منوعات - معلوماتية

كسر القوقعة!

هناك تشبيه من بعض الباحثين الاجتماعيين والاعلاميين لحياة الانسان المعاصر على أنها مثل الحياة في داخل قوقعة او فقاعة إلكترونية كما يسميها اخرون، عند اجراء البحث في محركات البحث الرقمية وبخاصة غوغل يتوهم بعضنا أنه يستطيع الحصول على كل ما يريده من معلومات، وهذا وهم وخطأ سائد...

القوقعة وسيلة حماية ربانية لكائن ضعيف لا يقوى على مواجهة ظروف الحياة القاسية بصورة مباشرة، درع من مادة صلبة يضم في داخله كائنا مائيا، وعندما تكسر القوقعة يفقد ذلك الكائن حياته!

هناك تشبيه من بعض الباحثين الاجتماعيين والاعلاميين لحياة الانسان المعاصر على أنها مثل الحياة في داخل قوقعة او فقاعة إلكترونية كما يسميها اخرون!

عند اجراء البحث في محركات البحث الرقمية وبخاصة غوغل يتوهم بعضنا أنه يستطيع الحصول على كل ما يريده من معلومات، وهذا وهم وخطأ سائد!

غوغل وغيره من محركات البحث لا يعطيك كل النتائج ولكنه يقوم بعملية انتقاء وغربلة للمعلومات وفق نشاطاتك السابقة ويعطيك بعض ما تريد فقط، رغم ضخامة المعلومات التي تظهر امامك!

هناك كم هائل من المعلومات على شبكة الانترنيت تشكل ما يقرب من نسبة ٨٠٪ لا يمكنك الوصول اليها وتسمى الانترنيت العميق او المظلم!

وهناك تخصصات وصفحات ومعلومات لا تظهر امامك في البحث او في مواقع التواصل، ومواقع الانترنيت تجمع عنك معلومات طوال الوقت، وتحفظها او ترسلها لمن يهمهم الأمر سواء كانت جهات رسمية ام تجارية، ودائما هناك ملفات رقمية عبر الاجهزة الذكية المرتبطة بالشبكة لحفظ معلوماتك، واسرارك وحتى رغباتك!

ما تشاهده او تقرأه يوميا من خلال مواقع الانترنيت وبخاصة مواقع التواصل الاجتماعي هو عالم محدود مثل الفقاعة المغلقة او القوقعة التي صنعتها لك الاجهزة الذكية، وهذه القوقعة تكون معلوماتك ورؤيتك واهتمامك ونظرتك للعالم المحيط بك، دون ان تشعر!

مثلا مثلا اذا كنت طبيبا وتقوم ببحث مستمر في تخصصك الدقيق في طب العيون سوف تجد ان ما يظهر امامك في الفيس او يوتيوب يندرج ضمن تخصصك، الاعلانات، الصفحات، الأخبار، الشخصيات، المواقع، الصور، الأفلام كلها تدور في داخل تلك القوقعة!

وهذا ما يجري في كل المجالات والمهن والتخصصات، لذلك دائما هناك معلومات تعرفها انت ولا يعرفها الآخرون، وفي المقابل هناك معلومات وأخبار لدى الآخرين لم تطلع عليها!

ظهور اعلانات متكررة امامك حول سلعة او خدمة او تخصص معين ليس مصادفة، ان الشركات تعرف ماذا تريد في داخل قوقعتك الشخصية!

هذه القوقعة قد تبدو مفيدة من جانب، وذلك لحفظ طاقة العقل البشري وتركيز اهتمامه وحفظه لمعلومات محددة، في ظل وفرة المعلومات، ولكن من جانب آخر سوف تجعل من اي شخص، مع مرور الوقت ، محاصرا في إطار دائرة ضيقة، يرى العالم من خلالها!

جرب ان تكسر القوقعة ذات مرة من خلال اجراء بحث في غوغل عن موضوع جديد في الفضاء او الطب او الهندسة، او غيرها، وسترى ما يدهشك، وسوف تجد ان الانترنيت سوف يصنع لك قوقعة جديدة، فيها عالم جديد!

سر استمرار الحياة التجدد والاكتشاف المستمر، فحاول ان تجد معلومات جديدة، وتتواصل مع اصدقاء جدد، وتشاهد صور جديدة، لعل القوقعة تكون أوسع من السابق!

افتح نافذة او بابا مغلقا، وابحر في فضاء جديد لترى ان العالم أوسع بكثير مما تتوهم!

هل ترى ما وراء هذا الباب المغلق، لا تستغرب هذا مجرد ديكور لأحد البرامج التلفزيونية، وعندما تفتح الباب ستظهر لك الحديقة العامة التي نصب فيها الديكور وليس غرفة الجلوس، وذلك يحصل في كثير مما نشاهده!

البالونة ليست منتصبة على الشريط الابيض فوق رأس صغيرتي ميمي ولكنها معلقة بخيط رفيع لا تراه في الأغلب!

......................................................................................................................
* الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق