q
الذكاء الاصطناعي هو مجال تكنولوجي يهدف إلى تطوير الآلات والبرامج التي تستطيع محاكاة القدرات البشرية مثل التعلم والاستنتاج والإبداع. وهو يعد واحدًا من أكثر الابتكارات إثارة وتأثيرًا في العصر الحديث، ولكنه يثير أيضًا القلق والخوف بين العمال الذين يعتقدون أنه سيحل محلهم في أدوارهم...

الذكاء الاصطناعي هو مجال تكنولوجي يهدف إلى تطوير الآلات والبرامج التي تستطيع محاكاة القدرات البشرية مثل التعلم والاستنتاج والإبداع. وهو يعد واحدًا من أكثر الابتكارات إثارة وتأثيرًا في العصر الحديث، ولكنه يثير أيضًا القلق والخوف بين العمال الذين يعتقدون أنه سيحل محلهم في أدوارهم. ومع ذلك، تشير دراسة حديثة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) إلى أن هذا السيناريو ليس وشيكًا، لأن التكلفة الاقتصادية لنشر الذكاء الاصطناعي تلعب دورًا حاسمًا في قرارات الشركات.

كيف تقيس الدراسة تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف؟

الدراسة، التي تحمل عنوان «ما وراء التعرض للذكاء الاصطناعي»، ونشرها موقع زد نت (zdnet) تنظر إلى المهام التي يمكن أن يؤديها الذكاء الاصطناعي بدلاً من البشر، وخاصة تلك التي تتطلب الرؤية الحاسوبية، أي القدرة على معالجة وتحليل الصور والفيديوهات.

وتستخدم الدراسة ثلاثة خطوات لتقييم مدى جدوى أتمتة هذه المهام:

الخطوة الأولى: استطلاع العمال لمعرفة ما هي المهارات والمعرفة والموارد اللازمة لأداء المهام البصرية.

الخطوة الثانية: تصميم نموذج لنظام ذكاء اصطناعي قادر على أداء المهام البصرية بنفس الجودة أو أفضل من العمال.

الخطوة الثالثة: حساب تكلفة بناء وتشغيل نظام الذكاء الاصطناعي، ومقارنتها بتكلفة استخدام العمال.

ما هي النتائج التي توصلت إليها دراسة الذكاء الاصطناعي؟

كشفت الدراسة عن نتائج مفاجئة ومريحة للعمال الذين يخشون من أن يحل الذكاء الاصطناعي محلهم. وفقًا للدراسة:

فقط 23% من وظائف العمال «المعرضة» لرؤية الكمبيوتر المستندة إلى الذكاء الاصطناعي ستكون فعالة من حيث التكلفة بالنسبة للشركات لأتمتتها، بسبب التكاليف الأولية الكبيرة لأنظمة الذكاء الاصطناعي.

77% من مهام الرؤية لا تستحق التشغيل الآلي نظرًا لفعالية تكلفة نشر نظام واحد لا يمكن استخدامه إلا على مستوى الشركة.

حتى مع انخفاض التكلفة بنسبة 20% سنويًا، سيستغرق الأمر عقودًا حتى يصبح استخدام الرؤية الحاسوبية اقتصاديًا بالنسبة لمعظم الشركات.

ماذا تعني هذه النتائج بالنسبة لمستقبل الوظائف والذكاء الاصطناعي؟

هذه النتائج تعني أن الذكاء الاصطناعي ليس تهديدًا حقيقيًا للوظائف في الوقت الحالي، وأن العوامل الاقتصادية تلعب دورًا أكبر في قرارات الشركات بشأن الأتمتة. وبالتالي، فإن العمال لا ينبغي لهم الخوف من أن يحل الذكاء الاصطناعي محلهم، بل يحتاجون إلى التكيف مع التغيرات التكنولوجية وتطوير مهاراتهم وقدراتهم، وتقترح الدراسة أيضًا أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون شريكًا وليس منافسًا للعمال، وأنه يمكن أن يساعدهم على تحسين أدائهم وإنتاجيتهم.

ومع ذلك، فإن الدراسة لا تغطي جميع الاستخدامات المحتملة للذكاء الاصطناعي، مثل الكتابة أو الترجمة أو التعليم. ولذلك، فإن الباحثين يحثون على إجراء المزيد من الدراسات لاستكشاف تأثير الذكاء الاصطناعي على مجالات أخرى تتجاوز الرؤية الحاسوبية.

اضف تعليق