تتصارع القيادات السنية فيما بينها على زعامة المشهد السياسي السني والنفوذ السياسي في المناطق المحررة بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في يعزز ذلك الصراع غياب مرجعية دينية سنية واحدة على غرار المرجعية الدينية الشيعية، فضلاً عن تعدد مصادر العامل الخارجي الذي يدعم تلك القيادات سياسياً...
تتصارع القيادات السنية فيما بينها على زعامة المشهد السياسي السني والنفوذ السياسي في المناطق المحررة بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في (12 من آيار 2018)، يعزز ذلك الصراع غياب مرجعية دينية سنية واحدة على غرار المرجعية الدينية الشيعية، فضلاً عن تعدد مصادر العامل الخارجي الذي يدعم تلك القيادات سياسياً واعلامياً.
وإذا انتقلنا الى خريطة القيادات التي تتنافس على زعامة المشهد السياسي السني، فهي تتمثل في اتجاهين:
الاتجاه الأول: الذي يقوده محور (أسامة النجيفي، خالد العبيدي، سليم الجبوري، احمد المساري)، تحالف هذه الاتجاه مع تحالف الاصلاح والاعمار الذي يضم (تحالف سائرون -النصر - الحكمة)، يتبنى هذا الاتجاه بمحوره السني فكرة مواجهة النفوذ الايراني في العراق حسب تصريحات ادلى بها (اسامة النجيفي).
الاتجاه الثاني: الذي يمثلهُ رئيس تحالف المحور الوطني (خميس الخنجر، احمد الجبوري، جمال الكربولي الذي انسحب من هذا التحالف على خلفية الصراع حول منصب محافظ نينوى)، تحالف هذا الاتجاه قبل انسحاب (الكربولي) مع تحالف البناء الذي يضم تحالف ائتلاف دولة القانون - الفتح، وتمكن هذا الاتجاه من الحصول على منصب رئيس البرلمان.
وفيما يتعلق بملامح صراع القيادات السنية، فيمكننا ان نلاحظ ذلك بوضوح من خلال ما يلي:
اولاً: تعددية القيادات السياسية السنية وتشكيلها احزاب عدة تختلف في المسميات وتتشابه في البرامج، وقد بدى ذلك واضحا في انتخابات 2018، عبر تحالفاتها بينها.
ثانياً: الصراع المحتدم في بغداد على المناصب الوزارية والدرجات الخاصة، وعلى منصب المحافظ والدوائر الحكومية في المناطق المحررة، إذ نجحت بعض القيادات في الحصول على منصب محافظ الانبار لكنها لم تنجح في الحصول عليه في صلاح الدين ونينوى والتي كانت السبب الرئيسي في انفراط تحالف (الكربولي-الخنجر).
وواضح أن الصراع القيادات السياسية السنية سيجلب ثلاثة نتائج لقواعدها الشعبية والتي قد تكون إيجابية أو سلبية، وهي على النحو الاتي:
النتيجة الأولى: أن هذا الصراع سيؤدي إلى فقدان الكتل السنية استحقاقاتها السياسية والمتمثلة بمنصب رئيس البرلمان، ووزارات سيادية، فضلاً عن مناصب اخرى مما يدفعها الى لملمة نفسها وإعادة نسج تحالفاتها التقليدية، وهذا ما يقوم به السيد الحلبوسي في الوقت الحاضر.
النتيجة الثانية: سيؤدي هذا الصراع إلى تشظي الكتل السنية، مما يدفعها إلى تبني مشاريع عابرة للطائفية وهذا ما حصل بعد انتخابات (2018)، ونحن مع هذا الخيار الذي سيعزز الهوية الوطنية الجامعة، وبذات الوقت يسهم تخفيض لغة الحديث بالمكونات.
النتيجة الثالثة: سيأتي هذا الصراع بنتائج عكسية على القاعدة الشعبية، وربما يدفع باتجاه تصفية الخصوم على الساحة السياسية السنية، ويغذي هذا الصراع العامل الخارجي الداعم لهذه القيادات مما يربك الأوضاع الامنية المستقرة في هذه المحافظات.
اضف تعليق