خبر اعتقال 400 من الجزائريين الشيعة بتهمة نشر التشيع، وذلك بعد عودتهم إلى الجزائر قادمين من كربلاء بعد أداء مراسيم الزيارة الأربعينية، هو خبر يفتح بوابة كبيرة لطرح (المسألة الشيعية) في دول شمال أفريقيا والمغرب العربي التي انتشرت فيها أيضا فايروسات التكفير والتطرف والخوف غير المبرر من التشيع، والتي بدأنا نسمع فيها دعوات أصولية تكفيرية متطرفة لمواجهة ما يسمى هناك بالمد الشيعي أو خطر التشيع وخاصة في المملكة المغربية التي بدأت مؤخرا بالتضييق على العراقيين وعدم منحهم التأشيرات بسبب الخوف من التشيع!!
وهنا نتساءل: ما هو الخطر الفعلي الذي يشكله التشيع في هذه الدول فضلا عن غيرها؟، هل يدعو التشيع إلى تكفير الآخر واستباحة دمه كما تفعل الوهابية مثلا؟، هل صنع التشيع تنظيمات تكفيرية ارهابية تذبح الناس لمجرد اختلافهم معها كما فعلت القاعدة وداعش وغيرهما من التنظيمات الإرهابية الخارجة من مفقس الشرور الوهابية؟
وللإجابة على هذه الأسئلة أقول: لا يشكل التشيع أي خطر على هذه الدول لأنه لا يكفر الآخر كما تفعل الوهابية، ولانه لا يفخخ السيارات ولا يفجرها وسط الأبرياء كما تفعل التنظيمات التي صنعتها الوهابية.
لماذا إذن هذا الخوف من التشيع؟
الجواب باختصار هو: ان هذا الخوف غير المبرر من التشيع هو خوف صنعته الوهابية ومن يدور في فلكها من المؤسسات الدينية التي اشترتها الوهابية بدولارتها الطائفية، تلك المؤسسات التي تحول فقهاؤها وخطباؤها ووعاظها إلى مجرد مرتزقة وموظفين صغار في البلاط الوهابي السعودي التكفيري الإرهابي.
المفارقة ان الجهة التي تروج للخوف من التشيع هي الجهة التي يجب أن نخاف منها ونخشاها والتي نشرت الإرهاب التكفيري في المغرب والمشرق وفي كل العالم وهي: الوهابية.
اضف تعليق