q
الاهتمام بشؤون الشباب وتلبية حاجاتهم يضمن مجتمعاً مستقبلياً أقل انحرافاً وأكثر بناءً. لدينا وزارة للشباب والرياضة لكنها لا تقدم الكثير، إما لقلّة التخصيصات، وهذا ناتج عن غفلة المعنيين عن أهمية الاهتمام بشريحة الشباب، أو بفعل الفساد الذي يبدد أموال الوزارة في عقود مضخمة الكلف كما هو حال باقي الوزارات العراقية...

كل الإحصاءات تؤكد أن فئة الشباب هي الأكبر في العراق بين باقي الفئات العمريَّة، لكن هذه الأكثرية لم تحظَ حتى الآن بالاهتمام اللازم في خطط الحكومات وبرامجها.

الاهتمام بشؤون الشباب وتلبية حاجاتهم يضمن مجتمعاً مستقبلياً أقل انحرافاً وأكثر بناءً. لدينا وزارة للشباب والرياضة لكنها لا تقدم الكثير، إما لقلّة التخصيصات، وهذا ناتج عن غفلة المعنيين عن أهمية الاهتمام بشريحة الشباب، أو بفعل الفساد الذي يبدد أموال الوزارة في عقود مضخمة الكلف كما هو حال باقي الوزارات العراقية.

النتيجة هي أن ملايين الشباب العراقية بلا متنفسات تشغلهم بنشاطات مفيدة لهم وللمجتمع، وازدياد حالات الانحراف السلوكي، وارتفاع معدلات الجريمة، وحالات العنف بشتى صورها.

وبدل أن تبادر وزارة الشباب والرياضة الى إيجاد مراكز رياضية في المناطق الشعبية لتسخير طاقات شبابها في اتجاهات بنّاءة، نراها تسخّر ما بناه الآخرون لخدمة الناس، الى نشاطات لا تخص أهالي المناطق.

بشكل أوضح: في ضاحية بغداد بنيت مدينة حديثة، مجهزة بجميع الخدمات التي تجعلك تشعر أنك خارج العراق: شوارع نظيفة وملاعب أطفال ومدارس جميلة وحدائق بين البنايات السكنية وخدمات كهرباء وماء وغاز لا تنقطع، وبين الأبنية الخدمية هناك مراكز رياضية ترفيهية حديثة أنجزت واحدة منها حتى الآن وجرى تسليمها الى وزارة الشباب والرياضة.

لكن الأخيرة وبدلا من افتتاحها كمجمع رياضي ترفيهي يخدم أهالي المنطقة الذين بنيت هذه المراكز لهم، قامت بتحويلها الى مركز لرعاية موهوبين من أرجاء العراق ليظل شباب بسماية محرومين من هذا المشروع ويبقى شباب المنطقة وهم بالآلاف يقضون أوقاتهم متجولين في الشوارع أو المركز التجاري الصغير الوحيد في هذه المدينة. بأي حق يتم هذا؟

وأي منطق يدفع الى حرمان المنطقة من مشروع انتظروه طويلاً. صحيح أن إيجاد مركز لرعاية الموهوبين مهم للغاية، لكن لا يمكن أن يقام على حساب آلاف الشباب من أهالي منطقة ينتظرون خدمات هذا المجمع الرياضي منذ سنوات، والأولى بالوزارة اقامته في أماكن أخرى حيث ممتلكاتها وابنيتها لا يمكن حصرها.

مشروع بسماية، محاولة لإيجاد نموذج حضاري لعيش كريم في بيئة نظيفة بكامل خدماتها ومرافقها، ومنها الرياضية والترفيهية، بما يكفل إيجاد انسان متوازن وايجابي يسهم في بناء البلاد، على أمل أن يجري تعميم هذا النموذج في باقي المحافظات، وهو ما يحتاج الى تضافر جهود كل الوزارات المعنية بقطاعات الصحة والتربية والرياضة والشباب، وتصرفات كالتي قامت بها وزارة الشباب، من شأنها ضرب هذا المشروع ومنعه من تحقيق المطلوب منه، الشباب هم الغد، وإهمالهم هو تخريب له.

.............................................................................................
* الآراء الورادة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق