التغير المناخي التي تسببت في حدوث مشكلات بيئية خطيرة على كوكب الارض، لاتزال محط اهتمام عالمي متزايد حيث أدت هذه التغيرات المتفاقمة بسبب زيادة الأنشطة البشرية، إلى حدوث الكثير من المخاطر البيئية تجاه صحة الإنسان، مثل نضوب طبقة الأوزون، فقدان التنوع الحيوي، والضغوط على الأنظمة المنتجة للغذاء وانتشار الأمراض المعدية بشكل عالمي. وبحسب اللجنة الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) فأن "هناك دليلًا جديدًا وأكثر قوة على أن معظم السخونة الملاحظة على مدار آخر 50 عامًا يمكن نسبتها إلى الأنشطة البشرية"، وقدرت منظمة الصحة العالمية (WHO) وقوع 160000 حالة وفاة منذ 1950 مرتبطة بصورة مباشرة بالتغيرات المناخية.

وكما ينقل موقع روسيا اليوم الاخباري، فأن الأرض تقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من حيث معدل ارتفاع درجات الحرارة العالمية والذي قد يصل إلى مستوى لم يشهده العالم طيلة السنوات الألف الماضية. وجاء ذلك في دراسة جديدة نشرت في مجلة Nature Climate Change. وعلى الرغم من أن هذا الارتفاع المتسارع في درجات الحرارة من شأنه أن يؤثر على جميع البلدان، إلا أن منطقة القطب الشمالي، التي تخسر بالفعل جليدا هائلا بمعدل ثابت، من المرجح أن تكون الأكثر تضررا.

وقام بالدراسة علماء من المختبر الوطني الأمريكي للطاقة، ووجدوا أنه بحلول عام 2020، فإن معدل ارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم يمكن أن يعبر حاجز الـ 0.45 درجة خلال عقد واحد، متفوقا بذلك على الارتفاعات التاريخية للسنوات الألف الماضية. وعلاوة على ذلك، فإذا ظل انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري على وضعه الحالي، فإن معدل الاحترار العالمي قد يصل إلى 0.7 درجة خلال عقد واحد. وقال العالم "ستيفن سميث" المؤلف الرئيسي المشارك في البحوث "العالم يدخل نظاما جديدا يتغير فيه كل ما كان مألوفا لدينا، بمعدل قد لا تصبح العمليات الطبيعية قادرة على مواكبته، ونحن بحاجة إلى فهم ما يحدث بصورة أفضل وأيضا فهم كيفية الاستعداد لذلك".

أشد الأعوام حرارة

وفيما يخص بعض التأثيرات السلبية لهذه الظاهرة الخطيرة فقد كان العام 2014 أكثر الأعوام حرا التي سجلت على وجه الأرض ومن المتوقع أن يستمر هذا الميل، على ما أكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة. فقد تخطى معدل حرارة الهواء على سطح الأرض المعدل المحتسب خلال الفترة المرجعية 1961 - 1990 (14 درجة مئوية) ب 0,57 درجة، محطما بالتالي المستويات القياسية المسجلة في 2010 (0,55 درجة) و2005 (0,54)، بحسب المنظمة التي تتخذ في جنيف مقرا لها.

وقال ميشال جارو الأمين العام للمنظمة إن "القرن الحالي يضم 14 سنة من السنوات الخمس عشرة الأشد حرا. ومن المتوقع أن يستمر الاحترار العالمي في ظل ازدياد تركز الغازات المسببة لمفعول الدفيئة في الغلاف الجوي وارتفاع حرارة المحيطات". وأضاف أن "الأهم هو الاتجاه العام إلى استمرار الاحترار وليس تصنيف السنوات"، موضحا أن "2014 هي بحسب تحليل المعطيات الرقمية أكثر السنوات حرا التي تم تسجيلها، علما أن الفارق بسيط جدا بين السنوات الثلاث الأشد حرا".

وحسبت المنظمة الأممية أن حوالى 93% من الحرارة التي تحتبسها غازات الدفيئة الصادرة عن استهلاك المحروقات الأحفورية في الغلاف الجوي، تخزن في المحيطات. ولفتت إلى أن النسبة القياسية من الحرارة السائدة في العام 2014 سجلت في غياب ظاهرة إل نينيو التي تؤدي إلى احترار المناخ عادة. وأكد ميشال جارو أن التغير المناخي بات جليا نظرا إلى موجات الحر القياسية والأمطار الجارفة والفيضانات وموجات الجفاف التي تجتاح بعض البلدان. واضاف "بات اليوم توافر هيئات ارصاد جوية ومناخية ضروريا أكثر من أي وقت مضى، وذلك لمساعدة السكان على تحمل التغيرات والبلدان على التكيف مع مناخ يتغير بسرعة". بحسب فرانس برس.

