q
إنه فصل الشتاء، إعلان بداية موسم الإنفلونزا السنوي، الجميع يعد نفسه لتفادي الإصابة بالفيروس، ومن ذا الذي يقف في وجه فيروس أودى بحياة ما يزيد عن 40 مليون إنسان في سنة واحدة؟ على الجهة الأخرى الصيادلة على أهبة الاستعداد، يزيدون من تعبئة الأدوية المعالجة لأعراضه. فالشتاء فصلهم المميز لجمع المال...

إنه فصل الشتاء، إعلان بداية موسم الإنفلونزا السنوي، الجميع يعد نفسه لتفادي الإصابة بالفيروس، ومن ذا الذي يقف في وجه فيروس أودى بحياة ما يزيد عن 40 مليون إنسان في سنة واحدة؟ على الجهة الأخرى الصيادلة على أهبة الاستعداد، يزيدون من تعبئة الأدوية المعالجة لأعراضه. فالشتاء فصلهم المميز لجمع المال، وطالما كانت هذه هي القاعدة المتبعة في رأس العامة: كلما زادت الأمراض وتفشت، زاد إنتاج الدواء، وبالطبع زادت أرباح الصيادلة، ولكن كيف بدأت الإنفلونزا؟ إن كانت الوقاية خيرٌ من العلاج، فما هي أفضل الطرق للوقاية من هذا الفيروس المتجهم للبشرية كافة؟ وماذا عن أنسب علاج إذا ما نجح في معركته مع جهاز المناعة؟ وهل يجدي المضاد الحيوي نفعًا معه، أم أنه يعجز عن فعل شيء له؟

بداية ظهور الإنفلونزا، نشأ اسم الإنفلونزا في إيطاليا في القرن الخامس عشر من الاعتقاد بأن وباء الأمراض التنفسية "تأثر" بالنجوم، ويبدو أن وباء الإنفلونزا العالمي الموثق الأول قد وقع في عام 1580م. ويتتبع الأدب اليوناني القديم تقارير عن وجود إنفلونزا محتملة ترجع إلى عام 412 قبل الميلاد، ومن المُرجح أن تفشي الإنفلونزا الموسمية والأوبئة قد حدث سنويًا. ونظرًا لأن الإنفلونزا نادراً ما تسببت في وفيات كبيرة على نطاق عالمي، فإن تقارير الإنفلونزا في الأدبيات التاريخية تركز على أوبئة الإنفلونزا وليس على الإصابات الموسمية.

كيف يحدث الوباء؟ تحدث أوبئة الإنفلونزا عندما تظهر سلالة جديدة من الإنفلونزا لها تأثير عالمي على البشر، لأن معظم الناس – أو فئات عمرية معينة من السكان – لا يتمتعون بمناعة طبيعية ضد سلالة الإنفلونزا الجديدة، وبينما تؤثر فيروسات الإنفلونزا عادة على كبار السن وذوي المشاكل الصحية المزمنة، تميل أوبئة الأنفلونزا إلى التأثير أيضاً على الأشخاص الأصغر سنًا، سواء الأصحاء أو الذين يعانون من أمراض مزمنة. تبقى هذه الأوبئة وما خلفته من ضحايا، خالدة في ذاكرة البشرية، إلا أن وباء الإنفلونزا في عام 1918م، وما خلفه من ضحايا قُدر عددهم بنحو 50 إلى 40 مليون إنسان يظل هو الأبقى في الذاكرة، رغماً ما تبعه من أوبئة أخرى.

ما الفرق بين البرد والإنفلونزا؟ العادات الصحية الجيدة مثل تغطية السعال وغسل اليدين، يمكن أن تساعد في وقف انتشار الجراثيم ومنع أمراض الجهاز التنفسي في حالة غياب المصل.

بدايةً لا بد وأن نعرف الفرق بين الإنفلونزا ونزلات البرد – التي هي أمراض تنفسية تسببها فيروسات مختلفة – فإن هاذين النوعين من الأمراض لهما أعراض مشابهة، فمن الصعب تحديد الفرق بينهما على أساس الأعراض وحدها. لكن بشكل عام، تكون الإنفلونزا أسوأ من نزلات البرد، والأعراض فيها أكثر تنوعًا وشدة. أما نزلات البرد فلا، والأشخاص الذين يعانون من نزلات البرد أكثر عُرضة للإصابة بسيلان الأنف أو انسدادها، ولا تسبب نزلات البرد بشكل عام مشاكل صحية خطيرة، مثل الالتهاب الرئوي، ولكن يمكن أن يكون للإنفلونزا مضاعفات خطيرة مرتبطة بها. إضافةً إلى ما اعتمدته مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) أن الإنفلونزا، يصحبها ارتفاع درجة الحرارة، والسعال، والتهاب الحلق المتوسط، وآلام العضلات والجسم، والصداع والشعور بالإرهاق.

