q
تعالج البدانة بالابتعاد عن الوجبات السريعة ذات المستوى العالي من الدهون وتغيير العادات الغذائية الخاطئة خاصة لدى الأطفال والتأكيد على أن يتناولوا الغذاء المتوازن وتحذيرهم من مخاطر السمنة وممارسة الرياضة المناسبة بانتظام وهنا يأتي دور التثقيف الصحي بالمدارس ووسائل الاعلام...

ربما لا نُفشي سراً إذا قلنا إن شعوبَ العالم تزداد بدانةً باستمرارٍ على مر السنين، ففي كل بلد تقريباً، تزدادُ معدلات السمنة: في الدول الفقيرة والدول الغنية، ولدى الشباب وكبار السن، ومن السهولة بمكان تتبعُ أسبابِ زيادةِ السمنة وفهمها، فالمزيد من الناس ينتقلون إلى المدن، وفي المدن، هناك سهولةٌ أكبر في الحصول على الأطعمة الرخيصة غير الصحية.

فالبدانة داء متفشي في جميع دول العالم سواء كانت غنية ام فقيرة وبتصاعد كبير وخطير على الصحة العامة، لان له صلة بكثير من الامراض كالقلب والأوعية الدموية والسكري وبعض أنواع السرطان، كذلك تستهدف السمنة مختلفة الفئات العمرية ولا سيما الاطفال والشباب في الاونة الاخيرة، حيث تقاس معدلات البدانة لدى البالغين من خلال مؤشر كتلة الجسم الذي يحتسب عبر قسمة الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر. ويعتبر الوزن طبيعيا في حال كان المؤشر يتراوح بين 18,5 و25. أما في حال كان المؤشر بين 25 و35، فإن الشخص يكون من أصحاب الوزن الزائد. ويعتبر الشخص بدينا في حال كان مؤشر كتلة الجسم لديه يفوق 35.

كما أن الناس ليسوا بحاجة إلى التحرك كثيراً، وغالباً ما يقضون أياماً كاملة جالسين إلى المكاتب أو وراء أجهزة الكمبيوتر، حيث لا يحرقون ما يكفي من السعرات الحرارية التي يلتهمونها، كما باتت إمكانيةُ الحصولِ على الوجبات السريعة والمشروبات الغازية أكبر من أي وقتٍ مضى، وغَدَتْ أنماطُ حياتنا مَيَّالَةً أكثر وأكثر للجلوس، وفي العام 2016، يمكن توصيف نحو 40% من البالغين في العالم على أنهم بدناء، وفقاً لما نشره موقع gazettereview.

ففي أكثر من 100 بلد، يعاني أكثر من نصف السكان البالغين من فرط الوزن، ويموتُ الملايين من الناس سنوياً بسبب المشاكل المرتبطة بالسمنة، فحالاتُ مرض السكري، وأمراض القلب، وسواها من المشاكل، آخذةٌ في الارتفاع.

وشهدت إمداداتُ الغذاءِ العالمية زيادةً مُطَّرِدَة، الأمرُ الذي نَجَمَ عنه منافع ضخمة في جميع أنحاء العالم، وفي الوقت نفسه، لم تكن الدول قادرة حقاً على تغيير معدلات السمنة المقلقة.

ويرى الاطباء وخبراء الصحة ان النحافة والبدانة كلاهما حالات مرضية نتيجة للعادات الغذائية السيئة وفى بعض الحالات يكونا نتيجة ﻷمراض عضوية أو نفسية، ويرى هؤلاء الاطباء والخبراء ان قلة النشاط والحركة لها دور كبير حيث أن بعض الأشخاص يجدون أن وزنهم يزداد مع قلة تناول الطعام وهذا يرجع لقله نشاطهم البدني. بعض الأمراض العضوية مثل اختلال الغدد الصماء وتناول بعض العقاقير تودى للاصابة بالبدانة.

العوامل النفسية وهذه الحالة منتشرة في السيدات أكثر منها في الرجال فحين يتعرضن لمشاكل نفسية قاسية ينعكس ذلك في صورة التهام الكثير من الطعام. الوراثة بمفردها ليس مسؤولة عن السمنة وقد لا تكون مسؤولة البتة.

فيما يرى خبراء آخرون ان من آثار البدانة على الصحة ارتفاع ضغط الدم والسكرى وأمراض القلب والجهاز التنفسى كنوبات توقف التنفس أثناء النوم والمفاصل مثل النقرس (داء الملوك) وكذلك الالتهابات الفطرية والبكتيرية وبعض أنواع السرطانات مثل سرطان البروستاتا والقولون وسرطان الشرج بالاضافة لحصوات المرارة.