وقد نشرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحليلاتها للحرارة العالمية في إطار المفاوضات السنوية بشأن التغير المناخي. ومن شأن هذه المفاوضات أن تساعد الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية الخاصة بتغير المناخ على اعتماد اتفاق في باريس في كانون الأول/ديسمبر المقبل.

الحر والبرد

الى جانب ذلك أوضحت دراسة أن الأحوال المناخية المتطرفة من ارتفاع كبير في درجة الحرارة وتزايد في هطول الأمطار أصبحت أكثر شيوعا في المناطق الحضرية خلال الأربعين عاما الماضية في حين تراجعت موجات البرد. وزادت موجات الحر في أكثر من 200 مدينة في أنحاء العالم وسجل العدد الأكبر لموجات الحر خلال العقد الأخير.

قال فيمال ميشرا كبير الباحثين في الدراسة "يعيش أكثر من نصف سكان العالم الآن في مناطق حضرية ومن ثم من المهم بشكل خاص فهم كيف يغير المناخ والأحوال المناخية المتطرفة... هذه المناطق." ويتزايد عدد الناس الذين ينتقلون إلى المدن باطراد وتتوقع الأمم المتحدة أنه بحلول عام 2050 سيعيش 70 بالمئة من سكان العالم في المدن. ولموجات الحر المتزايدة أثر سلبي على صحة كبار السن والأطفال وقد تؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة كما أن حدوث الجفاف والفيضانات بوتيرة متزايدة وحادة يعرض إمدادات المياه للضرر.

وأكثر من يتحملون عبء الأحوال الجوية المتطرفة في الحضر هم الفقراء الذين يعيشون في المناطق المعرضة للفيضانات والانهيارات الأرضية. وقال ميشرا "المناطق الحضرية تمثل جزءا صغيرا نسبيا من مساحة الأرض في العالم ولكنها مركز الثروات ومن ثم فإن الضرر الذي يلحق بالبنية الأساسية الحضرية قد يسفر عن خسائر اقتصادية كبيرة." بحسب رويترز.

وبالإضافة إلى موجات الحر التي تستمر ستة أيام متتالية أو أكثر فان أكثر من نصف المدن شهدت أياما غير متتابعة سجلت ارتفاعا قياسيا في درجة الحرارة. وفي الوقت ذاته شهدت المناطق الحضرية تراجعا في موجات البرد إذ سجلت 60 بالمئة من المدن انخفاضا كبيرا في عدد الأيام العاصفة. وحللت الدراسة التي نشرت في مطبوعة الأبحاث البيئية‭Enviromental Research Letters Journal ‬ 217 منطقة حضرية يزيد عدد سكانها على 250 ألف نسمة.

ظاهرة لا نينيا

من جانب اخر قال فريق دولي من العلماء إن من المفارقات ان ظاهرة (لا نينيا) المناخية التي تؤدي إلى برودة مياه المحيط الهادي واضطراب الطقس في شتى أرجاء العالم ستحدث مرتين بدلا من مرة واحدة وذلك في ظروف ارتفاع درجة حرارة الأرض. وقال الباحثون إن ظاهرة لا نينيا -المرتبطة بالفيضانات والجفاف وأيضا وصول المزيد من الأعاصير الى اليابسة- ستحدث مرتين في المتوسط كل 13 عاما خلال القرن الحادي والعشرين اذا استمرت الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وذلك بالمقارنة بمرة كل 23 سنة في القرن الماضي.

وقال التقرير الذي أشرف عليه خبراء من منظمة الكومنولث للأبحاث العلمية والصناعية في استراليا "أثبتنا ان ارتفاع درجة الحرارة الناجم عن الانبعاثات الغازية يؤدي الى زيادة كبيرة في تكرار ظاهرة لا نينيا المناخية المتطرفة". وظاهرة لا نينيا هي المقابل لظاهرة النينيو المناخية المعروفة التي تتسم بانتقال كتل من المياه الدافئة في المنطقة المدارية بالمحيط الهادي من الشرق الى الغرب ما ينجم عنه آثار ضارة تسبب خسائر قد تصل الى مليارات الدولارات على امدادات الغذاء والمياه بأنحاء العالم.

أما ظاهرة لا نينيا المناخية فتحدث على نحو غير متوقع كل عامين الى سبعة أعوام وتقترن بآثار متطرفة منها الانخفاض الشديد في برودة الطبقات السطحية من مياه المحيط الهادي مثلما حدث عامي 1998-1999 . تجئ هذه النتائج -التي أوردتها دورية (نيتشر كلايمت تشينج) للتغير المناخي- في أعقاب دراسة أخرى اجراها وينجو كاي العام الماضي وربطت بين النينيو وارتفاع درجة حرارة كوكب الارض. وقال "وجدنا ان ظاهرة النينيو المتطرفة سيتضاعف عددها ولم نجد شواهد على زيادة شدتها. ستحدث الظواهر المتطرفة على نحو أكثر تكرارا". بحسب رويترز.

وأوضحت الدراسة ايضا ان من المرجح أن تجيء ظاهرة لا نينيا في أعقاب النينيو بتكرار أكثر وبجرعة مزدوجة مدمرة. ومن بين الظواهر المتطرفة الأخرى التي اقترنت بلا نينيا عامي 1998-1999 فيضان مياه الأنهار والعواصف التي قتلت آلاف الاشخاص في الصين وبنجلادش. وفي عام 1998 قتل إعصار ميتش 11 ألف شخص في هندوراس ونيكاراجوا.

الحرارة في استراليا

في السياق ذاته أعلنت منظمة الكومنولث للأبحاث العلمية والصناعية في استراليا أن البلاد ستشهد ارتفاعا في درجة الحرارة ربما يتجاوز خمس درجات مئوية بحلول نهاية القرن وهي زيادة تتجاوز ارتفاع درجات الحرارة عالميا. وفي أشمل تحليل لها لتداعيات تغير المناخ رسمت المنظمة أسوأ سيناريو لارتفاع يصل إلى 5.1 درجة مئوية بحلول عام 2090 ما لم تتخذ اجراءات كفيلة بخفض الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري.

وقال كيفن هنيسي كبير الباحثين بمنظمة الكومنولث للأبحاث العلمية والصناعية في استراليا "ثمة ثقة كبيرة للغاية في أن الأيام الشديدة الحرارة ستتكرر. كما أن لدينا ثقة كبيرة في أن منسوب مياه البحار سيرتفع وأن مياه المحيطات ستصبح أكثر حموضة وسيتراجع سمك طبقات الجليد". يتناقض هذا التحذير المخيف الصادر عن وكالة تمولها الحكومة مع السياسة الرسمية لرئيس الوزراء الاسترالي توني أبوت الذي وصف في عام2009 علوم التغير المناخي بانها "هراء".

وألغى أبوت العام الماضي ضريبة خاصة بتسعير الكربون -أي إعادة تحميل عبء الضرر الناجم عن الانبعاثات الغازية على المسؤولين عنها والذين يمكنهم التقليل من الانبعاثات- كما ألغى اللجنة المستقلة الخاصة بالمناخ قائلا إن موجات الجفاف الحادة التي حلت بالبلاد في الآونة الاخيرة وألحقت الضرر البالغ بمربي الماشية "ليست بالشيء الجديد على استراليا".

وبوصف بلاده المضيفة لاجتماعات مجموعة العشرين العام الماضي حاول أبوت حذف قضايا التغير المناخي من جدول أعمال المحادثات ما تسبب في موقف محرج للبلاد في قمة برزبين بعد أن استغل الرئيس الأمريكي باراك أوباما كلمته الرئيسية لتحذير استراليا من أن حاجز الشعاب المرجانية الكبير يحيق به الخطر. بحسب رويترز.

ورفضت استراليا -وهي واحدة من أكبر دول العالم من حيث حجم الانبعاثات الغازية بالنسبة إلى عدد السكان- الانضمام إلى الولايات المتحدة واليابان وفرنسا وآخرين في المساهمة في صندوق الأمم المتحدة للمناخ الأخضر. ويسجل البحث الجديد لمنظمة الكومنولث للأبحاث العلمية والصناعية في استراليا ومكتب الأرصاد الجوية في البلاد -والذي استعان بنحو 40 نموذجا للمناخ العالمي- ارتفاع الحرارة بمعدل كبير في استراليا بالنسبة إلى بقية أرجاء العالم.