كيف نحمي أنفسنا؟ القاعدة الطبية الأبدية: الوقاية خير من العلاج، وطبقًا لما توصي به مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) فإن أفضل طريقة لمنع الإنفلونزا الموسمية هي الحصول على اللقاح (المصل) كل عام. لكن العادات الصحية الجيدة مثل تغطية السعال وغسل اليدين، يمكن أن تساعد في وقف انتشار الجراثيم ومنع أمراض الجهاز التنفسي في حالة غياب المصل. هناك أيضاً الأدوية المضادة للفيروسات التي يمكن استخدامها لعلاج الإنفلونزا، وهذه بعض النصائح التي تُجنبك الإصابة بالعدوى:

1. تجنب الاتصال عن قرب: تجنب الاتصال الوثيق مع الناس الذين يعانون من المرض، عندما تكون مريضًا، كُن على مسافة من الآخرين لحمايتهم من الإصابة بالمرض أيضاً.

2. الزم المنزل عندما تكون مريضًا: إذا كان ذلك ممكنًا، فابقَ في المنزل من العمل عندما تكون مريضاً، سيساعد هذا على منع انتشار مرضك للآخرين.

3. غطِّ فمك وأنفك: غطِّ فمك وأنفك بمنديل عند السعال أو العطس، حتى تمنع من هم حولك من الإصابة بالمرض؛ إذ تنتشر الأنفلونزا وغيرها من أمراض الجهاز التنفسي الخطيرة، مثل الفيروس المخلوي، والسعال، والمتلازمة التنفسية الحادة، عن طريق السعال أو العطس أو اليدين غير النظيفة.

4. نظف يديك: إن غسل اليدين كثيرًا يساعد على الحماية من الجراثيم، إذا لم يتوفر الصابون العادي والماء. لا تستخدم الصابون القاتل للبكتيريا كثيرًا، لأنه يساعد في انتشار سلالات بكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية.

5. تجنب لمس عينيك أو أنفك أو فمك: غالبًا ما تنتشر الجراثيم عندما يلمس الشخص شيئًا ملوثًا بها ثم يلمس عينيه أو أنفه أو فمه، فكن حذرًا.

6. مارس عادات صحية جيدة أخرى: نظف وطهر الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر في المنزل أو العمل أو المدرسة، خاصةً عندما يكون في المكان مصابًا. احصل على الكثير من النوم، وكن نشطًا جسديًا، نظم مجهودك، واشرب الكثير من السوائل الدافئة، وتناول الطعام المغذي، والمفيد لجهاز المناعة، كالبرتقال، الثوم، والبصل، وغيرهم من الخضراوات والفواكه الطبيعية.

يمكن أن تقلل مخففات الألم والالتهاب - دون وصفة طبية - من أعراض البرد والانفلونزا، ولكنها لن تعالج العدوى الفيروسية الأساسية، التي يمكن أن تعالج بأدوية مضادة للفيروسات كخط دفاع ثان، بدون المصل

يمكن أن تقلل مخففات الألم والالتهاب – دون وصفة طبية – من أعراض البرد والانفلونزا، ولكنها لن تعالج العدوى الفيروسية الأساسية، التي يمكن أن تعالج بأدوية مضادة للفيروسات كخط دفاع ثان، بدون المصل.

رغم هذه الخطوات القوية، لمنع الإصابة بالفيروس، إلا أنه قد يتمكن من التسلل إلى الجسم واختراق جهاز المناعة الحصين، وحينها سيُقلب جسدك إلى ساحة معركة كبيرة، بين الإنفلونزا، وجهاز المناعة. ومن ثم ستكون الأعراض كارتفاع درجة الحرارة، وانسداد الأنف، نتيجة لهذه المعركة، ولن يكون في وسعك إلا معالجة الأعراض حتى تنتهي الحرب، ويقضي الجسم على الفيروس، ولكن كيف نعالج الأعراض؟

1. العلاج بالأعشاب والمكملات، ليس هناك الكثير من الدعم السريري القوي لفعالية العلاج العشبي، ولكن العديد من الناس يعتقدون أن الأعشاب يمكن أن تساعد في منع أو علاج أعراض البرد والإنفلونزا، وهذا ما يسمى بتأثير الدواء الوهمي (Placebo Effect) غير أن بعض الدراسات تشير إلى أن عرق السوس يساعد في علاج التهاب الحلق. كما يساعد النعناع في تخفيف البلغم، في حين أنه لا يوجد دليل قوي، وقاطع على أن المكملات الغذائية يمكن أن تساعد في علاج البرد أو الإنفلونزا، تشير الأبحاث إلى أن فيتامين C حمض الأسكوربيك والزنك المعدني قد يقللان من شدة وفترة البرد.

2. العلاج المُصنَّع، يمكن أن تقلل مخففات الألم والالتهاب – دون وصفة طبية – من أعراض البرد والانفلونزا، ولكنها لن تعالج العدوى الفيروسية الأساسية، التي يمكن أن تعالج بأدوية مضادة للفيروسات كخط دفاع ثان، بدون المصل. وهناك العديد من الأدوية بدون وصفة طبية متاحة لأعراض البرد والانفلونزا، بما في ذلك: اسيتامينوفين، باراسيتامول، وهو آمن جدًا، إلا في مرضى الكبد يمنع استخدامه، ايبوبروفين، سودوفيدرين، ومستحلبات الحلق. يجب مراجعة الصيدلي أولًا أو الطبيب للتأكد من تناول الدواء المناسب، بالجرعة المناسبة، التي لا تتعارض مع أي مرض آخر، باختلاف كل حالة مرضية، وتنوع الفئة العمرية.

ومع ذلك، فإن هذه الأدوية لها آثار جانبية ويمكن أن تشكل خطرًا صحيًا على المرضى الذين يعانون من أمراض موجودة مسبقًا، مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب أو الحساسية، والتي يمكن أن تخفف الراحة المنزلية، مع السوائل الدافئة، وتناول الأطعمة الغنية بفيتامين C والزنك من حدة الأعراض ومدة المرض. وتحذر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية من أن استخدام الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، مثل الأيبوبروفين، يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية وسكتة دماغية. كما يرتبط الاستخدام المتكرر لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية على مدى فترات زمنية طويلة أيضاً بالنزيف المعوي.

الكارثة، الإنفلونزا ونزلات البرد أمراض فيروسية، لا علاقة لعلاجها بالمضادات الحيوية التي تعالج الأمراض البكتيرية فقط، ولقد شاع هذه الأيام وصف المضادات الحيوية، بين العامة للأطفال والكبار، دون أي علم، بالكارثة التي يسببها الناصح للمريض. ناهيك عن فشل العلاج من الأساس، الأمر أشبه بكونك تضع الملح في الشاي. الشيء المحزن أن الكثير من الصيادلة والأطباء لا يجدون أسهل من صرف المضادات الحيوية، في هذه الحالات، لا لشيء إلا لجمع المال، وتعجيل الشفاء، وهو ما يعود بالضرر على الجسم. ناهيك عن أنه لا يُعطي المريض معلومة صحيحة عن مدى خطورة الانقطاع عن استكمال الجرعة العلاجية. تأكد من أنك مصاب بعدوى بكتيرية بسؤال صيدلي ما زال ضميره يقظًا، قبل تناول أي مضاد حيوي، وإذا ما فعلت، فأكمل الجرعة العلاجية، حتى لا تُصاب ببكتيريا مقاومة للمضاد الحيوي.

اللقاح ضد الإنفلونزا: مفيد لكنه لا يخلو من تأثيرات جانبية

مع اقتراب موسم الأنفلونزا تزداد أهمية التطعيم ضد هذا المرض من اجل توفير حماية أفضل، سيما لبعض الفئات. بيد أن اللقاح قد يحمل تأثيرات جانبية. نقدم أبرز التأثيرات الجانبية التي قد تصيب من يتلقى التطعيم وكيفية التقليل منها.

تشكل الأنفلونزا مخاطر صحية عدة، ولحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر، يتم توفير لقاحات متغيرة سنويًا. وتهدف اللقاحات إلى تقوية جهاز المناعة ضد الأنفلونزا مما يحفز جهاز المناعة لإنتاج الأجسام المضادة اللازمة لمحاربة الفيروسات.