وتعالج البدانة بالابتعاد عن الوجبات السريعة ذات المستوى العالي من الدهون وتغيير العادات الغذائية الخاطئة خاصة لدى الأطفال والتأكيد على أن يتناولوا الغذاء المتوازن وتحذيرهم من مخاطر السمنة وممارسة الرياضة المناسبة بانتظام وهنا يأتي دور التثقيف الصحي بالمدارس ووسائل الاعلام.

الى ذلك أثبتت الدارسات العلمية أن نسبة الوفاة عند الأشخاص المصابون بالنحافة أو البدانة أكثر من الأشخاص ذوي الوزن الطبيعى وهذا بسبب المضاعفات التى تصاحب كلتا الحالتين ولذلك تعتبرا مرض وليس عرض . الحل هو اتباع نظام غذائي صحي دائم يشتمل على جميع العناصر الغذائية بالنسب المتعارف عليها عالميًّا والممثلة في الهرم الغذائي ، بالإضافة إلى نشاط بدني مناسب لكل فرد وفقا لسنه وجنسه وحالته الفسيولوجية، فيما يلي ادناه احدث الدراسات والتقارير حول صحة البداناء في العالم.

إجراءات لمكافحة البدانة عالميا

امتنعت لجنة مستقلة تقدم المشورة لمنظمة الصحة العالمية عن التوصية يوم الجمعة بفرض ضرائب على المشروبات المحلاة بهدف الحد من البدانة إذ لم تتوصل لاتفاق بهذا الشأن، وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إنها ستواصل المعركة ضد سمنة الأطفال والسكر لكن نشطاء كانوا يأملون الحصول على تأييد قوي لفرض ضريبة تثني المستهلكين عن تناول المشروبات المحلاة، وتفرض بعض الدول مثل المكسيك وفرنسا وبريطانيا بالفعل ضرائب على المشروبات المحلاة كما قدمت المنظمة توصية غير ملزمة للحكومات في أكتوبر تشرين الأول 2016 بأن تفرض ضريبة 20 في المئة.

ورفضت سنية نشتار وهي وزيرة صحة سابقة في باكستان وهي الرئيسة المشاركة للجنة الكشف عن تفاصيل عن تصويت الأعضاء البالغ عددهم 21 وبينهم زعماء دول ووزراء صحة، وأضافت ”السبب وراء رفض أحد الأعضاء تحديدا هو مدى قوة الأدلة بشأن السكر“ لكنها لم تذكر اسم العضو.

وردا على سؤال عما إذا كان قرار اللجنة عدم تأييد فرض ضريبة قد تأثر بجماعات ضغط صناعية أو أي مؤثرات أخرى قالت ”لم يكن هناك أي تدخل من قطاع السكر“، وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم إن المنظمة ملتزمة بمعالجة مشكلة السمنة المفرطة بين الأطفال، وأضاف في مؤتمر صحفي ”أود أن أؤكد لكم أن موقف منظمة الصحة العالمية لا يمكن أن يتغير بسبب هذا التقرير“.

ومضى قائلا ”هذا لأن استهلاك الشباب للسكر مرتبط بالسمنة المفرطة. في نفس الوقت فرض ضرائب على السكر أدى إلى خفض استهلاكه في دول كثيرة. ليس هذا فحسب وإنما يمكن استغلال أموال الضرائب في تعزيز النظام الصحي“.

ودعت اللجنة الحكومات اليوم الجمعة إلى زيادة الجهود في سبيل محاربة انتشار الأمراض غير المعدية في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط والتي تمثل 71 في المئة من كل الوفيات على مستوى العالم أي ما يعادل 41 مليون حالة وفاة سنويا.

وشكل المدير العام لمنظمة الصحة العالمية اللجنة المستقلة رفيعة المستوى المعنية بالأمراض غير المعدية العام الماضي لتقديم النصح بشأن كيفية تقليص الوفيات المبكرة بسبب مثل هذه الأمراض بواقع الثلث بحلول 2030.

وجاء في تقرير المنظمة الذي سيعرض خلال قمة للأمم المتحدة في سبتمبر أيلول أنه ”يتعين على الحكومات أن تعمل مع شركات الأغذية والمشروبات غير الكحولية في مجالات مثل إعادة الصياغة ووضع العلامات وتنظيم عملية التسويق“.

وقدمت اللجنة ست توصيات في تقريرها بينها توصية لرؤساء الحكومات بتحمل مسؤولية مكافحة الأمراض وزيادة الضوابط. ولم يذكر التقرير الضرائب على وجه التحديد، وذكرت اللجنة أن أعضاءها، وعددهم 21، يمثلون ”وجهات نظر ثرية ومتنوعة“ لكن بعض وجهات النظر هذه ”متضاربة“، ونتيجة لذلك قالت إن توصياتها بشأن فرض ضرائب على المشروبات المحلاة ومحاسبة القطاع الخاص لم تكن جزءا من التقرير رغم التأييد الواسع للفكرة داخل اللجنة، وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية لرويترز إن التقرير صادر عن لجنة مستقلة وليس المنظمة التي ذكر أنها مازالت ترى أن هناك فائدة من وراء استخدام الضرائب للحد من استهلاك المنتجات الضارة مثل المشروبات المحلاة.

جيل الألفية يتجه لأن يصبح..؟

قال خبراء في مجال الصحة إن جيل الألفية يتجه لأن يصبح "الجيل الأكثر سمنة" على الإطلاق، محذرين من أضرارها التي قد تسبب 13 نوعاً من مرض السرطان، واستناداً إلى الإحصائيات السابقة، فإن أكثر من سبعة أشخاص من كل عشرة ولدوا في بريطانيا بين أوائل الثمانينات ومنتصف التسعينات سيعانون من السمنة عندما يصبحون في مرحلة منتصف العمر، وبالمقارنة، فإن نصف الجيل الذي ولد بعد الحرب العالمية الثانية كان جيلاً عانى من زيادة مفرطة في الوزن.

وقالت مؤسسة أبحاث السرطان في بريطانيا التي أجرت التحليل إن "هناك علاقة بين إصابة الأفراد اليافعين بالسمنة والإصابة بثلاثة عشر نوعاً من مرض السرطان"، وأضاف المعهد أن لائحة أمراض السرطان هي: سرطان الثدي والأمعاء والكلى، مشيراً إلى أن 15 في المئة من البريطانيين فقط على دراية بهذه العلاقة.

وتعد بريطانيا من أكثر الدول التي تعاني من زيادة في معدلات السمنة المفرطة على مستوى أوروبا الغربية، وقد ازداد انتشار السمنة في بريطانيا من 15 في المئة في عام 1993 إلى 27 في المئة في عام 2015، وفي عام 2015، كانت أعلى مستويات السمنة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و64 عاماً، إلا أن الخبراء يشعرون بالقلق بأن تكون الأجيال الشابة على طريق الإصابة بمرض السمنة.

وتسعى مؤسسة أبحاث السرطان في بريطانيا للتعريف بالمخاطر الصحية المرتبطة بالسمنة، وقالت المتحدثة باسم المؤسسة، ليندا بولد إن "الدهون الزائدة المتركمة في الجسم تضر بالخلايا، وأضافت أن "هذه الأضرار قد تتراكم بمرور الوقت وتزيد من خطر الإصابة بالسرطان بنفس الطريقة التي يسببها الضرر الناتج عن التدخين".

وأشارت إلى أن جيل الألفية يعرف باتباع حميات غذائية تبدو صحية، إلا أن ليس هناك أفضل من التقييد بنظام غذائي متوازن، موضحة أن الإكثار من تناول الفواكه والخضار وغيرها من الألياف الطبيعية مثل : الحبوب الكاملة وتفادي تناول الوجبات السريعة يعد أفضل طريقة للبقاء في صحة جيدة".

وقال الأستاذ راسل فينر من الكلية الملكية لطب الأطفال إن " هناك خطراً من أن يصبح زيادة الوزن المرء أمراً طبيعياً، لأننا نعلم أن العديد من الأشخاص لا يدركون بأنهم يعانون من السمنة المفرطة كما أنهم غالباً ما يكونوا غير قادرين على تصنيف بأن أولادهم يعانون من زيادة في الوزن أم لا، وأضاف أن معدلات التدخين انخفض بشكل كبير بين الشباب بسبب حملات التوعية التي ربطت بين التدخين والإصابة بمرض السرطان، لذا فعلينا التعريف بمخاطر مرض السمنة وعلاقتها بالإصابة بالسرطان للوصول لنفس النتيجة".

عدد الأطفال والمراهقين البدناء يقفز إلى عشرة أمثاله في 40 عاما

قالت دراسة كبيرة إن عدد الأطفال والمراهقين البدناء في أنحاء العالم زاد إلى عشرة أمثاله خلال الأربعين عاما الماضية وإن وتيرة الزيادة تتسارع في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، خصوصا في آسيا.

وقال باحثون في جامعة إمبريال كوليدج لندن وفي منظمة الصحة العالمية إنه لم تطرأ زيادة على معدلات بدانة الأطفال والمراهقين في الولايات المتحدة وشمال غرب أوروبا وفي البلدان الأخرى الغنية، لكنها ما زالت ”مرتفعة بشكل غير مقبول“ هناك.

وقال ماجد عزتي من كلية الصحة العامة في إمبريال كوليدج لندن وهو الباحث الرئيسي في الدراسة في مؤتمر صحفي ”على مدى 40 عاما زاد العدد إلى عشرة أمثاله ليصل من حوالي 11 مليونا إلى ما يزيد على 120 مليون طفل ومراهق بدين في مختلف أنحاء العالم“.

هذا يعني أنه في عام 2016 كان ما يقرب من ثمانية بالمئة من الصبيان وما يقرب من ستة بالمئة من الفتيات في أنحاء العالم بدناء مقابل أقل من واحد بالمئة من الجنسين في العام 1975، ووفقا لأكبر دراسة تجرى حتى الآن، فإن 213 مليون طفل آخرين في الفئة العمرية بين خمسة أعوام و19 عاما كانوا يعانون من زيادة في الوزن في العام الماضي، لكنهم لم يصلوا إلى مستوى البدانة وذلك استنادا إلى قياس طول ووزن 129 مليون شخص.

ودعا الباحثون إلى تحسين التغذية في البيت والمدرسة وممارسة المزيد من التمرينات لمنع جيل من الوصول إلى سن البلوغ وهو عرضة لمخاطر أكبر للإصابة بالسكري وأمراض القلب والسرطان بسبب البدانة، وقالت الدراسة إن هناك حاجة لمساعدة المستهلكين على ”الاختيارات الصحية“ ودعت إلى ضرورة التفكير في فرض ضرائب وقيود صارمة على تسويق الوجبات السريعة.

وصمة السمنة في المراهقة مرتبطة باضطرابات الشهية فيما بعد

تظهر دراسة أمريكية جديدة أن إطلاق الأصدقاء والأسرة نعت (سمينة) على المراهقات قد يسبب الإصابة باضطرابات الشهية في وقت لاحق وأن هذه الوصف القاسي له تأثير أكبر من المتوقع، وكتب فريق الباحثين في دورية (صحة المراهقين) أن أي وصمة مرتبطة بالوزن والازدراء الاجتماعي وسوء معاملة الأفراد الأكثر سمنة ترتبط بشكل وثيق باضطرابات الأكل، كانت دراسات سابقة كشفت أن التعرض لمضايقات جراء زيادة الوزن يرتبط بالإسراف في الأكل والسلوكيات غير الصحية في الحفاظ على الوزن لدى الفتيان وزيادة إتباع الحميات الغذائية لدى الفتيات، وكتب الباحثون إن الدراسة الراهنة من أوائل الدراسات التي تدقق في العواقب طويلة الأمد لنعت ”سمين جدا“

وقال قائد فريق البحث جيفري هنجر أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا بلوس انجليس ”كيفية الحديث بشأن الوزن خاصة مع الفتيات الصغيرات يمكن فعليا أن يكون له تأثيرات سلبية على الصحة العقلية والبدنية“.

وقال لرويترز برسالة عبر البريد الإلكتروني ”نعت الفتيات الصغيرات بلفظ ’سمينة جدا‘ لن يؤدي أبدا لسلوكيات صحية إيجابية وإنما ببساطة سينتج عنه صورة سلبية عن الجسد وممارسات غير صحية للتحكم في الوزن واضطرابات الأكل“.

وأضاف أن هناك الكثير من الأبحاث التي تظهر أن الأوصاف الخاصة بالوزن مرتبطة باضطرابات الشهية لكن لم يتتبع الكثير منها الأفراد مع مرور الوقت، وفحص هنجر وأحد زملائه بيانات 2036 فتاة شاركن في هذه الدراسة الأكبر نطاقا والأطول من حيث الفترة الزمنية. وكان مطلوبا من الفتيات في سن الرابعة عشرة القول إن كن تعرضن لوصف ”سمينة جدا“ من جانب الآباء أو الأشقاء أو الصديقات أو الأصدقاء أو المعلمين أو غيرهم من المراهقين، وفي سن 14 و19 عاما أجابت الفتيات على استبيان يهدف لتقييم السلوكيات غير الصحية للتحكم في الوزن والميل للنهم (البوليميا) والرغبة في النحافة وعدم الرضا عن شكل الجسد. وذكرت الفتيات إن كن مارسن سلوكيات غير صحية في الثلاثين يوما الماضية مثل عدم الأكل أو التقيؤ عمدا أو تناول أقراص حمية غذائية أو ملينات. وفي سنة 19 وجه للفتيات أسئلة بشأن التدخين والتخلي عن بعض الوجبات كوسائل للتحكم في الوزن.