جفاف لم يسبق له مثيل

على صعيد متصل حذر علماء هذا من ان السهول الكبرى في الولايات المتحدة قد تشهد في القرن الجاري موجات جفاف هي الأسوأ في الاعوام الألف الماضية، قد تشكل تهديدا جديا على سكانها. وتوصل العلماء الى هذه الخلاصات المتشائمة استنادا الى 17 نموذجا معلوماتيا تحاكي مسار التغيرات المناخية في اميركا الشمالية. ومن خلال دراسة حلقات جذوع الأشجار القديمة، تمكن العلماء من فهم المناخ في القرنين الثاني عشر والثالث عشر بعد الميلاد، ومعرفة حدة الارتفاع في درجات الحرارة والجفاف فيهما، بحسب ما شرح توبي اولت استاذ علوم المناخ في جامعة كورنيل في نيويورك واحد المشرفين على الدراسة المقدمة في المؤتمر السنوي للجمعية الاميركية للتقدم العلمي السبت في كاليفورنيا.

ويرى معدو الدراسة ان نتائجها تشير الى ان هذه المناطق ستعيش موجات جفاف طويلة في المستقبل ستكون اقسى من تلك التي عاشتها في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، بالتزامن مع ارتفاع شديد في الحرارة. وقال "لقد فوجئت كثيرا حين أدركت كم يرجح ان يكون مستقبل هذه المناطق جافا في المستقبل". واضاف "ان موجات الجفاف القاسية هذه اشبه ما تكون بكارثة طبيعية تحل ببطء" وينبغي التصرف ازاءها كما يجري مع الكوارث الطبيعية الاخرى.

ومن الواضح ان الاحترار المناخي يفاقم الجفاف الحالي في وسط الولايات المتحدة وجنوبها الغربي، بحسب خبراء المناخ.

وتشبه هذه الظروف تلك التي ادت الى انهيار حضارات كانت تعمر هذه المناطق بين القرنين الثامن والثالث عشر. وتشير معظم النماذج المعلوماتية التي اعدها العلماء الى حلول جفاف قاس ناتج عن انحسار المتساقطات والاحترار، في هذه السهول الكبرى. واعتمد العلماء فرضيتين، اولاهما بقاء وتيرة انبعاثات غازات الدفيئة المسببة لارتفاع حرارة الارض، واهمها غاز ثاني اوكسيد الكربون، على حالها، وثانيهما ارتفاع بسيط في الوتيرة.

وفي كلا الحالين كانت النتائج متشابهة. وقال معدو الدراسة "هذه النماذج تشير الى حلول جفاف قد يستمر على مدى 30 عاما او 35". وفي حال لم تتخذ اجراءات حاسمة للحد من انبعاثات غازات الدفيئة، فان احتمال وقوع جفاف مدمر في سهول الولايات المتحدة بين العامين 2050 و2099 يرتفع الى 80%.

وعلق ديفيد ستال الاستاذ في جامعة اركنساو على هذه الدراسة التي لم يشارك فيها قائلا "ان نتائجها غير مؤاتية ابدا لمواصلة الزراعة وادارة الموارد المائية في السهول الكبرى وجنوب غرب الولايات المتحدة". وقال كيفن انشوكايتيس الباحث في معهد وود هولز لعلوم المحيطات "ان التغيرات في المتساقطات ودرجات الحرارة وحدة الجفاف هي ربما من العوامل المباشرة لتراكم انبعاثات غاز ثاني اوكسيد الكربون في الاجواء". ورأى ان نتائج هذه الدراسة "تفرض علينا ان نبحث فورا عن امكانية مواجهتنا لهذه الظروف والتكيف معها". بحسب فرانس برس.

وقد شهدت احدى عشرة سنة من الاعوام الاربعة عشر الماضية جفافا ضرب معظم مناطق الغرب الاميركي مثل كاليفورنيا ونيفادا ونيومكسيكو واريزونا، اضافة الى السهول في الجنوب الغربي، وفقا لمؤسسات حكومية. وبحسب وكالة الفضاء الاميركية ناسا فان الجفاف الحالي، وهو أدنى مما يتوقعه معدو الدراسة للمستقبل، يوثر مباشرة على 64 مليون شخص في السهول الاميركية، وعلى اعداد اخرى بشكل غير مباشر، بسبب تأثيره على الزراعة.

تباين وجهات النظر

في السياق ذاته أظهرت نتائج استطلاع للرأي وجود اختلافات كبيرة في وجهات النظر بين العلماء الأمريكيين والجمهور إزاء القضايا العلمية الرئيسية بما في ذلك دور البشر في التسبب في تغير المناخ وسلامة الأغذية المعدلة وراثيا والتطور. وقال 87 في المئة من العلماء الذي استطلع مركز بيو للأبحاث اراءهم إن النشاط البشري هو السبب الرئيسي لتغير المناخ في العالم في مقابل 50 في المئة من الجمهور. وقال 25 في المئة من الجمهور إنه لا توجد أدلة قوية على أن حرارة المناخ تتزايد وذلك ارتفاعا من 11 في المئة في استطلاع مماثل أجري عام 2009.

وأصبحت القضية مثيرة للانقسام على نحو متزايد حيث يعبر بعض المحافظين البارزين عن شكوكهم إزاء فكرة أن النشاط البشري مثل حرق الوقود الحفري يطلق الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وقال علماء من وكالتين حكوميتين أمريكيتين هذا الشهر إن عام 2014 كان الاكثر حرارة على الاطلاق وأنحوا باللائمة في ذلك على الأنشطة البشرية. وتزايدت الفجوة بين العلماء والجمهور حول سلامة الاغذية المعدلة وراثيا وقال 88 في المئة من العلماء إنها آمنة مقارنة مع 37 في المئة من الجمهور.

وفيما يتعلق بالتطور قال 98 في المئة من العلماء إن البشر تطوروا على مر الزمن مقارنة مع 65 في المئة من الجمهور. واستندت هذه النتائج الى الأجوبة التي تم الحصول عليها في أغسطس اب الماضي من 2002 شخص بالغ في الولايات المتحدة من مختلف انحاء البلاد مع هامش خطأ قدره 3.1 نقطة مئوية. بحسب رويترز.

وقورنت النتائج مع الأجوبة التي تم الحصول عليها في سبتمبر ايلول الماضي وأكتوبر تشرين الاول الماضي من 3748 من العلماء الأعضاء في الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم وهي منظمة علمية رائدة. ونشرت النتائج أيضا في دورية ساينس العلمية وقد أجري البحث بالتعاون مع الجمعية.

حياة افضل

الى جانب ذلك قال فريق بقيادة الحكومة البريطانية إن بإمكان العالم أن يحسن مستويات المعيشة للجميع في الوقت الذي يخفض فيه الانبعاثات المسببة للتغير المناخي للحفاظ على الحد المتفق عليه دوليا لظاهرة الاحتباس الحراري. وأطلق الفريق آلة حاسبة على الانترنت تحت عنوان (www.globalcalculator.org) تسمح للشركات والحكومات والباحثين والجمهور باستكشاف كيف ستؤدي مختلف السبل للسعي إلى تحقيق التنمية الاقتصادية حتى عام 2050 إلى تشكيل انبعاثات الكربون وارتفاع درجات الحرارة.

وعلى الرغم من أن عدد السكان في العالم سيرتفع إلى 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050 من 7 مليارات اليوم تظهر هذه الأداة أن من الممكن للجميع تناول طعام جيد والسفر إلى مناطق أبعد والإقامة في منازل أكثر رفاهية دون دفع درجات الحرارة العالمية للارتفاع فوق درجتين مئويتين (3.6 درجة فهرنهايت) حسبما قالت الادارة البريطانية للطاقة والتغير المناخي. لكنها أضافت أنه من أجل تحقيق ذلك يتعين استغلال الطاقة بصورة أكثر كفاءة والتحول عن استخدام الوقود الأحفوري وحماية الغابات والاستفادة بشكل أكثر ذكاء من الأرض.

وقال مايك شيريت مدير العمليات في المبادرة الأوروبية للمناخ "تسلط الآلة الحاسبة الضوء بوضوح على أن بامكاننا الوفاء بهدف درجتين مئويتين في الوقت الذي نحافظ فيه على أنماط حياة جيدة لكننا نحتاج إلى تحديد أهداف طموحة على كل الجبهات ونستخدم الابتكار لمعالجة التغير المناخي". وقال تقرير بشأن الرؤى التي توضحها الآلة الحاسبة إن السبل المعقولة لتحقيق هدف درجتين مئويتين تتضمن على سبيل المثال الحاجة الى خفض كمية ثاني اكسيد الكربون المنبعثة للوحدة الواحدة من الكهرباء على مستوى العالم بمعدل 90 في المئة بحلول عام 2050. بحسب رويترز.

ويجب ان يعمل حوالي ثلث سياراتنا بالكهرباء أو الهيدروجين بحلول عام 2050 وأن ترتفع نسبة الأسر التي تستخدم لتدفئة المنازل مصادر كهربائية أنظف أو مصادر خالية من الكربون 5 في المئة الآن إلى ما بين 25 و50 في المئة بحلول عام 2050. وأوصى التقرير بأنه ينبغي توسيع الغابات في العالم بنحو ما بين 5 إلى 15 في المئة بحلول عام 2050 لأنها تعمل بمثابة بالوعة هامة للكربون.

اضف تعليق