q
تمويل بناء جسور المشاة يمكن ان يعزز من قبل الموسرين والمحسنين فمن يتكفل ببناء جسر في منطقته يسمى الجسر باسمه وتوضع صورته وسيرته الذاتية في مكان بارز فوق الجسر، ليكون قدوة في عمل الخير في مقابل قدوة السوء الذين يبعثرون الأموال الفاسدة المسروقة من أفواه الجائعين...

مقتل وإصابة أكثر من عشرين من الأطفال الأبرياء نتيجة حادث سيارة في مدينة الهارثة في محافظة البصرة صباح اليوم، حادث رهيب ناجم عن تهور السائقين وتجاوز السرعة المقررة وعدم توفر شروط الأمان والمتانة في المركبات وانتشار الفوضى في الشارع والاهمال والتقصير الرسمي في حماية ارواح الناس، فأرخص الأشياء في العراق هي كرامة الإنسان وحياته!

هذه الفاجعة يجب ان لا تمر بصمت وينبغي ان يعاقب كل مذنب ومقصر ، فهذه أرواح غالية لا تعوض، ولكن بعد العقوبة وربما قبلها، يجب ان نستخلص الدروس لكي نتجنب تكرار المأساة في وقت آخر ومكان آخر!

 هذه الكارثة يجب ان تفتح الباب للقيام بحملة وطنية لنصب جسور المشاة أمام بوابات المدارس والجامعات والمستشفيات والدوائر المهمة، هل من المعقول مثلا ان تقاطع جامعة بغداد في الجادرية لا يوجد فيه جسر مشاة أمام أقدم وأكبر جامعة في العراق، وترى الاساتذة والطلبة يتقافزون بين السيارات ويتعرضون للدهس والمضايقات وسط فوضى عارمة، ولم يتحرك ضمير أي مسؤول فاسد وهو يجتاز التقاطع بموكب من السيارات الفخمة يوميا!

وهناك أمثلة كثيرة مشابهة في وسط بغداد وأطرافها مثل ساحة الأندلس في الرصافة ومجمع مدينة الطب في باب المعظم، وأسواق الباب الشرقي وبغداد الجديدة والكاظمية ومدينة الصدر وغيرها!

أما في المحافظات (عدا كردستان) فحدث ولا حرج ،وقد كشفت فاجعة الهارثة عن تقصير وإهمال ولا مبالاة من قبل كل المسؤلين المشغولين بتقاسم الكعكة اللذيذة!

اعتقد أن العراق بلد لا تنقصه الأموال ولا الكوادر البشرية لتنفيذ مئات الجسور لحماية أرواح الناس ولكن تنقصه الضمائر الحية الشريفة، في كثير من مواقع المسؤلية، مع الأسف.

ولمن عميت بصائرهم وجفت ضمائرهم من بعض المسؤلين أضع مقترحا متواضعا لتنفيذ حملة جسور المشاة، وهو ان تتكفل كل دائرة او جامعة او شركة بنصب جسر مشاة أمامها وأن يخصص الجسر لنشر إعلانات دعائية ولوحات ولافتات وصور  وفق اختصاص كل جهة وطبيعة عملها!

كلفة جسر المشاة الحقيقية لا تتجاوز ٥٠ مليون دينار عراقي، ونشر الإعلانات المجانية لمدة عشرين سنة لصالح الجهة المشيدة يمكن ان يفي بهذا المبلغ!

تمويل بناء جسور المشاة يمكن ان يعزز من قبل الموسرين والمحسنين فمن يتكفل ببناء جسر في منطقته يسمى الجسر باسمه وتوضع صورته وسيرته الذاتية في مكان بارز فوق الجسر، ليكون قدوة في عمل الخير في مقابل قدوة السوء الذين يبعثرون الأموال الفاسدة المسروقة من أفواه الجائعين تحت أقدام بنات الليل!

اضف تعليق