تفجيرات نوعية كبيرة حدثت خلال الأشهر الاخير، كان آخرها ما حدث في تفجير سيطرة الآثار عند مدخل مدينة الحلة في يوم الاحد 6-3، راح ضحيته 148 شهيداً وجريحاً حسب ما اعلنته الحكومة المحلية للمحافظة واقامت حدادها لثلاثة أيام، وقبلها كانت في مدينة الصدر والشعلة والمقدادية، تفجيرات نوعية كبيرة مستهدفه العدد الأكبر من الابرياء، في محاولة كبيرة من التنظيمات الارهابية لإستهداف الجبهة الداخلية ومحاولة صنع فتنه تساهم في التقليل من الضغط على جبهات القتال التي تعاني منها بإنكاسارات واضحة.

لفترات قليلة تهدأ وتيرة التفجيرات نشعر معها بسعادة غامرة حينما لا نطالع أخوة لنا وهم مضرجون بدمائهم والصريخ والعويل يرتفع في مناطقنا ومحلاتنا من ذوي شهداء سقطوا بفعل عنف تلك التفجيرات، وفي الحقيقة نرى أن تلك الفترات ما هي إلا محاولة ترقب من قبل المجاميع الارهابية للتخطيط لعملية جديدة يرافقها بالطبع تهاون من بعض السيطرات الامنية، فلا بد من وجود مناطق رخوة في أسلوب عمل تلك السيطرات تسبب في حدوث تلك الخروقات الخطيرة في وقت نشعر فيه بأننا بقدرة كبيرة على المبادأة والهجوم على جبهات القتال المفتوحة على الرغم من أن مدننا لازالت ضمن خطوط تلك الجبهات وعلينا تحقيق نصر داخلي كبيرة في الخلاص من تلك الخروقات.

على الرغم من أن من الشهداء رجال أمن دفعوا أرواحهم الشريفة ثمناً للدفاع عن وطنهم فهم ابناء هذا الشعب الصابر المحتسب ولكننا نتساءل دائماً عن الستراتيجية الموضوعة لحماية تلك المدن والمداخل المهمة لها من التفجيرات والتي تحدث في أوقات الذروة، نتساءل عن عجلات كشف المتفجرات، وعن الكاميرات الرقمية الحديثة، فالحكومة تتحدث منذ زمان طويل يمتد الى سنوات عن نصب كاميرات مراقبة بالآلاف في شوارع العاصمة، على سبيل المثال، الكاميرات قد لا تدفع بالتفجيرات ولكنها تساعد على كشف العجلات وجهات تحركها ومناطق انطلاقها إذا ما أحسنا إستخدامها بشكل دقيق ومتحضر.

منذ عام 2012 و2013 كان الحديث عن الكاميرات التي خصصت لها مبلغ 400 مليون دولار وبعدد 30 الف كاميرا تنتشر في المدينة لتؤمن إكتشاف الطرق التي يتبعها الارهاب في تنفيذ تلك الخروقات الامنية الخطيرة، وغيرها من الاخبار عن تعاقد العراق مع منظومات مراقبة وأجهزة كشف المتفجرات، محافظ بغداد السيد علي محسن التميمي تحدث عن عزم الحكومة المحلية بشكل كبير على دعم القوات الامنية بكل ما تحتاجه من أجهزة كشف المتفجرات والكاميرات ـ جاء ذلك خلال حضوره المؤتمر الامني الاول الذي نظمته محافظة بغداد تحت شعار "الأمن أساس التنمية والبناء" في تشرين الثاني 2013، مؤكداً على الدعم اللوجستي هذا متمثلاً بالكاميرات والكلاب البوليسية وكاميرات المراقبة والاجهزة المتطورة والمعدات التجهيزية "، لافتا الى "توجيه دعوات لشركات متخصصة ودول عالمية لها تجارب في محاربة الارهاب".

نحن لا نعلم ما تم بعد هذا المؤتمر ومنذ ثلاث سنوات، الجميع يعوون عظم المسؤولية والاهمية لتلك الاجهزة ولكننا نفقد الامل في امكانية التعاقد على تجهيزها لكوننا على لانرى شيئاً ملموساً على أرض الواقع إلا ونحن نتخبط في سيطراتنا ومرابطنا الامنية مع جهاز الكشف "الاعجوبة" التي ذهب ضحيته عشرات الآلاف من الضحايا الابرياء بسبب التقصير في استيراد أجهزة بعمل محكم.

الكاميرات الرقمية الحديثة وأجهزة الكشف عن المتفجرات مهمة جداً وتستخدم في نطاق واسع في كل دول العالم المتحضرة فما بالنا ليست لنا الرغبة في التنسيق السريع مع الجهات المصنعة لشرائها ومتى يتم ذلك وتلك الانفجارات الكبيرة اصبحت تأكل في اجساد ابناء شعبنا وكل إنفجار يعادل بضعة انفجارات بسيطة، مما يستدعى الوقوف بجدية على طرق التخطيط لها وتنفيذها، ربما تلك الشاحنة التي تم تفجيرها في سيطرة الآثار ستكون خسائرها أشد لو عبرت الى اسواق المدينة لتعلن عن مجزرة جديدة أبشع مما شاهدناه على مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب من مآس يندى لها جبين الانسانية ويجب أن تندى لها أَجْبِنَةُ كل من له مسؤولية الحفاظ على امن أبناء شعبنا، الكل اليوم مسؤول عن أمن الشعب من لجان برلمانية وأمنية محلية ومؤسسات أمنية عسكرية، فقد يرضى المواطن أن يقطع راتبه، أو أن تحجب عنه الحصة التموينية أو أن يتم التقصير الشديد في الخدمة العامة ولكنه لن يرض أبداً بأن يفقد حياته بسبب عدم وضع الستراتيجية المناسبة للحفاظ على أمنه وسلامته.

أملنا كبير بقواتنا الامنية وهي تقاتل بضراوة مؤسسة الارهاب الخبيثة أن تنتصر لجبهتها الداخلية لتعزز انتصارها الكبير وتديم زخمه فليس من المعقول أن يذهب عشرات الآلاف من المتطوعين للقتال في جبهات القتال وليست لنا القدرة على حماية أبنائهم من بطش العمليات الانتحارية التي تفتك بنا بين الحين والآخر. حفظ الله العراق

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق