دخلت بريطانيا ومع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية التي سوف تصادف يوم السابع من شهر ايار المقبل، معركة انتخابية شرسة بين الاحزاب والشخصيات المرشحة التي تسعى الى حصد اكبر عدد من اصوات الناخبين، ويرى بعض المراقبين ان الانتخابات البريطانية المقررة ستكون الأشد تنافسا والاكثر غموضا منذ حقبة السبعينات خصوصا بين حزب العمال والمحافظين، ويكثر الحديث خلال حملات الانتخابات البريطانية هذه الأيام وكما تنقل بعض المصادر الاعلامية، عن صعوبة التكهن بنتائجها سلفا نظرا للأزمات التي ألمت ببريطانيا خلال السنوات الماضية ولاسيما ظهور مسألة مكافحة التطرف والإرهاب وعلاقة لندن بالاتحاد الأوروبي مستقبلا والتي ستلقي بظلالها حتما على نتائجها. ويلاحظ المتابع للحملات الانتخابية في بريطانيا تشبث جميع الأحزاب بالقضايا الاقتصادية والإرهاب والهجرة والخدمات الصحية التي تحتل مركزا متقدما في قائمة أولويات قادة الأحزاب.

ويرى بعض المراقبين ان الايام القليلة القادمة ربما تشهد توسيع دائرة الحرب الانتخابية بين الخصوم، حيث سيسعى الجميع الى اتخاذ خطط وشعارات جديدة ومتغيرة لغرض الاطاحة بمنافسيهم وبالتالي الحصول على اصوات اضافية تمكنهم من الفوز والسيطرة على الحكم. وتنقسم بريطانيا الى 659 دائرة انتخابية توازي المناطق الجغرافية، وتنتخب كل دائرة نائبها لتمثيلها في مجلس العموم في البرلمان، وتعين الاحزاب مرشحيها للانتخابات. وتندر الترشيحات المستقلة لان الناخبين البريطانيين يقترعون لصالح حزبهم اكثر مما يولون اهمية لشخص المرشح. وينص العرف الدستوري (بريطانيا لا دستور مكتوبا لها) على ان يشكل الحزب الذي يملك غالبية المقاعد في مجلس العموم، الحكومة. وتعين الملكة رئيس الحزب الفائز رئيسا للوزراء، ثم يختار رئيس الوزراء اعضاء حكومته ويقدم لائحة بها الى الملكة. وتتقاسم الحكومة التي تضم ما بين 18 الى 24 عضوا الحقائب الوزارية المهمة وتشكل «الحرس المقرب» من رئيس الوزراء.

المناظرات واستطلاعات الرأي

اظهر استطلاع للرأي أجري فور انتهاء المناظرة التلفزيونية الاخيرة في حملة الانتخابات العامة في بريطانيا ان زعيم حزب العمال المعارض إد ميليباند هو الفائز في المناظرة التي امتنع عن المشاركة فيها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون وغاب عنها ايضا نيك كليج زعيم حزب الديمقراطيين الاحرار. وتظهر معظم استطلاعات الرأي ان حزب المحافظين بزعامة كاميرون يسير كتفا الي كتف مع حزب العمال والتي من المنتظر ان تكون الاشد تنافسا.

واظهر استطلاع للرأي اجراه معهد سيرفاشن وصحيفة ديلي ميرور عقب انتهاء المناظرة التلفزيونية أن 35 بالمئة من اولئك الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون ان ميليباند فاز في المناظرة بينما عبر 31 بالمئة عن اعتقادهم بان نيكولا ستورجن زعيمة الحزب القومي الاسكتلندي هي الفائزة. والمناظرة التي اذيعت على شاشات تلفزيون (بي بي سي) البريطاني شارك فيها ميليباند وزعماء الحزبين القوميين في اسكتلندا وويلز وحزب الخضر وحزب استقلال المملكة المتحدة. وشمل استطلاع سيرفاشن 1013 شخصا ممن شاهدوا المناظرة واجرى فور انتهائها.

من جانب اخر أظهر استطلاع رأي أن شعبية رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تحسنت بشكل طفيف للمرة الأولى خلال نحو أربع سنوات قبل الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في السابع من مايو أيار القادم. لكن التحسن في شعبية كاميرون لم يترجم إلى تقدم في استطلاعات الرأي لحزب المحافظين الذي يتزعمه بشكل يوسع الفارق مع منافسيه وهو ما يجعل من العسير التكهن بنتائج الانتخابات التي ليس من المتوقع أن يحصل فيها حزب على أغلبية حاسمة.

وأظهر الاستطلاع الذي أجراه مركز يوجوف لحساب صحيفة صنداي تايمز بعد مناظرة تلفزيونية رئيسية أن 47 في المئة ممن شاركوا في الاستطلاع يعتقدون أن أداء كاميرون جيد كرئيس وزراء مقارنة مع 46 في المئة قالوا إن أداءه سيء في أول تقييم إيجابي لمعدل شعبيته منذ مايو ايار 2011. وزادت أيضا شعبية إد ميليباند زعيم حزب العمال المعارض الذي تقل شعبيته الشخصية كثيرا عن معدل التأييد لحزبه. وقال استطلاع يوجوف إن 33 في المئة يعتقدون أن أداءه جيد كزعيم حزب زيادة من 30 في المئة الشهر الماضي لكن ذلك يقل كثيرا عمن يرون أن أداءه سيء والذين بلغت نسبتهم 59 في المئة. وأظهرت استطلاعات رأي أن الحزب الوطني الاسكتلندي الذي قاد محاولة فاشلة لاستقلال اسكتلندا العام الماضي قد يفوز بأكثر من 40 مقعدا من مقاعد اسكتلندا وعددها 59 في البرلمان البريطاني.

ونفت ستورجيون مجددا أنها قالت في حديث خاص انها تريد بقاء كاميرون رئيسا للحكومة. وكتبت ستورجيون مقالا في صحيفة أوبزيرفر قالت فيه إن ما ذكر بهذا الشأن "غير صحيح مئة بالمئة" ودعت زعيم المعارضة إد ميليباند لتوحيد الصف مع حزبها بعد الانتخابات لإخراج المحافظين من السلطة. بحسب رويترز.

وكان حزب العمال قد استبعد عقد تحالف رسمي مع الحزب الوطني الاسكتلندي لكن وزير المالية المنتمي لحزب المحافظين جورج أوزبورن قال لقناة سكاي التلفزيونية إن أي اتفاق بين الحزبين سيكون "تحالفا غير مقدس ... بين الناس الذين يريدون إفلاس بلادنا وأولئك الذين يريدون تقسيم بلادنا."

انشقاقات وفوضى قادمة

الى جانب ذلك قال زعيم حزب الاستقلال البريطاني المناهض للاتحاد الأوروبي نايجل فاراج إن عددا من أعضاء البرلمان عن حزب المحافظين الذي يتزعمه ديفيد كاميرون سينضمون الى حزبه إذا جدد ائتلافه مع حزب الديمقراطيين الأحرار المؤيد للاتحاد. ووعد كاميرون الذي ما زال حزبه يحكم من خلال ائتلاف مع الديمقراطيين الأحرار منذ عام 2010 بإجراء استفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية عام 2017 إذا أعيد انتخابه.

وانشق اثنان من أعضاء حزب المحافظين في البرلمان وانضما إلى حزب الاستقلال العام الماضي وهناك شائعات عن أن عددا آخر من حزب كاميرون من المتشككين في الاتحاد الأوروبي يفكرون في اتخاذ القرار نفسه. وقال فاراج في مقابلة مع صحيفة صنداي تايمز "هناك مشرعون محافظون لا يريدون التحالف مجددا مع السيد (نيك) كليج (زعيم الديمقراطيين الأحرار) تحت أي ظروف."

واضاف "إذا استمر كاميرون رئيسا للوزراء ضمن ائتلاف مع كليج وكانت بنود الاستفتاء طبقا لرؤية كليج لا طبقا لرؤية فاراج عندئذ سترون الى حد كبير تصدعا أكثر خطورة في حزب كاميرون." ومضى فاراج يقول "إنها صيغة أراها غير مقبولة تماما وكل أولئك الأعضاء المحافظين في البرلمان يرونها كذلك." وفي ظل معظم استطلاعات الرأي التي تظهر أن حزب المحافظين يسير كتفا لكتف مع حزب العمال المعارض قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في السابع من مايو أيار سيكون من غير المتوقع أن يفوز اي منهما بأغلبية حاسمة مما يجعل الأحزاب الأصغر تسعى لانتزاع تنازلات مقابل دعمها لأي منهما.