واكتشف الباحثون أن معدلات إصابة الفتيات اللاتي أطلق عليهن صفة متصلة بالوزن في سن الرابعة عشرة باضطرابات الأكل في سن التاسعة عشرة كانت أعلى بالمقارنة مع فتيات لم يتم نعتهن بصفة سمينة في نفس السن.

وكشفت الدراسة أيضا أن نعت أحد أفراد الأسرة الفتاة بالسمينة كان ينذر باضطرابات الأكل في وقت لاحق بشكل أكثر قوة عما إن كان ذلك حدث من أشخاص خارج الأسرة، وقال هنجر إن أهم ما في الأمر هو أن الأبوين إذا ساورهما شك بأن طفلهما يعاني من اضطراب في الأكل ينبغي أن يعرضا الطفل على متخصص لتقييم حالته. وإضافة إلى ذلك يمكن للأبوين ترويج صورة إيجابية للجسد وسلوكيات أكل صحية بطرق متنوعة.

بريطانيا تحتل المركز الأول

قال تقرير صادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إن بريطانيا بها أكثر معدلات سمنة بين دول غرب أوروبا، وأضاف أن معدلات السمنة تضاعفت على مدار العشرين سنة الماضية، مشيرا إلى أن حوالي 63 في المئة من البريطانيين البالغين يعانون من زيادة الوزن، ورغم ذلك، أشار التقرير إلى أن صحة البريطانيين العامة ومتوسطات أعمارهم لا تزال عند مستويات مقبولة. وساعد على ذلك تراجع عدد المدخنين ونسبة تناول المشروبات الكحولية، وتصنف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بريطانيا بين 5 دول تعاني من "ارتفاع قياسي" في معدل السمنة منذ أوائل التسعينيات من القرن العشرين.

وحذر التقرير الصادر عن المنظمة من أن السمنة تؤدي إلى "زيادة في احتمال الإصابة بالأمراض المزمنة، خاصة ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وداء السكري، وأمراض القلب".

وأشاد التقرير بالحملات التي شهدتها بريطانيا في الفترة الأخيرة، والتي تضمن حظر بيع قوالب الشكولاتة الكبيرة في منافذ المستشفيات، وفرض ضريبة على المأكولات والمشروبات المحلاة بالسكر، لكن المنظمة ترى أنه يتعين بذل المزيد من الجهود لمكافحة السمنة.

في المقابل، رأت المنظمة أن عددا من الدول الأعضاء نجح في السيطرة على معدل السمنة؛ أبرزها أستراليا، وكندا. لكن اليابان لا تزال هي الأقل على الإطلاق في معدلات السمنة، إذ لا يتجاوز 4 في المئة.

وسجل تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تقدما أحرزته بريطانيا على صعيد التقليل من انتشار السمنة بين الأطفال. وأشارت الإحصائيات الحديثة إلى أن معدلات السمنة بين الأطفال البريطانيين لا تتجاوز 24 في المئة مقابل ارتفاع متزايد في هذه المعدلات في باقي دول أوروبا.

ورغم تراجع عدد المدخنين البريطانيين، لا تزال المشروبات الكحولية مصدرا للقلق حيال الصحة العامة بين البالغين.

النظام الغذائي الصحي له أكبر أثر على الوزن

تشير دراسة أمريكية إلى أن الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا صحيا لفقدان الوزن ربما يحصلون على نتائج أفضل إذا كانوا يعانون من السمنة الوراثية، وقال كبير الباحثين لو تشي من كلية الصحة العامة والطب الاستوائي في جامعة تولان بنيو أورليانز ”الأشخاص المعرضون بشكل أكبر للإصابة (بأمراض) وراثية معرضون أيضا بشكل أكبر للإصابة بالسمنة. لكن بياناتنا تشير إلى أن الجينات ليست قدرا“.

وقال تشي في رسالة بالبريد الإلكتروني ”العادات الغذائية الصحية قد تمنع اكتساب الوزن وهذه الآثار تظهر بشكل أكثر وضوحا على الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة (بأمراض) وراثية“، وسجل الباحثون الأنظمة الغذائية للمشاركين في الدراسة ومنحوا نقاطا أكثر لمن يتناول كميات أكبر من الأطعمة التي تقل معها مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل الفواكه والخضر والحبوب الكاملة والمكسرات والبقوليات . كما منحوا نقاطا أكبر لمن يتناول كميات أقل من الأطعمة غير الصحية مثل اللحوم المصنعة والحلويات.

