يتفق النفسيون وعلماء الجينات والوراثة ومعهم التربويين على ان سكان هذا العالم لا يتطابق فيه شخصين اثنين تطابقاً تاماً، فلكل فرد فيه تركيبته البيولوجية والنفسية وهاتين التركيبتين هما التي تحدد انواع السلوكيات التي يسلكها كل انسان، ومن هذا المنطلق والحقيقة تتفرع البشرية بتفرعات لا عد لها واحصاء...
يتفق النفسيون وعلماء الجينات والوراثة ومعهم التربويين على ان سكان هذا العالم لا يتطابق فيه شخصين اثنين تطابقاً تاماً، فلكل فرد فيه تركيبته البيولوجية والنفسية وهاتين التركيبتين هما التي تحدد انواع السلوكيات التي يسلكها كل انسان، ومن هذا المنطلق والحقيقة تتفرع البشرية بتفرعات لا عد لها واحصاء، وهذه هي ارادة الله في خلقه وما يهمنا هو كيفية التعامل مع هذا الكم الهائل من الاختلافات بالشكل الذي يضمن عدم المساس بكرامة اصحابها او ظلمهم؟، وكيفية التعاطي معهم تربوياً وهذا ما يهمنا نحن العاملين في مجالات التربية والتعليم على وفق مبدأ مراعاة الفروق الفردية بين البشر؟
يعرف علم النفس الفروق الفردية على انها مدى الفروق والاختلافات بين الأفراد وكيفية قياسها بفعالية حيث يُعتبر الفرد من وجهة نظر علم النفس بأنه نتاجٌ لخبراته الخاصة التي كونها من تلقاء نفسه وهذه الخبرات والتجارب والمواقف تختلف من شخص لآخر محدثة اختلافات في قدراتهم بحسب هذه الخبرات، خصوصاً أن الفروق الفردية من الأشياء التي تظهر في جميع الكائنات وليس في الإنسان فقط.
ليس على نطاق التربية في المؤسسات التعليمية ذات الطابع الرسمي نحتاج الى التعامل مع الطلبة وفق مراعاة الفروق الفردية فقط، فجميعنا نحتاج الى هذا المبدأ في التعامل مع ابناءنا في المنزل وفي عامة امور الحياة، فقد احتاج الى ان اتعامل مع ابني صاحب الحساسية الزائدة في المواقف العالية بعدم المزاح معه في بعض الامور التي تضعه في حرج ويرفض التحدث بها، او مع بنتي التي لا تفضل ان انتقد طريقة صنعها لحلوى معينة بينما امزح مع ابني الاخر بدون تردد لان يتقبل الامر ولا يرفضه لكون لا يسبب له حرج.
ولا يعني استخدام مبدأ الفروق الفردية في الحياة بصورة في التربية والحياة بصورة عامة على انه تشخيص لمشكلة لدى احدهم وبالتالي محاولة تفادي الخطأ في التعامل معها فحسب، بل يعني اكتشاف القدرات الخاصة لدى القسم الاخر من الناس ومحاولة استثمار هذه القدرات وتوظيفها توظيفاً صحيحاً يضمن الافادة من صاحبها، وهو ما تعمل به الكثير من المؤسسات التعليمية تحت يافطة (رعاية الموهوبين)، اذ يعاملوهم على انهم مختلفين فيقمون بتجميعهم في مكان تعلم واحد لتتم عملية تبادل الافكار فيما بينهم، ومن ثم يثرونهم بمناهج وبرامج تعليمية تنسجم وقدراتهم العقلية العالية.
انواع الفروق الفردية:
من المهم ان يطلع العامل في مجالات التربية على صنوف الفروق الفردية لكي لا يغفل احدها في التعامل مع مجتمعه التعليمي او التربوي لابد ان نذكر هذه الانواع على وجه الاختصار وهي:
1-الفروق في القدرات العقلية، يتم الارتكاز على هذه الاختلافات والفروق للتعبير عن نسبة الذكاء التي تضم التركيز والانتباه والذاكرة.
2- الفروق الجسمانية، وهي الاختلافات الفيزيائية بين البشر كالطول والوزن ولون البشرة والشعر والحمض النووي والبصمة الخاصة لكل إنسان.
3- الفروق في تحليل الامور، اذا يختلف الناس فيما بينهم في تقديرهم وتحليلهم للأمور حسب مرجعياتهم الفكرية والعلمية والبيئية التي تكون هي الفيصل في البت في الكثير من القرارات الحياتية المفصلية والمهمة.
4- الفروق في القدرة على الانجاز للمهام، فقد يختلف كل احد منا عن الاخر في انجازه للمهام الموكلة اليه ولأننا نتحدث فيما يخص الجانب التربوي فأننا نشير الى ان ثمة طالب او ابن بصورة عامة يتماهل في اداء واجبته المدرسية بينما يسرع الاخر الى انجازها على اتم وجه بمدة زمنية قليلة.
5- الفروق الحركية وهذا ما تحدده اختلافات القدرة البدينة للأشخاص وبالتالي التعامل مع كل فرد حسب قدراته وعدم تحميله ما طاقة له به.
6- الفروق الفردية حسب الجنس، وهذا الذي يجب ان نتلفت اليه جيداً فما يستطيع ان يقوم به الذكر ليس بالضرورة يجب ان تقوم به الانثى والعكس هو الصحيح ومن هنا يجب الانتباه الامر ومراعاته وعدم وضعهم في ميزان واحد، هذه هي ابرز الاختلافات التي ينبغي ان نعيرها اهمية في تعاملنا مع الانسان بصورة عامة والطفل بصورة خاصة لضمان عدم الدخول في مطبات تربوية.
اضف تعليق