على صعيد متصل فمن المرجح أن يبدأ إد ميليباند زعيم حزب العمال البريطاني المعارض حملته الانتخابية بكلمة يقول فيها إن تعهدات رئيس الوزراء ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين بإجراء استفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي ستعرض الأعمال في بريطانيا لعامين من الفوضى إذا فاز المحافظون.

وتبدأ الحملات الانتخابية في أكثر انتخابات وطنية تنافسية في بريطانيا منذ عقود بعد أن تحل الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا البرلمان بتوصية تقليدية من رئيس الوزراء. ومن المتوقع أن تشهد الانتخابات المقررة في السابع من مايو أيار منافسة شديدة بين حزبي المحافظين والعمال وتعهد كاميرون بإعادة التفاوض بشأن علاقات بريطانيا بالاتحاد الأوروبي قبل استفتاء يجريه بنهاية عام 2017.

وتضمن اعلان على صفحة كاملة في صحيفة فاينانشال تايمز اقتباسات لرجال أعمال وحزب العمال يحذرون من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يمثل "أكبر تهديد للأعمال في بريطانيا". ووفقا لمقتطفات من كلمة ميليباند التي سيلقيها في لندن والتي نشرت مقدما من المتوقع أن يقول زعيم حزب العمال "لا يمكن أن يكون هناك ما هو أسوأ على بلدنا أو قطاع التصدير من اللعب ألعابا سياسية بعضويتنا في أوروبا. بحسب رويترز.

"هذه وصفة لعامين من أجواء عدم اليقين ستنضب فيها الاستثمارات الداخلية وعامين من الفوضى لن تتمكن خلالها الأعمال من التخطيط للمستقبل... عامان من فرص النجاح الضائعة بالنسبة للأرباح والازدهار... خطر واضح وقائم للوظائف والأعمال والازدهار في بريطانيا." أما كاميرون سيحذر من أن وجود حكومة لحزب العمال يخاطر بوقوع "فوضى اقتصادية" كما أنها ستزيد الضرائب.

حزب الاستقلال والعنصرية

في السياق ذاته طرد حزب "استقلال المملكة" في بريطانيا عضو في الحزب بعد تصريحات عنصرية ضد السود. وقالت روزان دانكان، وهي عضو في هذا التنظيم وعضو في المجلس المحلي في ثانيت بشرق إنكلترا، في تصريح لها "الوحيدون الذين عندي معهم مشكلة هم السود ولا أعلم لماذا". وظهر تسجيل مصور لعضو مجلس محلي تنتمي إلى حزب "استقلال المملكة المتحدة"، وهي تدلي بتصريحات عنصرية إذ قالت إن لديها مشكلة مع "السود" ولن تجلس إلى جوار رجل أسود في حفل عشاء، ما أحرج الحزب اليميني المعارض قبل الانتخابات العامة.

وطرد الحزب روزان دانكان بعد أن علم بالتصريحات التي أدلت بها في فيلم وثائقي لـ"بي.بي.سي". لكن الواقعة ستظل ترسخ فكرة أن "حزب الاستقلال"، الذي يعارض عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي ويطالب بفرض قيود على الهجرة، يضم بين صفوفه عددا من العنصريين المتعصبين. وكانت دانكان عضوا في المجلس المحلي في ثانيت بجنوب شرق إنكلترا، حيث يأمل نايجل فرج، زعيم حزب "استقلال المملكة"، أن يفوز بمقعد في البرلمان خلال الانتخابات القادمة. بحسب فرانس برس.

وقالت دانكان في الفيلم الذي صور أواخر العام الماضي "الوحيدون الذين عندي معهم مشكلة هم السود ولا أعلم لماذا"، "لا أعرف هل هي حاجة نفسية خاصة بي أم أنه شيء قدري ورثته من حياة سابقة...لكن عندي حقا مشكلة مع الناس الذين لهم تقاطيع وجه سوداء." ومضت تقول إنها سترفض دعوة عشاء إذا كانت ستجلس إلى جوار شخص أسود. وأدان فرج تصريحات دانكان وقال إنها فصلت من حزبه. وقال لـ"بي.بي.سي "ما قيل غير لائق تماما ويتعارض مع ما يمثله حزب استقلال المملكة المتحدة لأننا ببساطة لا نتهاون مع هذا الأمر."

تفاقم الفقر

من جانب اخر حذر تقرير لاسقفية كانتربوري بعنوان "فيدينغ بريتان" (اطعام بريطانيا) من تفاقم الفقر في المملكة المتحدة حيث يزداد عدد الذين يعانون من الجوع ملقيا اللوم على نظام المعونات الاجتماعية وضعف الرواتب. وجاء في التقرير الذي وضعته لجنة تحقيق تضم برلمانيين من جميع الاتجاهات "يوجد في هذا البلد اشخاص لا يملكون ما يكفي لشراء الطعام" دون اعطاء ارقام. واضاف "كل ما نعرفه هو ان هناك الكثيرين" من هؤلاء رغم انخفاض معدل البطالة في هذا البلد الى ادنى مستوى له مع 6%.

الا ان جمعية تراسيل تراست، احدى اكبر جمعيات بنوك الطعام في البلاد، اوضحت ان عدد الذين طالبوا بمساعدات غذائية من شبكتها ارتفع من 128697 في 2011/2012 الى 913138 في 2013/2014. ويعد التأخر في تقديم المعونات الاجتماعية وقصور عمل نظامها من الاسباب الرئيسية التي تدفع الفقراء الى التوجه لبنوك الطعام من اجل الحصول على ما يسد رمقهم كما ذكر التقرير الذي اشار ايضا الى انخفاض الاجور مع زيادة ارتفاع اسعار المواد الغذائية.

واوصى التقرير الحكومة باجراء "اصلاح عاجل لنظام المعونات الاجتماعية للاسراع في تقديمها". كما اعرب التقرير عن القلق من ارتفاع نفقات البنود الاساسية (السكن والطاقة والغذاء) منذ عشرة اعوام في حين ان هذه النفقات كانت منخفضة كثيرا بين 1953 و2003. وفي مقال نشرته اسبوعية "ميل اون صنداي" قارن اسقف كانتربوري جاستن ويلبي وضع اللاجئين في مخيم بجمهورية الكونغو الديموقراطية بوضع اسرة بريطانية التقى بها في احد بنوك الطعام.

وقال الزعيم الروحي ل80 مليون انغليكاني في العالم "صدمت لسؤ وضعهم". ياتي هذا التقرير في حين اعلن المحافظون الذين يتولون الحكم منذ 2010 مؤخرا رغبتهم في تجميد الاعانات الاجتماعية لمدة عامين (باستثناء تلك المقدمة للمعاقين والمتقاعدين) للمساهمة في خفض العجز اذا فازوا في الانتخابات التشريعية.

المعارضة العمالية، المتصدرة بفارق ضئيل في استطلاعات الراي، اتهمتهم بمعاقبة الطبقات المتوسطة والشعبية بميزانية تقشفية غير مسبوقة. وتضم بريطانيا، التي افتتح فيها اول بنك للطعام عام 1999، 420 من هذه البنوك التي تديرها جمعية تراسيل تراست ونفس هذا العدد تقريبا من البنوك التي تدار بصورة مستقلة حسب التقرير الذي يقترح اقامة شبكة وطنية.

من جانب اخر قالت عضو بمجلس اللوردات البريطاني في حفل أقامه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إن الفقراء في المملكة المتحدة غالبا ما يعانون الجوع لأنهم لا يمكنهم الطهي بصورة مناسبة ومن ثم فهم مجبرون على شراء أغذية باهظة الثمن مليئة بالسكريات والدهون. وقالت البارونة آن جنكين صديقة رئيسة الوزراء الراحلة مارجريت تاتشر إن الافتقار إلى مهارات الطهي مسؤول جزئيا عن فشل الفقراء في انتاج وجبات مفيدة للجسم. بحسب رويترز.