ثم لتقييم مخاطر الإصابة بالبدانة الوراثية ركز الفريق على 77 اختلافا صغيرا في الحمض النووي يرتبط بالسمنة لدى الأشخاص من أصول أوروبية. وحدد الباحثون مقياسا من صفر إلى 154 نقطة استنادا إلى العدد الإجمالي للنسخ الجينية المرتبطة بالسمنة التي ورثها المشاركون من آبائهم.

ويعمل كل المشاركين في الدراسة في قطاع الصحة وهم 8828 ممرضة و5218 موظفا في قطاع الصحة. وبشكل عام كانت الممرضات عرضة للإصابة بالبدانة بواقع 69.5 نقطة بينما سجل الرجال 69.3 نقطة.

وخلصت الدراسة إلى أنه في المتوسط كانت كل زيادة من عشر نقاط في خطر السمنة الوراثية تشكل زيادة في الوزن بواقع 0.05 كيلوجرام كل أربع سنوات.

لكن خلال 20 عاما من المتابعة تأثرت العلاقة بين زيادة الوزن وخطر السمنة الوراثية تأثرا قويا بنوعية النظام الغذائي حيث كان الأشخاص المعرضون أكثر لخطر الإصابة بالسمنة الوراثية يرون أكبر تأثير على الوزن من عادات الأكل الصحية، وقال الباحثون في الدورية الطبية البريطانية إنه على مدى كل أربع سنوات فإن أي زيادة في جودة النظام الغذائي ترتبط بفقدان 0.35 كيلوجرام من الوزن في الأشخاص الأقل عرضة للإصابة بالسمنة الوراثية و0.5 كيلوجرام في المشاركين الأكثر عرضة للإصابة بالسمنة الوراثية.

دراسة أمريكية تربط البدانة بقصر العمر

ربطت دراسة أمريكية جديدة بين البدانة وقصر العمر وقالت إن أصحاب الوزن الزائد يقضون سنوات أطول في المعاناة من أمراض القلب مقارنة بمن يتمتعون بأوزان صحية، وفحص الباحثون بيانات أكثر من 190 ألف بالغ شملتهم عشر دراسات مختلفة أجريت في الولايات المتحدة على مدى العقود السبعة الماضية وعكفت على دراسة الوزن وغيره من العوامل التي يمكن أن تؤثر في خطر الإصابة بأمراض القلب.

وفي بداية تلك الدراسات لم يكن أي من المشاركين مريضا بالقلب لكن 70 بالمئة على الأقل من الرجال ونحو 60 بالمئة من النساء ممن هن في سن الأربعين على الأقل كانوا إما بدناء أو يعانون الوزن الزائد.

وخلصت الدراسة إلى أن مخاطر إصابة الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و59 عاما بالجلطة أو الأزمة القلبية أو فشل وظائف القلب أو الوفاة لأسباب لها علاقة بالقلب كانت أعلى بين أصحاب الوزن الزائد بنسبة 21 بالمئة مقارنة بمن يتمتعون بوزن عادي، وبالنسبة للنساء، أظهرت الدراسة أن مخاطر الإصابة بين من تعانين الوزن الزائد في المرحلة العمرية نفسها كانت أعلى بنسبة 32 بالمئة.

أما إذا تخطى الأمر زيادة الوزن ليدخل في إطار البدانة، فإن المخاطر تزيد بنسبة 67 بالمئة بين الرجال و85 بالمئة بين النساء مقارنة بمن لديهم أوزان عادية، وتقول الدكتورة ساديا خان من كلية فينبرج للطب بجامعة نورثوسترن في شيكاجو وهي كبيرة الباحثين في الدراسة ”تظهر بياناتنا بوضوح أن البدانة مرتبطة بعمر أقصر وتوعك أشد بأمراض القلب وسنوات أكثر من المعاناة منها“.

الدهون الضارة قد تساعد في مكافحة السمنة المفرطة

توصل العلماء إلى طريقة لتحويل الدهون "البيضاء" إلى دهون "بنية فاتحة" - قادرة على تخفيف الوزن الزائد في جسم الإنسان، اكتشف العلماء أن الدهون الضارة في جسم الإنسان قد يكون لها دور في مكافحة السمنة المفرطة لأنها تعزل البروتين المسؤول عن تخزين الدهون وازدياد وزن الإنسان .

وأضاف فريق البحثي أن "أغلبية الدهون في جسم الإنسان ليست صحية، لاسيما البيضاء، لأنها تتراكم حول الخصر والأرداف والأفخاذ، مما يؤدي إلى إزدياد الوزن"، وأوضح العلماء أن كميات قليلة من الدهون "البنية" الموجودة حول العنف والكتفين "تكون متعطشة لحرق الطاقة".

وتمد الدهون "البنية" جسم الإنسان بالطاقة مما يؤدي إلى خسارة السعرات الحرارية الفائضة.

وتوصل العلماء إلى طريقة لتحويل الدهون "البيضاء" إلى دهون "بنية فاتحة" (بيج) - قادرة على تخفيف الوزن الزائد في جسم الإنسان.

وقال الدكتور عرفان لودحي من جامعة واشنطن للطب في الولايات المتحدة إن "هدفنا هو إيجاد طريقة لمعالجة أو للحد من السمنة المفرطة"، وأضاف لودحي "توصلنا خلال دراستنا إلى أنه في حال استهدفنا البروتين في الدهون البيضاء، فإنه باستطاعتنا تحويل الدهون الضارة إلى نوع من الدهون يحارب السمنة المفرطة".

واكتشفت الدهون "البيج" (بني فاتح) عند البالغين في عام 2015، وأثبتت بأنها قادرة على العمل بطريقة مشابهة للدهون البنية.

وأجريت التجارب على الفئران، ووجد فريق لودحي بأن الحد من بروتين يطلق عليه اسم PexRAP"بياكسراب" يحَول الدهون البيضاء إلى دهون بنية فاتحة (بيج) التي تحرق الدهون.

والخطوة الثانية التي يترتب على العلماء العمل عليها تتمثل بإيجاد طريقة آمنة للحد من هذا البروتين في خلايا الدهون البيضاء في الإنسان.

وقال الدكتور لودحي" التحدي الذي نواجه الآن يكمن بإيجاد طرق آمنة للتوصل إلى ذلك من دون التسبب بتعرض الإنسان إلى ارتفاع حرارته"، مضيفاً أن 'مطوري الأدوية لديهم هدف جيد الآن ".

كشف جديد يربط بين زيادة الوزن وأمراض الكبد المميتة

حذر كشف طبي جديد في بريطانيا من أن زيادة الوزن قد تسبب أمراض الكبد الخطيرة والتي تؤدي للوفاة، بعد أن وجد أن واحد من بين كل ثمانية مواطنين معرض بشدة للإصابة بأمراض الكبد، بسبب البدانة.

وأجرى مركز أبحاث بايوبنك بريطانيا UK Biobank فحصا طبيا لما يقرب من ثلاثة آلاف شخص، وأظهرت نتائج البحث أن حوالي 12 بالمائة منهم مصابون بالكبد الدهني (دهون على الكبد) ويعانون من التهابات الكبد أيضا.

وأجرى علماء في جامعة أوكسفورد دراسة المسح الطبي للكبد بتقنيات جديدة للرنين المغناطيسي، وأُعلنت النتائج في المؤتمر السنوي الدولي للكبد في باريس، وقالت مؤسسة بريتش ليفر تراست، الخيرية العاملة في مجال رعاية مرضى الكبد والوقاية من الإصابة بأمراض الكبد، إن هذا الكشف "المثير للانتباه جدا" يمثل "صيحة تحذير" لأن مثل هذه الظروف قد تؤدي للإصابة بأمراض خطيرة مثل التليف والفشل الكبدي ومن ثم الوفاة.

وقال أطباء الكبد إن تراكم الدهون على الكبد أو ما يعرف بـ "الكبد الدهني" كان يشكل وباء غير ظاهر الأعراض، وتكمن خطورة "الكبد الدهني" في أن أعراضه لا تظهر غالبا إلا بعد تمكن المرض من الكبد وإصابته بأضرار دائمة، لكن يمكن مواجهة الموقف إذا جرى الكشف عن المرض مبكرا.

أخبر الأطباء فرانسيس كارول، 52 عاما، من أكسفورد، بأنها تعاني من الكبد الدهني منذ سبعة أعوام ماضية، وكان وزنها حينها حوالي 116 كيلوغرام، ونجحت فرانسيس في إنقاص وزنها وفقدت بالفعل حوالي 45 كيلوغراما، وأصبح وزنها 71 كيلوغراما فقط، وتخلصت من أمراض الكبد أيضا.

وتقول عن تجربتها هذه :"أصبت بصدمة عندما علمت أن كبدي مريض، وقررت أن أفعل شيئا حيال هذا. بدأت بتناول أطعمة صحية أكثر مع ممارسة أنشطة جسدية، وأشعر بسعادة حاليا لأن كبدي عاد إلى حالته الطبيعية".