وبحسب موقع فيتال الصحي يقضي الجسم بضعة أيام في إنتاج الأجسام المضادة. ولذلك، قد تحدث أعراض تشبه البرد. رغم فاعلية التطعيم، يمكن أن تظهر بعض الآثار الجانبية، وتختلف هذه الأعراض بحسب طبيعة الجسم وقوة تحمله إلا أن أبرز هذه التأثيرات كانت كما يلي:

ـ احمرار أو تورم في مكان الحقن

ـ ألم في اليد التي تمت بها عملية التطعيم

ـ أعراض البرد مثل الحمى، والرعشة أو التعرق، والتعب، والصداع، وآلام في العضلات أو الجسم

ـ أي شخص تم تطعيمه بلقاح فيروس الأنفلونزا قد يعاني من انسداد أو سيلان في الأنف.

تختفي هذه الأعراض من تلقاء نفسها بعد يوم أو يومين وعادة ما تكون غير ضارة. تحدث تفاعلات الحساسية الفورية فقط في حالات نادرة جدًا.من الممكن أيضًا الإصابة بالتهاب الحلق وكذلك الصداع وآلام الجسم. لذلك يجب عليك عدم ممارسة الرياضة بعد التطعيمحتى يتمكن الجسم من التركيز على جهازه المناعي.

بحسب مجلة فوكوس الألمانية، والتي نشرت أيضا عن الموضوع، يجب أن يكون هناك انتباه خاص للأشخاص الذين يعانون من حساسية معينة حيث قد تظهر آثارا جانبية أكثر خطورة. يشمل ذلك الحكة واحمرار الجلد، وفي حالات نادرة قد تحدث مشاكل في الدورة الدموية وضيق التنفس. فإذا ظهرت عليك هذه الأعراض عليك مراجعة الطبيب على الفور.

يشار إلى أن الأطفال الذين يتلقون التطعيم باستخدام رذاذ الأنف قد يعانون من سيلان أو انسداد الأنف. تختفي الأعراض من تلقاء نفسها بعد بضعة أيام.

من يجب أن يحصل على التطعيم؟ ينصح الأطباء بتلقي التطعيم، خاصة للأفراد فوق سن 60 والمصابين بأمراض مزمنة. كما يُشجع على تلقي التطعيم للحماية الفردية ولخلق حماية جماعية. أيضا الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل الربو أو السكري أو أمراض القلب والأوعية الدموية كذلك النساء الحوامل (ابتداء من الشهر الرابع) ينصحون أيضا بتلقي اللقاح. كذلك المقيمين في دور رعاية المسنين وأيضا الأشخاص الذين لديهم خطر متزايد للإصابة، مثل المعلمين أو الأطباء ينصحون بأخذ اللقاح.

بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وسنتين، يوصى بتطعيم الأنفلونزا فقط في حالات خاصة وبحسب مشورة الطبيب.

من المهم التأكيد على ضرورة الحصول على التطعيم قبل بدء موسم الأنفلونزا بوقت طويل، حيث إن الحماية من التطعيم لا تتطور إلا بعد حوالي أسبوعين. يتم تقديم التطعيم عادة في الخريف. ومن المهم أيضًا معرفة أن التطعيم ضد الأنفلونزا لا يوفر حماية بنسبة 100% ضد العدوى. ومع ذلك، يمكن أن يساعد في تخفيف مسار الأنفلونزا وتجنب المضاعفات.

هذه أنواع فيروسات الإنفلونزا

توجد عدة أنواع من فيروسات الإنفلونزا التي تتغير من سنة إلى أخرى، ويؤثر بعضها بشكل كبير على كبار السن، في حين تستهدف أنواع أخرى الشباب والبالغين.

وفي تقرير نشرته مجلة "كويداتي بلوس" الإسبانية، تقول الكاتبة كوفادونغا دياز إن الاهتمام بفيروسات الإنفلونزا تراجع كثيرا في فصل الشتاء الماضي بسبب انتشار وباء "كوفيد-19″، لكنها عادت مجددا إلى الواجهة في الشتاء الحالي.

وحسب الكاتبة، توجد 4 أنواع رئيسية من فيروسات الإنفلونزا، بينها اثنان هما "إنفلونزا إيه" (Influenza A) و"إنفلونزا بي" (Influenza B) ينتقلان بين البشر، وقد يتسببان في انتشار الأوبئة.

ويقول رئيس قسم المراقبة الوبائية بوزارة الصحة في إقليم أستورياس البروفيسور إسماعيل هويرتا إن "سلوك هذه الفيروسات يتشابه في بعض النواحي، لكن هناك اختلافات جوهرية بينها، تؤثر بعض أنواع الفيروسات على كبار السن بشكل أكبر، في حين يستهدف البعض الآخر الشباب والبالغين".

وبالنسبة لفيروسات إنفلونزا "إيه" (A) فسنتحدث عن نوعين فرعيين هما "إتش1 إن1″ (H1N1) و"إتش3 إن2" (H3N2).

إنفلونزا الخنازير "إتش1 إن1" هي أحد فيروسات إنفلونزا "إيه"، والتي تؤثر على الشباب والبالغين أكثر من المسنين، ويعود ذلك إلى أن هذا الفيروس يتميز بتركيبة مشابهة لتلك التي تسببت في وباء عام 1

وفي الواقع، أصيب الكثير من كبار السن الذين ولدوا في عشرينيات القرن الماضي بالإنفلونزا الإسبانية، مما أكسبهم نوعا من المناعة في مواجهة هذا الفيروس.

ويوضح البروفيسور هويرتا أن هذه الحصانة ليست كاملة، لكنها ساهمت في حماية كبار السن من هذا الفيروس باستثناء من يعانون من السرطان أو أمراض مزمنة أخرى تؤثر على مناعتهم.

ينتمي فيروس "إتش3 إن2" إلى عائلة فيروسات إنفلونزا "إيه"، وقد ظهر في ستينيات القرن الماضي، ويصيب المسنين أكثر من غيرهم، وغالبا ما يرتبط بتفشي الأوبئة الخطيرة التي تتميز بارتفاع حالات الدخول إلى المستشفى والإقامة في وحدات العناية المركزة ونسبة الوفيات.

بالنسبة لفيروسات إنفلونزا "بي" (B) لا يتعلق الأمر بفيروسات فرعية، بل سلالات، وتحديدا سلالة فيكتوريا (Victoria lineage) وسلالة ياماغاتا (Yamagata lineage)، وهي فيروسات يمكن أن تتسبب في موجات وبائية.

سلالة فيكتوريا هي نوع من الفيروسات التي طرأت عليها الكثير من الطفرات على مر السنين، وهو ما يجعلها تنتشر باستمرار لأن الأشخاص الذين أصيبوا بها يمكن أن تنتقل إليهم العدوى مرة أخرى. في المقابل، تتغير فيروسات ياماغاتا بشكل طفيف ولا تنتشر بشكل كبير.

يؤكد هويرتا أنه من الصعب التنبؤ بفيروس الإنفلونزا الذي يمكن أن ينتشر في الفترة القادمة، ويضيف "حدث انتشار نسبي لفيروس "إتش3 إن2″ في جنوب غرب أوروبا، لكننا ما زلنا لا نعرف إن كان سينتشر في إسبانيا، سيعتمد موسم الإنفلونزا كثيرا على سلوك الناس وطبيعة القيود المفروضة عليهم، بالتأكيد سيكون الوضع مشابها في جميع أنحاء أوروبا لأنه فيروس عالمي، إذا كان هناك تنقل أقل بين الدول فمن الصعب أن نشهد موجات وبائية كبيرة".

وكان فيروس "إتش3 إن2" قد انتشر في إسبانيا خلال شتاء 2017/2016، وتم تسجيل عدد كبير من الحالات الخطيرة والوفيات، وفي الشتاء التالي انتشر النوع الفرعي من سلالة فيكتوريا.

لِماذا يجب عليك تلقي لقاح الإنفلونزا الآن وليس عندما يبلغ تفشي الفيروس ذورته؟

توصي المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها بأن يتلقى كل شخص يبلغ من العمر 6 أشهر وما فوق لقاح الإنفلونزا السنوي، غير أن غالبية الناس لم يقدموا على ذلك حتى الآن. وحصل فقط 22.7% من البالغين و20.8% من الأطفال على لقاح الإنفلونزا هذا الخريف، بحسب ما أظهرته بيانات الوكالة في 14 أكتوبر/ تشرين الأول.

ولكن، لماذا من المهم أن يتلقى كل شخص مؤهل لقاح الإنفلونزا؟ ما مدى فعاليته؟ هل ما زال الأشخاص الذين أصيبوا بالإنفلونزا من قبل بحاجة إلى لقاح؟ لماذا هو ضروري كل عام؟ ما هو أفضل وقت للحصول عليه؟ وماذا يجب أن يفعل الناس أيضًا للبقاء في صحة جيدة مع برودة الطقس؟

وتجيب الدكتورة ليانا وين عن هذه الأسئلة، وهي خبيرة طبية لدى CNN Wellness، وطبيبة طوارئ وأستاذة السياسة الصحية والإدارة بكلية معهد ميلكن للصحة العامة في جامعة جورج واشنطن. كما شغلت سابقًا مركز مفوضة الصحة في بالتيمور.

دكتورة ليانا وين: كلا. لم يبلغ موسم الإنفلونزا ذروته بعد. ستوفر الصيدليات والعديد من عيادات الأطباء لقاح الإنفلونزا، لذا اتصل مسبقًا وحدد موعدًا لتلقي اللقاح. من الجيد أن تتلقى لقاح الإنفلونزا بأي من هذه الأماكن، لكن لا تتأخر في الحصول عليه.

CNN: هل مفيد الانتظار حتى وقت لاحق، عندما يبلغ موسم الإنفلونزا ذروته؟

دكتورة ليانا وين: لا يجب الانتظار. من الأفضل تلقّي اللقاح قبل بلوغ ذروة موسم الإنفلونزا الذي يصادف عادة بين ديسمبر/ كانون الأول ومارس/ آذار. ولكن، الإنفلونزا تنتشر بالفعل، ويمكن أن تصاب بالعدوى قبل موسم الذروة. إذا تلقيت اللقاح الآن، فسوف يحميك خلال موسم الإنفلونزا هذا العام.

CNN: لماذا من المهم لكل شخص مؤهل تلقّي لقاح الإنفلونزا؟

دكتورة لينا وين: يمكن أن تكون الإنفلونزا خطيرة، ويتمتع لقاح الإنفلونزا بتأثيرين إيجابيين. الأول، يتمثّل بتقليل فرصة الإصابة بمرض خطير. بحسب الدراسات التي تستشهد بها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها. والمرضى الذين تلقوا اللقاح أقل عرضة لخطر دخول وحدة العناية المركزة بنسبة 26%، كما انخفض خطر وفاتهم جرّاء الإنفلونزا بنسبة 31% مقارنة بالأفراد الذين لم يتلقوا اللقاح. وبين عامي 2019-2020، منع لقاح الإنفلونزا ما يقدر بـ105 آلاف حالة استشفاء.

الثاني، يتمثّل بالحصول على لقاح الإنفلونزا للتقليل من العدوى. وتعتمد الفعالية الدقيقة للقاح على مدى مطابقة اللقاح الذي تم تطويره مع السلالات المتداولة، لكنها تتراوح بشكل عام بين 40% و60%.

CNN: هل من أصيبوا بالإنفلونزا سابقًا يحتاجون إلى لقاح؟

دكتورة لينا وين: إذا كنت مصابًا بالإنفلونزا في السنوات الماضية، فنعم، ما زلت بحاجة إلى تلقي لقاح الإنفلونزا هذا العام. لأنّ المناعة التي طورتها في السابق تراجعت.

وقد يعتبر العديد من الأشخاص أن لديهم إصابة بالإنفلونزا، بينما يعانون في الحقيقة من نزلة برد، أو عدوى فيروسية أخرى. أسمع من مرضاي أنهم لا يحتاجون إلى لقاح الإنفلونزا هذا العام لأنهم أصيبوا بالفعل بالإنفلونزا، لكن لم تثبت إصابتهم بالإنفلونزا مطلقًا. الإصابة بفيروس آخر لا يحميك من الإنفلونزا، وما زلت بحاجة إلى الحصول على لقاح الإنفلونزا.

CNN: لماذا يُعد تلقي لقاح الإنفلونزا ضروريًا كل عام؟

دكتورة لينا وين: يُوصى بتلقي لقاح الإنفلونزا على أساس سنوي لسببين. أولاً، ضعف المناعة يعني أن الحماية التي تلقيتها من لقاح الإنفلونزا العام الماضي لن تُسعفك خلال موسم الإنفلونزا هذا العام. ثانيًا، تختلف سلالات الإنفلونزا المنتشرة من عام لآخر، وبالتالي تستهدف الجرعة السلالات التي يتوقع أن تكون أكثر هيمنة هذا العام.

CNN: ما هو التوقيت الأفضل للحصول على اللقاح؟

دكتورة لينا وين: تُعتبر الفترة بين أواخر سبتمبر/ أيلول ومطلع أكتوبر/ تشرين الأول مثالية. ويتم ذلك قبل ذروة موسم الإنفلونزا، وتستمر فعالية اللقاح خلال فصل الشتاء.

CNN: ما الذي يجب على الناس فعله أيضًا للبقاء في صحة جيدة مع زيادة برودة الطقس؟

دكتورة لينا وين: تأكد أيضًا من حصولك على لقاح "كوفيد-19" المحدث بالتزامن مع لقاح الإنفلونزا. إذا كان عمرك 60 عامًا وما فوق، استشر مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بشأن الحصول على لقاح RSV (الفيروس المخلوي التنفسي) الجديد.

