلى الناخب، وأيضا من خلال وسائل الإعلام التقليدية وحتى وسائل التواصل الاجتماعية، واستغلال المناسبات العامة، لخلق قناعة لدى الناخب، بانه يستحق الانتخاب، بمعنى معرفة مسؤوليات عضو البرلمان التشريعية، ومثلما يعرف رجل السلطة التنفيذية دوره، وهي أدوار رسمها الدستور العراقي.
وهنا لابد من الإشارة إلى أن على المرشح التحلي بوعي ديمقراطي، وهو مبدأ مهم جدا يتجلى في صيغة فصل السلطات، فهناك سلطة تنفيذية وسلطة تشريعية وسلطة قضائية، وكل واحدة لها مهماتها.
ومع الأسف الكثير من المرشحين في الدعايات الانتخابية لا يدركون مهماتهم الحقيقية، وهذا الأمر أثار التباسا لدى الناخب، فتكون الوعود متخطية دور السلطة التنفيذية أو القضائية، مما يخلق هوة بين الناخب والمرشح بعد الانتخابات. لذا نراهن على وعي المواطن في اختيار المرشح من غير المجرب في الدورات السابقة.
وحقيقة الأمر أن على المرشح في ندواته التثقيفية توضيح دوره للناخبين، كونه يعد حلقة وصل بين المواطن والسلطة التنفيذية، وعليه أن يعكس من خلال سلوكه العام أن الديمقراطية آلية للتعبير وان الشعب هو مصدر السلطات، فمن الشعب ولأجل مصالحه ومصلحة الدولة عموما تُشرع القوانين، كي تكون الانتخابات ليست مجرد حملات دعائية تنحصر فائدتها للفائز، وإنما تأصيلا لتطبيق مبادئ الديمقراطية التي تهدف بالأساس للحفاظ على الوطن ودالة المواطنة وبالتالي حماية أمنه وأمن مواطنيه.
اضف تعليق