وتعمل فرانسيس الآن كمدربة في فصول اللياقة البدنية كما تعطي نصائح غذائية، وتضيف :"بالعودة إلى حالتي عام 2011 لم أكن لأتخيل أنني سأصبح في النهاية مدربة شخصية. كنت أعاني من الإجهاد وصعوبة التنفس أثناء السير، أما الآن فبإمكاني تسلق التلال ركضا"، وأجرت فرانسيس مسحا لكبدها بتقنية جديد تعتمد الرنين المغناطيسي، وتيقنت أنه أصبح سليما وعاد صحيا مرة أخرى.

واعتمد الباحثون في جامعة أوكسفورد على نوع جديد من برمجيات التحليل المبتكرة في إجراء الرنين المغناطيسي، تسمى المسح متعدد المستويات للكبد LiverMultiScan، طورتها شركة أبحاث برسبكتم دايغونستيكس Perspectum Diagnositics، والتي تأسست بمشاركة جامعة أوكسفورد.

وقال الدكتور راجارشي بانرجي، الرئيس التنفيذي للشركة إن "مسح الكبد متعدد المستويات يمثل مثالا عظيما على تكنولوجيا الصحة الذكية التي اكتشفها وطورها أطباء وباحثون بريطانيون لخدمة المرضى وهيئة الصحة العامة ودافعي الضرائب".

دراسة تنصف المعكرونة.. لا تسبب زيادة الوزن في إطار نظام غذائي صحي

هل أنت من المهتمين بخسارة الوزن أو عدم اكتساب وزن زائد؟ حسنا.. يقول باحثون إن المعكرونة ليست واحدة من الأطعمة ذات الكربوهيدرات الضارة التي يجب الامتناع عنها، وعلى الرغم من أن المعكرونة تصنع من الحبوب المكررة فإن الباحثين كتبوا في دورية (بي.إم.جيه أوبن) أنها ذات مؤشر جلايسيمي منخفض أي أنها تطلق الجلوكوز في الدم تدريجيا وليس بسرعة، ويقيس مؤشر جلايسيمي الفترة التي يستغرقها ارتفاع مستويات السكر في الدم بعد تناول الطعام.

وحلل الباحثون بيانات 32 تجربة سابقة قارنت بين تناول المعكرونة في إطار نظام غذائي يعتمد على أطعمة أخرى ذات مؤشر جلايسيمي منخفض مقابل نظام غذائي خال من المعكرونة ويعتمد على أطعمة ذات مؤشر جلايسيمي مرتفع.

وخلص الباحثون إلى أن المشاركين فقدوا مزيدا من الوزن عند اتباع نظام غذائي قائم على أطعمة ذات مؤشر جلايسيمي منخفض وأن المعكرونة في حد ذاتها لا تسبب زيادة في الوزن أو زيادة في دهون الجسم، وقال كبير الباحثين جون سيفنبايبر وهو خبير تغذية بجامعة تورونتو ”شهدنا هجوما حقيقيا على الكربوهيدرات خاصة مع كثير من الأغذية الأساسية مثل الأرز والخبز والمعكرونة“.

وأضاف ”ومن ثم أردنا الحصول على إجابة على هذا السؤال.. هل للمعكرونة أثر سلبي كما تشير عناوين ومدونات وبعض آراء الخبراء التي يمكن أن تجدها أحيانا في الإعلام التقليدي وعلى وسائل التواصل الاجتماعي؟“

وشارك في التجارب 2448 شخصا في المجمل يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. وإلى جانب تتبع أوزانهم قيمت التجارب أيضا دهون الجسم كما يتضح من محيط الخصر ونسبة الخصر إلى الفخذ ومؤشر كتلة الجسم.

وفي المجمل توصل فريق البحث إلى أن من اتبعوا أنظمة غذائية قائمة على أطعمة ذات مؤشر جلايسمي منخفض وتتضمن معكرونة لم يكتسبوا وزنا بل فقدوا 0.63 كيلوجرام أكثر ممن تناولوا أغذية ذات مؤشر جلايسمي مرتفع دون المعكرونة.

وأجرى الباحثون بشكل منفصل 11 تجربة تتعلق بكمية المعكرونة التي يتم تناولها وعدد مرات تناولها وتوصلوا إلى أن المشاركين في الدراسة الذين تناولوا نحو ثلاث وجبات من المعكرونة في المتوسط كل أسبوع فقدوا 0.70 كيلوجرام أكثر ممن خضعوا لنظام يعتمد على أطعمة ذات مؤشر جلايسيمي مرتفع.

وقال سيفينبايبر في مقابلة مع رويترز هيلث عبر الهاتف ”فيما يتعلق بالوزن، فإن الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن، وفي هذه الحالة يقوم على أطعمة ذات مؤشر جلايسيمي منخفض، مع تناول المعكرونة لن يضر بأهدافك بل ربما يساعدك في تحقيقها“.

اضف تعليق