CNN: هل هناك أي شيء آخر يجب على الناس مراعاته إضافة إلى اللقاح؟

دكتورة لينا وين: المحافظة على نظافة اليدين أمر مهم. اغسل يديك كثيرًا. استخدم معقم اليدين بعد لمس الأسطح العامة شائعة الاستخدام مثل مقابض الأبواب، وأزرار المصعد. قد يختار بعض الأفراد ارتداء الأقنعة عندما يتواجدون في أماكن داخلية مزدحمة.

كيف يمكنك التمييز بين الإنفلونزا ونزلة البرد؟

الطقس بارد والوقت شتاء وأنت تشعر بالتعب والإعياء وآلام في المفاصل؟ عوارض مرضية متشابهة بين الإنفلونزا ونزلة البرد وقد تختلط على البعض. فكيف يمكن أن تفرق بينهما؟

تزداد حالات الإصابة بأمراض الإنفلونزا ونزلات البرد في الشتاء. حين نشعر بحكة ما في البلعوم ورشح الأنف والصداع والحمى والآلام في المفاصل، يكون نظامنا المناعي في أوج عمله. لكن كيف لنا التمييز بين نزلة برد عادية وبين الإصابة بالإنفلونزا الحقيقة؟ الأمر بسيط، من خلال معرفة أعراضهما يمكننا التمييز بينهما.

أهم أعراض الإنفلونزا، الإنفلونزا مرض فيروسي معد، عادة ما ينتشر خلال فصل الشتاء بين نوفمبر/ تشرين الثاني وفبراير/شباط. وبينما تبدأ نزلة البرد خلسة وبالتدريج، تظهر أعراض الإنفلونزا على حين غرة، حيث يكون المصاب على ما يرام لكنه يعاني في اللحظة التالية من الصداع وآلام المفاصل والارتجاف بشدة والإعياء.

ومن أعراضها الأخرى الإصابة بالحمى ونوبات التعرق الشديد، حيث تتجاوز درجة الحرارة في العادة الـ 38 درجة مئوية ويمكن أن تصل إلى 41 درجة. ويقول الأطباء لموقع "تيليكوم" الألماني إنه من الممكن ألا يُصاب الشخص الذي يعاني من الإنفلونزا بالحمى في بعض الحالات، لكن ذلك لا يغير من طريقة معالجتها.

يكون الشخص المصاب بالإنفلونزا عاجزاً عن إدارة متطلبات حياته اليومية كالمعتاد، فيتوجب عليه البقاء في السرير، إذ تسبب الإصابة التعب والإعياء الشديدين. كما تترافق في الكثير من الحالات لاحقاً بالسعال الجاف والزكام.

علاج الإنفلونزا، تساعد الأدوية الخاصة المسماة طبياً بـ "مثبطات نورامينيداز" في منع تكاثر الفيروسات، مما يخفف من أعراض الإنفلونزا وتقلل فترة الإصابة بها ليوم واحد على الأقل.

لكن هذه الأدوية لا تكون فعالة إلا في اليومين الأولين لبدء الإنفلونزا، وإذا ما أخذها المصاب في مرحلة متقدمة من المرض، فإنها لا تجدي نفعاً. والنصيحة الأهم هنا هي البقاء في السرير للراحة وشرب السوائل. وهناك الكثير من الوصفات كشاي أزهار الزيزفون وشاي أزهار الخَمَان وشاي البابونج.

أما في حالات الإصابة بالإنفلونزا الشديدة فيمكن أن تظهر أعراض إضافية جراء البكتيريا، التي لا يمكن معالجتها إلا بالمضادات الحيوية، لكن الأخيرة ليس لها فاعلية ضد فيروسات الإنفلونزا.

أهم أعراض نزلات البرد، على العكس من الإنفلونزا تبدأ أعراض الإصابة بنزلة البرد خلسة وبشكل تدريجي، وأولى أعراضها التهاب الجزء الأعلى من المجاري التنفسية، وغالباً ما يكون مسببها فيروسات الزكام. وفي العادة يشعر المصاب أولاً بحِكّة مزعجة في البلعوم، يمكن أن تتحول لاحقاً إلى آلام أيضاً. وبعد ذلك تُصاب الأغشية المخاطية بالانتفاخ ومن ثم يبدأ الرشح من الأنف.

كما يشعر المصاب بالصداع وانسداد الأنف والسعال المؤلم وتراجع السمع بسبب الشعور بضغط على الأذنين. وفي العادة تستمر هذه الأعراض لمدة أسبوع. ومن المهم الخلود إلى الراحة التامة وأن يحصل المصاب على قسط كافٍ من النوم وتجنب الإجهاد الجسدي كي لا تطول فترة الإصابة.

ماذا تأكل وتشرب عند الإصابة بالإنفلونزا لتحسين حالتك وفقا للأطباء!

عندما تصاب بالإنفلونزا، غالبا ما يكون الطعام هو آخر شيء يدور في ذهنك. وقد لا تشعر بالرغبة في تناوله أو ربما تشعر بالغثيان من فكرة تناول أي غذاء.

وربما يدفع المرض الكثيرين للبحث عبر الإنترنت عن علاجات منزلية قد تساعد في تحسين الأعراض وتسريع الشفاء من الإنفلونزا.

ومع اقتراب موسم الإنفلونزا، يقدم عدد من الأطباء والخبراء مجموعة من النصائح للتعامل مع الحالة عن طريق الطعام.

-ماذا تشرب عندما تصاب بالإنفلونزا؟

الماء هو أفضل شيء يمكنك تناوله لمساعدتك في التغلب على الإنفلونزا.

ويقول إيان نيلينجان، العضو المنتدب في جامعة ستانفورد للرعاية الصحية، لموقع بزنس إنسايدر: "أثناء الإصابة، يزداد معدل الأيض الأساسي في الجسم، ما قد يؤدي إلى زيادة فقدان السوائل، وتحتاج إلى زيادة الترطيب بالماء لتخفيف هذه الخسائر".

ويشير نيلينجان إلى ضرورة تجنب بعض المشروبات مثل المشروبات الغازية والمشروبات الرياضية والعصائر بسبب محتواها العالي من السكر. ويمكن أن تسبب الكميات الكبيرة من السكر الإسهال، ما يؤدي إلى زيادة الجفاف.

أما بالنسبة للمشروبات البديلة منخفضة السكر مثل القهوة والشاي، فاختر المشروبات الخالية من الكافيين. حيث يمكن أن يسبب الكافيين الصداع والعصبية، ما قد يجعلك تشعر بسوء، خاصة إذا كنت تجمعه مع أدوية الزكام والإنفلونزا المتاحة دون وصفة طبية.

-ماذا تأكل عندما تصاب بالإنفلونزا؟

تأتي الإنفلونزا مع عدد كبير من الأعراض السيئة، بما في ذلك آلام العضلات وسيلان الأنف والقيء والإسهال. ولا تؤدي هذه الأعراض إلى الجفاف فحسب، بل تستنزف أيضا العناصر الغذائية المهمة والسعرات الحرارية، والتي تعد أساسية لتزويد الجسم بالطاقة التي يحتاجها لمحاربة العدوى.

ولهذا السبب، بالإضافة إلى الماء، يجب أن تأكل الطعام لتعويض ما فقدته. ويوصي تشارلز بيترز، العضو المنتدب في نظام Mayo Clinic الصحي، بهذه الأطعمة:

-مرق الخضار، حساء الدجاج:

يحتوي المرق وحساء الدجاج على كميات كبيرة من الصوديوم الذي يمكن أن يساعد الجسم على البقاء رطبا عن طريق جعلك تحتفظ بالماء.

ويجب توخي الحذر بالنسبة لأولئك الذين يعانون من حالة طبية تتطلب اتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم.

-الزبادي:

يشار إلى أن الزبادي غني بالبروتين والكالسيوم والزنك وفيتامينات B وفيتامين D، والتي يمكن أن تساعد في تقليل الخلل المعوي. كما أنه يحتوي على عدد من البروبيوتيك التي تعزز الهضم الصحي. وقد يساعد ذلك مرضى الإنفلونزا الذين يعانون من الغثيان أو القيء.

-الفواكه الغنية بفيتامين C والخضار الورقية والبروكلي:

تعد الخضروات الورقية والبروكلي والفواكه، مثل البرتقال والفراولة والأناناس والكيوي والمانغو، مصدرا غنيا بفيتامين C، والذي أظهرت الدراسات أنه يمكن أن يقلص مدة المرض.

ويعد فيتامين سي فعالا بشكل خاص في المساعدة على محاربة نزلات البرد.

-دقيق الشوفان:

يمكن للألياف الموجودة في دقيق الشوفان أن تخفف من مشاكل المعدة والأمعاء.

وتشير الدراسات الأولية إلى أن بعض العلاجات الواعدة الأخرى تشمل الثوم والجينسنغ، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة العلمية لإثبات أن هذه العلاجات تعمل مع معظم الناس.

اضف تعليق