وقالت جنكين في تدشين تقرير برلماني عن الجوع والفقر الغذائي "لقد فقدنا الكثير من مهاراتنا في الطهي. الفقراء لا يعرفون كيف يطبخون." وفي وقت لاحق اعتذرت جنكين عن تعليقاتها. وأبلغت راديو هيئة الإذاعة البريطانية "لقد ارتكبت خطأ. كنت ارتجل الحديث بطريقة حمقاء... نحن كمجتمع فقدنا قدرتنا على الطهي. فالحياة أرخص كثيرا إذا كانت لديك القدرة على الطهي." وسلط التقرير البرلماني الضوء على تزايد اعتماد البريطانيين على بنوك الطعام التي تقدم اغذية وامدادات مجانية للناس.

على صعيد متصل يحاول حزب العمال البريطاني المعارض إقناع الناخبين بأن بإمكانهم الثقة فيه بشأن الاقتصاد من خلال التعهد بخفض مرتبات الوزراء والحد من الإنفاق العام في حالة فوزه. وفي كلمة رئيسية خلال المؤتمر السنوي الأخير لحزب العمال قبل الانتخابات في مانشستر بشمال إنجلترا أكد إيد بالز المتحدث باسم الشؤون المالية بالحزب تعهدا بجعل الميزانية الحالية التي تستبعد الانفاق على الاستثمار تحقق فائضا خلال البرلمان المقبل من عام 2015 إلى عام 2020 وخفض الدين العام بأسرع ما يمكن من خلال تطبيق قواعد مالية صارمة.

ووفقا لمقتطفات من كلمته نشرها مكتبه سلفا قال بالز "هذه مهمتنا: عدم الاحجام عن القرارات الصعبة التي علينا أن نأخذها وأن نظهر للبلاد أن هناك طريقا أفضل للأمام." وسيكشف بالز النقاب عن تعهدين جديدين يهدفان إلى تأكيد جديته. الأول سيتضمن تعهدا بخفض مرتبات الوزراء خمسة في المئة وتجميدها حتى موازنة الحسابات . والثاني سيكون تحذيرا من أنه سيضع حدا أقصى للزيادة في المخصصات المالية لرعاية الطفل عند واحد في المئة خلال أول عامين من البرلمان الجديد. ويقول "سيتعين علينا اتخاذ قرارات آخرى أعرف أنها لن تحظى بقبول الجميع."

تعليقات ساخرة

من جانب اخر اثار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون موجة تعليقات ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تناوله نقانق الهوت دوغ مستخدما الشوكة والسكين، في خضم حملة انتخابية محمومة. وكان الهدف من مشاركة رئيس الحزب المحافظ البريطاني في حفلة شواء انتخابية اعطاء صورة لكامرون على انه رجل عادي قريب من الناس، وتجلى ذلك خصوصا من خلال استغنائه عن البزة الرسمية وربطة العنق.

الا ان حملة العلاقات العامة هذه كان لها اثر عكسي بعدما استخدم رئيس الوزراء البريطاني الشوكة والسكين للانقضاض على شطيرة نقانق هوت دوغ. وواجه كامرون انتقادات كثيرة على خلفية هذه الحركة التي رأى فيها صحافيون ومعلقون على مواقع التواصل الاجتماعي مؤشرا الى التعالي والفوقية لدى كاميرون وابتعاده عن عموم الشعب الانكليزي، وهي صورة يحاربها الحزب المحافظ منذ زمن طويل. بحسب فرانس برس.

وكتبت صحيفة "مترو" المجانية ان "ديفيد كامرون لا يعرف كيف تؤكل الهوت دوغ"، في حين عنونت صحيفة "ديلي ميل" بسخرية "لا اخفي عليكم، انا متأنق". وسأل الصحافي في جريدة "ذي تايمز" ديفيد جاك "اي نوع من الاشخاص يتناول الهوت دوغ بالشوكة والسكين؟"، في حين سخر بيتر سميث احد مستخدمي تويتر من ذلك قائلا "انا افعل الشيء نفسه في مطاعم ماكدونالدز عند تناولي الهامبرغر قبل طلب قائمة النبيذ". ويوصف حزب ديفيد كامرون من قبل خصومه في المعارضة العمالية بأنه المدافع عن مصالح الاثرياء والنافذين. وقد أكد كامرون في وقت سابق انه لن يغير نبرته واسلوب حياته من اجل كسب اصوات اضافية ولن يعتذر عن "طفولته المدللة" و"مسيرته الدراسية الراقية" الذي تلقاه.

اضف تعليق