q
أعطت الصحافة الاجتماعية مكانة للمجتمعات المهمشة ووفرت منصات اعلامية ورقمية للمجموعات التي ليس لديها تمثيل سياسي أو اجتماعي أو ديني..، ومكّنت الجمهور من تقديم المعلومات المختلفة ومشاركة آرائهم، وبالتالي أدى ذلك الى زيادة التنوع في التغطية الإخبارية، مما يعزز الشعور بالانتماء للمجتمع وإنشاء المحتوى الإخباري...

من أين تأتي أفكارنا، لمن هي الصحافة، ومتى تبدأ القصة وتنتهي، ومن يمكنه المساعدة في عرض المحتوى، وكيف ينبغي أن تصل، وماهي الشروط الواجب توافرها؟ 

تنطلق فكرة مقال الصحافة الإجتماعية من بداية دورة الحياة الموسعة ومن المجتمع الذي يعد عنصرا مهما في صناعة وتلقي الأخبار، فالصحافة الاجتماعية يستند تنسيقها على مساهمة المجتمع، ومشاركة الجمهور، وجمع الأخبار، والبيانات وتحليلها، ويتم تكليف الصحفيين المحترفين بجمع هذا العمل والتحقق من صحته وتحريره ونشره على منصات نشر مفتوحة.

يهدف هذا النوع من العمل الصحفي إلى دراسة وتحليل القضايا الاجتماعية التي لا تحظى باهتمام بل ربما تكون غائبة لكنها رأس المال في بيئة العمل الصحفي الذي يواجه نقصا في الموارد البشرية والمادية، ومصادر المعلومات التي يصعب الوصول إليها، وبالتالي يؤدي ذلك إلى تحسين جودة المخرجات الصحفية.

تتمثل أهداف الصحافة الاجتماعية، بوصف وتفسير الأخبار المتعلقة بالمجتمع؛ وسرد القصص حول مواضيع تتعلق بالحياة الاجتماعية أو المجتمع بشكل عام مثل الخدمات، والسفر، والهجرة، والمنظمات غير الحكومية، والمحاكم، والتشريعات القانونية، والصحة، والتعليم، والبيئة، والدين..). 

الصحافة الاجتماعية ترفع الحواجز أمام دخول الذين يرغبون في العمل على قصص تلهمهم وتحفزهم من أجل العمل، بل يشير أنصار الصحافة الاجتماعية إلى تنوع المساهمات باعتبارها سمة إيجابية تسمح بسماع وجهات نظر مختلفة ومتنوعة من الجمهور وخصوصا عندما يكون ذلك الجمهور يحمل ثقافة جيدة.

اعتمدت بعض وسائل الاعلام أو الاتصال على التعاون في مجال الصحافة الاجتماعية بين الصحفيين والمواطنين وهناك أمثلة عديدة مثل موقع infoStraight وموقع Medium وموقع Forbes وغيرها من المواقع.

وتشير الدراسة الاستقصائية العالمية حول الشباب وكوفيد-19 التي أجرتها منظمة العمل الدولية (2020) إلى أن الآثار المباشرة لجائحة كوفيد-19 على الشباب هي آثار منهجية وكبيرة ومفرطة، خاصة على الشابات والشباب في مناطق محددة تعاني في مجالات التعليم وفرص العمل والصحة العقلية والحقوق والنشاط الاجتماعي، حيث دعت المنظمة الشباب بخوض دور حيوي في بناء المجتمع في الحد من بعض التحديات وتخفيف آثارها على المجتمع من خلال العمل كعاملين ومتطوعين مجتمعيين، وقيادة مبادرات تعزيز معينة من خلال الابتكارات الفنية والعلمية والريادية والتكنولوجية "كصحفيين اجتماعيين" من عامة الناس مهتمين بتقديم مساهمة إيجابية لمجتمعاتهم من خلال جمع ونشر الأخبار والمعلومات بناءً على ملاحظاتهم أو أبحاثهم أو من خلال وسائل أخرى، وإنتاج اعلام مقنع للتعبير عن تفكير نقدي يسمح بوصول الصوت المجتمعي.

لقد أعطت الصحافة الاجتماعية مكانة للمجتمعات المهمشة ووفرت منصات اعلامية ورقمية للمجموعات التي ليس لديها تمثيل سياسي أو اجتماعي أو ديني..، ومكّنت الجمهور من تقديم المعلومات المختلفة ومشاركة آرائهم، وبالتالي أدى ذلك الى زيادة التنوع في التغطية الإخبارية، مما يعزز الشعور بالانتماء للمجتمع وإنشاء المحتوى الإخباري.

ضمان ممارسة مسؤولة

تواجه الصحافة الاجتماعية أيضا تحديات منها انتشار الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة وعدم مصداقية الأخبار وموثوقيتها، وبالتالي تتزايد المسؤولية تجاه هذا النوع من العمل، ولضمان الممارسة المسؤولة للصحافة الاجتماعية، هناك العديد من المبادئ الأساسية التي ينبغي الالتزام بها:

1- ينبغي الدقة والتحقق من المعلومات واعتماد المصادر الموثوقة قبل نشرها أو مشاركتها.

2- هناك مبدأ أساسي آخر للصحافة الاجتماعية هو الشفافية، لذلك ينبغي استخدام أدوات وتقنيات التحقق من صحة الأخبار للتأكد من صحة المحتوى الذي ينشئه المستخدمون.

3- الكشف بوضوح عن المصادر والمنهجية المتبعة والأخذ بالاعتبار تضارب المصال للجهات التي تولد المعلومات.

4- إعطاء الأولوية للاعتبارات الأخلاقية في الصحافة الاجتماعية.

5- احترام الخصوصية والاهتمام بالنشر عند استخدام المحتوى الجيد الذي ينشئه المستخدمون.

6- الحصول على إذن قبل استخدام المحتوى، خاصة عندما يتعلق الأمر بمعلومات أو صور حساسة، وتجنب الإثارة أو الاستغلال.

7- التفاعل النشط مع الجمهور والرد على التعليقات والأسئلة، وهذا يعزز العلاقة ويحفز على المشاركة.

8- اتخاذ التدابير المناسبة لحماية الصحفيين أنفسهم وكذلك الجمهور من الإساءة.

9- إعطاء الأولوية لمحو الأمية الإعلامية والتعليم وأن يتحمل الصحفيون مسؤولية تثقيف جمهورهم حول مهارات الثقافة الإعلامية، والتحقق من المعلومات، وتقييم المصادر، والتفكير النقدي، والتحليل وتفسير الأخبار، وتمييز المعلومات الموثوقة من المعلومات الخاطئة.

لقد غيرت الصحافة الاجتماعية طريقة إنتاج الأخبار ونشرها واستهلاكها، ويمكن ان تعتمد الصحافة الآن على منصات وسائل التواصل الاجتماعي لجمع المعلومات ومراقبة اتجاهات الجمهور والتفاعل معه، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أداة قيمة للحصول على القصص الإخبارية من خلال ظهور شكل أكثر حركة وتفاعلية من الصحافة التقليدية.

هذا النوع من الصحافة يضفي الطابع الحر على الأخبار وتدفقها دون الحاجة إلى رقابة معينة وبشكل يتيح الوصول إلى ثروة من المحتوى الذي ينشئه المستخدمون من روايات وما يقوله شهود العيان، ومقاطع الفيديو، والصور، بما يثري العمل الصحفي بمعلومات مهمة.

* كاتب صحفي عراقي

اضف تعليق