إذا كانَ حلّ مشكلة البطالة في العراق، يتمُّ بهذه الطريقةِ الفنطازيّة، فلماذا تُخَفّضُ الحكومة سنّ التقاعد إلى ستّينَ عاماً، لتقومَ بتوفير 180 ألف درجة وظيفيّة؟، إنّ لديّ مُقتَرَحاً أكثرُ فنطازيّةً من هذا، قد يُنقِذُ الحكومة من تداعياتِ مُشكلة البطالة بين الشباب وإلى الأبد، وهذا المُقترَح هو...

إذا كانَ حلّ مشكلة البطالة في العراق، يتمُّ بهذه الطريقةِ "الفنطازيّة"، فلماذا تُخَفّضُ "الحكومة" سنّ التقاعد إلى ستّينَ عاماً، لتقومَ بتوفير 180 ألف درجة وظيفيّة؟، إنّ لديّ مُقتَرَحاً أكثرُ "فنطازيّةً" من هذا، قد يُنقِذُ الحكومة من تداعياتِ مُشكلة البطالة بين الشباب و"إلى الأبد"، وهذا المُقترَح هو: بما أنّ لدينا الآن أكثر من أربعة ملايين موظّف ومُتَعاقِد وأجير، فإنّني أقتَرِحُ هنا أن يتُمّ تخفيض سنّ التقاعد إلى 50 عاماً، فتُوَفّرُ لنا الحكومة بذلك مليون درجة وظيفيّة!.

أمّا إذا تمّ إحالة جميع الموظّفين والموظّفات على التقاعد الآن، فستتوفّر لدينا 4 ملايين درجة وظيفيّة شاغرة في "المَلاك"، سنقضي بها على مشكلة البطالة في العراق .. ولكن مع زيادة عدد المتقاعدين إلى 7 مليون مُتقاعِد!.

وزيادة عدد المُتقاعدين، مع "مكرمة" زيادة عدد الذين سيشتغلونَ لدى الحكومة بدلاً عنهم (وكُلّهم سيتقاضونَ رواتبهم من الحكومة)، سيجعل المُتقاعدين يُكرّزونَ "الحَبّ" ويلعبونَ "الطاولي" مع زوجاتهم المُتقاعِدات نهاراً، ويُشارِكون أبناءهم الطَلَبة لُعبة "البوبجي" مساءً، وحتّى مطْلَعِ الفَجر!ِ.

وهُناك في قانون التقاعد "المُوَحّد" الفنطازي هذا، كارثة أخرى غير فنطازيّة، فمعدلات البطالة بين النساء هي أعلى من معدّلات البطالة بين الرجال، والكثير من نساء العراق فقيرات، وأرامل، أو مُعيلات لأسرَهُنَّ (بوجودٍ زوجٍ عاجزٍ عن العمل، لسببٍ أو لآخر)، وهُنا يأتي قانون التقاعد الفنطازي، ليُحيل النساء الموظّفات على التقاعد في سنّ الـ 60 عاماً، ويُخفّضُ دَخَلهُنّ (الوظيفي - الحكومي)، إلى النصف تقريباً!.

وحتّى إذا لم تكن النساء المتقاعدات بسنّ الـ 60 عاماً، فقيرات، ومُعيلات لأسرَهُنّ، وأرامل .. فماذا سيحدثُ بعد أن يتمّ تطبيق هذا القانون "الفنطازي"، وتجلسُ "المتقاعدات" في البيت بسنّ الـ 60 عاماً؟

هل تعرفونَ حجم الكوارث "النسويّةِ" التي ستحِلُّ في بيوتنا بعد ذلك؟

إذا كنتم تعرفون أخبِروا الحكومة رجاءً وإلاّ حَلّتْ لعنة "الفنطازيا النسويّة" علينا جميعاً، أمّا الرجال فلديهم كوارثهم أيضاً عندما يتقاعدون (وبَعَدْهُم بحيلْهُم)، وعلى سبيل المثالِ لا الحصر، المصابيحُ ستمّ إطفاءها وتشغيلها دونَ سببٍ مفهوم، وأبوابُ البيت ستُغلَقُ وتُفتَح دونَ سببٍ معلوم .. و"الدَردمةُ" ستزداد وتتفاقم، وستنقَطِعُ "تقاعُديّاً" صِلاتُ الرَحْمِ القديمة!.

وهكذا فبدَلَ أنْ نُكَحّلها، سنعميها، وسنجعلُ متقاعِداً في الستّين يجلسُ مُقابِلً زوجةً مُتقاعِدةً في الـ 60 من العُمْر، فيدفعُ ذلكَ الإثنانِ معاً إلى المشاركة في التظاهرات (كَسْراً للنَكَد العائليّ)، لنُضيفَ بذلكَ إلى "التظاهرات" زَخْماً جديداً من المُتقاعدينَ الجُدَد، بدلاً من تقليل زخمها الشبابيّ الحاليّ!.

وهكذا، ومن خلال وَضع الإطار القانوني لـ "إصلاحات" ترقيعيّة كهذه، ستجتمِعُ "الفنطزة" السياسيّة، مع "الفنطزة" الإقتصاديّة ، لتُشكّلَ في العراق "زَمَناً" جديداً، هو زمن "الفناطيز"، وليعودَ النفطُ بذلك ليمارسَ دورهُ المُقدّس كـ "دِرْعٍ" أبديٍّ للسياسيّين، عندما يُريدونَ أن يُمارِسوا برؤوسنا "فنطَزَتهم" الإقتصاديّة والإداريّة.

إذا كانَ حلُّ مُشكلةٍ "بُنيويّةٍ" كالبطالة بين الشباب (نساءً ورجالاً)، يتمُّ بهذه الطريقة الفنطازيّة.. وإذا كانت "الأمورُ" في "دولَتِنا" فنطازيّةً هكذا .. وكانَ البلدُ فنطازيّاً إلى هذا الحدّ .. فما عليكَ إلاّ أنْ تكونَ فنطازيّاً مُتهَوِرّاً .. ولا تَكُنْ إقتصاديّاً مُتَحَفِّظاً... فيضحكُ عليكَ "الإصلاحيّونَ" الفنطازيّون.

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق