q
وانت غارق في الاعداد لاختبار المنافسة على مقعد دراسي للحصول على شهادة عليا وتحت هذا الضغط النفسي ووجوب التركيز على الهدف وهو القبول، او أنت في لحظة استلقائك لتنام، تتصفح هاتفك لتلقي بنظرة سريعة على مختلف التطبيقات لكي لا تفوت بعض المعلومات الجديدة والمحادثات الأخيرة قبل نومك...

وانت غارق في الاعداد لاختبار المنافسة على مقعد دراسي للحصول على شهادة عليا وتحت هذا الضغط النفسي ووجوب التركيز على الهدف وهو القبول، او أنت في لحظة استلقائك لتنام، تتصفح هاتفك لتلقي بنظرة سريعة على مختلف التطبيقات لكي لا تفوت بعض المعلومات الجديدة والمحادثات الأخيرة قبل نومك، وعند استيقاظك يكون تصفح هاتفك أولى اولوياتك وقد لا يستمر الامر سوى دقائق قليلة ويتكرر الامر في الساعة او في اليوم عدة مرات، هذه السلوكية تعرف بـ ( متلازمة فومو) والتي يعج بها غالبية مرتادي هذه المنصات التي اصبحت جزء من حياتهم وليس بإمكانهم مغادرتها.

ظهر المصطلح في قاموس أكسفورد عام 2006م لأول مرة، وتعود كلمة فومو بالإنكليزية (FOMO) التي هي اختصار لعبارة (Fear Of Missing Out) وتعني الخوف من يفوتنا شيء يحدث في المجتمع من حولنا، سيما على شبكات التواصل الاجتماعي، وقد يمثل الامر مصدر قلق مرهق للمصابين به ونتيجة لهذا القلق يجهدون انفسهم في البحث عن مصادر للأنترنت في مواقف حرجة ليشبعون رغباتهم مما يعرضهم للانتقاد واللوم لعد مناسبة سلوكياتهم للموقف الاجتماعي.

هذه الحالة او المتلازمة يمكننا اعتبارها ادمان سلوكي يفصل الانسان عن واقعه ليجعله يعيش في الواقع الافتراضي الموازي فيترك اهدافه ويهمل حياته وينسى نفسه ويهتم بالأمر اهتماماً مبالغ فيه لشعورنا الدائم بأن ثمة اشياء فاتتنا او سيفوتنا، والمشكلة هنا هي الإفراط في الاستعمال والمبالغة في الفضول، وعدم التحكم في وقتنا ومن ثم نفقد السيطرة على حياتنا والقدرة على الاستمتاع بأي شيء جميل في حياتنا الطبيعية، فالعالم الافتراضي عالم كلما شربت منه ازددت منه عطشا لأنه مبني على اوهام ليس لها من الواقع نصيب.

ما هي دلائل الاصابة؟

من الدلائل على الاصابة بهذه اللعنة قطع اكثر اوقات السعادة والانشغال والذهاب نحو هذه المنصات للمشاركة في المواضيع الرائجة والرغبة بالظهور بلباس المطلع المستمر على كل ما يجري، ومن السلوكيات التي يقوم بها الفرد في هذا الحالة تسجيل المشاركة لحدث يحدث في المستقبل وهو يعلم انه لن يشارك إما لأنه لديه ارتباطاً آخراً في نفس الوقت، أو لأن الحدث من ضمن اهتماماته. من الدلائل ايضاً التحقق المستمر من الإشعارات، اذ غالباً ما يمتلك المصاب بمتلازمة فومو حساباً على جميع مواقع التواصل الاجتماعي الرئيسية ويجمع التطبيقات في جهاز واحد، حيث يكون أول نشاط يبدأ به يومه هو التصفح والتحقق من الإشعارات، ثم يتابع التحقق من الإشعارات على مدار اليوم بفواصل زمنية قصيرة، ويشعر بالقلق إن لم يتمكن من الوصول إلى التحقق لعدم توافر الانترنت او غير ذلك من الاسباب.

ومن علامات متلازمة فومو هو تطور الشعور بالنقص وانخفاض احترام الذات حيث تؤدي هوس المتابعة في الغالب إلى تغذية مشاعر الحسد وهو ما يقود الى الشعور بالتأخر عن الاخرين وعدم الرضا عن الذات وبالتالي تتكون لديه الرغبة القوية في الحصول على أشياء هي غير ضرورية فعلياً لكنها تبدو مصيرية، والرغبة في خوض تجارب تافهة لكنها تبدو محبذة او متابعة من قبل الناس على اقل تقدير.

التوصيات

في طريقنا لحل او تخفيف وطئة هذه المتلازمة على الانسان نوصي بعدة وصايا وهي:

لابد عن يبحث الانسان عن ذاته عبر اعادة اكتشاف شغفه في الحياة واقامة تواصل فعال وشخصي مع اشخاص منتجين فعلاً لا مع اشخاص يطمحون لانتزاع لايك أو شير منك لكون هذه العلاقات علاقات (شبكات التواصل) اغلبها زائفة ولا على اسس واقعية وبذا هي معرضة للانهيار في اي وقت على عكس العلاقات الرصينة الواقعية.

كما نفضل ان ينخرط الفرد في الانشطة الحيوية اليومية المثمرة والواقعية بدلاً من الضياع في مهب مواقع التواصل الاجتماعي التي تتحكم في مصائر الكثير من البشر على اختلاف اعمارهم ومستوياتهم الثقافية والعلمية من دون طائل، ومن الجيد ممارسة الامتنان والرضا عن النفس بتعديل النظرة الى الذات بالتركيز على ما تمتلكه بدلاً من التركيز على ما يمتلكه الآخرون وبالتالي الابتعاد عن الحسد والغيرة التي تفتكان بالمجتمعات، وبذا يمكن ان حد من تأثير هذه المتلازمة السيئة.

اضف تعليق