q
توقًّع خبراء دوليون أن ما يقرب من 5.3 مليارات هاتف محمول ستصبح "نفايات" بنهاية هذا العام، وأنه يتم التخلص من جزءٍ صغيرٍ منها بصورةٍ صحيحة، والمثير للدهشة أن الهواتف المحمولة تحتل المرتبة الرابعة بين منتجات الأجهزة الكهربائية والإلكترونية الصغيرة التي يُخزِّنها المستهلكون في أغلب الأحيان...
بقلم: محمد السيد علي

على الرغم من أن المعادن الموجودة في مكونات الهواتف مثل الذهب والنحاس والفضة والبلاديوم وغيرها، مكونات قابلة لإعادة التدوير، يتوقع الخبراء أن غالبية الهواتف ستختفي في الأدراج أو الخزانات أو تُلقى في صناديق النفايات دون فائدة.

وفي السياق، توقًّع خبراء دوليون أن ما يقرب من 5.3 مليارات هاتف محمول ستصبح "نفايات" بنهاية هذا العام، وأنه يتم التخلص من جزءٍ صغيرٍ منها بصورةٍ صحيحة، والمثير للدهشة أن الهواتف المحمولة تحتل المرتبة الرابعة بين منتجات الأجهزة الكهربائية والإلكترونية الصغيرة التي يُخزِّنها المستهلكون في أغلب الأحيان، هذه النتائج توصلت إليها استطلاعات للرأي أُجريت حول سبب فشل العديد من المنازل والشركات في جلب نفايات المعدَّات الكهربائية والإلكترونية للإصلاح أو إعادة التدوير.

وأُجريت الاستطلاعات في الفترة من يونيو إلى سبتمبر 2022، من قِبل أعضاء منتدى النفايات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية (WEEE)، وتم توحيد النتائج ودمجها من قِبل معهد الأمم المتحدة لتدريب والبحث.

ومنتدى النفايات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية (WEEE) هو جمعية دولية غير هادفة للربح ومقرها بروكسل، تمثل 46 منظمةً مسؤولةً عن المنتجين في جميع قارات العالم، وتُعد أكبر مركز متعدد الجنسيات في العالم لتبادُل أفضل الممارسات فيما يتعلق بإدارة النفايات الإلكترونية، وأظهرت الاستطلاعات، التي نُشرت نتائجها اليوم "الخميس"، 13 أكتوبر 2022، أنه من بين 8775 أسرةً أوروبيةً في 6 بلدان تمثل تنوُّع الاتحاد الأوروبي -البرتغال وهولندا وإيطاليا ورومانيا وسلوفينيا، ومسح منفصل في المملكة المتحدة- فإن الأسرة المتوسطة لديها 74 منتجًا إلكترونيًّا مثل الهواتف والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأدوات الكهربائية ومجففات الشعر والمحامص والأجهزة الأخرى (باستثناء المصابيح)، ومن إجمالي 74 منتجًا إلكترونيًّا، يتم تخزين 13 منتجًا (9 منها غير مستخدمة ولكنها تعمل، و4 معطلة).

وكشفت النتائج أن أعلى 5 منتجات مُخزّنة بالمنازل في أوروبا هي الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية الصغيرة وملحقاتها (مثل سماعات الرأس وأجهزة التحكم عن بُعد)، والمعدات المنزلية الصغيرة (مثل الساعات والمكاوي)، ومعدات تكنولوجيا المعلومات الصغيرة (مثل محركات الأقراص الصلبة الخارجية والموجهات ولوحات المفاتيح و"الماوس")، والهواتف المحمولة والذكية، والمعدات الصغيرة لإعداد الطعام (مثل المحمصات، وأدوات تجهيز الأغذية، والشوايات)، وعلى مستوى الوزن، تفوق الغسالات المهملة جميع أنواع النفايات الإلكترونية الأخرى بفارقٍ كبير، وفي الوقت نفسه، تحتل مصابيح "الليد" المرتبة الأولى في قائمة المنتجات التي يَرجُح أن يتم التخلُّص منها في القمامة.

وتمثل أدوات المطبخ الصغيرة والمعدات المنزلية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية، كحصة من إجمالي مخزون هذه المنتجات في المنازل نسبة 17% في هولندا، و14% بالمملكة المتحدة، و12% بسلوفينيا، و9% في رومانيا، و8% بالبرتغال، و4% في لبنان، ووفق إجابات المشاركين، كانت أبرز 5 أسباب تدفع الناس إلى اكتناز النفايات الإلكترونية من أي نوع في أوروبا هي: قد أستخدمها مرةً أخرى في المستقبل (46٪)، وأخطط لبيعها/التبرع بها (15٪)، لها قيمة عاطفية (13٪)، قد يكون لها قيمة في المستقبل (9٪)، لا أعرف كيف أتخلص منها (7٪).

من جانبها، تقول ماجدالينا تشاريتانوفيتش، مديرة الاتصالات في منتدى النفايات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية، وهي المنظمة المسؤولة عن اليوم الدولي للنفايات الإلكترونية الذي يصادف 14 أكتوبر من كل عام: "في عام 2022 وحده، فإن الإلكترونيات الصغيرة مثل الهواتف المحمولة وفرشاة الأسنان الكهربائية، والمحامص والكاميرات في جميع أنحاء العالم ستزن ما مجموعه 24.5 مليون طن، أي ما يعادل 4 أضعاف وزن الهرم الأكبر في الجيزة، وتمثل هذه العناصر الصغيرة نسبة 8٪ من جميع النفايات الإلكترونية التي يتم إلقاؤها في صناديق القمامة ثم دفنها أو حرقها في نهاية المطاف".

تضيف "تشاريتانوفيتش" في تصريحات لـ"للعلم": توفر هذه الأجهزة العديد من الموارد المهمة التي يمكن استخدامها في إنتاج الأجهزة الإلكترونية الجديدة أو غيرها من المعدات، مثل توربينات الرياح، وبطاريات السيارات الكهربائية أو الألواح الشمسية، وكلها ضرورية للانتقال الرقمي الأخضر إلى مجتمعاتٍ منخفضة الكربون.

وعن أهمية النتائج تقول "تشاريتانوفيتش": من الأهمية بمكان أن يعرف صناع السياسات والجهات الفاعلة في المجال خطط التجميع وما يحدث في السوق، مثل ما هو الكم المُكتنز من هذه الأجهزة؟ وكم من الوقت يحتفظ الناس بمعدَّاتهم؟ وماذا يفعلون عندما يقررون التخلص من معدَّاتهم؟ وعلينا إدراك أن الإحصاءات المتعلقة بسلوك الأشخاص والاتجاهات وواقع السوق تقود إلى حملات وبرامج وسياسات توعية مُحسَّنة بشكل أفضل.

ورأت "تشاريتانوفيتش" أن التحدِّي الأكبر أمامنا هو ابتكار وسائل لتحفيز الناس على التخلُّص من معداتهم أو إصلاحها أو التبرُّع بها للأصدقاء أو بيعها أو إعادتها إلى نقطة تجميع لإعادة التدوير.

من جهته، يوضح باسكال ليروي -المدير العام لمنتدى النفايات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية- أن "المنتدى ركز في هذا العام على عناصر النفايات الإلكترونية الصغيرة؛ لأنه من السهل جدًّا تجميعها في المنازل، أو التخلُّص منها في صندوق القمامة العادي؛ إذ يميل الناس إلى عدم إدراك أن كل هذه العناصر التي تبدو غير مهمة لها قيمة كبيرة، وتمثل معًا على المستوى العالمي أحجامًا هائلة".

الجدير بالذكر أن المنظمات الأعضاء في منتدى النفايات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية أبلغت عن جمع ما يزيد على 3 ملايين طن من نفايات الأجهزة الكهربائية والإلكترونية وإزالة التلوُّث والإصلاح وإعادة التدوير في عام 2021.

ومنذ تأسيسها، قامت منظمات منتدى النفايات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية بجمع وإزالة تلوث وإعادة تدوير أو إعادة استخدام أكثر من 30 مليون طن من نفايات الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، بالإضافة إلى ذلك، يقوم الأعضاء بالمنتدى بتشغيل أكثر من 114 ألف نقطة تجميع لنفايات المعدات الكهربائية والإلكترونية.

اضف تعليق