ان استشعار ابسط التفصيلات في حياتنا اليومية والاستمتاع بها بحواسنا التي أنعم الله علينا بها يجعل من يتقن العيش كأنه يمتلك كنزاً يمكنه من التناغم مع هذه اللحظات المهمة فيعطيها ميزة الوفرة والبركة سواء كانت اوقات سعيدة أو حميمية بل وحتى التحديات التي تحمل من الاثارة والاهتمام ما يوقد قناديل البهجة في النفس...
جميعنا نصحوا صباحًا ونبدأ بتفاصيل حياتنا سواءً بالشكل النمطي أو العشوائي كل حسب ظروفه وتفضيلاته ونواجه عدة تجارب عند التعاطي مع الحياة أو مزاولة الأعمال والتي عادةً ما نسميها مشاكل أو مواقف، وتختلف تقييماتنا ومعالجاتنا للأمور حسب تفسيرنا لها وتبعًا لمرجعياتنا الفكرية.
ويمكن الإشارة إلى هذه المدخلات بـ (مهارة العيش) أن صح التعبير والتي تعد من المهارات الحياتية الأساسية التي تساعد الإنسان على التأقلم والتفاعل بإيجابية مع مختلف المواقف والتحديات في الحياة اليومية. كما أنها تقودنا إلى القدرة على العيش بوعي وتوازن وفعالية في المجتمع.
غالبًا ما ننخرط معظمنا في العمل أو في المواقف التي تواجهنا، حيث يهتمون بتفاصيل العمل وفي عصرنا هذا أصبح العمل وتحديدًا في القطاع الخاص يستهلك معظم وقت الموظفين بل ويمتد إلى ما بعد ذلك من ذلك لينال من وقته الشخصي غير المخصص للعمل والذي من المقرر أن يكون على سبيل المثال للراحة أو الترفيه أو للأشخاص، من هنا تبدأ رحلة المعاناة التي لا يشعر بها الفرد قبل أن يجد نفسه منهكًا بتبعاتها عندما تنعكس على أدائه وعلاقاته وصحته النفسية هو وافراد عائلته على حد سواء.
فيجد هذا النموذج إنه غارق في العمل حتى وهو مستلقي في فراشه وحياته مبنية بشكل أو بآخر على نوع وطبيعة عمله في إسقاطه عليهم عمله على أجزاء من حياته خارج نطاق العمل دون أن يشعر أو يكون طبعًا دون قصد بثقافة عمله في عكسها في تعاملاته مع محيطه الأسري، فتساهم في صياغة شخصية تتمحور حول انعكاسات بيئة العمل، كذلك انتقال تأثيرات بيئة العمل أيًا كان إلى سلوكيات مع الآخرين خارج العمل ربما يمكن وصفها بنوع من الأمراض النفسية غير الملحوظة حيث لا يمكن أن يأتي عنها أي مردود إيجابي باعتبارها تتصف بالعناية في التعامل بينما تحتاج العلاقات الأسرية إلى الخصوصية في التعامل مع خلافات المشاعر والتعبير عن الذات.
ومن جانب آخر يمكن تشخيص نفس المشكلة لكن بصورة مختلفة حيث أن هذا النموذج خارج المؤثرات التي ذكرناها في النموذج السابق كبيئة العمل فهو (فقط يفتقر إلى مهارة العيش)، على سبيل المثال الاشخاص الانفعاليون الذين تعتمد قراراتهم على ردود افعالهم الآنية والتي عادة ما تؤدي الى الندم. نجد بجانبهم من لا يعرف كيف يعيش اللحظة.
ان استشعار ابسط التفصيلات في حياتنا اليومية والاستمتاع بها بحواسنا التي أنعم الله علينا بها يجعل من يتقن العيش كأنه يمتلك كنزاً يمكنه من التناغم مع هذه اللحظات المهمة فيعطيها ميزة الوفرة والبركة سواء كانت اوقات سعيدة أو حميمية بل وحتى التحديات التي تحمل من الاثارة والاهتمام ما يوقد قناديل البهجة في النفس وتحقق مزيداً من الرضا، اذن هنا ينعم الانسان بالاتزان والقدرة على مواجهة الاحداث واتخاذ القارات السليمة وحل المشكلات.
ويؤدي هذا النوع من المعرفة الى ترتيب الأولويات بطريقة تتوافق مع متطلبات الفرد والتي تكون مبنية على الوعي الذاتي ومسؤوليته الشخصية والاجتماعية وقدراته وسلوكياته التي تمكنه من النجاح في حياته الشخصية والمهنية والاجتماعية، جميع هذه النتائج تؤدي الى تطوير مهارة العيش والتعامل مع التوتر والضغوط اليومية بطرق صحية وبناءة، كما ان ادارة الوقت وتنظيم المهام وتحديد الأولويات ينحدر تحت هذه المؤشرات كعامل أساسي لمواجهة وتذليل المواقف التي من شأنها أن تثبط من شغفنا بالحياة ومتعة العيش بالجودة التي ينبغي لنا ان ندرك أهميتها.
اضف تعليق