q
هل تُعاني من قوائم المهام التي لا نهاية لها؟.. إذا كان الأمر كذلك، فإنك بحاجة إلى حل ينظم حياتك في العام الجديد، ومعرفة كيفية إدارة الوقت في 2024، وهذا ما يقدمه الكاتب والمؤلف أوليفر بوركمان، من أفكار سحرية ومختلفة ستغير حياتك...

هل تُعاني من قوائم المهام التي لا نهاية لها؟.. إذا كان الأمر كذلك، فإنك بحاجة إلى حل ينظم حياتك في العام الجديد، ومعرفة كيفية إدارة الوقت في 2024، وهذا ما يقدمه الكاتب والمؤلف أوليفر بوركمان، من أفكار سحرية ومختلفة ستغير حياتك.

وأوليفر بوركمان، هو صحفي سابق في صحيفة الغارديان، ومؤلف الكتاب الأكثر مبيعًا «أربعة آلاف أسبوع: إدارة الوقت للبشر» في عام 2021، وهو الآن يقدم دورات فيديو عبر الإنترنت لخدمة البث المباشر «مايسترو» التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) للأشخاص المتأثرين بالانشغال لمعرفة كيفية إدارة الوقت بشكل جيد.

اعترف بأن وقتك محدود

«لا يمكنك الفوز في معركة مع الزمن بطريقتك التقليدية».. بهذه الكلمات وجه الكاتب أوليفر بوركمان، رسالة لكل من يريد حلول من أجل إدارة الوقت في 2024، حيث إن حل هذا الأمر يحتاج إلى أفكار مختلفة وجديد، وفقًا لما ذكره في صحيفة فايننشال تايمز.

يقول بوركمان: «أنت تعلم من خلال تجربتك أنه مهما كانت الأهداف المتفائلة التي تحددها لعام 2024، فمن المرجح أن تزاحمها المطالب المتنافسة؛ لذا فإن النهج الكلاسيكي لقرارات العام الجديد محكوم عليه بالفشل».

ويرى بوركمان، أن هناك طريقة مختلفة تساعدك في إدارة الوقت في 2024، قائلا: «إن الحل هو الاعتراف بأن الوقت محدود، لأنه إذا استمرت في سؤال عقلك حول كيفية إنجاز جميع المهام المطلوبة منك ليوم واحد فلن تصل إلى جابة، لأنه في الواقع قد تكون الإجابة: لا يمكنك ذلك».

وأضاف: «بدلاً من ذلك، يمكنك التركيز على قبول الحاجة إلى اتخاذ خيارات صعبة، ليس عليك فقط أن تقول لا للأشياء التي لا تريد القيام بها؛ عليك أيضًا أن تقول لا للأشياء التي تريد القيام بها، وبالتالي يمكنك إعطاء الأولوية لبعض الأنشطة التي تنميك كشخص، وإهمال الآخرين عمدًا، مثلك مقولة (سأقضي وقتًا أقل في صالة الألعاب الرياضية) قرارًا جيدًا للعام الجديد».

وأوضح أن هذه الفكرة تساعد كثير الأشخاص الذين لديهم شعور بأنهم في موقف متأخر، سواء كانوا يشعرون بالإرهاق من المهام، أو تستهلكهم متلازمة القلق، حيث تعطيه شعورًا بإداركه بضغوط الحياة الحديقة، وتكون بمثابة منح عقله الأذن لإجراء التغييرات بكل راحة.

التقنيات الحديثة وإدارة الوقت في 2024

ينتقد بعض الخبراء الأفكار والنظريات التي يقولها المولف أوليفر بوركمان، مثل كال نيوبورت، مؤلف كتاب «Deep Work»، وجيني أوديل، مؤلفة كتاب «How to Do Nothing»، حيث يعتقدان أن التقنيات الحديثة تساعد في التحكم بالجداول الزمنية.

ويرد بوركمان، على هذا الأمر، مؤكدًا إن الأمر لا يتعلق بالتقنية؛ بل الهدف الذي تستخدم من أجله هذه التقنية، قائلا:«إذا كنت تعتقد أن تقنية مثل بومودورو، وهي أسلوب إدارة الوقت الذي يقسم العمل إلى فترات زمنية قصيرة، أو أي طريقة أخرى، سوف تنقذ روحك وتجعلك تشعر أنك تبرر وجودك على هذا الكوكب في النهاية، فسوف تفشل في النهاية».

وأوضح أن التقنيات، بما في ذلك تقنة البومودورو، يمكن أن تكون مفيدة لإضفاء شكل على يومك بترتيب محدد، مشيرًا إلى أن الأفضل الاعتراف بالقدرات البشرية، معلقًأ: «ربما تحتاج إل تحديد عدد ثابت من ساعات العمل، وهو رقم قد يكون أقل بكثير مما اعتدت عليه، لأسباب كثيرة أبرزها أن أدمغتنا لديها حدود للمهام الإبداعية».

وتابع: «عادة ما نستيقظ في الصباح ونقوم بإعداد قائمة طويلة بشكل لا يصدق ليس لها أي علاقة بالوقت المتاح، لكن على سبيل المثال، إذا قلت فقط، أنا لا أعمل بعد الساعة 6 مساءً، ولا أستطيع الذهاب إلى العمل قبل الساعة 9 صباحًا، يصبح السؤال: ما هي الأشياء الأكثر أهمية؟، وبالتالي يجبرك عقلك على أن ترى أن معظم الأشياء ذات المغزى التي يمكنك القيام بها بوقتك، وتدرك أنه لن يتم إنجاز جميع المهام في يوم واحد، وهذا ليس لأنك فاشل، أو لأنك لم تجد النظام الصحيح، بل هو مجرد واقع الحياة».

وتعتبر الإدارة الصحية للوقت صعبة بشكل خاص بالنسبة للعاملين، مثل محامي الشركات، الذين أصبحوا ينظرون إلى وقتهم على أنه أصل قابل للبيع يتم إهداره إذا لم يتم إصدار فاتورة به للعميل.

ويقترح بوركمان، أنه في العام الجديد توجد فكرة أخرى مختلفة تساعد في إدارة الوقت في 2024، وهي إعداد قائمتين من المهام، إحداهما تحتوي على كل ما تحتاج إلى القيام به، والأخرى بحد أقصى 10 مهام تركز عليها الآن.

وعند تحديد قرارات العام الجديد، ينصح بوركمان أيضًا بعدم السعي إلى القيام بنفش الشيء كل يوم دون توقع الفشل، لأنه يمكن أن تصبح مثل هذه القرارات جامدة، لدرجة أنها تنهار في يوم واحد؛ بل الأفضل أن تفعل المهمة أربع أو خمس مرات في الأسبوع، وبالتالي تتجنب الضغط على نفسك بشكل كبير.

وعلى أساس يومي، يكتب بوركمان ثلاثة جوانب من ورق، مع كل ما يدور في ذهنه، وهو ما جعله أكثر صبرًا مما كان عليه من قبل، وعالج فيه شعور الاستبداد للمهام. حيق يكون الأولوية في الوقت لابنه البالغ من العمر سبع سنوات، قائلا: «إذا كنت ستنتظر حتى تنتهي من كل عملك قبل أن تقضي وقتًا مع طفلك، فلن تقضي وقتًا أبدًا مع أطفالك».

تخصيص بعض الوقت للاستمتاع

ينصح الكاتب أوليفر بوركمان، الناس بعدم التركيز على المهام الصعبة جدا والمستحيلة والتي تؤدي إلى التعب والجهد بشكل كبير وربما عدم الوصول إلى نتيجة في النهاية، قائلاً: «بعض الناس يعتبرون معاقبة الذات الطريقة الأكثر راحة لهم في الحياة؛ لذا التحدي المثير للاهتمام بالنسبة لهؤلاء الأشخاص هو أن يخففوا عن أنفسهم بعض الشيء».

وأشار إلى أن اختيار حياة هادفة دائمَا له مخاطره وضغوطه الخاصة، خاصة إذا كان لدى الناس توقعات غير معقولة بشأن ما يمكنهم تحقيقه، وبالتالي من الأفضل تخصيص بعض الوقت للأشياء التي يستمتعون بها بالفعل.

وعلى الرغم من أن هناك الكثير يشككون في هذه الأفكار وقابلية تطبيقها على أرض الواقع، يرد بوركمان على ذلك: «يجد الكثير من الناس أن لديهم مساحة أكبر للمناورة مما كانوا يعتقدون، يمكن أن يكون هناك راحة معينة عندما تقول لنفسك أنه ليس لديك خيارات»

وتابع: «لا يزال بوسع أولئك الذين لا يتمتعون بالمرونة أن يستفيدوا من إدراك المقايضات التي يقومون بها، بمعنى أنه حتى لو لم تكن تنوي إجراء تغيير واحد في حياتك، وسوف تستمر في استرضاء الأشخاص ومحاولات إتمام المهام، فعلى الأقل الاعتراف بقدراتك وعدم إرهاقها يعطيك درجة أكبر من الحرية النفسية».

واختتم: «نحن لا نقلل من طموحاتنا من خلال مواجهة الحقيقة، لأن كل شخص لديه قدرة محدودة على التحمل وسيطرة محدودة على كيفية سير اليوم، ومن خلال الاعتراف بذلك، فإنك تستغل طاقتك بشكل أكثر فعالية لأنك على اتصال بالواقع».

اضف تعليق