q
لا تُكمل لأنك لن تجد ما تبحث عنه وستضطر الى ترك القراءة، اشعر إنك مصّر على ذلك لكنك لا تعرف ان وقتك الذي ستقضيه هنا ربما يعد هدرا ولم تخرج بنهاية ترضيك على المستوى الشخصي او النفسي، هل تريد الاستمرار فعلا؟...

نعم انا بكامل قواي العقلية واعترف ان مقالي هذا لا يستحق القراءة.

 لا تُكمل لأنك لن تجد ما تبحث عنه وستضطر الى ترك القراءة.

اشعر إنك مصّر على ذلك لكنك لا تعرف ان وقتك الذي ستقضيه هنا ربما يعد هدرا ولم تخرج بنهاية ترضيك على المستوى الشخصي او النفسي.

هل تريد الاستمرار فعلا؟

نعم اريد الاستمرار ولا تزال عيني تتابع الحروف لتصل الى نهاية السطر الأول وتلتهم بداية السطر الثاني ولا تعرف اين هي النهاية وكيف ومتى تتوقف.

إذا انتهينا وسنقرأ معا المشاهد التي استوقفتني في الأيام الأخيرة والتي شعرت من خلالها ان لعبة الإعلام من الألعاب التي استخدمت لتضليل الجمهور وليس لتوعيته او ترفيهه فضلا عن الوظائف الأخرى.

انت كمتابع للإعلام ما الذي يشدك عادة؟

وقبل ان تفكر طويلا في الإجابة، سأنوب عنك وأقول ان الذي يشد المتابع لمواصلة الاستماع لخبر ما، او متابعة حلقة تلفزيونية، هو علاقة الموضوع بالفرد، فأما ان يكون الخبر عن زيادة في الرواتب، او مضاعفة الحصة التموينية، او منح المسجلين في شبكة الرعاية الاجتماعية زيادة في المنحة الشهرية، إذن الدافع هو مدى ارتباط الخبر بالفرد ومصلحته.

الآن سنتحدث عما يؤديه الإعلام العراقي من تناقضات في التغطيات والموضوعات التي يتناولها، فماذا تصف الاهتمام الإعلامي بإلقاء القبض على مجرم انتحل شخصية رجل امن، وفي المقابل فتور واضح واهمال متعمد لملف الكهرباء والاعطال المتكررة في شبكات نقل الطاقة مع عجز حكومي لمعالجة هذا الملف؟

نعم هنالك انتقائية كبيرة يمارسها الإعلام في تعاطيه مع القضايا المهمة، وسأخبرك عن مصاديق هذه الانتقائية، ففي الخبر الأول الذي ركز عليه الإعلام وهو القبض على رجل انتحل شخصية امن، امر غير مخطط له ولا يمكن ان تكون له ابعاد أخرى، وتنتهي آثاره او حدوده بمجرد القاء القبض عليه وتوجيه عقوبة وفق المادة القانونية الخاصة بذلك.

بينما القضية الثانية (ملف الكهرباء) فقد أهمل الإعلام أسبابها وتجاهل الخوض بتفاصيلها ومصير الأموال التي صرفت عليها، وشبهات الفساد التي تحوم حول المعنيين، واكتفى بتغطياته على مطالبات الأهالي بزيادة ساعات التشغيل، والضغط على أصحاب المولدات من اجل الالتزام بالتوقيتات المحددة من قبل الحكومات المحلية.

التركيز على معاناة الأهالي دون الولوج الى منطقة الأسباب المنطقية وراء هذه المعاناة هي اللعبة التي يمارسها المتحكمين بوسائل الإعلام وانحيازهم الى المتسببين بكل ذلك.

وفي الوقت الحالي انشغلت وسائل الإعلام والرأي العام بزيارة رئيس مجلس الوزراء الى واشنطن والحوارات التي يجريها في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، وقد تجاهلت معظم هذه المحطات توتر الأوضاع في المنطقة وانعكاس هذا التوتر على الوضع الداخلي في العراق.

فهل تتخيل ان حربا مشتعلة في المنطقة تظهر الى العلن بين إيران وحلفاءها وإسرائيل وحلفاءها بعيدا عن حروب الظل التي استمرت لعقود من الزمن، وفق هذه المعطيات كيف سيكون الوضع الداخلي، وما هو موقف الجهات الموالية لإيران من هذه الحرب، وهل ستتمكن الحكومة العراقية من التعامل مع هذا الحدث؟

ايهما اهم بالنسبة للجمهور الداخلي العراقي زيارة واشنطن ام التهاب المنطقة ودخولها في نفق مظلم تجري في الاحداث دون القدرة لطرف التحكم فيها بمفردة دون الأطراف الرادعة الأخرى؟

ما يجعل مقالي هذا لا يستحق القراءة هي استمرار الماكينات الإعلامية في تحريك الرأي العام وفق ما تراه مهما، ولا يمكن ان يحدث تغيير في هذا الإطار، فلا يمكن لضمير أصحاب المؤسسات الإعلامية ان يتحرك إزاء القضايا الجوهرية التي تمس شريحة عريضة من الجماهير، مقابل المسائل التي تريد التركيز عليها وإبرازها بما يخدم اجنداتها وأهدافها غير المسرح بها.

اضف تعليق